يعد الإدمان السلوكي ظاهرة نفسية متزايدة تؤثر على حياة الأفراد بشكل كبير، حيث يؤدي إلى فقدان السيطرة على بعض السلوكيات رغم الأضرار الواضحة الناتجة عنها، كما يتسبب هذا الإدمان في تأثيرات نفسية واجتماعية عميقة تمتد لتشمل الصحة والعلاقات والأداء اليومي، لذلك يعتبر التعرف على أعراضه وطرق التشخيص المبكرة خطوة حاسمة نحو تطبيق العلاج المناسب، مما يساهم في استعادة التوازن النفسي وتحسين جودة الحياة.
ما هو الإدمان السلوكي؟
الإدمان السلوكي يعرف أيضاً بإدمان العمليات أو اضطراب السيطرة على الدوافع، وهو الإصرار القهري على الانخراط المستمر في نشاط أو سلوك معين، حيث يشعر الشخص برغبة شديدة في تكرار فعل معين يكون ممتعاً أو يُعتقد أنه يحسن من شعوره بالرفاهية أو قادراً على تخفيف بعض الضغوطات الشخصية لديه، ويتميز الإدمان السلوكي بالصعوبة التي يواجهها الأشخاص المتأثرون في التوقف أو تقليل المشاركة في السلوكيات المسببة للإدمان رغم التأثير السلبي لها على قدرته على الحفاظ على صحته العقلية أو الجسدية أو حتى كليهما، وكذلك على أدائه الوظيفي داخل المنزل والمجتمع.
الفرق بين الإدمان السلوكي والإدمان على المواد
بشكل عام، يرتكز مفهوم أي إدمان على الإعتماد على نشاط أو مادة معينة، ويشابه الإدمان السلوكي إدمان الكحول أو المخدرات، ولكن الفرق بينهما أن الفرد المدمن على سلوك معين لا يكون مدمناً على مادة معينة، بل يصبح مدمناً على السلوك أو الشعور الناتج عن تنفيذ هذا السلوك، و تكون الطبيعة القهرية لهذا السلوك هي ما يشير عادةً إلى وجود الإدمان سلوكي (الإدمان على العمليات) في الفرد.
كما يجد الشخص هذا السلوك مجزياً نفسياً أو يشعر بالنشوة أثناء ممارسته، لكنه قد يعاني لاحقاً من شعور بالذنب أو الندم، أو حتى من الإحساس بالإرهاق نتيجة العواقب المترتبة على استمرار هذا الخيار.
وللأسف، كما هو الحال مع جميع من يعانون من الإدمان، فإن الأشخاص الذين يعانون من الإدمان السلوكي غير قادرين على التوقف عن ممارسة السلوك لفترات طويلة دون تلقي العلاج والتدخل المناسب.
كيف يحدث الإدمان السلوكي من الناحية النفسية والدماغية؟
بشكل عام، تُعد مشاكل الإدمان السلوكي مشاكل دماغية، وهذا يعني أنه يجب علينا التخلي عن الوصمة الاجتماعية المرتبطة بها، فهي ليست إخفاقات أخلاقية أو علامات على الضعف، بل هي نتيجة لأنماط نشاط دماغي غير صحية. استناداً إلى قاعدة بيانات تضم أكثر من 250,000 صورة أشعة SPECT للدماغ، تم تحديد ستة أنماط للإدمان في الدماغ:
- المدمنون القهريون: يميلون إلى التعلق بالأفكار الوسواسية، حيث يركزون على مسار عمل واحد ويجدون صعوبة في تحويل انتباههم. يرتبط هذا النوع بزيادة النشاط في التلم الحزامي الأمامي للدماغ، وغالباً ما يكون ذلك ناتجاُ عن انخفاض مستويات السيروتونين.
- المدمنون الاندفاعيون: يدفعهم نشاط منخفض في القشرة الجبهية الأمامية (prefrontal cortex – PFC)، ويُرجع ذلك غالباً إلى انخفاض مستويات الدوبامين، حيث يؤدي انخفاض نشاط القشرة الجبهية الأمامية إلى الشعور بالملل والتشتت وصعوبة في السيطرة على الاندفاعات. هذا النوع أكثر شيوعاً بين المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحرك وبين الذكورخاصةً.
- المدمنون الاندفاعيون القهريون: يجمعون بين النوعين السابقين، حيث تظهر صور SPECT لديهم نشاطاُ منخفضاُ في القشرة الجبهية الأمامية مع نشاط مفرط في التلم الحزامي الأمامي، ويُلاحظ هذا النمط غالباً لدى أطفال وأحفاد المدمنين على الكحول.
- المدمنون الحزينون أو العاطفيون: يستخدمون سلوكيات مثل الأكل القهري كوسيلة للعلاج الذاتي. قد يعانون من مشاعر الاكتئاب، الملل، أو الوحدة. هذا النوع، الأكثر شيوعاً بين النساء، يظهر نشاطًا متزايداً في الجهاز الحوفي العميق مع نشاط منخفض في القشرة الجبهية الأمامية.
- المدمنون القلقون: يستخدمون العلاج الذاتي أيضاً، لكن مشاعرهم الأساسية هي القلق، والتوتر والعصبية والخوف، كما قد يظهرون أعراضاً جسدية مثل تسارع ضربات القلب وتوتر العضلات، وأعراضاً نفسية مثل الخجل المفرط. تظهر صور SPECT لديهم نشاطاً مفرطاً في العقد القاعدية (basal ganglia)، ويرتبط ذلك غالباً بانخفاض مستويات GABA.
- مدمنو الفص الصدغي: يظهر لديهم نشاط غير طبيعي في الفصوص الصدغية، قد يكون ذلك ناتجاً عن إصابة في الرأس أو عدوى أو تعرض لسموم أو عوامل وراثية. تشمل الأعراض الشائعة مشاكل في التحكم بالغضب، التعلم، الذاكرة، وتقلبات المزاج.
أبرز أنواع الإدمان السلوكي
يتخذ الإدمان السلوكي أشكالاً متعددة، يُحفز كل منها الحاجة إلى ممارسة السلوك للتخلص من الأفكار الوسواسية والتعامل مع المشاعر الصعبة، وتعتبر قائمة الإدمان السلوكي طويلة وما زالت في ازدياد مستمر، وقد تشمل بعض أنواع الإدمان السلوكي الشائعة ما يلي:
إدمان الإنترنت
يشير مصطلح إدمان الإنترنت إلى استخدام الشخص للإنترنت بشكل قهري لدرجة أنه يصبح مشكلة تؤثر سلباً على حياته، كما يشهد إدمان الإنترنت ارتفاعاً ملحوظاً، حيث ينطبق هذا التعريف على 5% من الأشخاص حول العالم، وتكون هذه النسبة أعلى بين المراهقين والشباب حيث قد تصل إلى 10–15% حسب بعض الدراسات. يتميز اضطراب إدمان الإنترنت بقضاء وقت طويل في أنشطة تكنولوجية غير متعلقة بالعمل وتغيرات في المزاج والانشغال بالوسائط الرقمية بالإضافة لأعراض انسحاب عند التوقف واستمرار السلوك رغم المشكلات في العمل أو المنزل أو المدرسة أو الحياة الاجتماعية.

إدمان الألعاب الإلكترونية
إدمان الألعاب هو حاجة قهرية للعب ألعاب إلكترونية على الإنترنت أو على الحاسوب بشكل متكرر مع لاعبين آخرين رغم آثاره السلبية على حياة الشخص. يُعرف إدمان الألعاب أيضاً باضطراب ألعاب الإنترنت أو الألعاب المرضية، وكما هو الحال مع جميع أنواع الإدمان والإدمان السلوكي، تُصنف منظمة الصحة العالمية إدمان الألعاب كاضطراب في الصحة العقلية، هذا يعني أنه مشكلة خطيرة قد تُسبب عواقب سلبية على حياة الشخص المدمن إذا لم تُعالج بشكل صحيح.

إدمان القمار
إدمان القمار المعروف أيضاً بمشكلة القمار أو اضطراب القمار، هو إدمان يشمل جميع أنواع القمار أو الاختيارات المتعلقة به التي تعرض حياة الشخص أو عمله أو أسرته للخطر أو الإضرار. يتميز إدمان القمار بسلوكيات مثل المراهنة بشكل متكرر أكثر أو المراهنة بمبالغ أكبر من المخطط لها ومحاولة تعويض الخسائر من خلال المراهنة المستمرة رغم عدم القدرة على الدفع وكذلك الشعور بالتوتر أو العدوانية عند عدم القدرة على اللعب أو عند الخسارة و الانشغال الدائم بالقمار.

إدمان التسوق
الشراء القهري أو الاعتماد على التسوق، المعروف أيضاً بإدمان الشراء ، يتميز بالاستثمارات المالية المفرطة التي تسبب للفرد ضيقاً أو خللاً وظيفياً كبيراً. يصنف الخبراء هذا الاضطراب أحياناً ضمن اضطرابات التحكم في الدوافع أو ضمن طيف اضطرابات الوسواس القهري، حيث ينجرف الأشخاص نحو دوافع لا تقاوم وينشغلون بالشراء بشكل متكرر، لكنهم يشعرون بعدم الراحة وكذلك يعانون من عواقب مالية واجتماعية سلبية ومضيعة للوقت.

وهناك أنواع أخرى أقل شيوعاً من الأنواع المذكورة أعلاه لابد من ذكرها، وهي:
- إدمان وسائل التواصل الاجتماعي
- الإدمان على الجنس أو الإباحية
- إدمان التمارين الرياضية
- إدمان نظريات المؤامرة
- إدمان الهاتف الذكي
- الإدمان على الطعام
- إدمان جراحة التجميل
- إدمان العلاقات
- إدمان العمل
- إدمان الحب
- إدمان السكر
العلامات والأعراض الشائعة للإدمان السلوكي
يتميز كل نوع من الإدمان السلوكي بعلاماته وأعراضه الخاصة، لكن هناك مجموعة من الأعراض الأساسية المشتركة التي تدل عند وجودها على الإدمان السلوكي، منها:
- الإنشغال بأفكار حول النشاط ومتى يمكن القيام به بعد ذلك الاستمرار في السلوك أو النشاط على الرغم من أي عواقب وخيمة ناتجة عن هذا السلوك
- إهمال مجالات مهمة في حياة الشخص مثل العمل أو العلاقات وكذلك الانسحاب الاجتماعي والعاطفي
- شعور الشخص بالذنب أو الخجل من سلوكه ولكنه غير قادر على التوقف عنه
- الكذب بشأن السلوكيات أو إخفاؤها من أجل الاستمرار فيها
- الشعور بعدم السيطرة وإيجاد صعوبة في إيقاف السلوك
- التغيرات السلوكية والمزاجية
لذلك إذا كان أي من الأعراض المذكورة يتكرر بشكل كبير لديك أو لدى شخص مقرب منك، فيمكنك التواصل معنا للحصول على نصائح علاجية أو النقر فوق الإدمان المحدد أعلاه لمزيد من الدعم والتوجيه.
الآثار النفسية والاجتماعية للإدمان السلوكي
يسبب الإدمان السلوكي العديد من التأثيرات والمشاكل التي قد تنعكس على نفسية الشخص المدمن وحياته الإجتماعية، منها:
- مشاكل في العلاقات الشخصية: الانسحاب من الأسرة والأصدقاء وصعوبة في بناء علاقات صحية بسبب الانشغال بالسلوك المدمن
- المشاكل المهنية والتعليمية: انخفاض ملحوظ في الأداء الدراسي أو الوظيفي بسبب الانشغال المفرط بالسلوك
- العزلة الاجتماعية: الشعور بالوحدة والعزلة نتيجة الإدمان والابتعاد عن الأنشطة الاجتماعية
- القلق والاكتئاب بسبب فقدان السيطرة على السلوك والتأثير السلبي على الحياة اليومية
- انخفاض الثقة بالنفس نتيجة الفشل المتكرر في التحكم بالسلوك أو التعرض للانتقادات
- تقلبات مزاجية حادة مثل العصبية أو الانفعال الزائد أو الشعور بالإحباط المستمر
طرق التشخيص والتقييم النفسي
كما هو الحال مع اضطرابات تعاطي المخدرات، غالباً ما تكون هناك اضطرابات مصاحبة للإدمان السلوكي قد تؤثر على سلوك الفرد القهري وقدرته على الامتناع عن التعاطي في مرحلة التعافي. يُمكن أن يُساعد التقييم النفسي الشامل في تحديد أي مشاكل مصاحبة تتعلق باضطرابات الصحة النفسية التي قد تُساهم في تجربة الفرد مع الإدمان السلوكي أو تُسببها أو تُؤثر عليها بأي شكل من الأشكال. تعتمد طرق التشخيص والتقييم النفسي للإدمان السلوكي على:
- المقابلات السريرية والنفسية: تتضمن إجراء مقابلات معمقة مع المريض لتقييم سلوكياته وأفكاره ومشاعره المرتبطة بالإدمان والكشف عن العوامل النفسية الأساسية المساهمة بحدوث الإدمان مثل القلق والاكتئاب واضطرابات التحكم في الانفعالات وأي اضطرابات نفسية أخرى قد تصاحب الإدمان، كما تهدف المقابلات إلى تقييم مدى تأثير الإدمان على الوظائف الاجتماعية والمهنية والأسرية.
- أدوات التقييم المعتمدة: حيث توجد مقاييس متخصصة لكل نوع من أنواع الإدمان السلوكي (مثل إدمان القمار أو إدمان الألعاب أو غيرها) تستخدم لتقييم الأعراض وتأثيرها على حياة المريض وتساعد في تحديد درجة وشدة الإدمان السلوكي عبر مجموعة من الأسئلة المنظمة، مثل استخدام مقاييس معيارية موثوقة مثل مقياس Young لإدمان الإنترنت.
- الملاحظة السلوكية ومتابعة سلوك المريض على مدار فترة زمنية لتقييم مدى التكرار والشدة والنتائج المترتبة على السلوك الإدماني.
طرق علاج الإدمان السلوكي
على الرغم من أن الإدمان السلوكي قد يكون له عواقب وخيمة، إلا أن علاجه الفعال متاح، ولكنه يتطلب خطة علاجية استراتيجية تعتمد على تحديد نوع الإدمان السلوكي والأسباب المؤدية له لضمان العلاج الأكثر فعاليةً، حيث تفيد العلاجات المكثفة والشاملة في كبح جماح هذه السلوكيات، مما يسمح لمن يعانون من الإدمان السلوكي باستعادة حياتهم الطبيعية. تشمل الاستراتيجيات التي قد تساعد في التغلب على الإدمان السلوكي ما يلي:
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
العلاج السلوكي المعرفي هو شكل من أشكال العلاج النفسي الذي يساعد الناس على فهم كيفية تأثير أنماط تفكيرهم على سلوكياتهم. يُستخدم العلاج السلوكي المعرفي لعلاج عدد من الاضطرابات، بما في ذلك الإدمان السلوكي و إدمان تعاطي المخدرات، حيث يركز على تحديد الأفكار غير الطبيعية وتغييرها لتعديل المشاعر والسلوكيات السلبية، كما يتضمن التدريب على مهارات التأقلم وتعليم المدمنين كيفية إدارة عقولهم لتحسين سيطرتهم على أفعالهم وحل المشكلات الناتجة عن الإدمان.
العلاج الجماعي والدعم الاجتماعي
يعد العلاج الجماعي والدعم الاجتماعي من الأساليب الفعالة في علاج الإدمان السلوكي، حيث يوفران بيئة آمنة يمكن للأفراد فيها مشاركة تجاربهم والتحديات التي يواجهونها. يهدف العلاج الجماعي للإدمان السلوكي إلى مساعدة الأفراد على التغلب على السلوكيات القهرية المشابهة لإدمان المواد المخدرة، وغالباً ما يستخدم هذا النوع من العلاج نماذج مجموعات الدعم (مثل برامج الاثني عشر خطوة) والعلاجات السلوكية المعرفية التي تركز على تغيير أنماط التفكير لتعديل السلوكيات. يستفيد المشاركون في العلاج الجماعي من تبادل الخبرات، مما يساهم في تقليل مشاعر العزلة والإنكار، وهما حاجزان أساسيان في التعرف على الإدمان ومعالجته، كما يلعب الدعم الاجتماعي من الأصدقاء والعائلة دوراً هاماً في تعزيز التعافي والمحافظة على التحسن المستدام ويساعد الأفراد على مواجهة الانتكاسات ويحفزهم على الاستمرار في التغيير الإيجابي.

دور الأدوية المساعدة والمكملات (عند الحاجة)
قد تكون الأدوية مفيدة لبعض الأشخاص في تسريع رحلة الشفاء من الإدمان السلوكي وضبط الأعراض مثل الأدوية مضادة للاكتئاب أو مضادة للقلق في حال وجود اضطرابات مصاحبة، كما قد يساعد تناول المكملات الغذائية الموجهة للدماغ في تحسين وظائف الدماغ، على سبيل المثال، 5-HTP الذي يعزز مستويات السيروتونين في الدماغ للأنواع القهرية، والمكملات المحفزة مثل الروديولا أو مستخلص الشاي الأخضر للأنواع الاندفاعية، والزعفران للأنواع العاطفية، وGABA للأنواع القلقة والمغنيزيوم لأنواع الفص الصدغي، لكن هذه المكملات ليست علاجات أولية معتمدة في البروتوكولات النفسية السريرية، بل هي مكملات داعمة عند الحاجة بعد استشارة الطبيب المختص.
الإدمان السلوكي ومشاكل الصحة النفسية الأخرى لا تحتمل الانتظار ولحسن الحظ، يمكن استعادة السيطرة على الأفعال والتغلب على الإدمان السلوكي عبر هذه الاستراتيجيات العلاجية لذلك لا تتردد في طلب مساعدتنا الطبية إن لزم الأمر.
كيف تساعد مراكز الصحة النفسية المتخصصة في علاج الإدمان السلوكي؟
تتضمن مراكز الصحة النفسية المتخصصة علاجاً فعالاً ومستمراً للإدمان السلوكي ومنع النكس، حيث يوفر الطبيب النفسي فيها التشخيص الدقيق لنوع الإدمان السلوكي وكذلك العلاج المناسب كالعلاج السلوكي المعرفي الذي يفيد في تغير الأفكار والسلوكيات المسببة للإدمان ووصف الأدوية إن لزم الأمر، كما تعد برامج التأهيل وإعادة الدمج الاجتماعي أساساً للعلاج حيث تتضمن جلسات علاج نفسي فردية وجماعية تساعد المدمنين على التغلب على الضغوطات النفسية المسببة للإدمان والتحكم في الدوافع وكذلك تطوير استراتيجيات بديلة للسلوك الإدماني وتحسين مهارات التواصل وبناء علاقات صحية. تتميزمراكز الصحة النفسية المتخصصة لعلاج الإدمان السلوكي بأنها توفر متابعة طويلة الأمد لفترات طويلة عبر مواعيد منتظمة أو جلسات دعم، بهدف منع الانتكاسات بعد العلاج بالإضافة إلى تعزيز ثقة الأشخاص بأنفسهم والمحافظة على التغيرات الإيجابية في حياتهم.
هل يمكن الوقاية من الإدمان السلوكي؟
يمكن الوقاية من الإدمان السلوكي والحد منه من خلال ضبط السلوكيات التي قد تسببه وعدم المبالغة فيها ويساعد على ذلك العديد من الأمور منها:
- الحصول على متابعة وتوعية سلوكية كافية من الأسرة حيث تلعب الأسرة دوراً أساسياً في الوقاية من الإدمان السلوكي من خلال توفير بيئة داعمة وتعزيز التواصل المفتوح وتوعية الأبناء حول مخاطر السلوكيات الإدمانية، كما تساهم المدارس في نشر برامج توعية تهدف إلى تعليم الأطفال مهارات الوعي الذاتي واتخاذ القرارات السليمة مما يقلل من احتمال حدوث الإدمان السلوكي.
- تنمية مهارات التكيف النفسي للأفراد وتحفيز التفكير الإيجابي لديهم وتعليمهم كيفية التعامل مع الضغوط النفسية والتحديات الحياتية بطريقة صحية يساعد في تقليل اللجوء إلى السلوكيات الإدمانية كوسيلة للهروب أو التخفيف من التوتر.
- التحكم في البيئة الرقمية وضبط استخدام التكنولوجيا والوسائط الرقمية عن طريق وضع حدود زمنية للاستخدام واختيار محتوى مناسب وتوفير بدائل نشاطية صحية تشجع على التفاعل الاجتماعي الحقيقي.
أخيراً، إذا كنت تواجه تحديات الإدمان السلوكي أو تسعى للوقاية منه، فلا تدع الأمر يتفاقم دون تدخل، فالتوعية المبكرة والعلاج المتخصص يشكلان السبيل لاستعادة السيطرة على حياتك وتحقيق التوازن النفسي والاجتماعي المطلوب. توفر مراكز الصحة النفسية المتخصصة برامج علاجية متكاملة تشمل الجلسات الفردية والجماعية والتأهيل النفسي والمتابعة المستمرة لضمان استمرار التعافي. لا تسمح للإدمان بأن يسرق منك فرص النجاح والسعادة، بل ابدأ خطواتك الصحيحة اليوم.
المصادر:
- Grant, J. E., Potenza, M. N., Weinstein, A., & Gorelick, D. A. (2010). Introduction to behavioral addictions. The American Journal of Drug and Alcohol Abuse, 36(5), 233–241.
- Addiction Center. (n.d.). Behavioral addictions. Retrieved May 27, 2025, from