فرط الحركة عند الأطفال هو اضطراب سلوكي، حيث يعد من أكثر الحالات انتشاراً وتأثيراً على حياة الطفل في مختلف مجالات الحياة، لذلك يعتبر علاج فرط الحركة عند الأطفال أمرا ضروريأ، على الرغم من انتشاره الواسع حيث يعاني ما يقدر بنحو 8.4% من الأطفال و2.5% من البالغين من هذا المرض الا أن يعتبرعلاج فرط الحركة عند الأطفال بالطرق المختلفة من أنجح العلاجات حول العالم حيث أسهم في تحسن حوالي 70% من الأطفا، إن التعامل مع الأطفال المصابين بفرط الحركة يتطلب استراتيجيات و طرق متعددة تشمل التوجيه السلوكي والدعم النفسي وطرق أخرى بالإضافة إلى التحديات التي يواجهها الطفل.
من المهم أن نؤكد على أهمية الرعاية المبكرة والتدخل المبكر، حيث أن ذلك يلعب دوراً حاسماً في تقليل تأثير الأعراض على حياة الطفل وتعزيز قدرته على النمو بشكل طبيعي وتحقيق إمكاناته الكاملة في مختلف مراحل حياته.
ما هو فرط الحركة عند الأطفال؟
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ِADHD): هو خلل في النمو العصبي مما يعني أنه يؤثر على كيفية تطور الدماغ، على الرغم من اسمه إلا أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لا يعني أن الطفل لا يستطيع أو حتى يقل التركيز عنده بل يعني أنه يصعب على المريض التحكم في انتباهه أو توجيه تركيزه ناحية بعض المهام، يسبب اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أعراضاً مثل صعوبة التركيز وصعوبة الجلوس والسلوكيات المتهورة ولكنه يسمح أيضاً بالتركيز المفرط على الأشياء التي يستمتع بها الطفل حقاً.
إن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو حالة نفسية معروفة منذ فترة طويلة بأنها تؤثر على قدرة الأطفال على أداء وظائفهم، يظهر الأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب أنماطاً مختلفة ومتنوعة من الناحية التنموية من عدم الانتباه أو فرط النشاط أو الاندفاع.
أعراض فرط الحركة عند الأطفال: كيف تعرف أن طفلك يعاني من ADHD؟
عندما تظهر أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أثناء الطفولة فإنها غالباً ما تستمر حتى مرحلة البلوغ، على الرغم من أن أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تظهر في مرحلة البلوغ في 90٪ من الحالات الا أن لم يتم تشخيص إصابة بعض البالغين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على الإطلاق، تشمل الأعراض الرئيسية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه صعوبة الانتباه والاندفاع والأرق، يمكن أن تتراوح الأعراض من خفيفة إلى شديدة، هنالك بعض الأعراض الأخرى التي قد تظهر على الطفل أو الشاب نذكر منها:
- تشتت الانتباه بهسولة
- صعوبة في الاستماع إلى ما يقوله الناس أو اتباع التعليمات
- نسيان المهام اليومية مثل تنظيف الأسنان أو ارتداء الجوارب
- قد تظهر عليهم علامات فرط النشاط
- وجود مستويات طاقة عالية
- التململ أو النقر بأيديهم وأقدامهم
- التحدث بصوت عال
- الشعور بعدم الراحة أو الاستيقاظ والتحرك عندما يكون من المفترض أن يجلسوا ساكنين
- يجدون صعوبة في انتظار دورهم أو مقاطعة المحادثات
يعاني معظم الأطفال والشباب المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من قلة الانتباه وفرط النشاط والاندفاع حيث أن البعض يظهر عليهم علامات نوع واحد فقط أي فرط النشاط أو قلة الانتباه ويُعتقد أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يتم التعرف عليه بشكل أقل عند الفتيات مقارنة بالأولاد.

أسباب فرط الحركة ونقص الانتباه عند الأطفال
لا يوجد أسباب واضحة ودقيقة حول سبب حدوث الاضطراب؛ ولكن يوجد بعض الدراسات التي أثبتت ارتباط الاضطراب ببعض العوامل نذكرمنها:
- الوراثة والتاريخ العائلي للمرض
- التعرض للسموم
- إصابات الحمل والولادة
- الولادة المبكرة (قبل 37 أسبوعاً من الحمل)
- الإصابة بالصرع
- إصابات الدماغ
- .التوحد وطيف التوحد
بعض الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يطلقون على أنفسهم اسم المتباعدين العصبيين، يصف الاسم التنوع العصبي والاختلافات بين دماغ كل شخص وآخر.
العوامل الوراثية والبيئية المؤثرة في فرط الحركة
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) يتأثر بعوامل وراثية وبيئية، حيث تلعب كل منهما دوراً في تطور الحالة لذلك من المهم أن نعرف أهم العوامل المؤثرة في فرط الحركة عند الأطفال لنعلم كيف ستكون رحلة علاج فرط الحركة عند الأطفال.
العوامل الوراثية
- الجينات: تشير الدراسات إلى أن فرط الحركة له مكون وراثي قوي، حيث تم ربط بعض الجينات التي تؤثر على المواد الكيميائية في الدماغ مثل الدوبامين بتطور هذا الاضطراب.
- التاريخ العائلي: الأشخاص الذين لديهم أفراد من العائلة يعانون من فرط الحركة يكونون أكثر عرضةً للإصابة به.
- بنية الدماغ: أظهرت الأبحاث أن المصابين بفرط الحركة لديهم اختلافات في بنية الدماغ ونشاط بعض المناطق المرتبطة بالانتباه والتحكم في الدوافع.
العوامل البيئية
- التعرض للسموم: مثل التدخين أثناء الحمل أو التعرض للرصاص في الطفولة، قد يزيد من خطر الإصابة بالاضطراب.
- الضغط النفسي والصدمات: التوتر العالي في مرحلة الطفولة أو بيئة منزلية غير مستقرة يمكن أن تسهم في تطور ADHD.
- مشاكل الحمل والولادة: مثل الولادة المبكرة أو انخفاض وزن الطفل عند الولادة قد تكون عوامل مؤثرة.
كيف يتم تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟
قد يكون من الصعب اكتشاف علامات وأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى البالغين ومع ذلك، تبدأ الأعراض الأساسية في وقت مبكر من الحياة قبل سن 12 عاماً وتستمر حتى مرحلة البلوغ، مما يؤدي إلى حدوث مشكلات كبيرة، لا يوجد اختبار واحد يمكن أن يؤكد التشخيص إذ أن من المرجح أن يشمل التشخيص ما يلي:
- الفحص البدني: للمساعدة في استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للأعراض.
- جمع المعلومات: مثل طرح أسئلة عليك حول أي مشاكل طبية حالية، والتاريخ الطبي الشخصي والعائلي، وتاريخ الأعراض.
- مقاييس تصنيف اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والاختبارات النفسية: للمساعدة في جمع وتقييم المعلومات حول الأعراض.

طرق علاج فرط الحركة عند الأطفال
بالنسبة للعديد من الأشخاص، فإن ارتداء النظارات يساعدهم على تركيز رؤيتهم بنفس الطريقة يساعد علاج فرط الحركة عند الأطفال الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على تركيز أفكارهم، يساعد علاج فرط الحركة عند الأطفال على تجاهل عوامل التشتيت والانتباه والتحكم في سلوكهم وحركاتهم، علاج فرط الحركة عند الأطفال لا يعالج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ولكن يمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض حتى يتمكن الطفل من عيش حياة صحية آمنة بعيداً عن كل المعوقات التي تمنعه.
الأساليب العلاجية: الأدوية والعلاج السلوكي والعلاج النفسي
تتضمن علاج فرط الحركة عند الأطفال عادةً الأدوية والتعليم والتدريب على المهارات والاستشارة النفسية، مزيج من هذه العلاجات غالباً ما يكون العلاج الأكثر فعالية، يمكن أن تساعد هذه العلاجات في التحكم بالعديد من أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لكنها لا تعالجه، قد يستغرق الأمر بعض الوقت لتحديد ما هو الأفضل بالنسبة للطفل.
دور الأدوية في علاج فرط الحركة عند الأطفال
هناك أكثر من نوع من الأدوية لعلاج فرط الحركة عند الأطفال كل الأنواع سوف تقلل من فرط النشاط والاندفاع وتساعد الطفل أيضاً على التركيز وهم:
- المنشطات: هي النوع الأكثر شيوعاً من الأدوية الموصوفة طبياً التي يستخدمها الأطباء لعلاج فرط الحركة عند الأطفال، على الرغم من اسمها لا تعمل المنشطات على زيادة التحفيز بل إنها تعمل عن طريق زيادة مستويات بعض المواد الكيميائية (النواقل العصبية) في الدماغ والتي تسمى الدوبامين والنورإبينفرين، تلعب هذه الناقلات العصبية أدواراً مهمة في القدرة على الانتباه والتفكير والبقاء متحفزاً أظهرت الدراسات أن ما يقرب من 80% من الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تحسنت الأعراض لديهم بعد العثور على الدواء والجرعة الصحيحة للمنشطات، وهي مواد خاضعة للرقابة.
- المواد غير المنشطة: تستغرق هذه الأدوية وقتاً أطول لبدء مفعولها، وقد يحتاج الطفل إلى تناولها لفترة أطول حتى يشعر بتأثيراتها، كما يجب أن تؤخذ كل يوم حتى تشعر بالفرق حيث تعمل عن طريق زيادة مستويات النورإبينفرين في الدماغ لعلاج فرط الحركة عند الأطفال.
- أدوية مضادات الاكتئاب: يصفها الأطباء أحياناً بمفردها أو مع المنشطات لعلاج فرط الحركة عند الأطفال، عادةً ما يصف الأطباء مضادات الاكتئاب لعلاج فرط الحركة ونقص الانتباه للعمل على مستويات الدوبامين والنورإبينفرين في الدماغ التي تلعب دورأ مساعداً في علاج فرط الحركة عند الأطفال.
جسم كل شخص مختلف، وهذا يعني أن بعض الأدوية ستكون أفضل لطفل معين من غيرها، من الشائع جداً تجربة أدوية مختلفة بجرعات مختلفة للعثور على الدواء الأفضل للطفل لذلك يوصى عموماً بالمنشطات باعتبارها الخيار الأول للأطفال والشباب المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه كما يوصى باستخدام الأدوية غير المنشطة إذا كانت المنشطات لا تعمل أو تسبب آثاراً جانبية كبيرة أو إذا كانت غير مناسبة للطفل أو الشاب.
دور العلاج النفسي في علاج فرط الحركة عند الأطفال
تتضمن الاستشارة الخاصة لعلاج فرط الحركة عند الأطفال بشكل عام الاستشارة النفسية (العلاج النفسي) والتعليم حول الاضطراب ومهارات التعلم لمساعدته على النجاح، حيث قد يساعد العلاج النفسي على:
- تحسين إدارة الوقت والمهارات التنظيمية
- تعلم كيفية الحد من سلوكك المتهور
- تطوير مهارات أفضل في حل المشكلات
- التعامل مع الإخفاقات الأكاديمية أو العملية أو الاجتماعية السابقة
- تحسين احترام الذات
- تعليم طرق لتحسين العلاقات مع العائلة والأصدقاء في المدرسة التي تلعب دورأ مهما في التحكم بعلاج فرط الحركة عند الأطفال
- تطوير استراتيجيات للسيطرة على أعصاب الطفل
تشمل الأنواع الشائعة من العلاج النفسي لاضطراب فرط الحركة عند ونقص الانتباه ما يلي:
- العلاج السلوكي المعرفي: يعلم هذا النوع المنظم مهارات محددة لإدارة السلوك وتغيير أنماط التفكير السلبية إلى أنماط إيجابية، يمكن أن يساعد على التعامل مع تحديات الحياة مثل مشاكل المدرسة أو العمل أو العلاقات ويساعد في معالجة حالات الصحة العقلية الأخرى مثل الاكتئاب أو إساءة استخدام المواد.
- العلاج الأسري: يركز العلاج الأسري للأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على تحسين التواصل والتنظيم العاطفي والاستراتيجيات السلوكية داخل الأسرة كما يساعد الآباء والأشقاء على فهم التحديات المرتبطة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وتطوير التقنيات الداعمة لعلاج فرط الحركة عند الأطفال

دور الأهل والمدرسة في دعم الطفل المصاب بفرط الحركة
دور الأهل والمدرسة أساسي في رحلة علاج فرط الحركة عند الأطفال، إذ يسهم في مساعدته على التكيف وتحقيق النجاح الأكاديمي والاجتماعي، حيث يتخصص كل منهما في تحسين حياة الطفل وهما العاملان الأساسيين الذي يحددان مدى نجاح الطفل وقدرته على التعامل مع كل ظروف الحياة والتغلب عليها.
نصائح للأهل في كيفية التعامل مع الطفل المصاب بفرط الحركة في المنزل
- توفير بيئة صحية وصحيحة: وضع روتين يومي يساعد الطفل على التركيز وتقليل التشتت.
- التواصل الإيجابي: استخدام أساليب تربوية تعتمد على التعزيز الإيجابي بدلاً من العقاب.
- التعاون مع المدرسة: متابعة تقدم الطفل والتنسيق مع المعلمين لوضع استراتيجيات مناسبة.
- التدريب على المهارات الاجتماعية: تعليم الطفل كيفية التعامل مع الآخرين وضبط انفعالاته.
- استشارة مختصين: اللجوء إلى أخصائيي تعديل السلوك أو العلاج النفسي عند الحاجة.
دور الدعم المدرسي لطفلك المصاب باضطراب فرط الحركة
- تعديل البيئة الصفية: توفير بيئة تعليمية مناسبة تقلل من المشتتات.
- استخدام أساليب تدريس مرنة: مثل تقسيم المهام إلى أجزاء صغيرة وتقديم تعليمات واضحة.
- التواصل المستمر مع الأهل: لضمان تطبيق استراتيجيات موحدة بين المنزل والمدرسة.
- دعم الطفل أكاديمياً: تقديم خطط تعليمية فردية تناسب احتياجاته.
- تعزيز الثقة بالنفس: تشجيع الطفل على المشاركة والاحتفال بإنجازاته الصغيرة.
في الختام، فإن التعامل مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) عند الأطفال يتطلب فهماً شاملاً للأعراض الدالة عليه مثل التشتت والاندفاعية وصعوبة التركيز، من خلال التشخيص المبكر واتباع استراتيجيات تربوية فعالة والتعاون بين الأهل والمدرسة يمكن مساعدة الطفل على التكيف وتحقيق النجاح في حياته اليومية كما أن العلاج السلوكي والدعم النفسي يلعبان دوراً أساسياً في تحسين قدراته وتنمية مهاراته الاجتماعية والتعليمية، يبقى التوجيه السليم والصبر مفتاح التعامل الناجح مع الطفل المصاب بفرط الحركة لضمان بيئة داعمة تعزز نموه وتطوره بشكل صحي ومتوازن.
المصادر:
- National Health Service (NHS). (n.d.). ADHD in children and teenagers. NHS.
- American Psychiatric Association. (n.d.).
- National Center for Biotechnology Information. (n.d.). ADHD. NCBI Bookshelf.