كل عامٍ يذهب أكثر من نصف مليون شخص إلى غرف الطوارئ بسبب مشاكل حصوات الكلى وتشير التقديرات إلى أن واحداً من كل عشرة أشخاص سيصاب بحصوات الكلى في وقتٍ ما من حياته، حيث أنه تعتبر حصوات الكلى شائعة وتزداد انتشاراً مع مرور الزمن، حيث يعاني حوالي 11 بالمائة من الرجال و6 بالمائة من النساء في الولايات المتحدة من حصوات الكلى مرة واحدة على الأقل خلال حياتهم وبالتالي قد يخضعوا لتقنيات تفتيت الحصى المختلفة ومنها التي تكون بواسطة المنظار المرن.
يلجأ الأطباء في الكثير من الحالات إلى تفتيت الحصى عن طريق المنظار المرن والذي يعد وسيلة فعالة وطفيفة التوغل لعلاج وتفتيت الحصى في الكلية وذلك بفضل التقدم الطبي الكبير الحاصل في مجال تقنيات علاج حصى الكلى والتحسينات في إجراءات التنظير الداخلي وتكنولوجيا الليزر.
ما هي حصى الكلية؟
حصوات الكلى عبارة عن قطع صلبة تتكون في إحدى الكليتين أو كلتيهما وتترافق مع مستويات عالية من بعض المعادن في البول، تحتوي غالبية حصوات الكلى على الكالسيوم في تركيبها، قد تكون صغيرة مثل حبة الرمل أو كبيرة مثل حبة البازلاء ومن النادر ما تكون كبيرةً جداً مثل كرات الجولف. قد تكون الحصوات ناعمة أو خشنة وعادة ما تكون صفراء أو بنية اللون.
أعراض وجود الحصى في الكلية
قد تظهر الأعراض الناجمة عن وجود حصوات في الكلية بشكلٍ متقطع أي تظهر لفترة قصيرة أو طويلة ثم تختفي على شكل موجات وقد تكون مستمرة في بعض الأحيان، من هذه الأعراض نذكر:
- آلام حادة في الظهر أو في جانب أو أسفل البطن أو في منطقة الفخذ (المنطقة الإربية).
- وجود دم ذو لون وردي أو أحمر أو بني في البول (بيلة دموية).
- ألم أثناء التبول.
- حاجة مستمرة للتبول.
- بول كريه الرائحة وغير صاف.
- عدم القدرة على التبول أو عدم القدرة على التبول إلا بكميات صغيرة.
- غثيان وقيء.
- حمى وقشعريرة.
أسباب تكون الحصى في الكلية
تشمل الأسباب المحتملة:
- عدم تناول كميات كافية من الماء بشكل يومي، الكمية المفضلة حوالي 3 لتر.
- عدم ممارسة الرياضة أو ممارستها بشكل مفرط.
- السمنة أو الخضوع لعمليات انقاص الوزن.
- أمراض الأمعاء.
- تناول طعام يحتوي على الكثير من الملح أو السكريات.
- التاريخ العائلي لتشكل الحصوات قد يكون مهم في بعض الحالات.
- يرتبط تناول الكثير من الفركتوز بزيادة خطر الإصابة بحصوات الكلى، المتوفر بكثرة في سكر المائدة وشراب الذرة عالي الفركتوز.
تشخيص حصى الكلية
يعتمد تشخيص حصوات الكلى على التاريخ الطبي والفحص السريري والصور الشعاعية، كما يجب معرفة حجم وشكل الحصوات بشكل دقيق وذلك غالباً ما يكون باستخدام تقنية التصوير بالأشعة المقطعية عالية الدقة من الكلى إلى المثانة أو باستخدام الأشعة السينية (أشعة كي يو بي للكلى والحالب والمثانة) والتي ستظهر حجم الحصوة وموقعها بدقة ولكن عادةً ما يُفضل التصوير المقطعي المحوسب للتشخيص، في بعض الحالات سيطلب الأطباء أيضاً تصوير الحويضة الوريدي وهو نوع خاص من الأشعة السينية للجهاز البولي يتم إجراؤه بعد حقن صبغة خاصة.
ماهو المنظار المرن؟
منظار الحالب المرن هو جهاز طبي يستخدم لأغراضٍ تشخيصية وعلاجية في الجزء العلوي من المسالك البولية وهو مصمم بقدراتٍ تمكنه من الوصول إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها، مما يسمح بتفتيت الحصى وعلاج حالات أخرى مع تقليل التدخل الجراحي.
تفتيت الحصى بالمنظار المرن
ثبت أن تنظير الحالب بالمنظار المرن وسيلة فعالة وقابلة للتطبيق في عديد من الحالات لتفتيت حصى الكلية، خصوصاً في الحالات التي لا يمكننا استخدام الموجات الصادمة في تفتيت الحصى (عند النساء الحوامل والأطفال).
يستخدم عادة ً أثناء تنظير الحالب العلاجي بالمنظار المرن سلكاً موجهاً للمساعدة في توجيه الأداة وتسهيل مرورها عدة مرات من خلال الحالب والوصول إلى المسالك البولية البعيدة ومن ثم يتم توصيل طاقة الليزر من خلال ألياف الكوارتز الدقيقة وتفيت الحصى من خلالها، ثم يتم استخدام أداة ملحقة لاستخراج بقايا الحصوات الصغيرة وذلك بأكمله يكون عبر المنظار المرن وجميع هذه التداخلات تتم في يومٍ واحد.
ما بعد المنظار المرن للكلى
في نفس يوم الإجراء التداخلي بالمنظار المرن يتم عادةً ولكن ليس في كل الحالات وضع دعامات حالبية داخلية لتسهيل عملية الشفاء وضمان الصرف، خصوصاً في حال تم إجراء مناورات علاجية قوية أو في حال كان الحالب يحتاج إلى توسيع لتسهيل الوصول للحصى ولكن إذا كان تنظير الحالب لأغراضٍ تشخيصية بسيطة بدون توسيع للحالب فلا يتطلب عادةً وضع دعامات حالبية بعد الجراحة.
هذه الدعامات الحالبية الداخلية قد تسبب بعض الأعراض في المسالك البولية السفلية، مثل تكرار التبول والإلحاح البولي ومع وجود دم خفيف إلى متوسط في البول وهذه الأعراض تكون عابرة وتزول بمرور الوقت ولا تحتاج إلى أي علاج.
ومن ثم تتم إزالة الدعامات الحالبية بعد فترة شفاء يمكن أن تتراوح من بضعة أيام إلى 6-8 أسابيع، اعتماداً على الحالة الخاصة بالمريض وهذا الإجراء يكون عادةً في العيادة إما باستخدام قطعة نايلون متصلة أو عن طريق تنظير المثانة.
يتم إزالة القسطرة البولية في نفس اليوم أو في صباح اليوم التالي، عندما تعود القدرة على التبول الطبيعي.
يعطى المرضى في أغلب الحالات المضادات الحيوية والمسكنات الوقائية عن طريق الفم بعد الخروج من المستشفى ويمكن وصف الأدوية المضادة للكولين وحاصرات ألفا لتقليل من حدة الأعراض وتكرارها وشعور عدم الراحة المرتبط غالباً بتركيب الدعامات الحالبية، حيث يختلف التحمل بشكل كبير بين المرضى.
يعد الاختيار الدقيق لأفضل طول للدعامة ووضعها الأمثل من العوامل الأساسية التي تخفف أو تمنع تلك الأعراض غير المرغوب بها بعد تفتيت الحصى.
المتابعة بعد المنظار المرن للكلى
يعود معظم المرضى للمتابعة بعد إجراء تنظير الحالب بالمنظار المرن بعد أسبوع إلى أسبوعين وذلك لإزالة الدعامة في حال وجودها وإجراء بعض التصويرات الشعاعية اللازمة لتحديد مدى الإستفادة على العلاج والكشف عن وجود الحصوات.
ميزات المنظار المرن في تفتيت حصوات الكلية
- الدقة: يعطي صورة عالية الوضوح والجودة كما يمكنه تكبير وتخزين وتصوير أي جزء أو مرض واقع في المسالك البولية ، مما يساعد علي تشخيص وعلاج ومتابعة الحالات المرضية.
- الفعالية: يستطيع تفتيت جميع أنواع وأحجام الحصوات وذلك بفضل الليزر المستخدم مع المنظار المرن.
- الأمان: الليزر المستخدم مع المنظار المرن لا يسبب أي تلف أو تجريح للحالب أو الكلى أو المثانة أو الإحليل، ولا يسبب أي نزيف أو عدوى أو هروب للحصوات.
- المرونة: يستطيع الوصول إلى أي مكان في الكلية أو الحالب بمرونة ودقة، وتفتيت الحصوات بغض النظر عن حجمها أو شكلها أو موقعها لكن يفضل استخدامه في حالات الحصوات الكبيرة بعد فشل طرق تفتيت الحصى التقليدية.
- السرعة: المنظار المرن يقلل من زمن العملية ومدة البقاء في المستشفى، ويسمح للمريض بالعودة إلى نشاطه الطبيعي بسرعةٍ أكبر.
مضاعفات تفتيت حصوات الكلية بالمنظار المرن
ترتبط المضاعفات بمدى حجم وشدة الإجراء وخبرة الطبيب وتطور المركز الطبي، حيث تعد المضاعفات نادرة في حال اللجوء إلى الطبيب ذو الخبرة العالية مع استخدامه لأفضل التقنيات والأدوات في المستشفى. من هذه المضاعفات:
- مغص أو ألم
- حمى
- إفرازات كاذبة
- بيلة دموية خفيفة أو ممتدة
- التهاب المسالك البولية
تكلفة تفتيت حصى الكلية بالمنظار المرن
تختلف الكلفة باختلاف الحالة لمرضية الخاصة للمريض ولكنها غالباً ما تكون في أفضل مستشفيات تركيا وتحت أيدي أمهر الأطباء المتخصصين هي حوالي 2500 دولار أميركي، إذ تعد تركيا من الدول التي يلجأ إليها الكثير من المرضى لعلاج مثل هذه الحالات المرضية نظراً لجودة الخدمة العلاجية وتطور المستشفيات والتقنيات المستخدمة وكلفة العلاج المعقولة مقارنةً بدول أوروبا وأميركا.
تعد تقنيات التنظير وبالأخص التنظير باستخدام المنظار المرن من التقنيات التي لاقت نجاحاً كبيراً في الوسط الطبي وقد تم الاعتماد عليها في علاج الكثير من المرضى ومساعدتهم في التخلص من حصى الكلية والحالب بأسرع وقت ممكن وبأقل المضاعفات، وبجانب فائدتها العلاجية فهي تملك فائدة تشخيصية تساعد في الكشف عن الكثير من أمراض المسالك البولية. من الجدير بالذكر أنه سوف يستمر تصغير حجم الأجهزة المستخدمة في تنظير الحالب واستخدام الألياف الضوئية الأصغر حجماً وأجهزة التصوير الرقمية المحسنة والملحقات المحسنة ومصادر الطاقة الجديدة ومع صغر حجم الأجهزة وزيادة دقتها فإنها ستصبح أيضاً أكثر حساسية وبالتالي تعود على المرضى بأفضل الفوائد الممكنة.
المصادر: