فرط التعرق تحت الإبط
يعد فرط التعرق من الاضطرابات المزمنة في الجهاز العصبي اللاإرادي تصل نسبة انتشاره بين الناس إلى 17.9 بالمئة حول العالم, تختلف طرق علاج فرط التعرق تحت الإبط باختلاف نوع وسبب فرط التعرق.1
أنواع فرط التعرق تحت الإبط
يقسم فرط التعرق إلى نوعين فرط التعرق الأولي أو الأساسي وفرط التعرق الثانوي وهنالك عوامل فارقة لتشخيص كل منها, وهذه العوامل هي:
1- الملامح الرئيسية لفرط التعرق
فرط التعرق الأولي: يتميز بتعرق مفرط في مناطق محددة وموضعية من الجسم مثل راحتي اليدين أو باطن القدمين أو تحت الإبطين، الرأس/فروة الرأس، تحت الثديين، أومنطقة العانة، دون وجود أي سبب مرضي واضح أو مرافق. يزيد التعرق بشكل ملحوظ مع التوتر والجهد وينقطع أثناء النوم.
فرط التعرق الثانوي: ينجم نتيجة مرض مرافق آخرى أو كأثر جانبي لأدوية مستخدمة أو عوامل أخرى، ويؤدي إلى تعرق موضعي أو عام (في معظم الأحيان) في الجسم. ليس له علاقة بالتوتر ويستمر أو يزيد أثناء النوم.
2- الأسباب والعوامل المحفزة
فرط التعرق الأولي: السبب الأساسي غير معروف، لكن غالبًا ما يكون نتيجة فرط نشاط الغدد العرقية نتيجة زيادة تحفيز الجهاز العصبي الودي وقد يكون له مكوّن وراثي.
فرط التعرق الثانوي: يمكن أن تساهم عدة عوامل في حدوثه مثل الحالات الطبية (كالسكري أوفرط نشاط الغدة الدرقية)، أوبعض الأدوية، الدخول سن الياس، أو السمنة.
3- كيفية علاج فرط تعرق
فرط التعرق الأولي: تتنوع خيارات العلاج من استخدام مضادات التعرق والأدوية إلى التدخلات المتقدمة مثل حقن البوتوكس أو العمليات الجراحية في الحالات الشديدة أو العلاج النفسي عبر العلاج السلوكي المعرفي.
فرط التعرق الثانوي: يعتمد العلاج بشكل أساسي على معالجة السبب، أوتعديل الأدوية المسببة، بالإضافة إلى استخدام مضادات التعرق أحياناً وتغيير نمط الحياة.2
فرط التعرق الإبطي هو تعرّق زائد في منطقتي الإبطين يزيد عن الحاجة الفيزيولوجية الطبيعية لتنظيم الحرارة. قد يتراوح التعرق بين بلل بسيط إلى تعرق شديد.
ورغم أن التعرّق عملية ضرورية للتنظيم الحراري والدفاع الميكروبي وإطراح الفضلات، إلا أن زيادته قد تسبب تفاقم في الأمراض الجلدية الموضعية، وحرجًا اجتماعيًا نتيجة تبلل الملابس أو انبعاث الروائح الكريهة، وقد تؤدي في النهاية إلى القلق والاكتئاب وانخفاض جودة الحياة. لذلك، من الضروري فهم الأسباب وآليات الحدوث والتأثيرات لتدبيره بشكل فعّال.
يُعتقد أن فرط التعرق الأولي ينتج عن خلل وزيادة نشاط في الجهاز العصبي الودي المسؤول عن التوتر.
تشخيص فرط التعرق تحت الإبط الأولي
يُشخّص فرط التعرق الأولي عند وجود تعرّق زائد مستمر لمدة لا تقل عن 6 أشهر بدون سبب أو مرض مرافق، مع توفر معيارين إضافيين على الأقل، مثل:
- بدء التعرق قبل سن الـ 25 سنة
- توقف التعرق أثناء النوم
- أن يكون التعرق في الطرفين
- حدوث نوبات من فرط التعرق بمعدل مرة أسبوعيًا على الأقل
- وجود قصة عائلية إيجابية
كما يُستخدم مقياس شدة مرض فرط التعرق (HDSS) لتقدير تأثير المرض على حياة المريض، واختيار العلاج المناسب له وتحديد مقدار الفائدة من العلاج.3
مقياس شدة مرض فرط التعرق (HDSS)
الدرجة | الوصف | مستوى الشدة |
---|---|---|
1 | التعرق غير ملحوظ أبدًا ولا يتداخل مطلقًا مع الأنشطة اليومية | خفيف |
2 | التعرق محتمل لكنه أحيانًا يتداخل مع الأنشطة اليومية | متوسط |
3 | التعرق بالكاد محتمل وغالبًا ما يتداخل مع الأنشطة اليومية | شديد |
4 | التعرق غير محتمل ودائمًا يتداخل مع الأنشطة اليومية | شديد جدًا |
ملاحظات حول استخدام المقياس
- يستخدم المقياس لتقييم شدة فرط التعرق استنادًا إلى تأثيره على أنشطة الحياة اليومية لدى المريض.
- يمكن تقديم الأسئلة للمريض بشكل شفهي أو كتابي.
- درجة (1–2): تدل على أن فرط تعرق خفيف إلى متوسط.
- درجة (3–4): تدل على فرط التعرق شديد.
- بعد العلاج، يُستخدم المقياس مرة أخرى لتقييم فعالية ورضا المريض عن العلاج:
- تحسّن بمقدار درجة واحدة تعني انخفاض التعرق بنسبة 50%.
- تحسّن بمقدار درجتين تعني انخفاض التعرق بنسبة 80%.
- أثبتت الدراسات موثوقية وصلاحية المقياس وارتباطه مع كل من:
- استبيان تأثير فرط التعرق (HHIQ)
- مؤشر جودة الحياة الجلدية (DLQI)
- قياسات كمية التعرق (Gravimetric method)
أنواع علاجات فرط التعرق تحت الابط
علاج فرط التعرق تحت الإبط موضعياً
تمثل الخيار الأول في العلاج، خاصة في الحالات الخفيفة:
- مضادات التعرق: وليس الديودرانت وتُطبق ليلًا على بشرة جافة. قد تسبب حكة وحرقة خفيفة.
- مضادات الكولين الموضعية: وتُستخدم مرتين يوميًا، لكن فعاليتها محدودة وقد تسبب أحياناً جفاف الفم أو توسع في الحدقة وبالتالي ألم في الرأس عند التعرض للضوء الزائد.
- البوتوكس الموضعي: أظهر خفضًا بنسبة قد تصل إلى 65% في التعرق في بعض الدراسات4.
- العلاج بالتبريد الموضعي
- مستحضرات جديدة: مثل ميْريستين (myricetin) أو الذي أظهر فعالية وأمانًا في دراسة يابانية وبلغ درجة تقليله لفرط التعرق على الفئران حوالي 55%5.
العلاجات الجهازية
تُستخدم للحالات المعندة أو فرط التعرق المعمم:
- مضادات الكولين الفموية: مثل أوكسيبوتينين (2.5–15 ملغ/يوم) له نتائج جيدة جداً، لكنها تسبب آثارًا جانبية مثل جفاف الفم وتشوش الرؤية وألم في الرأس.
- محفزات ألفا 2 الأدرينرجية: مثل كلونيدين، يستخدم لعلاج ارتفاع الضغط وله تأثير في علاج فرط التعرق.
- حاصرات قنوات الكالسيوم، حاصرات بيتا، والبنزوديازيبينات: خاصة عند وجود قلق أو تسرع في القلب مرافق.
الحقن
- البوتوكس: يثبط الأسيتيل كولين في الوصلات العصبية. وهو علاج معتمد من منظمة الصحة العالمية لفرط التعرق الإبطي الشديد. فعاليته تصل إلى أكثر من 90% لكن مؤقتة ويجب تكراره كل تسعة أشهر تقريباً، وقد يسبب ألمًا موضعيًا عابرًا يقل مع استخدام المخدرات الموضعية6.
الأجهزة الطبية
تشمل عدة تقنيات لتخريب الغدد العرقية:
- الموجات الدقيقة : باستخدام جهاز MiraDry®، فعالة وطويلة الأمد.
- الإيونتوفوريسيس: تمرير تيار كهربائي خفيف عبر الجلد، فعال وآمن، خاصة لليدين والقدمين، مع تطوير أقطاب خاصة للإبط.
- التردد الراديوي بالإبر المجهرية : أظهر نتائج جيدة في دراسات مضبوطة.
- العلاج الضوئي الديناميكي : باستخدام إضاءة نابضة مركزة.
- الليزر (Nd:YAG, diode): يسبب تخريبًا موضعيًا للغدد العرقية، مع نتائج متفاوتة.
- الأمواج فوق الصوتية المركزة: آمنة وفعالة ونتائجها تستمر لأكثر سنة.
- النبذ النفاث : يقوم بإيصال البوتوكس عبر الجلد بدون ألم1.
العلاج الجراحي
يُجرى عند فشل الوسائل السابقة:
- الاستئصال/كحت الغدد العرقية/الشفط الدهني: حيث يتم إزالة الغدد العرقية من الإبطين مع نسبة نجاح عالية مساوية لقطع العصب الودي7.
- قطع الودي الصدري بالمنظار (VATS sympathectomy): خاصة على مستوى العقد الودية T3–T4 أو T4 فقط، فعالة جدًا لكنها قد تسبب فرط تعرق تعويضي لدى بعض المرضى نسبة نجاحها تصل حتى 98%.
نصائح عامة لـ علاج التعرق الزائد تحت الابط للرجال والنساء
- ارتداء ملابس قطنية فضفاضة مهواة, كما بالإمكان استخدام بطانات واقية تحت الإبط
- البقاء في بيئة باردة
- تعويض الشوارد المفقودة, وشرب كمية كافية من الماء حسب الحالة الصحية.
- تجنب الأطعمة الحارة والكحول والتوتر
- تطبيق تقنيات الاسترخاء لتخفيف الأثر النفسي وتقليل التوتر وبالتالي يؤدي إلى تقليل التعرق
- استخدم مضادات التعرق بدل مزيلات الرائحة (الديودرانت)، ويفضل وضعها ليلًا على بشرة جافة حسب تعليمات الطبيب.
- تدوين مذكرات حول حالة التعرق لاكتشاف المحفزات التي تزيد التعرق وتجنّبها، مثل الحرارة، التوتر، الكافيين، الأطعمة الحارة والدهنية والحلويات والكحول.
المصادر
1- Arora G, Kassir M, Patil A, et al. Treatment of Axillary hyperhidrosis. J Cosmet Dermatol. 2022;21(1):62-70. doi:10.1111/jocd.14378
2- Brackenrich J, Medeus CF. Hyperhidrosis. . In: StatPearls . Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2025 Jan-. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK459227/
3- Reference: A Comprehensive Approach to the Recognition, Diagnosis, and Severity-Based Treatment of Focal Hyperhidrosis: Recommendations of the Canadian Hyperhidrosis Advisory Committee, Dermatologic Surgery, August 2007, pages 908-923 https://www.sweathelp.org/pdf/HDSS.pdf
4- Glogau RG. Topically applied botulinum toxin type A for the treatment of primary axillary hyperhidrosis: results of a randomized, blinded, vehicle-controlled study. Dermatol Surg. 2007;33(1 Spec No.):S76-S80. doi:10.1111/j.1524-4725.2006.32335.x
5- Ban C, Park JB, Cho S, et al. Reduction of focal sweating by lipid nanoparticle-delivered myricetin. Sci Rep. 2020;10(1):13132. Published 2020 Aug 4. doi:10.1038/s41598-020-69985-x
6- Antón Andrés MJ, Candau Pérez ED, Bermejo de la Fuente MP. Treatment of Primary Axillary Hyperhidrosis with Two Doses of Botulinum Toxin A—Observational Study. Toxins. 2024; 16(7):320. https://doi.org/10.3390/toxins16070320
7- Rompel R, Scholz S. Subcutaneous curettage vs. injection of botulinum toxin A for treatment of axillary hyperhidrosis. J Eur Acad Dermatol Venereol. 2001;15(3):207-211. doi:10.1046/j.1468-3083.2001.00226.x