شكّل علاج سرطان الرئة سابقاً أحد أهم التحديات لدى الأطباء نظراً لخطورته وصعوبة الشفاء منه ولكن مع التطور الطبي في تركيا أصبح بالإمكان الكشف المبكر عنه وعلاجه.
أدوية سرطان الرئة
يقوم العلاج الكيماوي لسرطان الرئة على استخدام الأدوية القاتلة للخلايا السرطانية إما لوحدها أو مشاركة مع الجراحة أو المعالجة الشعاعية بهدف تعزيز الضبط الموضعي للورم ومهاجمة النقائل البعيدة في حال وجودها، إليك ما يلي أهم أسماء أدوية سرطان الرئة المستخدمة في العلاج:
- أملاح البلاتين مثل السيسبلاتين Cisplatin والكاربوبلاتين Carboplatin؛ تعتبر هذه الزمرة الدوائية بمثابة دواء سرطان الرئة الأكثر استعمالاً لدى المرضى
- فينوريلبين Vinorelbine والجيمسيتابين Gemcitabine
- باكليتاكسيل Paclitaxel والدوسيتاكسيل Docetaxel
تتضمن جلسات الكيماوي لسرطان الرئة إعطاء الدواء عن طريق الوريد في مركز العلاج السرطاني أو في المستشفى تحت إشراف الفريق الطبي المختص، قد تكون الجلسات متكررة على مدى فترة زمنية محددة تتراوح بين بضعة أسابيع حتى عدة أشهر وذلك حسب خطة العلاج المحددة لكل مريض.
الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي لسرطان الرئة
علاج سرطان الرئة والكيماوي هو بمثابة سيف ذو حدين يحمل بطيّاته الكثير من الفوائد وفي المقابل يسبب العديد من الآثار الجانبية المؤقتة التي تتفاوت في شدتها من شخص لآخر ومنها ما يلي:
- الغثيان والقيء: يعد من أكثر الآثار الجانبية شيوعًا للعلاج الكيميائي. يمكن أن يتحكم الأطباء في هذه الآثار بواسطة الأدوية المضادة للغثيان والقيء.
- فقدان الشهية
- تساقط الشعر
- التعب والضعف العام
- التهابات وتقرحات في الفم والحلق
- الحكة وجفاف الجلد
- تشوه شكل الأظافر وتغير لونها
- نقص في تعداد كريات الدم البيضاء والصفائح الدموية مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى والنزف
- أعراض هضمية (إسهال أو إمساك أو آلام في المعدة)
العلاج الإشعاعي لسرطان الرئة
يعمل هذا النوع من العلاج على استهداف وتدمير خلايا الورم السرطاني في الرئتين بواسطة أشعة ذات طاقة عالية، يُستخدم العلاج الإشعاعي عادةً بشكل منفرد أو بالتزامن مع العلاج الجراحي أو الكيماوي اعتماداً على نوع ومرحلة الورم وحالة المريض، تشمل أنواع أشعة سرطان الرئة ما يلي:
- العلاج الإشعاعي بالحزمة الخارجية (EBRT): يعتبر النوع الأكثر شيوعاً من العلاج الموجه لسرطان الرئة حيث يتم توجيه شعاع منطقة الورم باستخدام جهاز إشعاعي خارجي، يتم تقسيم العلاج عادةً على مدى عدة أسابيع متتالية مع جلسات منتظمة.
- العلاج الإشعاعي الداخلي (Brachytherapy): يتضمن إدخال مصدر الإشعاع مباشرة في الورم أو بالقرب منه داخل الجسم، يمكن استخدام العلاج الإشعاعي الداخلي كجزء من خطة العلاج الكاملة لسرطان الرئة في بعض الحالات.
التقنية المتبعة عادةً في علاج سرطان الرئة هي المعالجة الإشعاعية ثلاثية الأبعاد 3D RT حيث يجرى التخطيط على جهاز الطبقي المحوري CT، كما يفضل تطبيق Respiratory Gating حيث تجرى الجلسات بحالة الشهيق مع الاعتماد على جهاز مراقبة للتأكد أن درجة الشهيق هي نفسها في كل جلسة مما يساعد على تقليل كمية النسيج الرئوي السليم من التعرض للتشعيع.
العلاج المناعي لسرطان الرئة
يهدف العلاج المناعي أو كما يدعى العلاج البيولوجي لسرطان الرئة إلى تحفيز الجهاز المناعي وتوجيهه لتدمير الخلايا السرطانية بالإضافة إلى منعها من النمو والانقسام وذلك بوقف إشارات النمو عبر السيطرة على أهداف محددة ضمن الخلية، يصنف إلى نوعين رئيسيين هما:
- الأدوية ذات الجزيئات الصغيرة Small Molecule Drugs: تعيق الخلايا السرطانية من التكاثر والانتشار وتؤخذ عن طريق الفم، من أهم هذه الأدوية هي الإيرلوتينيب Erlotinib والجيفيتينيب Gefitinib (في حال وجود طفرة في EGFR) والكريزوتينيب Crizotinib (في حال وجود طفرة في ALK).
- الأجسام المضادة وحيدة النسيلة Monoclonal Antibodies: تحاصر هدفاً محدداً على السطح الخارجي للخلايا السرطانية أو في الحيز المحيط بها، قد تلعب دوراً في زيادة حساسية الخلية السرطانية للعلاج الكيميائي والإشعاعي وتؤخذ عن طريق الوريد، من أهم هذه الأدوية هي النيسيتوموماب Necitumumab والأتيزوليزوماب Atezolizumab.
عملية استئصال سرطان الرئة
جراحة سرطان الرئة تعتمد على نوع الورم وحجمه وموقعه داخل الرئة بالإضافة إلى الحالة الصحية العامة للمريض، يمكن أيضاً إزالة الغدد اللمفاوية المحيطة في حال كانت مترافقة مع الورم، هناك عدة إجراءات جراحية يمكن استخدامها في علاج سرطان الرئة ومنها:
- استئصال الفص الرئوي Lobectomy وهو الإجراء الأكثر شيوعاً لعلاج سرطان الرئة
- الاستئصال القطعي Segmentectomy يتم خلاله إزالة جزء من الفص الرئوي، ويمكن استخدامه في بعض الحالات التي لا يمكن فيها إزالة الفص بأكمله
- استئصال الرئة بالكامل Pulmonectomy ويستخدم عادةً عندما يكون الورم كبيراً وموجوداً في الجزء المركزي من الرئة
- الاستئصال الاسفيني Wedge Resection يتم خلاله إزالة جزء صغير من الرئة مع الورم والأنسجة المحيطة به
عادةً ما تكون نسبة نجاح عملية استئصال سرطان الرئة حوالي 70٪ إلى 90٪ للحالات التي تم اكتشافها في مراحل مبكرة خاصةً في حال أجريت العملية بتقنية عالية كالجراحة الروبوتية لسرطان الرئة بينما تكون أقل في المراحل المتأخرة لذلك قد يتم توجيه المريض بعد الجراحة إلى العلاج الكيميائي أو الإشعاعي أو كلاهما للمساعدة في التحكم في أي خلايا سرطانية متبقية أو للوقاية من عودة الورم.
تكلفة عملية استئصال سرطان الرئة تختلف بشكل كبير حسب حجم الورم ونوع الجراحة المطلوبة بالإضافة إلى تكاليف المستشفى والرعاية الصحية والعلاجات اللاحقة التي قد تكون مطلوبة، تتراوح التكلفة بين 15-25 ألف دولار أمريكي.
العلاج التلطيفي لسرطان الرئة
يهدف هذا العلاج إلى تقديم الرعاية والدعم للمرضى الذين يعانون من سرطان الرئة في مراحله المتقدمة والذي لا يكون العلاج الشافي متاحاً أو مناسباً لهم، يعتبر العلاج التلطيفي جزءاً هاماً من رعاية المرضى وتحسين جودة حياتهم، يشمل ما يلي:
- المسكنات القوية كالمورفين من أجل السيطرة على الألم
- العلاج الكيماوي والإشعاعي لتصغير حجم الورم والسيطرة على الأعراض كضيق التنفس
- الاستئصال الجزئي للأورام الكبيرة يمكنه تحسين معدل البقيا عند بعض المرضى
في حين أن العلاج التلطيفي يعد جزءاً لا يتجزأ من برنامج علاج سرطان الرئة بتقديم أفضل رعاية ممكنة لمرضى السرطان، إلا أنه ليس ضرورياً أن يحتاج كل المرضى الخارجين من المستشفى إلى رعاية تلطيفية.
سرطان الرئة ونسبة الشفاء
عموماً يعتبر سرطان الرئة من أكثر أنواع السرطانات خطورة وبالتالي قد تكون نسبة الشفاء منه أقل مقارنة ببعض أنواع السرطانات الأخرى، لكن تعتمد نسبة الشفاء من سرطان الرئة على عدة عوامل منها نوع الورم ومرحلته وكيفية استجابة المريض للعلاج.
في الحالات التي يكتشف فيها سرطان الرئة في مراحله المبكرة عندها يكون قابلاً للعلاج الجراحي بشكل كامل ولكن بالمقابل فإن الحالات التي يكتشف فيها الورم في مراحل متقدمة أو انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم فإن فرص الشفاء تكون أقل.
وفقاً للإحصائيات فإن معدلات البقاء لمدة خمس سنوات لمريض سرطان الرئة تختلف اعتماداً على المرحلة الخاصة بالورم، على سبيل المثال:
- مريض سرطان الرئة في مرحلة مبكرة (المرحلة I والمرحلة II)، يكون معدل البقاء حوالي 60% إلى 80%.
- مريض سرطان الرئة في مراحل متقدمة (المرحلة III والمرحلة IV)، يكون معدل البقاء حوالي 10%.
في الختام، يظل علاج سرطان الرئة في تركيا نموذجاً للتطور والابتكار في مجال الرعاية الصحية من خلال الجهود المستمرة والتقنيات المتقدمة وفرق الخبراء، تستمر تركيا في تقديم رعاية طبية عالية الجودة للمرضى المصابين بسرطان الرئة من مراحل الكشف المبكر إلى العلاج الشامل والرعاية التلطيفية، توفر تركيا بيئة طبية متكاملة تسهم في تحسين نوعية حياة المرضى ودعمهم خلال رحلتهم في مواجهة هذا التحدي الصحي الخطير.
المصادر: