مرض الذهان العقلي يعتبر من الاضطرابات النفسية الشائعة نسبياً في المجتمع لذلك لابد من تشجيع المرضى على طلب المساعدة الطبية واللجوء إلى العلاج النفسي الملائم.
لاشك أن العلاج المبكر للذهان العقلي هو أمر في غاية الأهمية حيث أثبتت الدراسات أن العلاج السلوكي المعرفي في المراحل المبكرة قد يقلل بشكل كبير من المخاطر الناتجة عن المرض، وبالتالي يعد الوعي والتثقيف حول هذا المرض أمراً هاماً لتقليل المضاعفات المتعلقة بالمرض حيث يجب أن نوفر الدعم والمساندة للأفراد الذين تظهر عليهم الأعراض، فما هي أعراض هذا المرض وكيف يتم علاجه في تركيا؟ تابع معنا هذا المقال.
معنى مرض الذهان العقلي
مرض الذهان العقلي Psychosis هو اضطراب نفسي يمكن أن يكون له تأثير كبير على حياة الأشخاص المصابين به؛ حيث يتميز بفقدان الاتصال بالواقع وتشوش في التفكير بالإضافة إلى الاعتقادات الخاطئة التي لا تمتّ للواقع بصِلة، وتعتبر أعراضه مشابهة لأعراض الاضطرابات النفسية الأخرى مثل مرض الفصام واضطرابات الشخصية الحدية.
لا يعتبر ذهان العقل مرضاً بحد ذاته بل عرضاً لمرض آخر وهو انفصام الشخصية وقد يكون بسبب التعرض للضغط النفسي الشديد أو حتى نتيجة تعاطي الشخص أنواع معينة من المخدرات. يتطلب علاج مرض الذهان العقلي تدخلاً علاجياً شاملاً بما في ذلك العلاج الدوائي والدعم النفسي.
أنواع الذهان العقلي
يوجد عدة أنواع من مرض الذهان العقلي منها ما يكون بسبب أمراض أخرى نفسية أو جسدية ومنها ما يكون بسبب وراثي أو مجهول السبب. فيما يلي أهم أنواعه:
اضطراب ذهاني وجيز
تدوم الأعراض هنا عادةً بين 1-30 يوم، وغالباً ما يُثار هذا النوع بالشدة النفسية أو العوامل الاجتماعية كالطلاق بين الزوجين أو الانفصال. يعتبر هذا النوع الأكثر شيوعاً عند مرضى اضطرابات الشخصية (الحدية – الهيستريائية).
الاضطراب ذو الشكل الفصامي
يوجد في هذا النوع اثنان أو أكثر من أعراض مرض الذهان العقلي التي تدوم بين 1-6 شهور. يختلف عن الفصام بأن فترة الأعراض تكون أقصر، بالإضافة إلى أنه ليس بالضرورة حدوث اضطراب في الأداء المهني والاجتماعي.
الاضطراب الفصامي الوجداني
يتميز هذا الاضطراب باجتماع أعراض الفصام مع أعراض الاضطراب المزاجي الرئيسي (هَوَسي كان أو مزاجي)، وهو اضطراب مزمن يدوم مدى الحياة ويختلف عن الفصام بوجود أعراض وجدانية (مزاجية) واضحة جداً.
الاضطراب التوهمي
يعتبر الاضطراب التوهمي أكثر شيوعاً عند المرضى الأكبر من 40 سنة، وهو حالة يحمل فيها المرضى معتقدات خاطئة لا تستند إلى الواقع. يتميز هذا الاضطراب بأنه محصور بالتوهمات ولا يؤثر على مساحات أخرى من حياة الشخص.
اضطراب ذهاني مشترك
يعتبر أكثر شيوعاً عند النساء وكذلك عند الأشخاص ذوي الطبقة الاجتماعية والاقتصادية المتدنية، وتتطور الأعراض التوهمية عند المريض في حال وجود علاقة وثيقة مع شخص آخر يملك هذه الأعراض.
ذهان الأهلاس السمعية والبصرية
يتميز بوجود أهلاس سمعية و/أو بصرية حيث يتأثر الأداء المهني والاجتماعي عند المريض، ويكون المريض على يقين أن هذه الأهلاس حقيقية لاشك فيها، ولكن لا يوجد لديه أي خلل في شكل التفكير.
من الجدير بالذكر أن مرض الذهان العقلي يمكن أن يحدث أيضاً نتيجة لحالات طبية أخرى مثل ورم الدماغ أو اضطرابات الجهاز العصبي. التشخيص السليم والعلاج من قبل متخصص في الصحة العقلية أمر بالغ الأهمية للسيطرة الفعالة على اضطرابات الذهان.
اقرأ عن: مرض الاكتئاب : أسبابه وأعراضه وطرق علاجه
تطورات مرض الذهان
يمر مرض الذهان عادة بعدة مراحل قد تختلف من شخص لآخر، ومع ذلك يمكن تصنيف مراحل تطور مرض الذهان على النحو التالي:
- المرحلة المبكرة: هذه المرحلة تسبق ظهور مرض الذهان وتتميز بوجود علامات وأعراض غير واضحة تلمح لاحتمالية حدوث الذهان العقلي. قد يشعر الشخص بالقلق أو الانطوائية وقد يلاحظ تغيرات في سلوكه أو نمط نومه.
- المرحلة الحادة: في هذه المرحلة تظهر لدى الشخص أعراض الذهان بوضوح حيث قد يعاني من هلاوس سمعية أو بصرية، وقد يشعر بالاضطراب العقلي الشديد وفقدان الاتصال بالواقع.
- مرحلة التعافي: قد يبدأ الشخص بالتعافي من مرض الذهان العقلي بعد فترة من النوبة إلّا أنه قد يشعر بالحزن أو الارتباك بسبب تجربته للذهان، لذلك فقد يحتاج إلى دعم وعلاج إضافي للتعامل مع آثار مرض الذهان العقلي الذي أصابه.
من المهم أن نلاحظ أن هذه المراحل قد تختلف من شخص لآخر، وقد يتم تشخيص ذهان عقلي في مرحلة لاحقة دون أن تظهر جميع المراحل المذكورة. يجب على الأفراد الذين يشتبه في تطور ذهان لديهم أن يطلبوا المساعدة الطبية لتقييم حالتهم وتقديم العلاج المناسب.
اقرأ المزيد حول: علاج مرض الزهايمر العصبي في تركيا والوقاية منه
أسباب مرض الذهان العقلي
لا يوجد سبب واحد محدد لمرض الذهان، ولكن هناك عوامل متعددة يمكن أن تساهم في ظهوره تشمل ما يلي:
- العوامل الوراثية: هناك علاقة بين وجود إصابة لأحد أفراد العائلة بمرض الذهان وزيادة خطر الإصابة به؛ فوجود أب مصاب بذهان العقل خلال فترة ما من حياته يزيد من احتمالية حدوث المرض لدى الأبناء.
- التغيرات الكيميائية في الدماغ: هناك نظرية تشير إلى أن التغيرات في مستويات المواد الكيميائية في الدماغ مثل الدوبامين، قد تلعب دوراً في ظهور مرض الذهان العقلي لدى الشخص.
- العوامل البيئية: قد تزيد بعض التجارب الصعبة أو الضغوطات النفسية الشديدة من خطر الإصابة بأي ذهان عقلي وفقاً لآخر توصيات الجمعية الأمريكية للأمراض النفسية.
- تعاطي المخدرات: بعض المخدرات مثل الكانابيس، يمكن أن تزيد من خطر ظهور مرض الذهان ويُسمى عندها ذهان المخدرات.
- الاضطرابات العقلية الأخرى: قد يحدث ما يسمى ذهان ثنائي القطب أو ذهان الهوس الاكتئابي؛ حيث تجتمع أعراض مرض الذهان العقلي مع أعراض الاضطراب العقلي المرافق له.
أعراض مرض الذهان العقلي
يعاني مرضى الذهان من العديد من الأعراض التي تختلف وتتفاوت في شدتها من شخص لآخر، إليك بعضاً من أعراض الذهان الشائعة:
- الهلوسة؛ أشيع ما تكون الهلاوس بصرية أو سمعية حيث يمكن للمريض رؤية أو سماع أشياء غير حقيقية، ويمكن أن تكون الهلوسة شمية أو ذوقية أو لمسية (يشعر المريض بالتلامس الجسدي مع شيء وهمي غير موجود).
- الوهم؛ اعتقاد غير حقيقي أو غير منطقي، مثل الاعتقاد بأن الآخرين يتحدثون عنك أو يراقبونك.
- صعوبة في التركيز والتفكير بشكل منطقي وظهور أفكار غير مترابطة، فقد يتحدث المريض عن موضوع معين وفي منتصفه ينتقل إلى موضوع آخر تماماً.
- فقدان الاهتمام بالأشياء المحببة للشخص وعدم القدرة على الشعور بالسعادة.
- انعزال اجتماعي وانطواء على الذات.
- صعوبة في النوم أو النوم بشكل غير طبيعي.
- تقلبات مفاجئة في المزاج، مثل الغضب أو الاكتئاب.
- صعوبة في القيام بالمهام اليومية وعدم القدرة على العمل بشكل فعال.
اقرأ المزيد حول: جلطة المخ عند كبار السن | الأعراض وكيفية العلاج
تشخيص مرض الذهان
يتطلب تشخيص الذهان تقييماً شاملاً لكل الأعراض والتاريخ الطبي للشخص، ويشمل ما يلي:
- تقييم الأعراض: يجب على الشخص الذي يشتبه في إصابته أن يتحدث إلى طبيب نفسي حول الأعراض التي يعاني منها، بما في ذلك الهلوسة والوهم والتفكير المضطرب وغيرها.
- التاريخ الطبي: يجب على الشخص أن يقدم معلومات مفصلة عن تاريخه الطبي والعائلي، بما في ذلك التاريخ النفسي والأدوية التي يتناولها.
- الفحوصات الطبية: في حال ظهور أعراض تدل على ذهان عقلي عند الشخص، يجب أن يتم إجراء فحوصات طبية لاستبعاد الأسباب الطبية الأخرى مثل التسمم أو اضطرابات الغدة الدرقية.
- التقييم النفسي: قد يقوم به الطبيب النفسي لتحديد نوع الذهان وشدته، وقد يشمل ذلك عدة جلسات في كثير من الأحيان لتقييم أعراض مرض الذهان العقلي.
- التشخيص النفسي: بناءً على الأعراض والتقييم النفسي يمكن للطبيب النفسي تشخيص مرض الذهان وتحديد نوعه مثل الفصام أو اضطراب ثنائي القطب.
علاج مرض الذهان نهائياً في تركيا
يتضمن علاج الذهان نهائيا في تركيا نهجاً شاملاً يتم من خلاله التعامل مع أعراض الذهان عن طريق الدمج بين العلاجين الدوائي والنفسي وهذا ما سنوفره لك في مستشفى الأمراض النفسية والعقلية، وتتميز المشافي الطبية المتخصصة في تركيا بتطورها الكبير في مجال الطب النفسي نظراً لتعاونها مع أطباء ذوي خبرة كبيرة في هذا المجال.
ومما يدعو إلى التفاؤل فقد أشارت دراسة حديثة أُجريت على عدد كبير من مرضى الذهان إلى أن نسبة الشفاء من مرض الذهان قد ارتفعت حوالي ثلاثة أضعاف ما بين 2013-2018 على غير المتوقع. لكن بالتأكيد يجب أن يتم علاجك بشكل مبكر مع بداية ظهور أي عرض يدل على ذهان عقلي لديك، وذلك من أجل تجنب أي مشاكل قد تحصل في المستقبل وتؤثر سلباً على علاج الذهان.
اقرأ عن: علاج الصرع في تركيا / اسطنبول
أدوية مرض الذهان
يتم استخدام الأدوية لعلاج مريض الذهان النفسي والتي تعمل على تنظيم توازن المواد الكيميائية في الدماغ، كما تساعد على التحكم في الأعراض المرتبطة بمرض الذهان العقلي مثل التفكير المضطرب والهلوسة والوهم. قد يتم استخدام أدوية مختلفة حسب نوع المرض وشدته.
هناك العديد من أدوية مضادات الذهان التي يمكن استخدامها في علاج مرض الذهان العقلي. تعتمد الأدوية المستخدمة على نوع وشدة الأعراض والتحسن الفردي لكل شخص. بعض الأمثلة عن الأدوية المستخدمة في علاج مرض الذهان تشمل:
- مضادات ذهان تقليدية (نمطية): مثل الهالوبيريدول والكلوربرومازين، تقوم هذه الأدوية بتقليل الأعراض الإيجابية للذهان مثل الهلاوس والوهم والاضطرابات في التفكير.
- مضادات ذهان غير تقليدية (غير نمطية): مثل الريسبيريدون والأبيليفاي، تعمل هذه الأدوية على تحسين الأعراض السلبية للذهان مثل انخفاض المزاج والعزلة الاجتماعية.
- مثبطات إعادة امتصاص النورأدرينالين: مثل بروزاك وإفيكسور، تستخدم هذه الأدوية في تحسين القلق والتوتر المرافقين للذهان.
علاج مرض الذهان النفسي
إن العلاج النفسي في حالة الذهان يشمل عدة أساليب وتقنيات تستهدف تحسين الحالة النفسية للمريض والتعامل مع الأعراض الأخرى، ولعلّ أبرز الأساليب المستخدمة في العلاج هي:
- العلاج السلوكي المعرفي: يهدف إلى تغيير الأفكار والمعتقدات السلبية والمشوشة التي تؤدي إلى الأعراض المرتبطة بالذهان، وتعزيز التعامل الإيجابي معها.
- العلاج النفسي الاجتماعي: يركز على تحسين المهارات الاجتماعية وتعزيز التواصل والتفاعل الاجتماعي للمريض، مما يساعده على التكيف مع المجتمع من حوله وتخفيف أعراض الذهان.
- الدعم النفسي: يتضمن دعم وتشجيع المريض، وتقديم المساعدة في التعامل مع التحديات والصعوبات التي يواجهها نتيجة للذهان.
- العلاج العائلي: يهدف إلى تعزيز التواصل والتفاهم بين أفراد الأسرة وتقديم النصائح للمريض وعائلته حول كيفية التعامل مع مرض الذهان العقلي.
اقرأ المزيد حول: ما هو مرض ثنائي القطب وعلاجه في تركيا
يمكن استخدام هذه الأساليب بشكل منفصل أو مشترك مع العلاج الدوائي، وتختلف طرق تنفيذها حسب احتياجات المريض وظروفه الشخصية. يجب استشارة طبيب نفسي لتحديد الأسلوب المناسب وتنظيم الجلسات العلاجية.
يبقى مركز بيمارستان الطبي في تركيا خيارك الأول للعلاج من كل الاضطرابات والأمراض النفسية التي تعاني منها، نظراً لتوفر أحدث التقنيات والأساليب العلاجية وتعاوننا مع أطباء متخصصين وذوي خبرة في مجال الطب النفسي.
في الختام يجب أن نفهم أن مرض الذهان ليس عيباً شخصياً ولا يعكس ضعف الشخصية، إنما هو اضطراب عقلي قابل للعلاج، فبالدعم النفسي المناسب يمكن للأفراد المصابين بالذهان أن يحققوا حياة طبيعية ومستقرة، فيصبحون أعضاءً فاعلين في المجتمع يساهمون في بنائه بدلاً من أن يكونوا عبئاً على أهلهم ومجتمعهم.
اقرأ المزيد عن: أفضل طريقة لعلاج الأرق وقلة النوم ليلاً في تركيا
المصادر: