الصلع الوراثي هو السبب الأكثر شيوعا لتساقط الشعر لدى كلاً من الذكور والإناث حول العالم، تزداد نسبة انتشار هذا الاضطراب مع التقدم في العمر، حيث يصيب ما يزيد عن 50% من الذكور و25% من الإناث بحلول سن الخمسين. في حالات أقل شيوعاً، يمكن أن تبدأ علامات الصلع الوراثي في سن البلوغ. تكون الحالات أكثر شيوعاً وأشد حدة عند أصحاب العرق القوقازي والآسيويين والإفريقيين، مع ملاحظة أن الابن الذي يعاني والده من الصلع الوراثي يكون لديه خطر نسبي متزايد بمقدار خمس إلى ست مرات للإصابة بهذا الاضطراب.
ما هو الصلع الوراثي؟
الصلع الوراثي المعروف بنمط الصلع الذكوري أو الأنثوي، هو اضطراب وراثي متقدم يُسبب تراجعًا تدريجيًا في كثافة الشعر، نتيجة تحسس بصيلات الشعر لهرمون DHT، ما يؤدي لتحول الشعر من الطرفي إلى زغبي ثم غير محدد، لكل جنس أنماط واضحة لهذا التساقط حسب نطاقات محددة.
متى يبدأ الصلع الوراثي عند الرجال؟
غالبًا ما يبدأ التساقط تدريجيًا، لكن يمكن أن يبدأ مبكرًا في أوائل العشرينات. وتُظهر إحصائيات أن نحو 25٪ من الرجال يلاحظون تساقطًا قبل سن 30، وأن حوالي 85% منهم يفقدون كثافة الشعر بنحو ملحوظ بحلول سن الخمسين
العمر | نسبة الرجال الذين يعانون من الصلع الوراثي الملحوظ |
---|---|
20 | 20% |
30 | 25% |
50 | 50% |
60 | 66% |
تحاليل طبية لمعرفة أسباب تساقط الشعر
الفحوصات التي قد تساعد في معرفة سبب تساقط الشعر:
- اختبار الهرمونات: هناك عدة هرمونات يمكن فحصها في حالة تساقط الشعر الشديد، وهي التستوستيرون وديهيدروتستوستيرون (DHEA) و البرولاكتين والهرمون المصفر (LH) والهرمون المنبه للجريب (FSH).
- اختبار مستوى هرمونات الغدة الدرقية: يعد من أهم الفحوصات التي يجب القيام بها، وهي تشمل هرمونات T4 وT3 وTSH.
- اختبار تعداد الدم الكامل (CBC): يفيد في معرفة عدد الكريات الحمراء وكمية الخضاب في الدم وغيره، والذي قد يكون سبباً لتساقط الشعر.
- اختبار الحديد والفريتين: المستويات المنخفضة منهم تسبب تساقط الشعر.
- اختبار سحب الشعر: هو اختبار بدني يتم بواسطة الطبيب، يكشف عن تساقط الشعر ومدى سوءه.
- خزعة فروة الرأس: يتم فحص جزء صغير من فروة الرأس تحت المجهر بعد أخذ الخزعة ، حيث يساعد هذا الفحص في معرفة سبب تساقط الشعر.
الصلع الوراثي عند الرجال
الرجال أكثر عرضة للإصابة بالصلع الوراثي في مرحلة ما من حياتهم مقارنة بالنساء، حيث يبدأ التساقط عادةً على الجانبين العلويين للرأس ويستمر حول محيط الرأس وأعلاه، وغالباً ما يبقى القليل من الشعر على شكل حلقة في الجزء السفلي من الرأس وفي حالات كثيرة من الرجال الذين يعانون من الصلع الوراثي يفقدون شعرهم بشكل كامل وبالتالي الصلع.
الصلع الوراثي عند النساء
يتساقط الشعر ببطء في جميع أنحاء فروة الرأس عند النساء الذين يعانون من الصلع الوراثي، لكن خط الشعر عادة لا ينحسر. على الرغم من أن تساقط الشعر قد يبدأ في أي وقت من بعد البلوغ، تعاني العديد من النساء من هذا النوع من تساقط الشعر في سياق تطور الشيخوخة، يمكن أن يزداد تساقط الشعر عند النساء تدريجياً مؤدياً إلى فقدان كبير في الشعر وكثافته، لكنه نادراً ما يؤدي إلى الصلع.
مراحل الصلع الوراثي
تختلف مراحل الصلع الوراثي قليلاً باختلاف الجنس حيث تقسم إلى:
مراحل الصلع الوراثي عند الرجال
يعاني الرجال من مراحل مختلفة ومتفاوتة من الصلع الوراثي، والتي تكون كالتالي:
- المرحلة 1: تساقط شعر خفيف جداً حول المناطق الصدغية (أعلى الأذن)، ولا يوجد فقدان للشعر في الجزء العلوي من الرأس
- المرحلة 2: تساقط شعر خفيف حول المناطق الصدغية (أعلى الأذن)، ولا يوجد فقدان للشعر في الجزء العلوي من الرأس
- المرحلة 3: انحسار واضح في خط الشعر، مع فقدان مرئي للشعر في الجزء العلوي من الرأس
- المرحلة 4: فقدان الشعر في الجزء العلوي من الرأس والمناطق الصدغية (أعلى الأذن) على الرغم من وجود كثافة جيدة للشعر في منتصف فروة الرأس
- المرحلة 5: فقدان الشعر بشكل واسع في مناطق الجزء العلوي من الرأس والمناطق الصدغية (أعلى الأذن)
- المرحلة 6: فقدان الشعر في فروة الرأس بشكل عام، لكن يبقى القليل من الشعر عند حافة الجزء العلوي من الرأس
- المرحلة 7: فقدان الشعر في كل مناطق الصدغية (أعلى الأذن) والجزء العلوي من الرأس ومنتصف فروة الرأس

مراحل الصلع الوراثي عند النساء
تعاني النساء من مراحل مختلفة من تساقط الشعر حيث يبدأ التساقط عادة من المراحل الخفيفة (1-2) وقد يصل الى المراحل الأكثر جدية (3-4)، حيث يلاحظ في هذه المراحل ما يأتي
- المرحلة 1-2: يُلاحظ ترققاً متزايداً للشعر في الجزء العلوي من فروة الرأس مع تقدم في فقدان الشعر
- المرحلة 3: فقدان شعر نمطي شديد، يتركز في الجزء العلوي من فروة الرأس مع الأجزاء الجانبية (منطقة التاج)
- المرحلة 4: وهي نادراً ما تشاهد في الممارسة السريرية، حيث يُلاحظ في هذه المرحلة فقدان كبير جداً للشعر النمطي عند النساء، مع بقاء القليل من الشعر أو حتى فقدانه بشكل كامل في الجزء العلوي من فروة الرأس أو في منطقة التاج. كما يوجد مرحلة أخرى تدعى بالمرحلة الجبهية والتي يلاحظ فيها فقدان الشعر في المنطقة الجبهية عند النساء ومن ثم يتراجع تدريجياً إلى الخلف. هذه المرحلة من فقدان الشعر تكون نادرة جداً عند النساء الذين يعانون من الصلع الوراثي
أسباب الصلع الوراثي
تعد الجينات أو العوامل الوراثية من أهم الأسباب وأكثرها شيوعاً للصلع، وهي شائعة عند الذكور بشكل أكبر من الإناث، ويتدخل بها عدة عوامل جينية:
بالنسبة للرجال، يبدأ الصلع الوراثي على شكل ركود على شكل حرف M في مقدمة فروة الرأس وغالباً ما يبدأ في العشرينات أو الثلاثينيات من العمر. يعاني حوالي 80% من الرجال من مرض الصلع الوراثي في سن الـ 80 عاماً، تقدر الدراسات أن الوراثة تمثل حوالي 80% من أسباب من الصلع الوراثي الذكوري.
أسباب الصلع الوراثي عند الرجال
في الواقع، لا يزال العنصر الوراثي للصلع الذكوري غير مفهوم جيداً، ولكن يُعتقد أنه متعدد الجينات، مما يعني أنه يتعلق بأكثر من جين واحد.
يمتلك الإنسان 23 زوجاً من الكروموسومات التي تحتوي على معلوماته الوراثية، ويرث الرجال كروموسوم “X” من أمهم و”Y” من والدهم.
يرتبط الصلع ارتباطاً وثيقاً بالجين AR الموجود على الكروموسوم “X”. أثبتت دراسة إحصائية كبيرة على 12806 رجل من أصل أوروبي أن خطر الإصابة بالصلع الوراثي لدى الأشخاص الذين لديهم هذا الجين هو الضغف، مقارنةً بالأشخاص الذين ليس لديهم هذا الجين.
إن الجين AR ليس هو الجين الوحيد الذي يحدد الإصابة بالصلع الوراثي عند الذكور، حيث وجدت مراجعة إحصائية أُجريت عام 2017 أن 63 جيناً آخر قد تلعب دوراً في نمط الصلع الذكوري، مع وجود ستة منها فقط على الكروموسوم “X”.
أسباب الصلع الوراثي عند النساء
غالباً ما تعاني النساء من تساقط الشعر بعد انقطاع الطمث وفقاً لنمط لودفيغ، وهو صلع تدريجي على طول الجزء المركزي من فروة الرأس.
لا يزال المكون الجيني للصلع الوراثي عند الإناث غير معروف تماماً، ولكن كما هو الحال مع النمط الكوري فهذا النمط ينطوي أيضاً على العديد من الجينات المختلفة، يوجد بعض الجينات التي ترمز لإنزيم يسمى الأروماتاز والذي يحول التستوستيرون إلى استراديول، هذه الجينات قد تلعب دور مهم في الصلع عند الأنثى، وتفسر هذه الجينات سبب فقدان العديد من النساء لشعرهن بعد انقطاع الطمث.
علاج الصلع الوراثي في تركيا
تقلل العلاجات التي تستهدف مشكلة الصلع الوراثي من تساقط الشعر، كما أنه قد تعيد نمو الشعر من جديد ويمكن تحقيق أفضل النتائج المرجوة من هذه العلاجات في حال البداية المبكرة باتباع العلاج أي عند بداية ملاحظة تساقط الشعر.
الخلايا الجذعية للصلع الوراثي
لقد حظيت العلاجات المعتمدة على الخلايا الجذعية مؤخراً باهتمام كبير كعلاجات جديدة محتملة، حيث تركز الخلايا الجذعية على إعادة تنشيط بصيلات الشعر وبالتالي تحسين نمو وتجدد وتطور بصيلات الشعر.
عادة ما يتم جمع الخلايا الجذعية من جسم المريض من الأنسجة الدهنية خاصةً وبعد جمعها ومعالجتها يتم حقن الخلايا الجذعية في المنطقة المصابة من فروة الرأس. ومع تنشيط هذه الخلايا الجذعية، يمكنها إنتاج بصيلات جديدة والمساعدة في استعادة النمو الصحي للشعر المفقود في المناطق المتأثرة.
تتمثل ميزة استخدام علاج الشعر بالخلايا الجذعية على الخيارات الأخرى في أنه لا يتطلب أي نوع من الجراحة الخطرة أو الرعاية الطبية المستمرة، كما أنه هناك نوعان من عمليات زراعة الخلايا الجذعية والتي هي:
- ذاتية: تأتي الخلايا الجذعية من نفس الشخص الذي سيحصل على الزرع، مما يعني أن المريض هو المتبرع لنفسه.
- غير الذاتية: تأتي الخلايا الجذعية من شخص آخر غير المريض، إما من متبرع متطابق ذو قرابة أو غير قرابة.
ديرما رولر للصلع الوراثي
أظهرت الدراسات أن استخدام الإبر الدقيقة الديرما رولر يمكن أن يساعد في علاج الصلع الوراثي على خلاف الأنواع الأخرى من تساقط الشعر مثل تساقط الشعر الناجم عن نقص الحديد، لذلك يجب استشارة الطبيب المختص لتحديد الأسلوب الأمثل في العلاج.
تؤثر الديرما رولر على نمو الشعر عن طريق:
- تنشيط بصيلات الشعر: حيث تعمل آليات التئام الجروح التي يسببها جهاز الديرما رولر على تنشيط الخلايا الجذعية في الشعر.
- زيادة عامل نمو الصفائح الدموية: حيث توجد الصفائح الدموية في الدم وهي ضرورية لالتئام الجروح ونمو الأوعية الدموية، وبالتالي تعزز تكاثر الخلايا في بصيلات الشعر.
- تحسين امتصاص منتجات نمو الشعر: حيث تعمل المسام والجروح الدقيقة التي يسببها جهاز الديرما رولر على تسهيل امتصاص المحاليل الموضعية مثل بخاخ المينوكسيديل الموضعي والفيناسترييد الموضعي في فروة الرأس.
بينت دراسة أجريت على عدد من الأشخاص أن استخدام جهاز الديرما رولر يمكن أن يعزز تأثير المينوكسيديل على نمو الشعر الجديد بشكل كبير، حيث أبلغ 82% من المشاركين الذين استخدموا العلاج بالإبر الدقيقة مع المينوكسيديل عن تحسن في الشعر بنسبة تزيد عن 50%، مقارنةً بـ 4.5% فقط من أولئك الذين استخدموا المينوكسيديل وحده.
كما لوحظ أن التغيير في متوسط عدد الشعر كان أعلى بأربع مرات لدى الذين استخدموا جهاز الديرما رولر مع المينوكسيديل.

زراعة الشعر
تعتبر عملية زراعة الشعر أفضل حل لعلاج الصلع الوراثي وكل حالات تساقط الشعر، بل في بعض الأحيان أعطت نتائج أفضل بكثير مما كان يتوقع أصحابها. إن زراعة الشعر تختلف بشكل كامل عن العلاجات التقليدية والدوائية، وتصل نسبة نجاح زراعة الشعر في الصلع الوراثي لفروة الرأس السليمة تصل حتى 95% عند الذكور.
في تقنية زراعة الشعر بطريقة الشريحة (FUT): يستخدم الجراح مشرطاً لقطع شريحة من جلد فروة الرأس طولها عدة بوصات من مؤخرة الرأس، ثم يتم إغلاق هذا الشق بخرزات جراحية. يقوم الجراح بعد ذلك بفصل الجزء الذي تمت إزالته من فروة الرأس إلى أقسام صغيرة باستخدام عدسة مكبرة ومشرط جراحي. وعند زراعتها، ستساعد هذه الأقسام في تحقيق نمو شعر طبيعي المظهر.
أما زراعة الشعر بتقنية الاقتطاف (FUE): يتم إخراج بصيلات الشعر مباشرة من مؤخرة الرأس من خلال مئات إلى آلاف الشقوق الصغيرة. يقوم الجراح بعدها بعمل ثقوب صغيرة بشفرة أو إبرة في منطقة فروة الرأس ومن ثم يوضع الشعر برفق في هذه الثقوب وتغطى فروة الرأس بالشاش أو الضمادات لبضعة أيام.

بخاخ المينوكسيديل لعلاج الصلع الوراثي
على الرغم من أن طريقة العمل غير معروفة بشكل أساسي، إلا أن المينوكسيديل يطيل مدة مرحلة التنامي ويزيد من تدفق الدم إلى جريب الشعرة. ويكون النمو أكثر وضوحاً في قمة الرأس منه في المناطق الأمامية ولا تتم ملاحظته إلا بعد مرور 4 أشهر على الأقل. يعد استمرار العلاج الموضعي بالدواء ضروري لأن التوقف عن العلاج يؤدي إلى عودة سريعة إلى نمط الصلع الموجود قبل العلاج.
المرضى الذين يستجيبون بشكل أفضل لهذا الدواء هم أولئك الذين لديهم بداية حديثة للصلع الوراثي ومناطق صغيرة من تساقط الشعر. يتوفر الدواء على شكل محلول 2% أو 5%، مع كون المحلول 5% أكثر فعالية إلى حد ما. أشارت نتائج دراسة استمرت 48 أسبوعاً إلى حدوث زيادة في الشعر بنسبة 45% عند استخدام محلول 5% مقارنة بمحلول 2%. بشكل عام، تستجيب النساء بشكل أفضل للمينوكسيديل الموضعي مقارنة بالرجال.
زيوت لعلاج الصلع الوراثي
لا تعد الزيوت علاج مؤكد لتأخير الصلع الوراثي، ولكن هناك بعض الزيوت والخلطات التي قد تساعد في تحسين صحة فروة الرأس والشعر بشكل عام، وبالتالي قد تعزز النمو الصحي للشعر وتقلل من تساقطه، ويجب ملاحظة أن تأثيرات هذه الزيوت تختلف من شخص لآخر، ولا يوجد ضمان بشأن فعاليتها في منع تساقط الشعر أو تأخير الصلع، ومنها:
- زيت الروزماري (إكليل الجبل)
- زيت الجوجوبا
- زيت الخروع
- زيت الزيتون
- زيت النعناع
- زيت اللوز الحلو
الصلع الوراثي مشكلة شائعة، لكن علاجه أصبح ممكنًا بفضل تطور الطب، سواء بالأدوية مثل المينوكسيديل والفيناسترايد أو عبر زراعة الشعر بتقنيات حديثة كـ FUE وDHI، استشارة الطبيب المبكرة تساعد في اختيار العلاج الأنسب واستعادة الثقة والمظهر الطبيعي.
المصادر:
- National Library of Medicine. (n.d.). Androgenetic alopecia. MedlinePlus Genetics. Retrieved July 29, 2025, from
- Harvard Medical School. (2023, January 5). Hereditary-patterned baldness. Harvard Health. Retrieved July 29, 2025, from