تُعد الحروق من أكثر الإصابات الجلدية شيوعًا وخطورة في آنٍ معًا، إذ تنتج عن التعرض المباشر للحرارة أو المواد الكيميائية أو الكهرباء أو الإشعاع، ويختلف تأثير الحروق باختلاف عمق الإصابة والمساحة المصابة، فقد تتسبب بحالات بسيطة يمكن علاجها منزليًا، أو تتحول إلى حالات طارئة تهدد الحياة.
إن فهم درجات الحروق وأساليب التعامل الأولي معها أمر بالغ الأهمية، خاصة أن علاج الحروق يختلف تمامًا بين حالة وأخرى. في هذا المقال، نسلط الضوء على أحدث طرق العلاج، من التدخلات المنزلية البسيطة إلى التقنيات الطبية المتقدمة لعلاج الحروق الشديدة.
ما هي الحروق؟
االحروق هي إصابات جلدية تنجم عن التعرض للحرارة أو المواد الكيميائية أو الكهرباء أو الإشعاع، وقد تشمل أيضًا الاحتكاك أو التلامس مع الأسطح الساخنة تتراوح شدتها بين خفيفة (مثل احمرار بسيط وطبقة سطحية من الجلد) إلى شديدة (مثل تلف كامل الجلد والأعصاب وربما الأنسجة تحت الجلد) يتوقف مدى خطورتها على عمق الإصابة ومساحة الجلد المتأثرة، بالإضافة إلى الموقع والحالة العامة للمصاب.
علاج الحروق ودرجات الحروق
يُعد علاج الحروق بمختلف درجاتها – سواء السطحية (الدرجة الأولى) أو العميقة (الدرجة الثانية والثالثة، وأحيانًا الرابعة) – من المواضيع الطبية ذات الأهمية الكبيرة، خاصةً أن الحروق تُعتبر من الإصابات الجلدية اليومية الشائعة في المنازل، ويجب أن يكون الطبيب والمُسعف على دراية تامة بكيفية التعامل معها وتقديم الرعاية المناسبة.
يشكل علاج الحروق عند الأطفال تحديًا خاصًا، حيث يختلف التعامل معهم عن البالغين بسبب رقة بشرتهم، وارتفاع خطر المضاعفات كالجفاف والصدمة. كما أن تطبيق الإسعافات الأولية للحروق يعد خطوة حاسمة لتقليل الضرر وتسريع الشفاء.
ماهي درجات الحروق
- الدرجة الأولى (سطحية) تشمل الطبقة الخارجية من الجلد (البشرة)، وتظهر على شكل احمرار وألم خفيف دون تقرحات. من الأمثلة: حروق الشمس البسيطة. تُشفى عادة خلال 5–7 أيام دون تندب.
- الدرجة الثانية (جزئية السماكة) تؤثر على طبقتي الجلد: البشرة والأدمة. وتُسبب ألمًا شديدًا، واحمرارًا، وتكوُّن فقاعات أو بثور. قد تستغرق الشفاء من أسبوعين إلى 3 أسابيع، وتترك أحيانًا تندبات.
- الدرجة الثالثة (كاملة السماكة) تتجاوز كل طبقات الجلد لتصل إلى الدهون تحت الجلد. يتميز الحرق بجلد صلب أو متفحم، وفقدان الإحساس في مركز الحرق بسبب تدمير النهايات العصبية. غالبًا ما يتطلب جراحة (مثل الطعوم الجلدية) وقد يُخلّف ندبات دائمة.
- الدرجة الرابعة (نادرة وشديدة للغاية) يمتد الحرق إلى الأنسجة العميقة، مثل العضلات، الأوتار، وحتى العظام. هذا النوع نادر جدًا وغالبًا ما يُصيب الأشخاص في الحوادث الكبيرة (كالحرائق أو الحروق الكهربائية الشديدة). يتطلب علاجًا جراحيًا معقدًا ورعاية حرجة.

أسباب الحروق الشائعة
تتعدد أسباب الإصابة بالحروق وتكاد لا تُحصى، وغالبًا ما تكون هذه الأسباب مسؤولة عن الحروق السطحية والخفيفة التي تُصيب مناطق محدودة من الجلد،تُعد المصادر الحرارية (Thermal Sources) من أشيع المسببات، وتشمل:
- النار والهب المكشوف
- السوائل الساخنة مثل الماء المغلي
- البخار
- ملامسة الأسطح المعدنية أو الزجاجية الساخنة
إضافة إلى ذلك، توجد أسباب أقل شيوعًا لكنها أكثر خطورة، وغالبًا ما تؤدي إلى حروق أعمق بحسب طبيعة العامل المسبب، ومنها:
- الحروق الكيميائية: تحدث نتيجة ملامسة الجلد للمواد الكاوية مثل الأحماض أو القلويات، وتوجد هذه المواد في المنظفات المنزلية أو مواد البناء.
- الحروق الشعاعية (Radiation Burns): تنتج عن التعرض المفرط لأشعة الشمس أو استخدام تقنيات الليزر (مثل إزالة الشعر بالليزر) دون حماية كافية.
- الحروق الكهربائية: وتُعد من أخطر أنواع الحروق بسبب تأثيرها العميق على الأنسجة الداخلية والقلب، حتى إن لم تظهر إصابة خارجية واضحة.
- الحروق الناتجة عن بعض المواد السامة:
قد تسبب بعض المواد الكيميائية السامة (مثل الفينولات وبعض المبيدات) تفاعلات كيميائية تؤدي لحروق واسعة النطاق أو متعمقة.
يتعرض الناس يوميًا لتلك الأسباب، لذا يجب على الطبيب اختيار العلاج الأنسب حسب نوع الحرق ودرجته، مع اتخاذ تدابير فورية في حالات الحروق الخطيرة، خاصة الكيميائية أو الكهربائية منها، لتفادي المضاعفات المحتملة.
مضاعفات الحروق
تُعد الحروق العميقة (الدرجة الثالثة وما فوق) والتي تُصيب نسبة كبيرة من مساحة الجلد خطيرة للغاية، وقد تُهدد الحياة، حتى الحروق من الدرجة الثانية قد تُسبب مضاعفات، خاصة في حال حدوث عدوى موضعية أو جهازية أو في حال تأخر العلاج المناسب، بينما لا تترك حروق الدرجة الأولى عادة ندبات أو تغييرات دائمة في الجلد إذا عُولجت بشكل سليم.
من أبرز مضاعفات الحروق المتوسطة إلى الشديدة:
- إنتانات موضعية أو معممة (Sepsis)
- انخفاض ضغط الدم الحاد وظهور أعراض الصدمة
- قصور في الأعضاء، مثل الكلى أو الكبد أو الرئتين
- اضطرابات نظم القلب، خاصة بعد الحروق الكهربائية
- مشاكل في التنفس نتيجة استنشاق الدخان أو الهواء الساخن (تتطلب أحيانًا تنبيبًا فوريًا)
- نقص حرارة الجسم (Hypothermia) نتيجة فقدان حرارة من سطح الجلد التالف
- الجفاف الشديد (Dehydration) نتيجة فقدان سوائل من سطح الجلد
- الندوب والتشوهات الجلدية التي قد تتطلب تدخلًا جراحيًا أو تأهيليًا لاحقًا
- تقلصات جلدية حول المفاصل تؤدي إلى تقييد الحركة
- وذمات نسيجية (Swelling) تؤثر على الدورة الدموية أو التنفس في بعض الحالات
- الحاجة للبتر في الحالات المتقدمة عند حدوث تآكل أو تعفن موضعي للأنسجة

الإسعافات الأولية للحروق وعلاج الحروق البسيطة في المنزل
يمكن علاج الحروق البسيطة (أي حروق الدرجة الأولى وبعض حروق الدرجة الثانية) في المنزل بسهولة، شرط اتباع بروتوكول صحيح، هذا النوع من الحروق لا يخترق كامل الجلد، وغالبًا لا يترك ندوبًا إذا تم علاج الحروق بشكل مناسب.
الخطوات الأساسية لعلاج الحروق البسيطة في المنزل
فيما يلي أهم الخطوات المعتمدة في الإسعافات الأولية لعلاج الحروق من الدرجة الأولى والثانية البسيطة:
- تبريد المنطقة المصابة فورًا
- ضع المنطقة المحروقة تحت ماء فاتر (وليس مثلجًا) لمدة لا تقل عن 10 دقائق.
- تجنّب استخدام الثلج مباشرة لأنه قد يزيد من تلف الأنسجة.
- في حال كانت الإصابة في الوجه، يمكن استخدام كمادات قماش نظيفة مبللة بالماء البارد.
- إزالة الإكسسوارات والأشياء الضيّقة بسرعة
- مثل الخواتم أو الساعات أو الأساور، لأنها قد تعيق الدورة الدموية في حال حدوث تورم.
- عدم ثقب الفقاعات الجلدية (البثور)
- تُعد الفقاعات في حروق الدرجة الثانية وسيلة طبيعية لحماية الجلد من العدوى.
- إذا انفجرت تلقائيًا، يجب تنظيف المنطقة بلطف وتطبيق مرهم مضاد حيوي (مثل الفيوسيدين أو سلفاديازين الفضة) لمنع الإنتان.
- تطبيق مرهم علاجي مناسب
- بعد تبريد الحرق وتنظيفه، يُنصح باستخدام كريمات مخصصة لعلاج الحروق مثل:
- ميبو® (MEBO): يحتوي على بيتا-سيتوستيرول ومستخلصات عشبية، وفعال في تسكين الألم وتعزيز التئام الجرح.
- أفو-ميب أو سيني-ميب بلس: بدائل فعالة أيضًا لحروق الدرجة الأولى والثانية البسيطة.
- بعد تبريد الحرق وتنظيفه، يُنصح باستخدام كريمات مخصصة لعلاج الحروق مثل:
- تغطية الحرق بضمادة معقمة
- استخدم شاشًا طبيًا معقمًا ولفّه بلطف على المنطقة.
- لا تضع القطن مباشرة على الحرق لأنه قد يلتصق بالجرح.
- تناول مسكنات الألم عند الحاجة
- مثل إيبوبروفين أو باراسيتامول، خاصةً إذا كان الحرق يسبب ألمًا متوسطًا إلى شديد.
- استخدام كريم الألوفيرا لحروق الشمس (Sunburns)
- يخفف الالتهاب ويرطب الجلد، ويُفضل استخدامه بعد التعرض المفرط للشمس.

تجنّب هذه الأخطاء الشائعة
- لا تضع الثلج مباشرة على الحرق.
- تجنب استخدام المواد التقليدية مثل:
- معجون الأسنان
- زيت الزيتون
- بياض البيض
- العسل (إلا تحت إشراف طبي في حالات خاصة)
- لا تستخدم القطن الطبي لتغطية الحرق. الشاش هو الخيار الأفضل.
علاج الحروق الخطيرة والواسعة الانتشار
تُعدّ الحروق العميقة والواسعة من الحالات الطبية الطارئة التي تتطلب رعاية متخصصة في المستشفى، حيث يكون الضرر واسعًا ويشمل طبقات الجلد العميقة وربما الأنسجة تحت الجلد، بما في ذلك الأعصاب، الأوعية الدموية، وحتى العضلات.
ورغم أن العلاج الأساسي يجب أن يتم على يد فريق طبي مختص، فإن الإسعافات الأولية السريعة من قبل المرافقين أو المسعفين قد تلعب دورًا محوريًا في تقليل المضاعفات وإنقاذ الحياة.ص
متى تُعتبر الحروق خطيرة؟
يجب اعتبار الحرق خطيرًا في الحالات التالية:
- حروق من الدرجة الثالثة أو الرابعة.
- حروق ناتجة عن مواد كيميائية أو تيار كهربائي.
- حروق تغطي أكثر من 10% من مساحة الجسم الكلية.
- حروق في مناطق حساسة مثل: الوجه، اليدين، القدمين، المفاصل، الأعضاء التناسلية.
- استنشاق الدخان أو الهواء الساخن، ما قد يُصيب المجاري التنفسية.
الخطوات الأساسية لعلاج الحروق الخطيرة
- الاتصال بالإسعاف على الفور
- حتى إن بدا أن الإصابة سطحية، فقد تكون الأضرار الداخلية شديدة، خصوصًا في الحروق الكهربائية أو الكيميائية.
- تأمين مكان الحادثة
- أبعد المصاب عن مصدر الإصابة (كهرباء، مواد كيميائية، لهب).
- تأكد من أن المُسعف في أمان قبل الاقتراب من المريض.
- فحص الوعي والتنفس
- إذا كان المصاب لا يتنفس، ابدأ الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) فورًا إن كنت مدربًا على ذلك.
- إزالة الملابس والإكسسوارات المحيطة بالحرق
- لا تحاول إزالة أي شيء عالق بالجلد المحترق.
- أزل بلطف أي خواتم أو ساعات أو ألبسة غير لاصقة بمنطقة الإصابة.
- تغطية منطقة الحرق
- استخدم شاشًا معقمًا أو قطعة قماش نظيفة وجافة لتغطية الجرح.
- لا تستخدم المراهم أو المواد المنزلية.
- رفع المنطقة المصابة إن أمكن
- يجب أن تكون منطقة الإصابة أعلى من مستوى القلب لتقليل التورم.
- مراقبة العلامات الحيوية للمريض
- راقب النبض، التنفس، والوعي حتى وصول الطاقم الطبي.
- احذر من تطور حالة الصدمة، والتي تشمل: شحوب، تعرق، تسارع في النبض، برودة الأطراف، وفقدان الوعي.
العمليات الجراحية والعلاج المهني Occupational therapy
إن الحروق الخطيرة، وخاصة تلك من الدرجة الثالثة والرابعة، قد تُسبب تندبات واسعة وتشوهات واضحة، بالإضافة إلى تيبّس الجلد، ومحدودية في حركة المفاصل بسبب الانكماش الجلدي والالتصاقات.
لذلك، يلجأ الأطباء لعلاج الحروق من خلال مجموعة من الإجراءات الجراحية والعلاجية التأهيلية التي تُسهم في تحسين الوظيفة الجسدية والمظهر التجميلي للمريض.
التدخلات الطبية الطارئة
- التنبيب Endotracheal Intubation
- عند حدوث حروق في الوجه أو استنشاق دخان ساخن، قد يُصاب المريض بـ:
- وذمة في الطرق التنفسية.
- تضيق في الرغامى أو انسداد.
- ضيق تنفس شديد قد يُهدد الحياة.
- لذلك، يقوم الأطباء فورًا بـإجراء التنبيب الرغامي لحماية مجرى الهواء، وهذا الإجراء يُعد منقذًا للحياة في مثل هذه الحالات.
- أنبوب التغذية (Feeding Tube)
- في حالات الحروق الشديدة، وخاصة إذا شملت منطقة الفم أو الحنجرة، قد يتعذر على المريض تناول الطعام فمويًا. لذا يُستخدم أنبوب تغذية (Nasogastric أو PEG) في أثناء علاج الحروق وذلك لضمان توفير العناصر الغذائية الضرورية لتعافي الجلد والأنسجة.
التدخلات الجراحية
- استئصال النُدب الجراحية Scar Excision
- في حال تشكُّل ندبة سميكة أو تقلصات جلدية تمنع تمدد الجلد أو التنفس (كما في الجذع)، يُجري الجراح استئصالًا للندبة مع إعادة ترميم المنطقة باستخدام:
- الطُعم الجلدي (Skin Graft): يُؤخذ الجلد من منطقة غير متأثرة ويُزرع في مكان الإصابة.
- الطُعم الجلدي الكامل أو الجزئي حسب عمق المنطقة المصابة.
- في حال تشكُّل ندبة سميكة أو تقلصات جلدية تمنع تمدد الجلد أو التنفس (كما في الجذع)، يُجري الجراح استئصالًا للندبة مع إعادة ترميم المنطقة باستخدام:
- 2. العمليات التجميلية (Reconstructive Surgery)
- بعد شفاء الحرق واستقرار الحالة، تُجرى عمليات تجميلية لمعالجة:
- التشوهات الشكلية.
- فقدان الأنسجة.
- ضعف حركة المفاصل أو الشفاه أو الجفون.
- بعد شفاء الحرق واستقرار الحالة، تُجرى عمليات تجميلية لمعالجة:
العلاج المهني والفيزيائي
يلعب علاج الحروق المهني دورًا حيويًا في:
- منع تصلب المفاصل الناتج عن التندب أو الجراحات.
- تحسين الأداء الحركي والوظيفي، خصوصًا في اليدين والوجه.
- إعادة تأهيل المريض نفسيًا ووظيفيًا لاستعادة حياته اليومية والعمل والدراسة.
تشمل العلاجات:
- تمارين التمدد والحركة.
- الجبائر (Splints) لتثبيت المفاصل في وضعية مناسبة.
- ارتداء ملابس ضاغطة (Pressure Garments) لتقليل التندب.
متى يخف ألم الحرق؟
مدة الألم تختلف باختلاف درجة الحرق:
- الدرجة الأولى: يخف الألم خلال ساعات إلى يومين مع العلاج المنزلي البسيط.
- الدرجة الثانية: قد يستمر الألم عدة أيام إلى أسبوعين، وغالبًا ما يُعالج بمسكنات قوية موضعية أو فموية.
- الدرجة الثالثة: قد يكون الألم أقل مباشرةً في مكان الحرق (بسبب تلف الأعصاب)، لكن الألم في المناطق المحيطة قد يستمر أسابيع أو أكثر، ويتطلب رعاية متخصصة.
المتابعة والتعافي بعد علاج الحروق
في الحروق الخفيفة، يقتصر العلاج غالبًا على العناية المنزلية، ويكون الشفاء كاملًا دون ندبات.
أما الحروق الواسعة أو العميقة، فتلزم:
- رعاية مستمرة في المستشفى أو العيادات الخارجية.
- تغيير الضمادات بانتظام.
- تلقي اللقاحات مثل لقاح الكزاز عند وجود جروح مفتوحة.
- استخدام مهدئات ومسكنات ألم عند الحاجة.
ختاماً، يبقى التعامل الصحيح والسريع مع الحروق هو العامل الأساسي في تقليل الألم والحد من المضاعفات المحتملة مثل التندب أو العدوى. وقد تطورت وسائل علاج الحروق لتشمل الرعاية الموضعية، والجراحات الترميمية، والعلاج الفيزيائي والنفسي، مما يتيح للمرضى فرصًا أكبر للتعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية. من هنا تبرز أهمية التوعية والتثقيف بكيفية التصرف عند التعرض لأي نوع من الحروق، وتلقي الرعاية الطبية المناسبة في الوقت المناسب، مما يحسن النتائج الصحية على المدى القصير والبعيد.
المصادر:
- National Health Service. (2022, June 23). Burns and scalds – Treatment. NHS.
- MedlinePlus. (2024). Burns – first aid. U.S. National Library of Medicine