كيسات المنصف هي تجاويف غير طبيعية مملوءة بسائل تتوضع في المنصف وهو الحيّز التشريحي الواقع بين الرئتين ويضم القلب والأوعية الكبرى والقصبة الهوائية والمريء. تعتبر هذه الكيسات من الأورام غير السرطانية، وغالباً ما يتم اكتشافها صدفة أثناء تصوير الصدر.
قد تكون خلقية (موجودة منذ الولادة) أو مكتسبة نتيجة التهابات أو مضاعفات جراحية. رغم أن معظمها لا يسبب أعراضاً إلا أن بعضها قد يضغط على الأعضاء المجاورة وهذا ما يؤدي إلى ضيق في التنفس وسعال وألم في الصدر، يعتبر التشخيص الدقيق ضروري لتحديد نوع الكيسة وتخطيط العلاج المناسب لتفادي المضاعفات.
ما هي كيسات المنصف؟
كيسات المنصف (Mediastinal Cysts) هي تجاويف مملوءة بسائل تنشأ داخل المنصف وتعتبر من التكوينات غير السرطانية حيث تنشأ غالباً لأسباب خلقية نتيجة خلل في تطور أنسجة الجنين مثل كيسات الشعب الهوائية أو كيسات القناة الهضمية، وقد تكون نادرة مكتسبة بسبب التهابات أو عمليات جراحية.
الفرق بين الكيسات والأورام
الكيسات هي تجاويف مملوءة بسائل بينما الأورام تكون صلبة وتنمو بشكل غير طبيعي من الخلايا، كما أنّ الكيسات لا تنمو بسرعة ولا تنتشر عكس بعض الأورام.
هل كيسات المنصف خطيرة؟
تعتبر كيسات المنصف غالباً حميدة وغير سرطانية فهي لا تتجه إلى التحول الخبيث وغالباً تبقى مستقرة دون مضاعفات، في كثير من الحالات يتم اكتشافها بالصدفة أثناء إجراء تصوير للصدر لأسباب أخرى دون أن تسبب أعراضاً صريحة، لكن في بعض الحالات قد تظهر أعراض بسبب الضغط الموضعي: مثل ضيق التنفس أو صعوبة البلع أو السعال نتيجة ضغط الكيسة على المريء أو القصبات الهوائية.
في حال وجود تشوهات خلقية أو خصائص غير اعتيادية في الكيسة قد يتم التوصية بإجراء خزعة أو استئصال جراحي لتحليل النسيج بدقة، قد تترافق هذه الكيسات بشكل نادر مع مضاعفات مثل العدوى أو التحول الورمي مما يستدعي مراقبة دقيقة لضمان التشخيص والعلاج في الوقت المناسب، في بعض الحالات تكون خطيرة فمثلاً قد تؤدي الكيسة التامورية إلى انصباب التامور وهو تراكم للسوائل حول القلب يعيق قدرته على الضخ بكفاءة.
أنواع كيسات المنصف
تنقسم الكيسات إلى نوعين رئيسيين تبعاً لأسبابها:
- كيسات خلقية (Congenital): وهي الأكثر شيوعاً حيث تنشأ أثناء تطور الجنين وتشمل:
- كيسة الشعب الهوائية (Bronchogenic cyst): تكون عادةً في المنصف الأوسط وقريبة من القصبات.
- كيسة التكرار المريئي (Esophageal duplication cyst): غالباً قرب المريء.
- كيسة التامور (Pericardial cyst): غالباً تكون غير عرضية وتقع قرب القلب.
- الكيسات اللمفية (Lymphatic cysts): كالكيسة الكيلوسية وتحتوي سائلاً ليمفياً.
- كيسات مكتسبة: نادرة، وقد تتكوّن بسبب التهابات مزمنة أو صدمات أو مضاعفات جراحية داخل الصدر.
أسباب ظهور كيسات المنصف
تعتبر هذه أهم أسباب ظهور هذه الكيسات وهي:
- عوامل خلقية: تكون نتيجة بقايا أنسجة من الجهاز التنفسي أو الهضمي أثناء التطور الجنيني.
- التهابات مزمنة في الصدر: قد تؤدي إلى تكون كيسات مكتسبة بمرور الوقت.
- تشوهات تطورية أثناء الحمل: تؤثر على تكوّن المنصف وتسبب تكيسات غير طبيعية.
- أمراض وراثية نادرة: مثل بعض اضطرابات النسيج الضام أو أمراض الجهاز اللمفاوي.
أعراض كيسات المنصف
كيسات المنصف غالباً ما تكون غير ظاهرة ويتم اكتشافها صدفةً لكنها قد تسبب أعراضاً في بعض الحالات، ومن هذه الأعراض:
- ضيق النفس
- سعال مزمن
- ألم في الصدر
- صعوبة في البلع عند ضغط الكيس على المريء
- تغير في الصوت أو بحة بسبب ضغط الكيس على الأحبال الصوتية
كيفية تشخيص كيسات المنصف
يبدأ تشخيص كيسات المنصف بأعراض غير نوعية أو باكتشاف صدفة أثناء الفحوصات الروتينية وهذا ما يستدعي القيام بفحوصات إضافية ومنها:
- أشعة الصدر (X-ray): تستخدم كخطوة أولى وتظهر ظلالاً غير طبيعية تؤكد وجود كتلة.
- التصوير الطبقي المحوري (CT Scan): يعد الفحص الأكثر دقة لتحديد شكل وحجم وموقع الكيسة بدقة وكذلك علاقتها بالتراكيب المحيطة بها.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يساعد على تمييز محتوى الكيسة (سوائل، أنسجة) وتحديد طبيعتها بشكل دقيق.
- الفحوص الوظيفية: مثل اختبارات التنفس أو البلع التي تطلب إذا كان هناك ضغط من الكيسة على القصبات أو المريء.

طرق علاج كيسات المنصف
تختلف طرق علاج كيسات المنصف بحسب حجمها وطبيعتها ومدى تسببها بالأعراض ويتم العلاج حسب التقييم الدقيق من الطبيب المختص، ومن أهم طرق علاج كيسات المنصف:
- المراقبة الدورية: إذا كانت الكيسة صغيرة وغير عرضية مع متابعة دورية بالتصوير.
- الاستئصال الجراحي والذي يتم في الحالات التالية:
- وجود أعراض تنفسية أو ضغط على المريء أو القصبات
- شك الطبيب في طبيعة الكيسة (خوفاً من أن تكون الورم)
- رغبة المريض بإزالة الكيسة
من أهم طرق الجراحة المتبعة في علاج كيسات المنصف هي التقليدية والتنظيرية التي تعد أقل تدخلاً وأسرع بالتعافي، وكذلك يمكن أخذ خزعة بالإبرة لتحديد طبيعة الكيسة قبل القيام بإجراء جراحي.
من الضروري جداً أن يقوم المريض بالتشخيص المبكر عند الشك بأي أعراض متعلقة بكيسات المنصف وأن يسارع إلى استشارة الطبيب المختص فوراً لأن الكشف المبكر يتيح تحديد طبيعة الكيسة بدقة ويساعد في اختيار العلاج الأنسب قبل تطور المضاعفات. إنّ تجاهل الأعراض أو التأخير في التشخيص قد يؤدي إلى زيادة الضغط على الأعضاء المجاورة أو تفاقم الحالة مما يصعب العلاج فلذلك يجب الالتزام بالفحوصات الدورية والمتابعة الطبية المستمرة لضمان أفضل النتائج والحفاظ على الصحة العامة.
المصادر:
- Barrios, P., & Avella Patino, D. (2022). Surgical indications for mediastinal cysts — A narrative review. Mediastinum, 6(31).
- Esme, H., Eren, S., Sezer, M., & Solak, O. (2011). Primary mediastinal cysts: Clinical evaluation and surgical results of 32 cases. The Texas Heart Institute Journal, 38(4), 371–374.