الكيس الدهني (الكيس الجلدي) هو واحد من أكثر الأكياس الجلدية شيوعاً وتظهر الأكياس الدهنية عادةً عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و50 سنة ومن غير الشائع أن تظهر هذه الأكياس قبل عمر البلوغ وتوجد بشكل أشيع عند الذكور مقارنةً بالإناث (بنسبة 2:1) وقد تبين أن حوالي 1% من الأكياس الجلدية تتحول إلى سرطان الخلايا الحرشفية (SCC) أو سرطان الخلايا القاعدية (BCC).
الأكياس البشرانية غالباً ما تكون غير ضارة وغير سرطانية، إلا أنها قد تلتهب أو تصاب بالعدوى أو تسبب عدم راحة إذا زاد حجمها كما أنها غير مرغوبة عند معظم الأفراد من الناحية الجمالية مما يستدعي ذلك إزالتها، كما أن الإزالة تحمي المرضى من المضاعفات الممكنة لهذه الأكياس.
ما هي الأكياس الدهنية؟
الكيس الدهني (الجلدي) هو عبارة عن عقيدات مغلقة ومملوءة بالكيراتين تتوضع تحت البشرة، غالباً ما تظهر الأكياس الدهنية وبشكل شائع على الوجه والرقبة والجذع، إلا أنها قد تظهر في أي مكان من الجسم وتعتبر الأكياس الدهنية حميدة بشكل عام ولا تسبب أي مضاعفات خطرة، إلا أن الدراسات الجديدة أشارت إلى أن هذه الأكياس الجلدية من الممكن أن تتطور إلى ورم خبيث.
أنواع الاكياس الدهنية
قد يظهر الكيس الدهني في أي مكان من الجسم ولكنه يكون أكثر شيوعاً في أماكن معينة من الجسم مثل:
- كيس دهني تحت الإبط
- كيس دهني في الجذع
- كيس دهني في الرأس
- كيس دهني في الرقبة
وقد تظهر هذه الآفة على الأغشية المخاطية للعين والفم أيضاً، وقد تم الإبلاغ عن وجود أكياس على ملتحمة الجفن والشفتين والغشاء المخاطي للخد واللسان واللهاة وفي حالات نادرة قد توجد الأكياس الجلدية في العظام والثدي وأماكن مختلفة داخل الجمجمة.
أسباب الأكياس الدهنية
تحدث هذه الأكياس لعدة أسباب منها:
- تمزق الجريب الشعري نتيجة وجود حب الشباب عند المريض
- عدم نمو القناة الزهمية بشكل صحيح
- إصابة ورض مباشر في المنطقة
- قد لا يكون هناك سبب واضح لتشكل الكيس الدهني
أسباب الأكياس الدهنية في العين
قد يظهر الكيس الدهني على جفن العين على شكل كتلة صغيرة، ويكون السبب في الغالب نتيجةً لانسداد أحد الغدد الدهنية في الجفن والتي تسمى غدد ميبوميان ما يؤدي إلى تجمع السائل فيها وعدم تصريفه وهو أكثر شيوعاً عند البالغين من عمر 30 إلى 50 عاماً وقد يصيب عيناً واحدة أو كلتا العينين.
أعراض الكيس الدهني
لأعراض الرئيسية عادة ما تكون عبارة عن كتلة صغيرة تنمو ببطئ وغير مؤلمة تتوضع تحت الجلد وتوجد هذه الكتلة عادة على الوجه والرقبة والجذع وغالباً ما يكون لها ثقب أو حفرة صغيرة في المنتصف.
في حال أصيبت الكتلة بالعدوى أو الالتهاب، فقد تظهر الأعراض الآتية:
- احمرار الجلد
- الشعور بالأم مكان العقيدة
- الشعور بالحرارة في المنطقة المصابة
- تسرب مادة بيضاء رمادية وجبنية كريهة الرائحة من الكيس الدهني
التهاب الكيس الدهني
يمكن أن يصبح الكيس الدهني (الجلدي) مؤلماً ومتورماً مما يستدعي ذلك تأجيل إزالة هذا الكيس إلى حين معالجة هذا الالتهاب الذي قد يسبب احمرار في الجلد المغطي لهذه العقيدة وظهور بعض المفرزات البيضاء من الكيس الدهني، لذلك يعد من الصعب إزالة الكيس الملتهب قبل علاج هذا الالتهاب.
علاج الكيس الدهني
قد يكون من الضروري إزالة الكيس الجلدي (الدهني) في بعض الحالات وخصوصاً في حال وجود التهاب وألم نتيجة هذا الكيس، كما أنه قد يفكر العديد من المرضى في إزالة هذا الكيس الدهني لأسباب جمالية.
إزالة الكيس الدهني بدون جراحة
لا تحتاج الأكياس الجلدية غير المصحوبة بأعراض إلى أي علاجٍ دوائي، لكن قد يؤدي حقن الآفة بمادة تريامسينولون إلى تسريع شفاء الالتهاب وتخفيف التورم وبالتالي صغر حجم الكيس كما أنه قد يكون استخدام المضادات الحيوية الفموية ضروري في بعض الأحيان.
إزالة الكيس الدهني بالليزر
إن إجراء إزالة الكيس الدهني بالليزر يتألف من خطوتين، أولاً يتم استخدام الليزر لإجراء ثقب صغير في الكيس الجلدي وذلك لإزالة محتواه ومن ثم تتم إزالة جدار الكيس بالكامل مع استئصال بسيط بعد حوالي شهرٍ واحد وبالتالي يتم إزالة الكيس بالكامل مع حدوث ندبة صغيرة فقط ، تعد هذه الطريقة حلاً جيداً لاستئصال الأكياس غير المصابة أو غير العرضية وخاصةً الأكياس الكبيرة أو الأكياس الموجودة في مناطق الجلد السميك أو المناطق التي تثير قلقاً من الناحية الجمالية.
عملية إزالة الكيس الدهني
يمكن إزالة الأكياس الجلدية عن طريق الاستئصال البسيط أو الشق مع إزالة الكيس وجدار الكيس من خلال الشق الجراحي ومن الضروري إزالة الكيس بالكامل لأنه في حال لم تتم إزالة جدار الكيس بالكامل فقد تعود وتنكس الآفة كما يمكن استخدام ما يسمى (punch biopsy) لاستئصال هذه الآفة إذا كان حجم الآفة مناسباً لذلك ،في حال كان الكيس الجلدي متوضعاً في الوجه فأنه من الممكن أن يلجاً الطبيب إلى استخدام نهج الاستئصال داخل الفم للتقليل من ندبات الوجه.
من الممكن شق وتصريف محتوى الكيس الدهني إذا كان ملتهباً مع حقن التريامسينولون في الأنسجة المحيطة بالكيس الملتهب مما يساهم في تحسن وتخفيف الأعراض نتيجة التخلص من العدوى.
مخاطر إزالة الكيس الجلدي (الدهني) بالجراحة
مضاعفات إزالة الكيس الدهني هي نادرة جداً ولكن قد تسبب الإصابة بالعدوى والندبات الناتجة عن الإزالة والنكس نتيجة عدم الإزالة بالشكل المثالي.
تشخيص الكيس الجلدي (الدهني)
غالباً ما يتم التشخيص تبعاً للشكل لسريري لهذه الآفة مع الاستعانة ببعض الفحوصات الأخرى.
الصور الشعاعية
إن التصوير بالموجات فوق الصوتية أو التصوير الشعاعي أو التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي يكون مطلوب وقد يلجأ غالب الأطباء إليهم في حال كان هناك اشتباه بوجود كيس جلدي (دهني) في مكان غير شائع لظهور مثل هذه الآفات كالثدي أو العظام أو في داخل الجمجمة.
فحوص أخرى
من الممكن استخدام الإبرة الدقيقة للمساعدة في تشخيص الأكياس الجلدية في حال ظهرت في أماكن غير معتادة مثل الثدي أو عند الاشتباه بينها وبين الثالول، حيث تُظهر هذه الأكياس بعد أخذ مسحات منها وصبغها بصبغة رايت جيمسا الخلايا الكيراتينية ومادة الكيراتين المتموجة.
قد يلاحظ أخصائي التشريح المرضي بعد فحص المسحة ما يلي:
تُبطَّن الأكياس الجلدية بظهارة حرشفية طبقية تحتوي على طبقة حبيبية ويمكن ملاحظة محتويات الكيراتين داخل الكيس وقد تكون هناك استجابة التهابية في الأكياس التي تمزقت وقد تظهر الأكياس الأكبر سناً تكلساً وقد يُلاحظ التمايز الشعري وخاصةً عند المرضى المصابين بمتلازمة جاردنر.
الوقاية من الكيس الدهني
يمكن الوقاية من هذه الآفة التي قد تظهر نتيجة وجود إصابة بحب الشباب عن طريق السيطرة على حب الشباب باستخدام الأدوية.
التشاخيص التفريقية:
- ورم الشعريات
- الكيس العقدي (إذا كان بالقرب من المفصل)
- الأورام العصبية مثل الورم العصبي الليفي
- التهاب اللفافة العقدي
- الأورام المخاطية
- الساركوما الليفية الجلدية الحدبية
الكيس الجلدي (الدهني) هو في غالب الأحيان عبارة عن نمو حميد وغير سرطاني يظهر على أجزاء مختلفة من الجسم، وأشيعها الوجه والرقبة والجذع وعلى الرغم من أن هذه الأكياس غالباً ما تكون غير ضارة إلا أن احتمالية تعرضها للالتهاب أو العدوى وفي حالات نادرة، التحول إلى ورم خبيث تؤكد على أهمية مراقبتها. يفضل الكثير من المرضى إزالة الكيس لأسباب تجميلية بشكل أساسي وقد يكون التدخل الطبي ضرورياً إذا أصبح الكيس عرضياً أو تسبب في مخاطر صحية. تتراوح خيارات العلاج بين الأساليب غير الجراحية مثل حقن الكورتيكوستيرويدات والمضادات الحيوية إلى الاستئصال الجراحي والإزالة بالليزر وكل منها مصمم وفقاً لطبيعة الكيس وحالة المريض الخاصة.
المصادر: