سرطان الرغامى هو من أندر الأورام الصدرية، إذ لا تتجاوز نسبة حدوثه 1.4 حالة لكل 1000,000 شخص سنويًا. وفي معظم الأحيان يتم الخلط بين أعراضه وأعراض أمراض تنفسية أكثر شيوعًا منه مثل الربو، مما يؤدي إلى تأخر في التشخيص بشكل كبير.1
معظم أورام الرغامى التي يتم تشخيصها عند البالغين تكون خبيثة، في حين أن أورام الرغامى عند الأطفال غالبًا ما تكون حميدة.
أنواع أورام الرغامى
يمكن تقسيم أورام الرغامى إلى حميدة وخبيثة. الجدول التالي يوضح أهم أنواع أورام الرغامى:
نوع الورم | الأمثلة | توزعه عند البالغين |
---|---|---|
حميدة | الورم الغضروفي، الورم الدموي، الورم العصبي، الورم الحميد متعدد الأشكال | نادرة جدًا عند البالغين |
خبيثة شائعة | سرطان الخلايا الحرشفية، السرطان الغدي الكيسي | تمثل أكثر من 70% |
خبيثة آخرى | كارسينويد، لمفوما، ميلانوما، ساركوما، أدينو-كارسينوما | أقل من 30% |
سرطان الخلايا الحرشفية
- أكثر أنواع سرطان الرغامى انتشاراً حيث يمثل حوالي 50–60% من سرطانات الرغامى.
- يرتبط غالبًا بالتدخين (90% من المرضى مدخنين).
- يتميز بسلوك عدواني، حيث ينمو سريعاً، وينتشر بشكل مبكر إلى العقد اللمفاوية.
- يظهر عادة في العقد السادس أو السابع من العمر.
- الأعراض: سعال وبحة في الصوت وضيق تنفس، نفث دموي (بلغم مصحوب بدم).
- الاستئصال الجراحي هو العلاج الأمثل ولكن قد لايكون ممكناً إذا كان الورم متقدماً.1
السرطان الغدي الكيسي
- يمثل 10–15% من سرطانات الرغامى.
- ليس له علاقة بالتدخين.
- يتميز بنمو بطيء جداً وانتكاسات متأخرة حتى بعد 10 سنوات من الاستئصال.
- غالبًا ما يمتد تحت المخاطية مما يجعل الاستئصال الكامل صعبًا. لذلك يفضل العلاج الشعاعي في كثير من الأحيان. كما استجابته للأشعة تعتبر جيدة جداً.
- يظهر في أعمار أصغر (40–50 سنة).1
الخاصية | سرطان الخلايا الحرشفية | السرطان الغدي الكيسي |
---|---|---|
العمر | 60–70 سنة | 40–50 سنة |
الجنس | الذكور أكثر | متساوي عند الجنسين |
التدخين | 90% مدخنين | لا علاقة له بالتدخين |
النمو | سريع وعدواني | بطيء، مع انتكاسات متأخرة |
الإنذار | أسوأ، بقاء 5 سنوات 12–39% | أفضل، بقاء 5 سنوات 52–74% |
أعراض سرطان الرغامى
- ضيق التنفس عند الجهد (إذا ضاق قطر الرغامى لأقل من 8 مم). متوسط قطر الرغامى هو 11 عند الإناث و 13 عند الذكور.
- ضيق التنفس في الراحة (إذا ضاق قطر الرغامى لأقل 5 مم).
- السعال المزمن الذي لا يستجيب للدواء لمدة ثلاثة أسابيع.
- بحة الصوت: إذا كان هنالك غزو للعصب الراجع الذي يعصب الحبال الصوتية, أو عندما يغزو السرطان الحنجرة.
- الصفير أو الصرير أثناء التنفس الطبيعي أو عند الجهد وتتغير شدته مع تقدم السرطان.
- نفث الدم شائع أكثر في سرطان الخلايا الحرشفية.
- غالبًا ما يُشخّص المريض بعد تأخير متوسط يقارب 12 شهرًا بسبب تشابه الأعراض مع أمراض شائعة مثل الربو.1
عوامل خطورة الاصابة بسرطان الرغامى
- التدخين هو أهم عوامل الخطورة بالإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية.
- لا يوجد ارتباط واضح بين السرطان الغدي الكيسي والتدخين.
- التعرض للهيدروكربونات والعوامل المسرطنة المستنشقة يزيد الخطورة.
- وجود أورام سابقة في الرئة (بعض المرضى لديهم تاريخ استئصال رئة بسبب سرطان رئة سابق).1
تشخيص سرطان الرغامى
- التصوير المقطعي المحوسب مع إعادة البناء ثلاثي الأبعاد. يفيد في تحديد مكان الورم وعلاقته مع الأنسجة المجاورة وإمكانية استئصاله.
- تنظير القصبات: لأخذ خزعة من السرطان ورؤية السرطان بشكل مباشر وحساب طول الرغامى المتأثرة.
- اختبار وظائف الرئة: لأن معظم المرضى من المدخنين فقد يترافق معهم أمراض رؤية آخرى ولمعرفة امكانية اجراء عمل جراحي.
- PET-CT: يفيد في سرطان الخلايا الحرشفية ويكون أقل فائدة في السرطان الغدي الكيسي حيث يظهر حجم السرطان وأماكن النقائل في حال وجودها.1
علاج سرطان الرغامى
الجراحة
- الاستئصال الكامل للسرطان مع مفاغرة أولية وهو العلاج الأمثل في حال امكانية الاستئصال.
- يمكن استئصال حتى نصف طول الرغامى في بعض الحالات.
- في بعض الحالات يمكن إجراء الاستئصال عبر تنظير الصدر عبر منفذ جراحي وحيد.1
2. العلاج الإشعاعي
- يُستخدم كعلاج مساعد بعد الجراحة خاصة إذا كانت الحواف الجراحية مصابة ولا يمكن استئصالها أو كان الورم متقدم.
- كما يُستعمل كخيار وحيد في الحالات غير القابلة للاستئصال.1
3. العلاج الكيميائي والكيميائي مع الإشعاعي
- يستخدم خاصةً في الأورام غير القابلة للجراحة.
- يعتمد غالبًا على بروتوكولات علاج سرطانات الرئة.1
4. العلاج التلطيفي
- في الحالات المتقدمة وغير قابلة للعلاج الجذري.
- يتم تركيب دعامات لمنع انسداد الرغامى.
- يتم اجراء ليزر للتشخيص ولمنع انسداد الرغامى أيضاً لتحسين التهوية وتحسين جودة الحياة.
- إشعاع تلطيفي لتخفيف الأعراض.1
الإنذار
- الإنذار يعتمد بشكل أكبر على نوع الورم وإمكانية الاستئصال.
- الاستئصال الكامل للسرطان يعطي أفضل نتائج للبقاء على قيد الحياة.
- نسب البقاء لخمس سنوات:
- السرطان الغدي الكيسي: حتى 74%
- سرطان الخلايا الحرشفية: حوالي 12–39% فقط.
- العلاج الإشعاعي وحده يعطي بقاء متوسط قد لا يتجاوز الـ 11 شهرًا.1
- البقاء يعتمد أساسًا على: النوع النسيجي + إمكانية الاستئصال الجراحي الكامل.
النوع / العلاج | احتمال البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات |
---|---|
سرطان الخلايا الحرشفية مستأصل | 39% |
سرطان الخلايا الحرشفية غير مستأصل | 7% |
سرطان الغدي الكيسي مستأصل | 52–74% |
سرطان الغدي الكيسي غير مستأصل | 10–33% |
إشعاع فقط | 11% |
لا علاج | 3% |
المتابعة بعد العلاج
- السرطان الغدي الكيسي يحتاج متابعة طويلة (لأكثر من 10 سنوات) بسبب إمكانية انتكاسه المتأخر.
- يوصى بالمتابعة بتنظير القصبات الدوري + التصوير.
- في سرطان الخلايا الحرشفية يجب مراقبة ظهور سرطانات ثانوية في الرئة أو الطرق الهوائية أو أماكن آخرى من الجسم.
الخلاصة
سرطان الرغامى ورم نادر جداً لكنه خطير بسبب تأخر التشخيص وصعوبة في العلاج. يبقى الاستئصال الجراحي الكامل الخيار العلاجي الأهم والأفضل، مع ضرورة اعطاء العلاج الإشعاعي بعد الاستئصال في الحالات عالية الخطورة. أما الأورام غير القابلة للاستئصال فتعالج تلطيفيًا بهدف تحسين الأعراض.
المصادر
1- Madariaga MLL, Gaissert HA. Overview of malignant tracheal tumors. Ann Cardiothorac Surg. 2018;7(2):244-254. doi:10.21037/acs.2018.03.04