يُعد علاج سرطان البروستاتا من المواضيع الطبية البالغة الأهمية خاصة مع تزايد عدد الحالات المشخّصة سنوياً لدى الرجال بعد سن الخمسين. تختلف الخيارات العلاجية حسب مرحلة المرض مما يتطلب تشخيصاً دقيقاً وخطة علاجية فردية. يتضمن العلاج عدة طرق مثل الجراحة والإشعاع والهرمونات والعلاج المناعي. نستعرض في هذا المقال أهم المعلومات حول المرض وسبل العلاج الحديثة.
ما هو سرطان البروستاتا؟
ينشأ سرطان البروستاتا في غدة البروستاتا وهي غدة تناسلية صغيرة تقع أسفل المثانة وتحيط بالإحليل وتُساهم في إنتاج السائل المنوي. يتميز هذا الورم بنمو بطيء غالباً، إلا أن بعض أنواعه قد تكون عدوانية وتميل إلى الانتشار الموضعي أو البعيد.
وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية (ACS)، يتم تشخيص مئات الآلاف من الحالات بشكل سنوي وتُسجّل نسبة الإصابة الأعلى لدى الرجال فوق سن 65 عام، كما يُعدّ ثاني أكثر أسباب الوفاة المرتبطة بالأورام بين الذكور. هناك العديد من أنواع سرطان البروستاتا نسيجياً وهي:
- سرطان الخلايا الانتقالية
- سرطان الخلايا الصغيرة
- أورام الغدد الصم العصبية
- الأورام اللحمية وهي نادرة للغاية
- السرطان الغدي ويمثّل أكثر من 95% من الحالات

ما هي عوامل الخطر للإصابة بسرطان البروستاتا؟
لم يتم اكتشاف الأسباب الدقيقة وراء التحول الخبيث في خلايا البروستاتا بشكل كامل ولكن تم إثبات أن التغيرات الهرمونية والتغيرات الجينية وخاصةً الجينات المنظمة لنمو الخلايا لها دور أساسي، نذكر بعض العوامل المؤهبة للإصابة بسرطان البروستاتا:
- المعاناة من السمنة والتدخين
- وجود بعض العوامل البيئية والموقع الجغرافي
- العرق: حيث أن النسبة الأعلى من الرجال المصابين هم من أصول إفريقية.
- العمر المتقدم: يكون العمر أكثر من 55 سنة ترتفع احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا بشكل كبير.
- الاستعداد الوراثي: وجود تاريخ عائلي من سرطان البروستاتا أو طفرات جينية مثل BRCA1 و BRCA2.
الأعراض السريرية
يكون سرطان البروستاتا في مراحله المبكرة عديم الأعراض غالباً، ولكن مع بدء تقدم المرض قد يبدأ ظهور بعض الأعراض، مثل:
- ضعف الانتصاب القضيب
- عسرة التبول وضعف تدفق البول
- ملاحظة الدم في البول أو السائل المنوي
- الحاجة المتكررة للتبول وخاصة في أثناء الليل
- ألم في العظام وبشكل خاص أسفل الظهر أو الحوض
تشخيص سرطان البروستاتا
تتطلب عملية تشخيص سرطان البروستاتا القيام بمجموعة من الإجراءات والتحاليل للكشف عن الإصابة بالسرطان، تتضمن هذه الإجراءات:
- الفحص السريري: يشمل الفحص الشرجي لكشف ضخامة البروستات.
- خزعة البروستاتا: هو الإجراء التشخيصي الحاسم لتأكيد وجود الخلايا السرطانية.
- درجة العدوانية الخلوية (Gleason Score): يتم اللجوء إليه لتقييم درجة تمايز الورم وتحديد مدى عدوانيته.
- الصور الشعاعية: التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية يفيد في تقييم الامتداد الموضعي والبعيد للسرطان.
- اختبار مستضد البروستاتا النوعي (PSA): وهو بروتين تنتجه خلايا البروستاتا وتدل المستويات المرتفعة إلى احتمال وجود ورم.

تصنيف مراحل المرض
يعتمد تصنيف مراحل سرطان البروستاتا على نظام TNM (الورم، العقد اللمفاوية، النقائل) ومستوى PSA ونتيجة جليسون:
- المرحلة الأولى: الورم محصور بالبروستاتا ولا يمكن الإحساس به سريرياً.
- المرحلة الثانية: الورم محصور بالبروستاتا لكن يمكن جسّه بالفحص.
- المرحلة الثالثة: غزو موضعي للأنسجة المجاورة للبروستاتا.
- المرحلة الرابعة: ينتشر السرطان إلى العقد اللمفاوية أو الأعضاء البعيدة مثل العظام

طرق علاج سرطان البروستاتا
يعتمد اختيار خطة علاج سرطان البروستاتا على عدة عوامل مثل مرحلة الورم ودرجة غليسون والحالة الصحية العامة للمريض وعمره ومدى تفضيله للعلاج، نذكر أهم طرق علاج سرطان البروستاتا التي تتضمن ما يلي:
الاستئصال الجذري للبروستاتا
يتم علاج سرطان البروستاتا عن طريق إزالة غدة البروستاتا بشكل كامل مع الحويصلات المنوية والغدد اللمفاوية الحوضية في بعض الحالات. يُمكن إجراء هذا النوع من الجراحة إما عبر شق بطني مباشر أو باستخدام تقنيات تنظيرية دقيقة.
- مضاعفات محتملة:
- سلس البول
- ضعف الانتصاب
- تغيرات في القذف: قد يحدث جفاف أو تغير في نوعية السائل المنوي.
علاج سرطان البروستاتا بالأشعة
يقسم علاج سرطان البروستاتا بالأشعة إلى نوعين:
- علاج سرطان البروستاتا بالإشعاع الخارجي: يُستخدم لتوجيه جرعات عالية من الأشعة إلى البروستاتا لتدمير الخلايا الورمية. يُعد الإشعاع الخارجي خيار بديل للجراحة في السرطانات الموضعية وقد يتم دمجه مع العلاج الهرموني في بعض الحالات.
- علاج سرطان البروستاتا بالزرع الإشعاعي الداخلي: يتم زرع مواد مشعة صغيرة داخل غدة البروستاتا، وهو فعال في الحالات المبكرة حيث يمتاز بتأثيره الموضعي وتجنبه للأضرار الواسعة على الأنسجة المحيطة.
- مضاعفات محتملة:
- إرهاق: شعور بالتعب العام.
- مشاكل في المثانة: مثل زيادة التبول أو الألم عند التبول.
- مشاكل في الأمعاء: مثل الإسهال أو آلام البطن.
علاج سرطان البروستاتا هرمونياً
يهدف علاج سرطان البروستاتا هرمونياً إلى خفض مستوى الهرمونات الذكرية، وخاصةً التستوستيرون، التي تساهم في نمو خلايا الورم. يتم اللجوء إلى هذا الخيار في حال انتشار السرطان أو عند ارتفاع خطر الانتكاس أو العلاج الإشعاعي.
- مضاعفات محتملة:
- زيادة الوزن
- تغيرات المزاج: مثل الاكتئاب أو القلق.
- ضعف العظام: زيادة خطر الكسور.
علاج سرطان البروستاتا كيميائياً
يتم استخدام العلاج الكيميائي في حال انتشار السرطان أو فشل علاج سرطان البروستاتا الهرموني حيث يعتمد على أدوية تُثبط انقسام الخلايا الورمية. يتم العلاج ضمن جداول علاجية تشمل عدة دورات.
- مضاعفات محتملة:
- الغثيان والتقيؤ
- تساقط الشعر
- ضعف الجهاز المناعي
العلاج المناعي لسرطان البروستاتا
يتضمن استخدام أدوية تعمل على تحفيز جهاز المناعة ضد الخلايا السرطانية أو استهداف طفرات جينية معينة. يتم اعتماد هذا النوع من علاج سرطان البروستاتا عند وجود طفرات وراثية محددة أو فشل العلاجات التقليدية.
- مضاعفات محتملة:
- ردود فعل تحسسية
- التهاب الأنسجة
العلاج الموضعي المحدد (العلاج البؤري)
يتم استخدام العلاج البؤري لاستهداف أجزاء معينة من البروستاتا بهدف تقليل الضرر على الأعصاب والمثانة. من تقنياته المعتمدة:
- التجميد الموضعي
- الموجات فوق الصوتية عالية الشدة
- العلاج بالضوء يتم استعماله في حالات خاصة
- مضاعفات محتملة:
- سلس البول
- ضعف الانتصاب
- تغيرات في القذف: قد يحدث جفاف أو تغير في نوعية السائل المنوي.
التوقعات والإنذار بعد علاج سرطان البروستاتا
تكون فرص النجاة في حالات سرطان البروستاتا الموضعية مرتفعة بشكل كبير جداً إذ أن نسبة البقاء لمدة خمس سنوات تتجاوز 97٪، بينما تنخفض في الحالات المنتشرة لتصل إلى حوالي 30٪، مما يدل على الدور الكبير الذي يلعبه التشخيص المبكر في تحسين الإنذار.
مقارنة بين طرق علاج سرطان البروستاتا
نوع العلاج | آلية العلاج | الاستخدام الأساسي | المضاعفات أو الآثار الجانبية |
---|---|---|---|
الجراحة (الاستئصال الجذري للبروستاتا) | إزالة غدة البروستاتا بالكامل (مع الحويصلات المنوية والعقد اللمفاوية) | في الحالات الموضعية | سلس البول – ضعف الانتصاب – تغيّرات في القذف |
العلاج الإشعاعي الخارجي | توجيه حزم إشعاعية عالية الطاقة نحو الورم | بديل للجراحة في الأورام الموضعية أو مع العلاج الهرموني | تعب عام – مشاكل بولية – مشاكل هضمية (إسهال ومغص) |
الزرع الإشعاعي الداخلي (براكي ثيرابي) | زرع كبسولات مشعة داخل البروستاتا | في الأورام المبكرة والمحدودة | تهيج المثانة – صعوبة التبول – مشاكل مؤقتة في الانتصاب |
العلاج الهرموني | خفض مستوى التستوستيرون (دوائياً أو جراحياً) | في الحالات المتقدمة أو عالية الخطورة | هشاشة العظام – تغيرات مزاجية – زيادة الوزن – ضعف جنسي |
العلاج الكيميائي | أدوية تقتل الخلايا السرطانية أو توقف انقسامها | عند انتشار المرض أو فشل العلاج الهرموني | غثيان – تساقط الشعر – ضعف المناعة |
العلاج المناعي | تحفيز جهاز المناعة لاستهداف خلايا الورم | حالات نادرة مع طفرات جينية معينة | طفح جلدي – أعراض مشابهة للأنفلونزا – رد فعل مناعي |
العلاج البؤري (الموضعي) | استهداف مناطق محددة من البروستاتا بتقنيات غير جراحية (تجميد، موجات فوق صوتية، ضوء) | في الأورام المحدودة لدى مرضى مختارين | سلس بول – ضعف انتصاب – تغيّرات في القذف |
الوقاية من سرطان البروستاتا
لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية بشكل كامل ولكن يمكن تقليل عوامل الخطر عبر:
- إجراء فحوصات منتظمة للبروستاتا
- الحفاظ على وزن صحي
- ممارسة الرياضة بانتظام
- تناول نظام غذائي مغذي
- الإقلاع عن التدخين
يمثل علاج سرطان البروستاتا تحدياً طبياً يمكن التغلب عليه في حال اكتشاف المرض بشكل مبكر والبدء بالعلاج المناسب. تتنوع الأساليب العلاجية وتُختار بحسب طبيعة الورم وحالة المريض. يبقى التشخيص المبكر حجر الأساس في تحسين فرص الشفاء. الالتزام بنمط حياة صحي والفحص الدوري ضروريان لتقليل المخاطر والوقاية من المضاعفات.
المصادر:
- American Cancer Society. (2024). Treating prostate cancer. Retrieved July 17, 2025
- National Cancer Institute. (2024). Prostate cancer treatment (PDQ®)–patient version. Retrieved July 17, 2025,