يعتبر الصداع أحد أكثر الأمراض شيوعاً التي يتعرض لها الناس في جميع أنحاء العالم، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني نصف السكان البالغين في العالم تقريباً من ألم الرأس خلال السنوات الماضية وذلك مع اختلاف العمر والجنس والمكان الجغرافي، سواء كان خفيفاً أو شديداً، مؤقتاً أو مزمناً.
يمكن أن يؤثر ألم الرأس بشكل كبيرعلى الحياة اليومية والإنتاجية والرفاهية العامة. تعد النساء أكثر عرضة لآلام الرأس من الرجال، حيث تسهم التقلبات الهرمونية والضغوطات وبعض العوامل الفيزيولوجية في هذا الفارق بين الجنسين، وتؤدي في كثير من الأحيان إلى تقليل جودة الحياة وإعاقة الأنشطة الشخصية والمهنية، لذلك يعد فهم انتشار وتأثير ألم الرأس أمر ضروري لمعالجة هذا القلق الصحي الشائع.
ما هو الصداع؟
هو ألم في أي منطقة من الرأس، قد يحدث على أحد جانبي الرأس أو كليهما أو يكون معزولاً في مكان معين أو ينتشر عبر الرأس من نقطة واحدة أو يأتي على شكل ثابت ويسبب ضغط شديد.
قد يظهر ألم الرأس على شكل ألم حاد أو إحساس بالخفقان أو ألم خفيف. يمكن أن يتطور تدريجياً أو فجأة، وقد يستمر من أقل من ساعة إلى عدة أيام.
أنواع الصداع
هناك أكثر من 150 نوع، وهي تنقسم إلى فئتين رئيسيتين: الأولي والثانوي.
الصداع الأولي
يؤدي الخلل الوظيفي أو النشاط الزائد للأعصاب الحساسة للألم في الرأس إلى الإصابة بالنوع الأولي. في هذه الحالة لا يكون ألم الرأس ناجم عن حالة طبية كامنة. قد يكون لدى بعض الأشخاص جينات تجعلهم أكثر عرضة للإصابة.
تشمل أنواعه ما يلي:
- التوتري (أكثر الأنواع شيوعاً)
- النصفي (الشقيقة)
- العنقودي
- اليومي المستمر الجديد (NDPH)
يمكن أن تنجم هذه الأنواع عن عوامل تتعلق بنمط الحياة، بما في ذلك:
- الكحول، وخاصة النبيذ الأحمر
- بعض الأطعمة، مثل اللحوم المعالجة التي تحتوي على النترات
- استهلاك النيكوتين
- تغيرات في النوم أو قلة النوم
- النشاط البدني، مثل ممارسة الرياضة
- تغير في عادات الطعام أو تاخير الوجبات
- السعال أو العطس أو الإجهاد (كما هو الحال عند التبرز) أو الضحك أو البكاء بشدة
عادةً لا يكون خطيراً، ولكنه قد يكون مؤلماً جداً ويؤثر على الحياة اليومية.
الصداع الثانوي
هناك حالة طبية كامنة تسبب هذا النوع أي يعتبر ألم الرأس عرض أو علامة على مرض ما. ليس بالضرورة أن تكون الحالة المسببة خطيرة و من الممكن أن يزول ألم الرأس بمجرد علاج الحالة الأساسية.
يشمل عدة أنواع تكون ناتجة عن:
- الجفاف
- التهاب الجيوب الأنفية
- الإفراط في تناول أدوية ألم الرأس
هناك بعض الأنواع التي يمكن أن تكون علامة على وجود حالة خطيرة أو قد تهدد الحياة ما يلي:
صداع العمود الفقري
هو وجع رأس شديد يحدث عندما يتسرب السائل الشوكي من الغشاء (الأم الجافية) الذي يحيط بالحبل الشوكي، عادة بعد البزل الشوكي، ويمكن علاج معظم هذه الحالات في المنزل، لكن في الحالة المطولة وغير المعالجة يمكن أن تسبب مضاعفات تهدد الحياة مثل ورم دموي تحت الجافية.
الصداع الرعدي المفاجئ
هو ألم رأس مؤلم للغاية يأتي فجأة، مثل صدمة الرعد. يصل هذا النوع إلى أشد آلامه خلال دقيقة واحدة ويستمر لمدة خمس دقائق على الأقل. في حين أن صداع الرعد قد يكون غير خطير في بعض الأحيان، فمن المهم طلب العناية الطبية الفورية، حيث يمكن أن يكون علامة على:
- إصابة بالرأس
- نزيف داخلي في الرأس
- متلازمة تضيق الأوعية الدماغية القابلة للعكس
- ارتفاع مفاجئ وشديد في ضغط الدم
أسباب الصداع
أي شيء يحفز مستقبلات الألم في الرأس أو الرقبة يمكن أن يسبب وجع الرأس، بما في ذلك:
- الإجهاد والتوتر العضلي
- الحمية الغذائية والجفاف
- مشاكل العين والضوضاء
- التأثيرات الهرمونية والأدوية
- اضطرابات في الأذن والأنف والحنجرة والأسنان والفك
- اضطرابات الجهاز العصبي (مرض باركنسون)
- إصابة في الرأس أو الرقبة أو العمود الفقري
- ضغط الدم المرتفع
- تعاطي الكحول أو المخدرات
- درجة الحرارة المرتفعة أو المنخفضة جداً
- التهاب الشرايين الصدغية، وهو أكثر شيوعاً عند كبار السن
- التهاب المفاصل والتهاب السحايا
الصداع التوتري
هو النوع الأكثر شيوعاً، يسبب ألماً خفيفاً إلى متوسطاً، والذي غالباً ما يوصف بأنه يشبه شعور شريط ضاغط حول الرأس. إلا أن أسبابه غير مفهومة جيداً.
ينقسم إلى فئتين رئيسيتين عرضية ومزمنة.
الصداع التوتري العرضي
يمكن أن يستمر من 30 دقيقة إلى أسبوع، ويحدث بشكل متكرر لمدة أقل من 15 يوماً في الشهر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل. هذا النوع يمكن أن يصبح مزمناً.
الصداع التوتري المزمن (الصداع المستمر)
يستمر هذا النوع لساعات وقد يكون مستمراً، ويحدث لمدة 15 يوماً أو أكثر في الشهر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.
أعراض الصداع التوتري
- آلام كليلة في الرأس
- الشعور بالضيق أو الضغط على الجبهة أو على جانبي ومؤخرة الرأس
- آلام في عضلات فروة الرأس والرقبة والكتف
الصداع النصفي (الشقيقة)
هو اضطراب يسبب ألم نابض شديد عميق داخل الرأس. قد تستمر نوبات الشقيقة ما بين 4 إلى 72 ساعة دون علاج، مما يحد بشكل كبير من القدرة على القيام في الروتين اليومي.
قد تكون الشقيقة متوارثة في العائلة، أو يمكن أن ترتبط الحالة بحالات أخرى في الجهاز العصبي. وفقاً للمعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية (NINDS)، فإن الأشخاص الإناث عند الولادة هم أكثر عرضة للإصابة بثلاث مرات مقارنة بالذكور. الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) لديهم أيضاً خطر متزايد للإصابة.
أعراض الشقيقة
- ألم و خفقان في الرأس، عادة على جانب واحد من الرأس
- حساسية للضوء
- حساسية للصوت
- إقياء وغثيان
يعاني حوالي ثلث المصابين من اضطرابات بصرية تُعرف باسم هالة الشقيقة، وقد تجعل المريض يرى الأضواء ساطعة بشكل مزعج بالإضافة إلى وجود بعض النقاط العمياء التي لا يستطيع رؤيتها، ويمكن أن تشمل الهالة أيضاً وخزاً على جانب واحد من الوجه أو في ذراع واحدة وصعوبة في التحدث.
الصداع التوتري بالمقارنة مع الشقيقة
إذا كنت تعاني من صداع توتري عرضي متكرر، فمن الممكن أن تصاب بالشقيقة أيضاً، ولكن على عكس بعض أشكال الشقيقة، فإن الشكل التوتري لا يرتبط عادةً باضطرابات بصرية مثل رؤية نقاط مضيئة أو ومضات من الضوء. الأشخاص الذين يعانون من ألم الرأس التوتري لا يعانون عادةً من الغثيان أو القيء مع آلام الرأس. في حين أن النشاط البدني يفاقم آلام الشقيقة، إلا أنه لا يؤثر على آلام الصداع التوتري، الذي في بعض الأحيان يكون حساس للضوء أو الصوت، ولكن هذا العرض ليس شائعاً.
الصداع العنقودي
هو نوع نادر من آلام الرأس يتميز بنوبات حادة ومتكررة من الألم في جانب واحد من الرأس.
لم يُحدد بشكل قاطع سبب ظهور الأعراض حتى الآن، ومع ذلك يُشتبه في بعض العوامل التي قد تلعب دوراً في تطور وتفاقم الأعراض، مثل التغيرات في نشاط الهرمونات والتدخين واستهلاك الكحول، بالإضافة إلى بعض الأدوية.
أعراض الصداع العنقودي
- ألم رأس حاد وشديد ومفاجئ يستمر من عشر دقائق إلى ساعتين، وعادةً ما يتواجد حول العين أو الجبهة على جانب واحد من الرأس، ومن الممكن أن يحدث في الليل ويوقظ المريض من النوم
- أعراض متلازمة هورنر في جانب الإصابة (تضيق الحدقة وتدلي الجفن وعدم تعرق)
- احمرار وتورم العين مع زيادة في إفراز الدمع
- احتقان أو انسداد الأنف
- تورم أو احمرار الوجه
صداع الجيوب الأنفية
ينجم عن عدوى في الجيوب الأنفية (التهاب الجيوب الأنفية) ، وفي أغلب الأحيان يحدث بعد عدوى فيروسية في الجهاز التنفسي العلوي أو نزلة برد
أعراض صداع الجيوب الأنفية
- ألم وضغط وامتلاء في الخدين أو الحاجب أو الجبهة
- تفاقم الألم عند الانحناء للأمام أو الاستلقاء
- انسداد الأنف وانخفاض في حاسة الشم
- تعب
- الشعور بألم في الأسنان العلوية
علاج الصداع
لكل نوع طرق علاج مختلفة يمكن أن تكون فعالة في علاج آلام الرأس، وعلى الرغم من تشابه الأعراض لدى بعض المرضى إلا أنه ليس من الضروري أن تنفع طريقة العلاج ذاتها، لذلك يجب على الطبيب أن يكون على دراية تامة بشكاية المريض ليقدم الخيار العلاجي الفعال له.
تخفيف الصداع طبيعياً
- الحفاظ على رطوبة الجسم
- تدليك فروة الرأس باستمرار
- استخدام الكمادات الفاترة أو الباردة
- العلاج بالإبر الصينية
- تمارين التنفس
- الحفاظ على 6 – 8 ساعات من النوم يومياً
علاج الصداع النصفي
يشمل العلاج الفعّال ما يلي:
- الراحة في غرفة هادئة ومظلمة
- الكمادات الساخنة أو الباردة والتدليك
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات
- التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، وهو علاج يستخدم التيارات الكهربائية لتحفيز الخلايا العصبية في الدماغ
أدوية الصداع النصفي
الأدوية المستخدمة لتخفيف آلام وجع الرأس الناتج عن الشقيقة تعمل بشكل أفضل عند تناولها عند أول علامة على حدوث الشقيقة بمجرد أن تبدأ الأعراض. تشمل الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاجها ما يلي:
- مسكنات الألم: تشمل مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية أو التي تستلزم وصفة طبية الأسبرين أو الأيبوبروفين (أدفيل، وموترين آي بي، وغيرهما).
- الأدوية التي تجمع بين الكافيين والأسبرين والأسيتامينوفين مفيدة، ولكنها عادةً ما تكون مفيدة فقط ضد الآلام الخفيفة.
- أدوية التريبتان: تُستخدم الأدوية الموصوفة مثل سوماتريبتان (إيميتريكس، توسيمرا) وريزاتريبتان (ماكسالت، ماكسالت-MLT)
- ثنائي هيدروأرغوتامين (ميجرانال، تروديسا)، ويتوفر هذا الدواء على شكل رذاذ أو حقن في الأنف، ويكون أكثر فعالية عندما يتم تناوله بعد وقت قصير من بدء الأعراض ويميل إلى الاستمرار لفترة أطول من 24 ساعة.
- لاسميديتان (ريفو): أدى اللاسميديتان إلى تحسن ملحوظ في آلام وجع الرأس. يمكن أن يكون لللاسميديتان تأثير مهدئ ومسبب الدوخة، لذلك يُنصح الأشخاص الذين يتناولونه بعدم القيادة أو تشغيل الآلات لمدة ثماني ساعات على الأقل.
- الأدوية الأفيونية: بالنسبة للأشخاص الذين لا يستطيعون تناول أدوية الشقيقة الأخرى، قد تساعد الأدوية الأفيونية المخدرة، ولأنها يمكن أن تسبب الإدمان بدرجة كبيرة، فعادةً ما يتم استخدامها فقط في حالة عدم فعالية العلاجات الأخرى.
- الأدوية المضادة للغثيان: تساعد هذه الأدوية إذا كانت الشقيقة المترافقة مع هالة مصحوبة بالغثيان والقيء. تشمل الأدوية المضادة للغثيان الكلوربرومازين، أو ميتوكلوبراميد (جيموتي، ريجلان) أو بروكلوربيرازين (كومبرو، كومبازين)، وعادة ما تؤخذ مع أدوية الألم.
بعض هذه الأدوية ليست آمنة لتناولها أثناء الحمل، لذلك يجب على الحامل استشارة الطبيب قبل أخذ أي أدوية.
كما يقدم مركز بيمارستان الطبي علاج الشقيقة نهائياً عن طريق الجراحة، لذلك لا تتردد في الحصول على استشارة مجانية.
علاج صداع الجيوب الانفية
يتم العلاج عن طريق إزالة السبب الذي أدى للالتهاب، وعادةً ما تختفي الالتهابات الفيروسية دون علاج.
يتم استخدام بعض الأدوية لتخفيف ألم الرأس الناجم عن التهاب الجيوب الأنفية، مثل:
- مضادات الهيستامين للوقاية من أعراض الحساسية
- مزيلات الاحتقان لتقليل التورم في الأنف والجيوب الأنفية
- مسكنات الألم
- الستيروئيدات لتقليل الالتهاب
إن الصداع يؤثر على الملايين في جميع أنحاء العالم بدرجات متفاوتة من الشدة والمدة، وعلى الرغم من الفروقات بين الأنواع المختلفة وأعراضها فإن زيادة الوعي والعادات الصحية والسعي للحصول على الرعاية الطبية المناسبة أمر ضروري للتخفيف من التأثيرات على نوعية الحياة، لذلك لا تتردد بطلب استشارة مجانية من مركز بيمارستان وقم بزيارتنا في تركيا وسنختار لك طريقة العلاج الأمثل التي تناسب حالتك الصحية.
المصادر: