تساعد عملية دمج الفقرات في التخلص من آلام الظهر المزمنة عند 85% من المرضى، وقد أصبحت هذه الجراحة أكثر أمانا بفضل التطور الطبي، حيث تنخفض نسبة المضاعفات إلى أقل من 5% في المراكز لمتخصصة، وقد تكون هذه العملية مناسبة للأشخاص الذين يعانون من آلام ظهر مزمنة لا تتحسن بالعلاجات التقليدية.
تظهر الدراسات أن 70% من الأشخاص يصابون بآلام ظهر شديدة خلال حياتهم. لحسن الحظ، تنجح عملية دمج الفقرات في 90% من الحالات، وخاصة لمشاكل الانزلاق الغضروفي وضعف الفقرات. مع التقنيات لحديثة، يمكن للمريض أن يعود لممارسة حياته الطبيعية خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر فقط.
ما هي عملية دمج الفقرات ومتى تُستخدم؟
إن عملية دمج الفقرات هي عملية جراحية تُجرى بهدف ربط فقرتين أو أكثر في أي جزء من العمود الفقري،وتكون إما بشكل جزئي وإما بشكل كامل، وتهدف عملية الربط بين هذه العظام إلى تثبيتها ومنع حركتها، إضافةً إلى تخفيف الضغط على الأعصاب الموجودة في منطقة الدمج، وفي حالات علاج الكسور أو الإصابات، مما يُسهم في النهاية إلى علاج الألم في ظهر المريض.
تُستخدم عملية دمج الفقرات في حالات تشوهات العمود الفقري كالانحناء الجانبي (الجنف)، أو ضعفه وعدم استقراره حيث أن الحركة الزائدة بين فقرتين قد تسبب عدم استقرار في العمود الفقري وهو عرض شائع لالتهاب المفاصل الحاد في منطقة الظهر، إضافة إلى أنها تستخدم في حالات تلف القرص الغضروفي حيث أن هذه العملية تُجرى لتثبيت العمود الفقري بعد استئصال القرص الغضروفي.
إن الأسباب التي تستدعي إجراء هذه العملية هي التي تُحدد فيما إذا كانت ستجرى بشكل جزئي أو بشكل كامل، فإن عملية دمج الفقرات بشكل كامل تكون بتثبيت جميع الفقرات في منطقة معينة كدمج الفقرات في منطقة الرقبة مثلاً، وتُجرى في حالات الانحناء الشديد للعمود الفقري، أو في الكسور الخطيرة، أو في حالات الانزلاق الفقري المتقدم، وتتميز بتثبيتها القوي ولكنها تؤدي إلى فقدان نطاق الحركة في المنطقة مع زيادة الضغط على الفقرات المجاورة، أما عملية دمج الفقرات الجزئي فتكون بتثبيت فقرة أو فقرتين فقط، وتُستخدم في حالات الانزلاق الفقري بشكل بسيط، أو في حالات تضيق القناة الشوكية، أو في اعتلال الجذور العصبية، وتتميز بأنها تُحافظ على جزء من حركة العمود الفقري ولكنها قد لا تكون كافية في علاج التشوهات الشديدة.
خطوات إجراء عملية دمج الفقرات
تمر عملية دمج الفقرات بثلاث مراحل رئيسية تبدأ بالتحضير الدقيق قبل الجراحة حيث يجري الفريق الطبي تقييماً شاملاً لحالة المريض، ثم تليها مرحلة الإجراء الجراحي الفعلي التي يتم خلالها تثبيت الفقرات وفقاً للحالة المرضية، ثم تأتي مرحلة ما بعد الجراحة التي تركز على المتابعة الدقيقة وبرنامج إعادة التأهيل لضمان التعافي الأمثل.
مرحلة التحضير قبل الجراحة
تشمل هذه المرحلة الفحص بالأشعة، والقيام بتحاليل الدم للتأكد من عدم وجود التهابات أو مشاكل في التخثر، ويطلب الأطباء من المريض التوقف عن تعاطي بعض الأدوية (كمميعات الدم)، كما ويُطلب من المريض الصيام لمدة 8 ساعات قبل العملية.
التحضير النفسي والبدني قبل الجراحة
يشمل التحضير النفسي فهم تفاصيل العملية والتخلص من القلق عبر الاسترخاء والدعم الاجتماعي، أما التحضير البدني يتطلب فحوصات طبية شاملة وتمارين لتقوية العضلات مع تحسين التغذية، وإن التوقف عن التدخين والعادات الضارة قبل الجراحة بأسابيع ضروري لتعافي أفضل.
مرحلة الإجراء الجراحي
يخضع المريض للتخدير العام، ويتم وضع المريض بطريقة الاستلقاء على البطن أو الجانب، ثم يقوم الجراح بعمل الشق الجراحي، ويكون هذا الشق إما من الجانب وإما من الأمام (من البطن أو الرقبة) وإما من الخلف (شق في منتصف الظهر)، ويعد الطريق الخلفي هو الأشيع، ثم يقوم الجراح بتحضير الفقرات للدمج عن طريق إزالة الأنسجة التالفة كالغضاريف المنزلقة أو النتوءات العظمية، وبعدها يتم وضع الطعوم العظمية وتكون هذه الطعوم إما ذاتية (تؤخذ من حوض المريض) وإما من البنك العظمي (من متبرع) وإما مواد صناعية (كالسيراميك أو التيتانيوم) ويتم وضع هذه الطعوم بين الفقرات أو حولها.
في بعض الحالات قد يلجأ الجراح إلى التثبيت المعدني باستخدام البراغي والقضبان أو الألواح المعدنية، وفي نهاية العمل الجراحي يتم إغلاق الجرح عن طريق خياطة الجلد والعضلات، ومن ثم وضع ضمادة معقمة، وبهذا ينتهي العمل الجراحي وينتقل المريض إلى مرحلة ما بعد الجراحة.

استخدام البراغي والدعامات المعدنية
تعتمد على مبدا التثبيت الداخلي، وتؤمن الاستقرار الميكانيكي الفوري الذي يحول القوى الميكانيكية الواقعة على الفقرات نحو المعدن، مما يهدف إلى تخفيف الضغط على الفقرات، ويكون للدعامات المعدنية دور في توفير البيئة المناسبة لنمو العظم حولها، وتتنوع أنواع البراغي والدعامات وكل منها يُستخدم حسب الحالة المرضية، وتمثل هذه التقنيات ثورة في جراحات العمود الفقري، حيث تجمع بين الهندسة الدقيقة والبيولوجيا العظمية لتحقيق أفضل النتائج.

مرحلة ما بعد الجراحة
يتم نقل المريض إلى غرفة الإفاقة ويتم مراقبة العلامات الحيوية للمريض وإعطاء مسكنات الألم، ويمكث المريض عادةً في المستشفى لمدة 2-3 أيام، ويخضع خلالها للفحوصات المستمرة والعناية على مدار الساعة.
دور التمارين التأهيلية بعد الجراحة
يكون للتمارين التي تلي العمل الجراحي دور كبير في تماثل المريض للشفاء، حيث تحسن هذه التمارين التروية الدموية فتمنع الجلطات وتُغذي الأنسجة، كما وتساعد على استعادة المدى الحركي تدريجيا ودون إجهاد في منطقة العملية، وتقوي هذه التمارين العضلات الأساسية في منطقتي البطن والظهر، وتعمل على إعادة التأهيل الوظيفي لاستعادة الأنشطة اليومية بامان.

فوائد عملية دمج الفقرات للمريض
تعد عملية دمج الفقرات حلاً جراحياً يقدم العديد من الفوائد للمرضى الذين يعانون من مشاكل في العمود الفقري، ومن أبرز هذه الفوائد:
- تخفيف الألم المزمن: تقليل الضغط على الأعصاب الشوكية، والحد من انزلاق الفقرات، وتخفيف الآلام الناتجة عن احتكاك الفقرات.
- استعادة الشكل الطبيعي: تصحيح التشوهات كالجنف، وتحسين وضعية الجسم.
- استعادة الاستقرار الهيكلي: إعادة البنية التشريحية الطبيعية للعمود الفقري، حيث يتم إصلاح الفقرات المنزلقة، إضافةً إلى دعم العمود الفقري بعد الإصابات والكسور.
- تحسين الوظيفة العصبية: إزالة الضغط عن النخاع الشوكي، وعلاج المشاكل العصبية كالخدر والضعف العضلي.
إن هذه النتائج تتوقف على كيفية سير العملية الجراحية، والتزام المريض باتباع تعليمات ما بعد الجراحة بدقة، وهذه النتائج تعتبر مرضية بشكل كبير للمريض، لأن هدف المريض الأهم هو التخلص من الألم، وهو ما تهدف إليه عملية دمج الفقرات بشكل رئيسي.
مدة التعافي بعد عملية دمج الفقرات
تنقسم مدة التعافي بعد القيام بعملية دمج الفقرات إلى ثلاثة مراحل، حيث تمتد بين البداية بالمشي بمساعدة أحدهم في المرحلة المبكرة، حتى تصل إلى استعادة القدرة على المشي بشكل كامل كما في السابق، وتكون هذه المراحل:
- المرحلة المبكرة: تمتد بين الأسبوع الأول والأسبوع الرابع بعد العملية، ويبدأ المريض بالمشي بمساعدة، ويتم إعطاء المريض مسكنات الألم تحت الإشراف الطبي، ويكون المريض بحاجة لمساعدة في أنشطته اليومية.
- المرحلة المتوسطة: تمتد بين الشهر الأول بعد العملية وحتى الشهر الثالث، خلال هذه الفترة يقل الألم تدريجياً، ويبدأ المريض بتلقي العلاج الطبيعي، ويستطيع المريض خلال هذه الفترة العودة إلى العمل المكتبي، ولكن يجب الانتباه إلى تجنب حمل الأشياء الثقيلة، وتجنب الانحناء.
- المرحلة المتأخرة: تكون من نهاية المرحلة المتوسطة وحتى السنة حيث يستغرق التحام العظم حوالي 6-12 شهراً، ويعود المريض خلال هذه الفترة إلى أنشطته الطبيعية، وتتحسن مرونته بشكل تدريجي، وقد يحتاج بعض المرضى إلى فترة أطول أحياناً.
يمكن تسريع عملية التعافي عبر الالتزام بتمارين إعادة التأهيل، ومحاولة تجنب الحركات المفاجئة، واتباع التعليمات الغذائية والبدنية التي يمليها الطبيب على المريض.
المخاطر المحتملة والمضاعفات بعد عملية دمج الفقرات
تملك عملية دمج الفقرات العديد من المضاعفات المحتملة، حيث قد تحدث مضاعفات فورية بعد العمل الجراحي مثل العدوى في موقع الجرح والتي قد تصل إلى العظام في حالات نادرة مسببة حالات خطيرة، وقد تحدث بعض المضاعفات بعد فترة من القيام بالعمل الجراحي فهناك احتمال بنسبة جيدة لفشل الالتحام العظمي في عديد من الحالات، وتكثر هذه الحالات بشكل خاص عند المدخنين ومرضى السكري، مما قد يسبب الحاجة إلى جراحة إضافية في بعض الأحيان.
قد يفقد المريض جزءاً من مرونة عموده الفقري في بعض الحالات، ولكن يمكن محاولة تجنب هذه المخاطر قدر المستطاع عبر اتباع تعليمات ما بعد الجراحة بدقة، لأنها تلعب دوراً محورياً في نجاح العملية، كما ويجب محاولة التوقف عن التدخين لمدة شهر قبل العملية، كما ويلعب الجراح الدور الأكبر في الوقاية من المضاعفات، لذلك لابد من اختيار جراح متخصص ذو خبرة في عمليات الدمج.
العوامل المؤثرة على نجاح العملية
يعتمد نجاح دمج الفقرات على عدة عوامل أساسية تشمل عمر المريض وحالته الصحية، حيث يكون الشباب وغير المدخنين أكثر قابلية للشفاء، وإن خبرة الجراح وتقنية العملية تلعبان دوراً حاسماً، خاصة عند استخدام طعوم عظمية ذات جودة وتثبيت معدني متقن. الالتزام بالتعليمات ما بعد الجراحة والعلاج الطبيعي يضمن أفضل النتائج الوظيفية على المدى الطويل. كما أن سبب الجراحة نفسه يؤثر، حيث تعطي حالات الكسور والتشوهات نتائجاً أفضل من آلام الظهر غير المحددة.
لتحقيق أفضل نتيجة، يجب اختيار جراح متخصصا ذا خبرة في عمليات العمود الفقري، كما ويجب الاستعداد للجراحة بالإقلاع عن التدخين وضبط الأمراض المزمنة مثل السكري، والحرص على الالتزم ببرنامج إعادة التأهيل وتجنب الأنشطة المجهدة خلال فترة التعافي، كما ويجب القيام بالمتابعة الدورية لاكتشاف أي مضاعفات مبكراً.
مقارنة بين دمج الفقرات والعلاجات غير الجراحية
إن عملية دمج الفقرات الجراحية تُعتبر حل جذري لعلاج المشاكل الهيكلية، ولكن قد يواجه بعض المرضى العديد من الصعوبات التي تمنعهم من القيام بهذا التداخل الجراحي، ولذلك يوجد علاجات غير جراحية قد تؤدي في النهاية إلى تخفيف الأعراض، وتكون أبرز الاختلافات بين دمج الفقرات والعلاجات غير الجراحية:
- فترة التعافي: يكون التعافي بعد عملية دمج الفقرات بطيء مقارنة بالعلاجات غير الجراحية، حيث يستغرق التعافي في التداخل الجراحي حوالي 6-12 شهراً بينما يكون في العلاجات غير الجراحية بين عدة أيام إلى عدة أسابيع.
- التكلفة: إن تكلفة العلاجات غير الجراحية أقل من تكلفة عملية دمج الفقرات، مما يجعل المريض يميل في البداية إلى العلاجات غير الجراحية.
- تكون التمارين المنزلية مساعدة في معظم الحالات عند اختيار العلاج غير الجراحي، بينما يتطلب التداخل الجراحي الحاجة إلى العلاج الطبيعي المكثف بعد إجراء العملية.
قد يبدو العلاج الغير جراحي أفضل للوهلة الأولى، ولكنه لا ينفع في معظم الحالات، حيث إن العلاج الجراحي يُعالج المشكلة بشكل دائم بينما يكون العلاج غير الجراحي هو تخفيف للأعراض، إضافة إلى أن دمج الفقرات هو الحل الأفضل في حالات الكسور والانزلاق الفقري والتشوهات الشديدة، وتصل نسبة نجاح العلاج الجراحي إلى 90-85% في العديد من الحالات.
التكلفة في تركيا مقارنة بدول أخرى
تتميز تركيا بتقديم عمليات دمج الفقرات بتكلفة تنافسية تتراوح بين 5000 إلى 7000 دولار، مع جودة طبية عالية وتقنيات متطورة، مقارنة بالولايات المتحدة حيث تتجاوز التكلفة 100000 دولار، أو أوروبا التي تتراوح بين 40000 إلى 70000 دولار. في حين توفر الهند تكلفة مماثلة لتركيا (12000-7000 دولار) إلا أن البنية التحتية الطبية في تركيا أكثر تطوراً، بينما تقدم تايلاند الخدمة ب25000-15000 دولار، وبذلك تظل تركيا الخيار الأمثل للجمع بين التكلفة المعقولة والجودة العالمية، خاصة مع اعتماد مستشفياتها على تقنيات حديثة ووجود جراحين متخصصين ذوي خبرة عالية.
وخلاصة القول، أنه في ظل تطور جراحات العمود الفقري وتعقيداتها، يبرز مركز بيمارستان الطبي كوجهة علاجية متكاملة تجمع بين الدقة العلمية والخبرة السريرية الممتدة. مع فريق جراحي متخصص في أحدث تقنيات دمج الفقرات من التثبيت المعدني الدقيق إلى البرامج التاهيلية الشخصية نضمن لمرضانا نتائج مثبتة تعيد لهم جودة الحياة التي يستحقونها. توفر تركيا ميزة تنافسية فريدة في الجمع بين التكلفة المعقولة والجودة العالمية، وهو ما يجسده المركز عبر حزم علاجية شاملة تبدأ من التشخيص الدقيق وحتى المتابعة طويلة الأمد. هنا حيث تلتقي الثقة بالخبرة، لنسير معاً نحو عمود فقري أقوى وحياة أكثر راحة.
المصادر:
- Veritas Health, LLC. (2023, May 10).
- National Institute of Neurological Disorders and Stroke. (2023, June 15).