أعراض مرض باركنسون (الشلل الرعاش) تنجم عن اضطراب الجهاز العصبي المسؤول عن الحركة في الدماغ فتظهر الأعراض الحركية إضافة لأعراض أخرى غير حركية.
ما هو مرض باركنسون؟
مرض باركنسون هو اضطراب عصبي تنكسي يؤثر بشكل أساسي على حركة الجسم نتيجة تراجع إنتاج مادة الدوبامين في الدماغ، حيث يتميز ببطء الحركة وارتعاش الأطراف وتيبس العضلات مع فقدان التوازن تدريجياً، وعادةً ما يتطور المرض ببطء على مدى سنوات ويؤثر على نوعية حياة المريض بشكل واضح، ورغم عدم وجود علاج شافٍ حتى الآن، إلا أن التشخيص المبكر وخيارات العلاج الحديثة تساعد على السيطرة على الأعراض وتحسين الحياة اليومية.
ما هي أسباب مرض باركنسون؟
تتعدد أسباب مرض الشلل الرعاش لكن يعود أغلبها لأذيات في الجهاز العصبي المركزي (الدماغ) ويتظاهر من هذه الأذيات نفس الأعراض في غالب الأحيان.
قد تتمايز بعض المسببات عن بعضها في سرعة ظهور وتطور هذه الأعراض أو في صفات بعضها مما يوجهنا للسبب، تتضمن أسباب حدوث مرض الشلل الرعاش ما يلي:
مرض باركنسون مجهول السبب
وهو يشمل غالبًا أكثر الحالات بنسبة 80% من إصابات مرض الباركنسون، يصيب الناس بمتوسط أعمار 60 سنة (يبدأ في العقد الخامس من العمر) حيث تتراكم بروتينات طافرة في الخَلايا العَصبية في المادة السوداء والنوى القاعدية من الدماغ المُنتجة للدوبامين مؤدية لتموتها (وهذه المناطق هي المسؤولة عن الحركة في الجسم).
نتيجةً لذلك ينقص الدوبامين في الجهاز العصبي فيحدث اضطراب في الجهاز العصبي وتظهر أَعراض بطء الحركة والشلل الرعاشي مع اضطراب في النومِ وصعوبة في المشي.
يكون حدوث هذا النوع مترقياً على مدى سنوات وتبدأ أعراض مرض باركنسون خفيفة ثم تزيد شدتها إلى أن يصل إلى مراحل شديدة جداً يصبح فيها عاجزاً عن القيام بأبسط الحركات أو غير قادر على المحاكمة العقلية السوية.
الأمراض الوعائية الدماغية المؤدية لحدوث مرض الشلل الرعاش
تؤدي الجلطات الدموية التي تسد الشرايين المغذية للمناطق المنتجة للدوبامين إلى تموت هذه المناطق وحدوث الاحتشاء الدماغي فيها، مما يسبب تطور مرض باركنسون، وتعتمد شدة المرض على مساحة المنطقة المصابة بالاحتشاء ومكانها ووظيفتها، إذ إن إصابة المادة السوداء في جذع الدماغ تؤدي إلى ظهور أعراض باركنسون.
الأدوية المسببة لأعراض تشبه أعراض مرض باركنسون (الباركنسونية الدوائية)
هنالك كثير من الأدوية التي تؤثر في مستويات الدوبامين وتسبب اضطراب فيها في الجهاز العصبي، تظهر نتيجةً لذلك أَعراض مرض الباركنسون، نذكر من هذه الأدوية:
- الأدوية المضادة للذهان.
- فالبروات الصوديوم: يستخدم لعلاج الصرع.
- الليثيوم: دواء نفسي لعلاج اضطراب ثنائي القطب.
- MPTP: مادة توجد في المخدرات الرخيصة سيئة الصنع.
- ميتوكلوبراميد: يستخدم في علاج الإقياء والارتجاع المريئي المعدي.
- تيترابينازين: يستخدم في العلاج من أمراض فرط الحركة مثل مرض هنتنغتون.
الأمراض التنكسية المؤدية لظهور مرض باركنسون
تكون آلية هذه الأمراض هي تموت نسيج عصبي محدد يؤثر فقده على نوعية حياة المريض ويؤدي لظهور الأعراض المتعلقة بالمنطقة المتخربة (فقدان الذاكرة مثلاً إذا تخربت المنطقة المَسؤولة عنها).
قد تمتد أذية الأنسجة العصبية في هذه الأمراض لتشمل مناطق أُخرى، وقد تشمل المناطق المَسؤولة عن تنسيق الحركة مما يُؤدي لظهور أعراض مرض باركنسون (الشَلل الرعاش) بسبب نقص إنتاج الدوبامِين.
تظهر أَعراض مرض باركنسون بسبب أحد الأمراض التنكسية التالية التي تصيب الجسم:
- مرض الزهايمر
- العته بأجسام ليوي
- التنكس القشري القاعدي
- ضمور الأجهزة المتعدد
- الشَلل فوق النووي المترقي
مرض باركنسون وراثي المنشأ
قد يظهر مرض الباركنسون نتيجةَ بعض بعض الأمراض الوراثية التي تؤدي لتخرب الخلايا الدوبامينية في الجهاز العصبي نتيجةَ طفرات في المورثات لدى الإنسان.
من هذه الأمراض الوراثية ما يلي:
- داءُ ويلسون
- الرنح المخيخي الشوكي
- مرض الرقص لهنتنغتون
ما هي أعراض مرض باركنسون؟
يُعرّف مرض باركنسون Parkinson’s Disease على أنه أحد الاضطرابات العصبية التنكسية التي تُسبب أعراضاً حركية واضحة لدى المرضى، لكنه لا يقتصر على ذلك فقط، فقد تسبق الأعراض غير الحركية ظهور الأعراض الحركية بسنوات طويلة، وتشمل اضطرابات النوم أو فقدان حاسة الشم وغيرها، وعلى الرغم من أن المرض شائع بين كبار السن، إلا أنه قد يصيب في بعض الحالات النادرة فئات أصغر سناً بسبب عوامل وراثية أو طفرات جينية.
تجدر الإشارة إلى أن أعراض مرض باركنسون لا ترتبط دائماً بالمرض بحد ذاته، إذ قد تظهر أعراض مشابهة في أمراض عصبية أخرى تُعرف بالمتلازمات الباركنسونية، وبشكل عام، تنجم الأعراض الحركية وغير الحركية عن تراجع وظيفة الخلايا العصبية في المادة السوداء بالدماغ المسؤولة عن إنتاج الدوبامين، مما يؤدي إلى الاضطرابات المميزة للمرض.

أعراض مرض باركنسون غير الحركية
قد تبدأ أعراض مرض الباركنسون غير الحركية قبل سنوات من ظهورِ أحد أعراضه الحركية في الجسم وهذا يساعدنا على الكشف المبكر عن المرض في بعض الأَحيان.
تتضمن أعراض مرض باركنسون غير الحركية ما يلي:
- انخفاض حاسة الشم: لا يستطيع المريض تمييز الروائح وذلكَ لمدة طويلة وليس بشكل عابر كما في نزلات البرد.
- القلق الاكتئاب الهلوسة: وغيرها من الأعراض النفسية التي يعاني منها مريض باركنسون في المرحلة المبكرة.
- العتاهة وفقد المقدرة على المحاكمة العقلية السليمة.
- الإمساك ومشاكل بولية: ويعود ذلك لخلل في التنسيق والتنظيم العصبي الذي يحتاجه فعل التغوط أو التبول.
- اضطرابات النوم: يحدث فرط النعاس مثلاً.
- مشاكل جنسية: ويكون لدى الجنسين نقص في الرغبة إضافةً لضعف الانتصاب لدى الرجال يؤثر ذلك على الحياة الزوجية.
- صعوبةُ المضغ والبلع: وقد يؤدي ذلك لاختناق المريض، نشاهد أيضاً سيلان لعاب مريض باركنسون.
- انخفاض نبرة الصوت وَصعوبة في النطق مع تردد في بدء الكلام ويكون صوت المريض كله بنبرة واحدة بدون تغير طبقة صوته أَثناء الكلام.
- الدوخة والإغماء: وذلكَ عند الوقوف بسبب هبوط الضغط الانتصابي لدى مرضى باركنسون.

أعراض مرض باركنسون الحركية
وتشمل جميع اضطراباتِ حركة العضلات لمريض باركنسون، تتميز بكونها غير متناظرة أي أنها تبدأ في طرف ومع تطور المرض بمرور الوقت تصيب باقي الأطراف مع تغييرات تخص الجِهاز الحركي.
من ضمن أعراض الشلل الرعاش الرئيسية مع اضطراب الحركة:
- بطءُ ابتداء الحركة: وكأنه متردد للقيام بها وذلك بسبب خلل عصبي في الدماغ.
- الصلابة العضلية: يصبح جسم المريض أو أحد أطرافه قاسياً نتيجةَ تصلب وتقلص العضلات الشديد لمدة طويلة من الوقت.
- صعوبة التنسيق بين العضلات: لا يقدر مريض باركنسون على زر أزرار القميص أو ربط حذاءه أو أن يتقلب في السرير على جنبيه.
- صغر خط اليد: ويسمى أيضاً بالكتابة الدقيقة حيث لا يمكن للمريض الكتابة بخط كبير بالسرعة الطبيعية ويصبح القيام بالكتابة أمراً صعباً.
- بطءُ الحركة: تصبح حركة المريض ثقيلة ولا يستطيع القيام بفعل الحركات بسلاسة وهي أهم أعراض مرض باركنسون والأكثر شيوعاً (أهم من الرجفان).
- فقدان تعابير الوجه: يحدث بسبب الصلابة العضلية أيضاً ويسمى الوجهُ المقنع أو وجه لاعب البوكر لأن المريض لا يستطيع التعبير بوجهه عن حزنه أو فرحه وأحياناً قد لا يرمش.
- فقد أو ضعف منعكسات تصحيح وضعية المريض (مشاكل التوازن): وتعني بأن المريض يقع أرضاً بكل سهولة لعدم تمكنه من استعادة التوازن والوقوف بشكل سوي، كل ما يتطلبه الأمر لإيقاعه دفعة بسيطة.
- المشية الباركنسونية: وتتظاهر بالانحناء للأمام وعطف المرفقين والركبتين، أيضا ببطء المشي مع خطوات قصيرة تزداد سرعتها شيئاً فشيئاً كأن المريض يحاول سحب قدميه، أيضاً لا يقوم بتحريك يديه أثناء المَشي.
- الاهتزاز والرجفان: أشهر الأعراض، ومن أجلهما سمي بمرض الشلل الرعاش (رغم أن غياب الارتجاف لا ينفي المرض) يكون الرجفان في وضعيةِ الراحة ويختفي عندما يحرك المريض طرفه، ويكون في اليدين والأصابع والقدمين والساقين والفك والذقن وقد يشمل في النهاية جميع الأطراف، لا يصيب الرجفان في مرض باركنسون الرأس.

ختاماً، إن أعراض مرض باركنسون قد تبدأ بشكل خفيف ثم تتطور تدريجياً لتؤثر على الحركة والحياة اليومية. التشخيص المبكر والمتابعة الطبية المستمرة يساعدان على السيطرة على المرض. في تركيا، يقدم مركز بيمارستان الطبي رعاية متكاملة وخيارات علاج متقدمة لمساعدة المرضى على التكيف مع التغيرات. يتيح الجمع بين الخبرة الطبية والتقنيات الحديثة فرصاً أفضل لحياة أكثر استقراراً.
المصادر:
- DeMaagd, G., & Philip, A. (2015). Parkinson’s Disease and Its Management.
- Zafar, S., & StatPearls. (2023). Parkinson Disease.