يمتلك معظم البالغين ما بين 10 إلى 40 شامة شائعة، يمكن أن تنمو الشامات في أي مكان من سطح الجسم ولكنها عادةً ما توجد فوق الخصر في المناطق المعرضة للشمس حيث قد تظهر على الأيدي أو الجذع أو الوجه.
تمثل الشامات الظاهرة على الوجه مظهر ازعاج لكثير من الأشخاص مما يستدعي ذلك تفكيرهم في إزالة الشامة بالوجه إلا أنه لا يوجد أي ضرورة طبية لإزالة الشامات الحميدة والشائعة في أي مكان من الجسم، قد يكون من الضروري إزالة الشامة بالوجه نتيجةً لتغييرات عديدة في شكل الشامة وبروزها وحجمها وذلك الأمر يحدده الطبيب المختص، ولكن غالباً ما تكون لأسبابٍ جمالية وراء التفكير بإزالة الشامات الحميدة التي لا تبدي أي مظهر من مظاهر الخباثة وخاصةً إزالة الشامة بالوجه، ومع التطور الحاصل بالطب فإن إزالة الشامة بالوجه أصبح ممكناً وبطرقٍ عدة.
إزالة الشامة بالليزر
يمكن إزالة بعض الشامات باستخدام الليزر وبشكلٍ خاص مع الشامات الصغيرة والمسطحة وغير السرطانية، أثناء الإزالة بالليزر ولاسيما إزالة الشامة بالوجه، سيستخدم الطبيب دفعات من الإشعاع الضوئي لتدمير أنسجة الشامة. قد يحتاج المريض لأكثر من جلسة لإزالة الشامة بالكامل باستخدام العلاج بالليزر، كما يمكن أن يكون إزالة الشامات بالليزر خياراً جيداً إذا كانت الشامات متوضعة في أماكن يصعب الوصول إليها، مثل: الأذنين أو في مناطق حساسة أو مرئية دائماً مثل الوجه وقد يكون الليزر خياراً جيداً أيضاً لإزالة أكثر من شامة في نفس الوقت إلى جانب إزالة الشامة بالوجه.
أضرار إزالة الشامة بالليزر
تعتبر إزالة الشامات بالليزر آمنة بشكلٍ عام عندما يقوم بها طبيب مدرب ومؤهل في مجال سلامة استخدام الليزر، ولكن قد يحمل هذا الإجراء بعض المخاطر والمضاعفات مثله مثل أي أجراءٍ طبي آخر، حيث تعد المضاعفات مثل الألم والنزف والندبات نادرة، لكن المخاطر الأكثر شيوعاً هي:
- إصابة العين: من المهم لكل من المختص الذي يقوم بالعلاج والمريض ارتداء نظارات واقية وخاصةً في حالات إزالة الشامة بالوجه.
- الحروق: يمكن أن يحرق الليزر الجلد إذا لم يتم استخدامه بشكل صحيح، مما يؤدي إلى ظهور بثور وندبات. يمكن تقليل هذا الخطر عن طريق إختيار الطبيب الحاصل على شهادة سلامة الليزر، حيث يمكن للطبيب اختيار إعدادات مثل الطول الموجي ومدة نبضة الضوء وكثافتها لتحسين العلاج لأي آفة وذلك تبعاً لنوع بشرة المريض.
- التسبب بضرر نتيجة خطأ في التشخيص: إذ أن استخدام الليزر لعلاج الميلانوما قد يؤخر الكشف عن المرض في المستقبل ويسوء إنذاره، لذلك يجب على المرضى الخضوع لعدة فحوصات من قبل الأطباء الأخصائيين قبل القيام بهذا الإجراء.
إزالة الشامة البارزة بالخيط
يعد استخدام الخيط خيار غير آمن وغير فعال وغير مثبت في قدرته على إزالة الشامات، حيث قد يقوم بعض المرضى بربط قطعة من الخيط حول الشامات البارزة على أمل أن تسقط أو تختفي وذلك الفعل قد يتسبب في تلف الجلد المحيط.
إزالة الشامة بالجراحة
معظم عمليات إزالة الشامات الصغيرة تكون عبارة عن إجراء خارجي، مما يعني أنه يمكن للمريض العودة إلى المنزل بعد انتهائها.
يقوم الطبيب بتخدير الجلد أولاً بمخدرٍ موضعي يتم حقنه في الجلد بواسطة إبرة ومن ثم يقوم بإزالة الشامة جراحياً، وقد تكون هناك حاجة إلى خياطة الجرح باستخدام الغرز والتي تحتاج إلى عنايةٍ خاصة ومن ثم يتم تحديد موعد لإزالة تلك الغرز.
الألم أثناء الإجراء يكون غالبًا خفيفاً وقد لا تشعر به نظراً لكون العمل الجراحي صغير ويتم تحت التخدير لكن قد يشعر المريض ببعض الضغط وعدم الراحة المؤقت.
الندبة بعد إزالة الشامة
إن التندب أمر طبيعي وهو جزء من عملية الشفاء بعد أي إصابة يتعرض لها الجلد، حيث أن جميع عمليات إزالة الشامات سوف تترك ندبة يتلاشى معظمها بمرور الوقت وتصبح أقل وضوحاً ومن ثم تختفي ويكون ذلك أمر بغاية الأهمية لدى جميع المرضى الذين سوف يخضعون لإزالة الشامة بالوجه.
تعتبر بعض تقنيات إزالة الشامات أكثر عرضة للتسبب في ندبات من تقنيات أخرى، إذ أن غالباً ما يؤدي الاستئصال الجراحي الذي يتضمن قطع الشامة وإغلاق الجرح بالخيوط الجراحية إلى ندبةٍ ملحوظة، مقارنةً بتقنياتٍ مثل الاستئصال بالليزر أو الترددات الراديوية، والتي تدمر الشامة دون شق الجلد مسببة بذلك ندبات أقل.
طرق منع وتقليل الندبات الناجمة عن إزالة الشامات
يمكن اتخاذ بعض الاحتياطات لمنع أو تقليل تكون الندبات وخاصةً في حال كانت الندبة مرئية دائماً مثل الندبات المتشكلة بعد إزالة الشامة بالوجه، من هذه الاحتياطات نذكر:
- العناية المناسبة بالجرح بعد إزالة الشامة: يقوم طبيب الأمراض الجلدية بعد إزالة الشامة بتنظيف المنطقة وخياطتها وتغطيتها بضمادة، يجب الحفاظ على نظافة الجرح ورطوبته عن طريق غسله بصابون خفيف، ووضع مرهم باسيتراسين أو الفازلين على المنطقة وتغطية مكان الجرح بضمادة.
- تجنب الشمس: يمكن أن يتسبب التعرض لأشعة الشمس في تغير لون الندبة ومن الممكن أن تصبح داكنة، لذلك في حال لا تزال ندبة إزالة الشامة جديدة، يجب على المريض أن يحاول جاهداً لإبقائها بعيدة عن الشمس ربما عن طريق ارتداء قبعة في حال كان الإجراء هو لإزالة الشامة بالوجه ووضع واقي شمسي بمجرد شفاء الجرح أو إبقاء الجرح مغطى بالضمادة.
- تجنب تمديد الندبة أو حكها: يمكن أن تصبح الندبة أكبر أو تصبح ذو شكل مشوه إذا قام المريض بتمديد الجلد أثناء تعافيه لذلك يجب على المريض محاولة تجنب شد أجزاء الجلد الذي يعاني من الندبة وهي في طور الشفاء، ويجب الحذر عند وضع المرطبات والمراهم على الندبة.
- اللجوء لعلاجات الليزر والعلاج بالضوء: تعتبر تقنيات الليزر طريقة رائعة لتقليل ظهور الندبات وخاصةً تلك التي يتغير لونها بتعرضها للعوامل المختلفة، حيث تعمل أشعة الليزر على تحفيز إنتاج الكولاجين ودمج التصبغ الحاصل مع الجلد المحيط لتحسين الندبات التي تكون حمراء أو وردية اللون.
العوامل التي تساهم في حدوث الندبات بعد إزالة الشامة
يمكن أن تؤثر عدة عوامل على احتمالية حدوث ندبات بعد إزالة الشامة بما في ذلك حجم وموقع الشامة والطريقة المستخدمة لإزالتها ونوع بشرة الفرد وعملية الشفاء، تشمل العوامل التي تزيد من خطر التندب ما يلي:
- تقنية إزالة الشامة.
- مساحة الجلد الممدد أثناء عملية التئام الجروح.
- لون الجلد، إذ يميل الجلد الداكن إلى التندب بشكل أكثر.
- عمر المريض، حيث يميل المرضى الأصغر سناً إلى التندب بنسبة أكبر من المرضى الأكبر سناً.
كريم إزالة الشامات
تنصح إدارة الغذاء والدواء المستهلكين بتجنب منتجات إزالة الشامات المختلفة بسبب آثارها الجانبية الضارة المحتملة ومخاطرها المرتفعة، حيث من الممكن أن تتسبب في إصابات للجلد والعدوى التي تتطلب المضادات الحيوية والندبات وتأخر تشخيص وعلاج سرطان الجلد. إذ أنه قد تلقت إدارة الغذاء والدواء العالمية تقارير عن أشخاص أصيبوا بإصابات والتهابات جلدية دائمة بعد استخدام منتجات يتم تسويقها على أنها مزيلات للشامات.
تحتوي المنتجات التي يتم التسويق لها على أنها كريمات تزيل الشامات أو الآفات الجلدية الأخرى بشكل تجميلي على تراكيزٍ عالية من حمض الساليسيليك أو مواد أخرى خطيرة ومشوهة للجلد، إذ أنه غالباً لا تزيل هذه المنتجات الشامة أو لا تزيلها بالكامل، ولكن وفي حال اختفت الشامة فقد يتسبب المنتج في إصابة دائمة للجلد المحيط مثل الندبات أو تغير لون الجلد وفي غالب الأحيان تكون النتيجة النهائية لاستعمال مثل هذه المنتجات أكثر إزعاجاً ووضوحاً من الآفة الأصلية، خصوصاً في حال استخدامها لإزالة الشامة بالوجه أو أي آفة أخرى في الوجه.
المنتج الذي يدعي أنه “طبيعي” أو “عضوي” لا يعني أنه غير ضار على الجلد إذ أنه حتى المنتجات التي تدعي أنها “طبيعية بالكامل” أو عشبية قد تحتوي على تراكيزٍ عالية من حمض الساليسيليك أو مكونات أخرى يمكن أن تسبب إصابة أو عدوى للمريض وحتى لو لم يتم إدراج حمض الساليسيليك كمكون من مكونات الكريم فهذا لا يعني أن المنتج آمن للاستخدام، خصوصاً لدواعي إزالة الشامة بالوجه أو بمكانٍ حساس آخر.
إزالة الشامة بالكي الكهربائي
الكي الكهربائي: يتم باستخدام جهاز كهربائي متخصص يعمل على حرق أنسجة الشامة وتعد هذه الطريقة فعالة لإزالة أنواع معينة من الشامات مثل إزالة الشامة بالوجه ويمكنها تقليل النزف أثناء العملية وتتم تحت التخدير الموضعي للتخفيف من الألم.
تعد الشامات في الوجه من المظاهر الشائعة بين الكثير من الأشخاص إذ أنها في الغالب لا تسبب أي مشاكل صحية ولكن قد يكون من الضروري استشارة طبيب الأمراض الجلدية لتحديد النهج الأكثر ملائمة وأماناً لإزالة الشامات في حال كان هناك رغبة أو ضرورة لذلك مما يضمن أن تكون العملية فعالة وتقلل من خطر التندب أو المضاعفات، كما أن المراقبة المنتظمة للبشرة والتقييمات الدورية مهمة للكشف المبكر عن أي تغييرات مشبوهة في الشامات مما يساهم في الحفاظ على صحة الجلد ونضارته بشكل أساسي.
المصادر: