الوحمة الدموية هي نوع من الأورام الحميدة التي تظهر عادةً عند الولادة أو في الأسابيع الأولى من حياة الرضيع، وقد تتراوح في حجمها وشكلها وموقعها. على الرغم من أنها غالبًا ما تكون غير مؤذية، إلا أن البعض قد يحتاج إلى علاج تجميلي أو طبي إذا كانت تتسبب في مشاكل صحية أو جمالية.
تركيا أصبحت في السنوات الأخيرة واحدة من الوجهات الرئيسية لعلاج الوحمات الدموية بفضل التطورات الطبية والتكنولوجيا الكبيرة التي شهدتها، بالإضافة إلى الخبرة الواسعة التي يتمتع بها الأطباء الأتراك في هذا المجال.
ما هي الوحمة الدموية عند الكبار أو الأطفال (التهاب الأوعية الدموية)
Vascular Hemangiomas Lesions هي أورام وعائية حميدة ناتجة عن نمو غير طبيعي لخلايا بطانة الأوعية الدموية في مكان معين. يشيع ظهور هذه الأورام بين الأطفال الرضع وحديثي الولادة، وتُسمى بالوحمات الدموية (Hemangiomas).
قد يزداد حجم هذه الوحمات خلال فترة النمو السريع، وقد تسبب أحيانًا نزيفًا إذا تعرضت لرض أو تمزق، لذا يُفضل تقييم الحالة وعلاجها سريعًا إذا كانت الوحمات تؤثر على الوظائف الحيوية أو المواقع الحساسة.
معظم الوحمات الدموية تظهر على سطح الجلد بلون أحمر أو أحمر وردي إذا كانت قريبة من السطح، أما إذا كانت عميقة، فقد يظهر لونها أزرق أو بنفسجي.
تعتبر هذه الأورام حميدة ولا تتحول عادةً إلى أورام خبيثة.
الأماكن الأكثر شيوعًا لظهور الوحمات الدموية هي الرأس والوجه والرقبة، بينما تظهر أقل شيوعًا في اليدين، البطن، الصدر، والظهر.
ويعزى سبب الوحمة الدموية إلى طفرة أو خلل جيني في خلايا بطانة الأوعية الدموية أثناء نمو الجنين في الرحم، مما يؤدي إلى تكاثر غير طبيعي لهذه الخلايا.
أظهرت الدراسات الحديثة أن الإناث أكثر عرضة للإصابة بالوحمات الدموية بنسبة تتراوح بين 3 إلى 5 أضعاف مقارنة بالذكور.
التشخيص يعتمد عادةً على الفحص السريري والتصوير بالأشعة مثل السونار أو الرنين المغناطيسي، ولا تُجرى خزعة إلا في حالات نادرة للتمييز عن أورام أخرى.
في معظم الحالات، تبدأ الوحمات بالتراجع خلال سنتين من الولادة، ويمكن تسريع هذا التراجع باستخدام العلاج الدوائي مثل بروبرانولول (Propranolol)، وهو العلاج الأساسي المعتمد حالياً، والذي يساهم في تقليل حجم الوحمات دون ترك ندبات.
ومع ذلك، قد تستمر بعض الوحمات في النمو أو تسبب مضاعفات تستدعي علاجات إضافية مثل الحقن الموضعية أو العلاج بالليزر أو الجراحة في حالات نادرة.

علاج الوحمة عند الرضع
- وقَع النبيذ أو بورت واين (Port Wine Stain): هي وحمة دموية تظهر عادةً على شكل بقعة مسطحة عند الولادة أو بعدها، يكون لونها مشابهًا للون النبيذ الخمري أو الأحمر الداكن، ولذلك سُميت بهذا الاسم. وتنتج عن توسع غير طبيعي للأوعية الدموية في الجلد، وهي عادة لا تزول مع مرور الوقت.
- وحمة الفراولة: هي أحد الأنواع الشائعة للوحمات الدموية، وتتميز بأنها مرتفعة وذات لون أحمر ساطع يشبه حبة الفراولة، وتظهر عادة خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة وتكبر سريعًا قبل أن تبدأ بالتراجع تدريجيًا.
- قبلة الملاك (Angel Kiss): عبارة عن وحمة وعائية مسطحة صغيرة تظهر خاصة على الجبين، وأحيانًا تكون على شكل وحمة في فروة الرأس. هذه الوحمات عادة ما تختفي خلال السنوات الأولى من العمر.
- وحمة الزهرة: تظهر على شكل بقع وردية أو حمراء منتشرة على الجلد، وغالبًا ما تكون مؤقتة وتزول مع مرور الوقت.
- وحمة اللقلق (Stork Bite): هي وحمة مؤقتة تظهر عادة على الرقبة أو خلف الرأس، وتسمى أيضًا بوحمة سمك السلمون، وغالبًا ما تختفي خلال السنوات الأولى من العمر.
- الوحمة التي تظهر على الأعضاء الداخلية: أكثرها شيوعًا في الكبد، وتعرف بـ”الوحمات الكبدية”. يمكن علاجها عند الحاجة بواسطة الأشعة التداخلية باستخدام القسطرة لاستهداف وعاء الدم المتسبب في الوحمة.
لعلاج الوحمات لدى الأطفال يجب مراجعة طبيب متخصص في الأمراض الجلدية أو الأمراض الوعائية لتحديد نوع الوحمة وتقديم العلاج الأمثل حسب الحالة.

علاج الوحمة الدموية للاطفال
بشكل عام، تستمر الوحمات الدموية بالاختفاء تدريجيًا حتى عمر معين (عادة خلال 5-7 سنوات)، لكن في الحالات التي تستمر فيها الوحمات الدموية بالنمو أو تسبب مضاعفات، يجب على المريض إجراء بعض الفحوصات لتحديد نوع الوحمة واختيار الطريقة الأنسب للعلاج.
من الطرق الشائعة للعلاج حقن أدوية تحت الجلد في منطقة الوحمة، وغالبًا ما يُستخدم دواء البروبرانولول (Propranolol) الذي أثبت فعالية كبيرة في تقليص حجم الوحمات الدموية وتقليل نموها. تختلف فترة وعدد جلسات العلاج بحسب حجم الوحم ومكانه.
من جانب آخر، يُعد العلاج بالليزر أحد أفضل الطرق وأكثرها موثوقية، ويستخدم بشكل رئيسي للوحمات السطحية الموجودة على مستوى الجلد. يعتمد العلاج على تعريض المنطقة المصابة لأشعة الليزر خلال جلسة واحدة أو عدة جلسات حسب الحاجة، حتى يتم علاج الوحمة بشكل كامل.
ويُفضل العلاج بالليزر لدى الأطباء والمرضى على حد سواء لعدم الحاجة إلى عملية جراحية، بالإضافة إلى قلة المخاطر والأعراض الجانبية المصاحبة له.
الطريقة الجراحية لعلاج الوحمة الدموية
ييتم اللجوء إليها في الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي أو الليزر، خاصة إذا كانت الوحمات كبيرة أو عميقة وتؤدي إلى مشاكل وظيفية أو تجميلية. لكن للأسف، قد تسبب الجراحة مضاعفات أو مشاكل للأطفال مع التقدم في العمر، ويختلف تأثيرها بحسب حجم الوحمة والمنطقة التي تحتاج إلى العلاج الجراحي.
علاج الوحمات الدموية بـالليزر (إزالة الوحمة بالليزر Pulsed Dye Laser) IPL
تُعد هذه الطريقة فعالة ومناسبة في حالات الوحمات السطحية، أي عندما تكون الأوعية الدموية المستهدفة على مستوى الجلد. يتم العلاج عبر الحرارة التي يولدها الليزر، حيث تمتص الأوعية الدموية المصابة الطاقة الحرارية الناتجة عن الليزر، مما يؤدي إلى عملية “كي” (تخثير) لهذه الأوعية في أماكن انتشار الورم الوعائي.
الميزة أن هذه الأشعة لا تسبب تأثيرات ضارة على الأنسجة السليمة المحيطة بمكان العلاج. يقوم الطبيب مسبقًا بتحديد المنطقة المستهدفة بعناية، ويحتاج العلاج عادةً إلى 10 إلى 15 جلسة، بحيث تتراجع الوحمات تدريجيًا حتى تختفي بشكل كامل.

حسب دراسة أُجريت، فإن نجاح العلاج للوحمات السطحية يزداد عند بدء العلاج مبكرًا، حيث حقق 25.9٪ من المرضى شفاءً تامًا بنسبة 100٪، وأظهر 41.1٪ تحسنًا ملحوظًا بنسبة تتراوح بين 76٪ إلى 99٪.
علاج وحمة الفراولة عبر تصلب الأوعية الدموية في مكان الوحمة أو ما يعرف بعلاج الوحمة الدموية بالحقن
يتم في هذه الطريقة حقن الشعيرات الدموية بمادة دوائية تسبب تصلب الأوعية الدموية المصابة تحت إشراف الأشعة فوق الصوتية (السونار)، حيث تقوم هذه المادة بتليين الأوعية الدموية غير الطبيعية وتدميرها تدريجيًا، دون وجود خطر لنزف دموي في الأوعية السليمة المحيطة.
علاج الوحمة الدموية في تركيا عبر الأدوية الرغوية
في هذه التقنية، يُستخدم عامل مسبب للرغوة يتم توليدها في وعاء خاص، ثم تُحقن الرغوة باستخدام محقن خاص في منطقة الوحمة. تعمل هذه الرغوة على تخريب الأوعية الدموية المسببة للوحمة تدريجيًا، مما يؤدي إلى جفاف هذه الأوعية وعودة لون الجلد إلى طبيعته مع مرور الوقت.
علاج الوحمة الحمراء عبر تقنية IRC (تقنية التخثر تحت تأثير الأشعة تحت الحمراء)
تعتمد هذه التقنية على استخدام الأشعة تحت الحمراء التي تولد حرارة عالية تؤدي إلى تخثر الأوعية الدموية المصابة. هذا التخثر يؤدي إلى تدمير الأوعية المسببة للوحمة وزوالها تدريجيًا مع الوقت.
يظهر التأثير فور تطبيق العلاج، حيث يتحول لون المنطقة المستهدفة من الأحمر إلى الأرجواني ثم الأبيض. يتم تطبيق حزمة أو حزمتين من الأشعة تحت الحمراء، لكل حزمة دائرة تأثير قطرها 6 إلى 7 ملم.
يتم تطبيق الأشعة تحت الحمراء مع وجود واقي لحماية المناطق السليمة المحيطة بالوحمة. يستمر زمن تطبيق كل حزمة إشعاعية بين 5 إلى 10 ثوان، وقد يمتد إلى عدة دقائق حسب حجم الوحمة الدموية.
هذه الطريقة فعالة جدًا في علاج الدوالي أيضًا، ولكن العلاج يستغرق وقتًا طويلاً بحسب حالة المريض ولا يمكن إتمامه في جلسة واحدة.
كيف تحدث الأورام الوعائية المسببة للوحمة الدموية؟
30% من الحالات تظهر لديها الوحمة مع الولادة. أما النسبة المتبقية تظهر في غضون أسبوع إلى أربع أسابيع بعد الولادة.
وتزداد نسبة حدوثه لدى الإناث عن المواليد الذكور بنسبة 5 أضعاف.
كما أن النسبة تزداد لدى المواليد الذين يعانون من نقص في الوزن بنسبة 26%. كما أن 83% من الحالات تحدث في منطقة الرأس والرقبة، وتظهر على شكل بقع زرقاء أو حمراء ونادراً ما تكون الوحمة مكتملة عند الولادة.
ختاماً، الوحمات الوعائية أورام حميدة شائعة لدى الأطفال، وغالبًا ما تختفي مع الوقت دون علاج. لكن في بعض الحالات تحتاج لتدخل طبي لضمان صحة الطفل. التشخيص المبكر والعلاج المناسب يساهمان في تحقيق أفضل النتائج وتقليل المضاعفات
المصادر:
- National Institute of Neurological Disorders and Stroke. (2021). Hemangiomas and Vascular Malformations. Retrieved July 31, 2025, from
- U.S. National Library of Medicine. (2022). Infantile Hemangioma. MedlinePlus. Retrieved July 31, 2025, from