يُعد كسر الضلوع من الإصابات الشائعة، حيث تمثل حوالي 10% من جميع إصابات الصدر الناتجة عن الحوادث والصدمات، وتشير الإحصائيات إلى أن 50-60% من حالات كسر الضلوع تحدث بسبب حوادث السيارات، بينما تمثل السقوط والرياضات العنيفة نسبة كبيرة من الحالات المتبقية. على الرغم من أن معظم الكسور يمكن علاجها بشكل محافظ، إلا أن ما يصل إلى 30% من حالات علاج كسر الضلوع قد تتطلب تدخلاً طبياً متقدماً بسبب المضاعفات المحتملة مثل إصابة الرئة أو النزيف الداخلي. في هذا المقال، نستعرض طرق علاج كسر الضلوع، وأساليب تسكين الألم، ونصائح التسريع من عملية التعافي.
أنواع كسور الضلع
هناك عدة أنواع من كسور الضلع التي قد تحدث، وتشمل:
- كسر الإجهاد: يحدث بسبب الضغط المتكرر على الضلع.
- كسر الانسلاخ: ينفصل جزء من العظم بسبب الإصابة.
- الكسر المفتت: حيث ينكسر الضلع إلى عدة قطع.
- الكسر العائم: حيث تتحرك الأجزاء المكسورة.
- الكسر المزاح وغير المزاح: ويتطب النوع المزاح إجراء تدخلاً جراحياً لتثبيت العظام.
من هم الأكثر عرضة للإصابة بكسر الضلع؟
إن الأشخاص مثل الرياضيين أو أولئك الذين يعانون من هشاشة العظام هم أكثر عرضةً للإصابة بكسر الضلوع.
غالباً ما تترافق هشاشة العظام بكسور متعددة في الجسم مثل كسور الورك والركبة مما قد يتطلب غالباً استبدال مفصل الورك
كيف يُعالج كسر الضلع؟
علاج كسر الضلوع في القفص الصدري يشمل نوعين من العلاج هما العلاج المحافظ والعلاج الجراحي. في معظم الحالات، يُشفى كسر الضلع بشكل تلقائي في غضون ستة أسابيع. يتم التحكم في الألم باستخدام أدوية مثل الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين أو المسكنات الأقوى تحت إشراف الطبيب. ينصح الإطباء بما يلي للعناية الذاتية:
- تجنب الحركات التي قد تؤذي الضلع المكسور
- ممارسة التنفس العميق بانتظام
- مراجعة الطبيب فوراً في حال حدوث أعراض جديدة مثل صعوبة في التنفس أو الحمى
علاج كسر الضلوع المحافظ
علاج كسر الضلوع عادةً ما يعتمد على تخفيف الألم والراحة، حيث لا يمكن استخدام الجبيرة نظراً لحركة الضلع المتواصلة مع التنفس أو السعال. يتضمن العلاج المحافظ استخدام الأدوية والراحة وبعض تمارين التنفس لتسريع الشفاء. ما يلي بعض الأنشطة التي يجب تجنبها:
- رفع الأوزان الثقيلة (أكثر من 10 كيلوغرامات)
- ممارسة الأنشطة الرياضية التي تتضمن احتكاك جسدي
- الأنشطة التي تتطلب الدفع أو الشد مثل تمارين البطن
- ممارسة رياضات مجهدة مثل الجري أو ركوب الخيل
- تجنب السعال بقوة

كيفية تسكين الألم
- يمكن استخدام المسكنات الأفيونية (تحت إشراف الطبيب) أو الأدوية المضادة للالتهاب مثل الإيبوبروفين أو النابروكسين
- وضع أكياس الثلج على مكان الكسر يمكن أن يساعد في تخفيف الألم
أهمية التنفس العميق في العلاج
من المهم ممارسة تمارين التنفس العميق بانتظام لتجنب حدوث التهاب رئوي نتيجة التنفس السطحي الذي قد يترتب على كسر الضلع، وما يلي خطوات التنفس العميقة الصحيحة لعلاج كسور الضلوع:
- تنفس بعمق لمدة ثلاث ثوانٍ.
- انتقل إلى التنفس الهادئ لمدة ثلاث ثوانٍ.
- قم ببعض النفخات القصيرة والسعال الخفيف.
- انتهي بالتنفس الهادئ لمدة ثلاث ثوانٍ، وكرر التمرين عدة مرات يومياً.
علاج كسر الضلوع الجراحي
الجراحة قد تكون ضرورية في حالات معينة مثل كسور الأضلاع المتعددة أو الكسور التي تؤدي إلى اختلال في استقرار القفص الصدري.
استطبابات الجراحة لعلاج كسر الضلوع
- الكسر السائب (الذي يتضمن كسوراً في ثلاثة أضلاع متتالية)
- الكسور المتبدلة أو كسور الضلوع المترافقة مع كسور في عظم القص
- الكسر الذي يهدد الأعضاء الحيوية مثل الرئتين أو القلب
- فشل العلاج المحافظ واستمرار الألم
طريقة إجراء الجراحة لعلاج كسور الضلوع
تتم جراحة تثبيت كسور الضلوع تحت التخدير العام، حيث يُشق الجرح وفقاً لموضع الكسر للوصول إلى العظام المصابة. بعد ذلك، يُستخدم المنظار لفحص أي نزيف داخلي محتمل والتأكد من استقرار الحالة قبل متابعة التثبيت. تُثبت الكسور باستخدام صفائح مصنوعة من التيتانيوم تُثبَّت بمسامير خاصة، مما يساعد على استعادة استقرار القفص الصدري وتسريع التعافي. بعد الجراحة، يُنصح المريض بالراحة التامة وتجنب الأنشطة الشاقة إلى جانب متابعة تمارين التنفس لتعزيز الشفاء، والذي قد يستغرق نحو ستة أسابيع. ومع ذلك، قد تكون هناك بعض العوامل التي تمنع إجراء الجراحة مثل عدم استقرار الدورة الدموية أو وجود إصابات أخرى خطيرة ككسور في الحوض أو العمود الفقري مما يستدعي إعادة تقييم الخطة العلاجية وفقاً لحالة المريض.

متى تكون جراحة كسر الضلع ضرورية؟
يتم اللجوء للجراحة في الحالات التي يصعب فيها التنفس بشكل طبيعي أو في حالة وجود إصابات داخلية تهدد الحياة. في هذه الحالات، قد تحتاج إلى تثبيت الضلع باستخدام صفائح ومسامير.
يجب ابلاغ الطبيب عند استمرار الألم أو عندما يزداد سوءاً
ما بعد علاج كسر الضلوع بالجراحة
قد يوصي الطبيب بأخذ الأدوية المضادة للالتهاب وأيضاً الأدوية المسكنة للألم عند الحاجة والقيام بتمارين التنفس اليومية، ومن المهم أيضاً تجنب رفع الأشياء الثقيلة وممارسة الأنشطة الرياضية والأعمال الشاقة خلال فترة الشفاء والتي قد تستغرق حوالي 6 اسابيع تقريباً.
إن علاج كسر الضلوع غالباً ما يكون محافظاً حسب نوع الكسر مثل استخدام مسكنات الآلام من أجل علاج ألم الكسور أو باستخدام أكياس الثلج وتمارين التنفس بعد طلب الاستشارة الطبية وهو يعد العلاج الأمثل لكسور الضلع البسيطة، أما العلاج الجراحي فنلجأ إليه في علاج كسر الضلوع عندما يكون هنالك خطر على أعضاء الجسم المهمة مثل القلب والرئتين وبالتالي يهدد حياة المريض ونادراً ما نلجأ إلى الجراحة إلا في حالة الكسور الخطيرة.
المصادر: