المنصف هو المساحة التشريحية الواقعة بين الرئتين والذي يحتوي على القلب والأوعية الدموية الكبرى والمريء والغدة التيموسية. تُعرف الكتلة في المنصف بأنها نمو غير طبيعي أو تجمع في هذه المنطقة والتي قد تكون أورماً أو كيسات أو خراجات، أو تجمعات أخرى. يعد تشخيص كتل المنصف بشكل باكر أمراً ضرورياً لمعرفة طبيعتها سواء كانت حميدة أو خبيثة مما يساعد في اختيار العلاج المناسب وتقليل مخاطر المضاعفات وتحسين فرص الشفاء.
ما هي كتل المنصف؟
تعتبر كتل المنصف تجمعات غير طبيعية في المنطقة الواقعة بين الرئتين حيث تضمن أنواعاً متعددة مثل الأورام والكيسات والخراجات، يمكن أن تكون هذه الكتل صلبة أو كيسية فالكتل الصلبة تكون متماسكة ومحتواها مكون من خلايا أو نسيج بينما الكيسية تحتوي على سوائل أو مواد شبه سائلة داخل غلاف. يتم تصنيف كتل المنصف حسب موقعها إلى ثلاثة أقسام رئيسية: الأمامي والأوسط والخلفي حيث يختلف توزيع أنواع الكتل وأسبابها بناءً على هذا التصنيف مما يؤثر على أنماط وطرق تشخيص كتل المنصف وخيارات العلاج، قد تؤدي كتل المنصف وخاصةً الأورام أو الخراجات القريبة من القلب إلى الضغط على التامور أو التسبب بانصباب تامور مما يستدعي تقييم القلب كجزء من الفحوصات التشخيصية.
الأسباب المحتملة لظهور كتل المنصف
كتل المنصف تظهر لأسباب متعددة منها أورام حميدة وخبيثة أو أمراض مناعية، من أهم هذه الأسباب:
- أورام حميدة: تشمل التيراتوما والكيسات التي تنمو بشكل غير سرطاني داخل المنصف.
- أورام خبيثة: مثل لمفوما المنصف والنقائل السرطانية التي تنتشر من أورام أخرى.
- أمراض مناعية أو التهابية: تسبب تورماً أو تجمعات ناتجة عن التهاب الأنسجة في المنصف.
- غدد متضخمة: مثل تضخم الغدة الزعترية أو العقد اللمفاوية، يُظهر الفحص تضخماً يبدو ككتلة في التصوير.
متى نشتبه بوجود كتلة في المنصف؟
نشتبه في وجودك كتلة في المنصف في كل من الحالات التالية:
- ضيق في التنفس: بسبب ضغط الكتلة على القصبات الهوائية.
- سعال غير مفسّر: مستمر أو مترافق مع دم أحياناً.
- ألم صدري: قد يكون ناتجاً عن تمدد الكتلة أو ضغطها على الأعصاب أو الأنسجة.
- صعوبة في البلع أو تغير في الصوت: نتيجة تأثير الكتلة على المريء أو العصب الحنجري.
- في بعض الحالات يتم اكتشاف الكتلة صدفة أثناء إجراء تصوير شعاعي للصدر لأسباب أخرى.
خطوات تشخيص كتل المنصف
يتم تشخيص كتل المنصف بأكثر من طريقة وخطوة ونذكر منها:
التاريخ الطبي والفحص السريري
يتم خلال هذه المرحلة التحقق من الأعراض (كالسعال وضيق التنفس أو الألم الصدري) مع أخذ العمر والجنس وعوامل الخطر بعين الاعتبار مثل التاريخ العائلي للأورام أو أمراض المناعة.
التصوير الشعاعي
- صورة الصدر بالأشعة السينية (X-ray): تعتبر خطوة أولى لتحديد وجود كتلة أو تغيرات في المنصف.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT): يقدّم معلومات مفصّلة عن حجم وموقع وطبيعة الكتلة وعلاقتها بالبنى المحيطة.
- الرنين المغناطيسي (MRI): يُستخدم لتقييم امتداد الكتلة خاصة في الأنسجة الرخوة أو الأعصاب.
الفحوصات المخبرية
- تحليل دم عام: لتقييم الحالة الالتهابية أو وجود فقر دم.
- الواسمات الورمية (Tumor Markers): مثل ألفا فيتو بروتين (AFP) وبيتا-HCG لبعض أورام المنصف الأمامية (كالورم التناسلي الجنيني).
الخزعة (Biopsy)
وهي الخطوة الحاسمة لتحديد طبيعة الكتلة بدقة والتي يمكن إجراؤها عبر:
- إبرة موجهة بالتصوير (CT-guided needle biopsy).
- تنظير الصدر الجراحي أو الجراحي المفتوح حسب الحالة.
- تنظير صدري فيديوي (VATS): إجراء جراحي طفيف التوغل.

أهمية تحديد طبيعة الكتلة
يعتبر تشخيص كتل المنصف وتحديد طبيعة الكتلة المنصفية بدقة خطوة محورية في وضع الخطة العلاجية المناسبة حيث تختلف طرق العلاج بشكل جوهري بين الكتل الحميدة التي قد يُكتفى بمراقبتها أو استئصالها جراحياً وبين الكتل الخبيثة التي تتطلب غالباً علاجاً متعدد المراحل يشمل الجراحة والعلاج الكيماوي أو الإشعاعي
كما أن تحديد نوع النسيج المصاب (مثل لمفوما أو نقائل سرطانية أو ورم خلقي) يساهم في تقييم مدى انتشار الورم ووجود نقائل أو تورط العقد اللمفاوية المجاورة وهو أمر مهم في تصنيف مرحلة المرض وتقدير الإنذار العام، إضافة إلى ذلك يساعد التشخيص الدقيق في تجنب التدخلات الجراحية غير الضرورية في بعض الحالات ويوجّه الأطباء لاستخدام أقل الطرق العلاجية توغلاً وأكثرها فاعلية.
الصعوبات التي قد تواجه تشخيص كتل المنصف
يوجد الكثير من الصعوبات والتداخلات التي قد تلتبس على الطبيب خلال تشخيص كتل المنصف، ونذكر منها:
- صعوبة الوصول للكتلة في بعض المواقع
- تداخل الكتلة مع القلب أو الشرايين
- بعض الكتل تتشابه في المظهر الشعاعي وتحتاج فحوصات إضافية
إن تشخيص كتل المنصف يتطلب تعاون فريق طبي متعدد التخصصات يشمل أطباء الصدر والأشعة والأورام والجراحة، يعتبر التصوير الشعاعي وأخذ خزعة حجر الزاوية للوصول إلى تشخيص دقيق، كما أنً الكشف المبكر يلعب دوراً مهماً في تحديد خطة العلاج وزيادة فرص الشفاء خاصةً عند التفريق بين الكتل الحميدة والخبيثة، لذلك يُنصح بعدم تجاهل أي أعراض تنفسية غير مبررة مثل السعال أو ضيق النفس خصوصاً في حال استمرت لفترة دون تحسن.
المصادر:
- uanpere, S., Cañete, N., Ortuño, P., Martínez, S., Sánchez, G., & Bernado, L. (2013). A diagnostic approach to the mediastinal masses. Insights into Imaging, 4(1), 29–52.
- Almeida, P. T., & Heller, D. (2024, April 19). Anterior mediastinal mass. In StatPearls. StatPearls Publishing.