تُعد تشوهات القلب الخلقية من أبرز المشكلات الصحية التي قد تواجه حديثي الولادة، تتراوح هذه الحالات من البسيطة التي لا تحتاج إلى تدخل طبي إلى المعقدة التي تتطلب عمليات جراحية متعددة على مدى سنوات. إن التشخيص المبكر وعلاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة له دور كبير في تحسين نوعية حياتهم وجودتها.
ما المقصود بتشوهات القلب الخلقية عند حديثي الولادة؟
تشوهات القلب الخلقية أو الأمراض القلبية الخلقية، تمثل مشكلة صحية كبيرة حيث تكون هذه المشكلات موجودة منذ الولادة في بنية القلب وتُعتبر من أكثر العيوب الخلقية شيوعاً حيث تحدث في حوالي 1% من الولادات الحية. تؤثر هذه التشوهات على تدفق الطبيعي للدم عبر القلب.
تتعدد أنواع تشوهات القلب الخلقية، وأبرزها يشمل العيوب في الجدران الداخلية للقلب وصماماته أو الأوعية الدموية الكبيرة التي تنقل الدم من وإلى القلب. تحتاج بعض العيوب إلى رعاية طبية بسيطة وتتطلب أخرى تدخلاً طبياً عاجلاً بعد الولادة.
رغم أن الأطباء لا يعرفون دائماً السبب وراء حدوث هذه التشوهات إلا أن هناك عوامل معينة قد تزيد من خطر ولادة طفل يعاني من مشكلة قلبية مثل التدخين أو تناول بعض الأدوية أثناء الحمل ووجود تاريخ عائلي لهذه الحالات. يمكن اكتشاف تشوهات القلب الخلقية عادةً من خلال الأعراض أو الفحوصات الروتينية للمواليد الجدد أو الفحوصات قبل الولادة. وفي بعض الأحيان قد يتطلب الأمر إجراء اختبارات قلبية دقيقة لتشخيص الحالة.
شهدت طرق تشخيص وعلاج تشوهات القلب الخلقية تقدماً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، ولذلك قد يعيش العديد من الأطفال والبالغين الذين يعانون من هذه التشوهات حياة طبيعية أو يتعافون منها. من خلال إدارة الحالة الصحية بشكل منتظم والاهتمام بالصحة النفسية ومراقبة الأعراض يمكن تقليل المضاعفات وتحسين جودة الحياة بشكل كبير.
الفرق بين التشوهات القلبية البسيطة والمعقدة
تُعد التشوهات القلبية من القضايا الصحية الهامة التي تؤثر على بنية القلب ووظيفته، يمكن تصنيف هذه التشوهات إلى نوعين رئيسيين: التشوهات القلبية البسيطة والتشوهات القلبية المعقدة حيث يختلف كل نوع بشكل ملحوظ من حيث تأثيره على صحة القلب والجسم.
تشير التشوهات القلبية البسيطة إلى العيوب الطفيفة في بنية القلب وغالباً ما لا تؤثر هذه العيوب بشكل كبير على تدفق الدم أو وظيفة القلب. في أغلب الحالات لا يظهر على الأطفال أو البالغين الذين يعانون من هذه التشوهات أي أعراض واضحة مما يجعل اكتشافها يحدث بالصدفة أثناء الفحوصات الروتينية، غالباً لا تحتاج هذه الحالات إلى علاج بل تتطلب مراقبة دورية للتأكد من عدم تفاقم الوضع، من الأمثلة على هذه التشوهات وجود ثقب صغير في جدار القلب أو بعض أنواع صمامات القلب التي تعمل بشكل طبيعي رغم وجود عيب طفيف.
تمثل التشوهات القلبية المعقدة عيوباً أكثر تعقيداً حيث تؤثر بشكل كبير على تدفق الدم ووظيفة القلب، تظهر هذه التشوهات غالباً منذ الولادة وقد تكون مصحوبة بأعراض واضحة مثل صعوبة التنفس أو زرقة في لون الجلد أو ضعف في النمو. في كثير من الأحيان تتطلب هذه الحالات تدخلاً طبياً عاجلاً مثل الجراحة. من الأمثلة الشائعة على هذه التشوهات متلازمة القلب الأيسر الناقص التنسج أو وجود عيوب في الأوعية الدموية الكبيرة مثل تضيق الشريان الأبهري.
كيف يتم اكتشاف تشوهات القلب؟
تُعتبر الأمراض القلبية الخلقية من الحالات التي يمكن تشخيصها أحياناً أثناء الحمل ولكن قد لا يتم تأكيد التشخيص إلا بعد الولادة.
التشخيص أثناء الحمل
يمكن أن يُشتبه في وجود مرض قلبي خلقي خلال الفحص الروتيني بالموجات فوق الصوتية للجنين. يتم إجراء فحص متخصص يُعرف بفحص صدى القلب الجنيني (Foetal Echocardiography) بين الأسبوعين 18 و22 من الحمل لتأكيد التشخيص الدقيق، يُوصى بهذا الفحص أيضاً في حال وجود تاريخ عائلي للأمراض القلبية الخلقية أو في حالات وجود عوامل الخطورة. ومع ذلك قد يكون من الصعب دائماً اكتشاف العيوب القلبية خصوصاً البسيطة منها باستخدام فحص صدى القلب الجنيني.
التشخيص بعد الولادة
يمكن أحياناً تشخيص مرض قلبي خلقي لدى الطفل بعد الولادة مباشرةً إذا كانت هناك علامات أو أعراض مميزة مثل ازرقاق الجلد أو الشفاه (الزرقة). يتم فحص قلب الطفل كجزء من الفحص البدني للمواليد الجدد والذي يتضمن مراقبة الطفل والتحقق من نبضه والاستماع إلى قلبه باستخدام سماعة الطبيب، وقد يتم اكتشاف النفخات القلبية في هذه المرحلة. بعض العيوب قد لا تظهر عليها أعراض ملحوظة لعدة أشهر أو حتى سنوات.
يجب استشارة الطبيب العام في حال تم ملاحظة علامات تشير إلى وجود مشكلة.
الفحوصات الإضافية
تستخدم عدة اختبارات لتشخيص الأمراض القلبية الخلقية:
- فحص صدى القلب (Echocardiography): يُستخدم بشكل شائع لفحص داخل القلب حيث يمكن أن يتم اكتشاف مشاكل قلبية لم تُلاحظ خلال فحص صدى القلب الجنيني مع تطور الطفل.
- تخطيط القلب الكهربائي (ECG): يقيس هذا الاختبار النشاط الكهربائي للقلب. تُلصق مستشعرات لاصقة تُعرف بالأقطاب الكهربائية على الذراعين والساقين والصدر وتُوصل بأسلاك إلى جهاز تخطيط القلب الذي يعرض الإشارات الكهربائية الناتجة عن القلب ويظهر مدى كفاءة نبضه.
- الأشعة السينية على الصدر: تُستخدم لتحديد ما إذا كان هناك زيادة في كمية الدم في الرئتين أو إذا كان القلب أكبر من الحجم الطبيعي وكلاهما قد يكون علامة على وجود مرض قلبي.
- قياس نسبة الأكسجين (Pulse Oximetry): يقيس كمية الأكسجين في الدم عبر وضع مستشعر خاص على طرف الإصبع أو الأذن أو إصبع القدم. يُرسل المستشعر موجات ضوئية ويتصل بجهاز كمبيوتر يقيس كيفية امتصاص الموجات الضوئية مما يسمح بتحديد مستوى الأكسجين في الدم بسرعة.
- القثطرة القلبية (Cardiac Catheterization): تُعتبر وسيلة فعالة للحصول على معلومات دقيقة حول كيفية ضخ الدم عبر القلب. يتم إدخال أنبوب مرن يُسمى القثطرة في وعاء دموي، عادةً من خلال شريان أو وريد في الفخذ أو الرقبة أو الذراع. يتم توجيه القثطرة إلى القلب بمساعدة الأشعة السينية أو أحياناً جهاز الرنين المغناطيسي، يمكن أيضاً حقن صبغة ملونة تُظهر على الأشعة السينية وتُعرف بالتصوير الوعائي لدراسة حركة الصبغة عبر القلب وتقييم شكل ووظيفة غرف القلب والأوعية الدموية والرئتين. تُجرى القسطرة القلبية تحت تأثير التخدير العام أو الموضعي مما يجعلها إجراء غير مؤلم.
أنواع تشوهات القلب الخلقية التي تظهر عند المواليد
تشمل العيوب القلبية الخلقية مجموعة متنوعة من المشكلات التي تؤثر على بنية القلب ووظيفته مما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، من المهم فهم الأنواع المختلفة لهذه العيوب وكيفية تأثيرها على صحة الفرد مما يساعد في تقديم الرعاية المناسبة والتدخلات الطبية عند الحاجة.
عيوب الحاجز الأذيني والبطيني
إن عيب الحاجز الأذيني هو ثقب يتواجد في الجدار الفاصل بين الأذينتين اليمنى واليسرى، وهما الغرفتان العلويتان للقلب. يسبب هذا الثقب تدفق الدم من الأذينة اليسرى إلى الأذينة اليمنى بدلاً من توجيهه إلى باقي الجسم. يُعتبر هذا العيب من العيوب القلبية الخلقية البسيطة حيث يُمكن أن يُغلق الثقب تلقائياً أثناء نمو القلب في مرحلة الطفولة. قد يتطلب الأمر تدخلاً جراحياً إذا كان الثقب كبيراً أو إذا كانت هناك أعراض ملحوظة.
عيب الحاجز البطيني هو ثقب في الجدار الفاصل بين البطينين الأيمن والأيسر، وهما الغرفتان السفليتان للقلب. قد يؤدي الثقب إلى اختلاط الدم الغني بالأكسجين من البطين الأيسر مع الدم الفقير بالأكسجين في البطين الأيمن مما يعيق تدفق الدم إلى باقي أنحاء الجسم. في حال كان الثقب كبيراً، سيلجأ كل من القلب والرئتين إلى بذل جهد أكبر لضخ الدم مما قد يتسبب في تراكم السوائل في الرئتين. تتطلب بعض الحالات العلاج الطبي أو الجراحة لإصلاح العيب.

القناة الشريانية السالكة
تحدث حالة القناة الشريانية السالكة عندما لا يُغلق الاتصال بين الشرايين الرئيسية للقلب، وهما الشريان الأبهري والشريان الرئوي، بشكل صحيح بعد الولادة. ينتج عن ذلك فتحة تسمح بتدفق الدم في اتجاه غير صحيح. يمكن أن تُغلق الفتحات الصغيرة من تلقاء نفسها، ولكن في الحالات الأكبر قد تحتاج إلى علاج أو جراحة لإصلاحها، تعتبر هذه الحالة أكثر شيوعاً بين الأطفال الخدّج.
تضيق الصمام الرئوي
يُعتبر تضيق الصمام الرئوي نوعاً من أمراض صمامات القلب حيث يكون الصمام الرئوي ضيقاً أو متصلباً مما يؤثر على تدفق الدم من القلب إلى الشريان الرئوي الذي يربط القلب بالرئتين. يمكن أن يؤدي التضيق إلى زيادة الضغط في البطين الأيمن مما قد يسبب مضاعفات على المدى الطويل. إن معظم الأطفال الذين يعانون من تضيق الصمام الرئوي لا يحتاجون إلى علاج، لكن بعض الحالات قد تتطلب إجراء عملية جراحية لتوسيع الصمام أو استبداله.

رباعية فالو
تُعد رباعية فالو من أكثر اضطرابات القلب الخلقية المعقدة شيوعاً، وتتكون من أربعة عيوب رئيسية:
- تضيق الصمام الرئوي: حيث يكون الصمام الرئوي متضيقاً مما يؤثر على تدفق الدم إلى الرئتين.
- عيب الحاجز البطيني: وجود ثقب في الجدار الفاصل بين البطينين مما يؤدي إلى اختلاط الدم.
- الأبهر المتجاوز: في هذه الحالة يكون الشريان الأبهري المسؤول عن نقل الدم إلى الجسم في موقع غير صحيح مما يسمح بتدفق الدم الفقير بالأكسجين من البطين الأيمن مباشرة إلى الأبهر بدلاً من الشريان الرئوي.
- تضخم البطين الأيمن: يحدث عندما يعمل القلب بجهد أكبر من المعتاد مما يؤدي إلى زيادة سمك عضلة البطين الأيمن.
تتطلب رباعية فالو تدخلات طبية عاجلة وغالباً ما تحتاج إلى جراحة تصحيحية لتحسين تدفق الدم وضمان صحة القلب على المدى الطويل.
العيوب القلبية الخلقية الحرجة الأخرى
تتضمن العيوب القلبية الخلقية الحرجة أنواعاً إضافية، مثل:
- تضيق الشريان الأبهري
- البطين الأيمن المزدوج
- التحويل غير الطبيعي للشرايين الكبيرة
- تشوه إبستين
- متلازمة القلب الأيسر الناقص
- انقطاع القوس الأبهري
- انسداد الشريان الرئوي مع حاجز بطيني سليم
- البطين الواحد

متى يحتاج المولود إلى تدخل طبي عاجل؟
تُعتبر عيوب القلب الخلقية من الحالات الطبية الحرجة التي تستدعي اهتماماً كبيراً حيث أن هذه العيوب قد تؤثر بشكل كبير على صحة المولود ورفاهيته. في بعض الحالات قد تظهر أعراض خطيرة تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً، نذكر منها:
- أعراض فشل القلب: تظهر علامات واضحة تتطلب الانتباه عندما يعاني المولود من فشل القلب. قد يواجه المولود صعوبة في التنفس حيث يصبح تنفسه سريعاً أو متقطعاً. قد تسبب هذه الحالة ظهور زرقة على الشفاه أو الوجه مما يدل على نقص الأكسجين في الدم. في حال كان المولود يبدو مرهقاً أو غير قادر على الرضاعة بشكل طبيعي فإن ذلك قد يشير إلى أن قلبه لا يقوم بوظيفته بشكل فعال مما يستدعي تقييماً طبياً عاجلاً.
- تغيرات في نبضات القلب: نبض القلب هو مؤشر حيوي أساسي لصحة المولود. إذا كان هناك تسارع غير طبيعي في نبض القلب أو بطء ملحوظ، فقد يكون ذلك علامة على وجود خلل في وظيفة القلب. هذه التغيرات قد تؤدي إلى عدم قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة مما يتطلب تدخلاً طبياً سريعاً لضمان استقرار الحالة.
- تجمع السوائل: تجمع السوائل في الجسم يعد من العلامات الدالة على وجود مشكلة صحية خطيرة. يدل وجود التورم في بطن المولود أو في ساقيه على احتباس السوائل بسبب ضعف وظيفة القلب، كما أن زيادة الوزن السريعة وغير المبررة قد تشير إلى هذه المشكلة. احتباس السوائل يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لذا يجب مراجعة الطبيب في أسرع وقت ممكن.
- أعراض نقص الأكسجين: نقص الأكسجين هو حالة طبية تتطلب تدخلاً عاجلاً. إذا كان لون جلد المولود شاحباً أو أزرق فقد يدل ذلك على عدم كفاية تدفق الدم والأكسجين. إذا كان المولود يبدو غير نشط أو غير مستجيب فهذا قد يعني أنه يعاني من نقص حاد في الأكسجين، يجب استشارة طبيب أو التوجه إلى قسم الطوارئ على الفور في حال ظهور هذه الأعراض.
- مشاكل في التغذية: تعتبر مشاكل التغذية من المؤشرات الهامة التي يجب مراقبتها عن كثب. إذا كان المولود غير قادر على الرضاعة أو يعاني من صعوبة كبيرة في ذلك فقد يكون ذلك دليلاً على وجود مشكلة في القلب. إن التقيؤ المتكرر بعد الرضاعة يمكن أن يكون علامة على أن القلب لا يعمل بشكل صحيح مما يستدعي تقييماً طبياً عاجلًا.
- علامات العدوى: إذا ارتفعت درجة حرارة المولود إلى أكثر من 38 درجة مئوية فقد يكون ذلك علامة على وجود عدوى، كما يمكن أن تظهر علامات أخرى مثل احمرار أو تورم في مناطق معينة من الجسم، في مثل هذه الحالات من الضروري الحصول على الرعاية الطبية في أسرع وقت ممكن.
علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة
يُعتبر علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة من الإجراءات الطبية الحيوية التي تتطلب اهتماماً خاصاً، نظراً لأن هذه التشوهات قد تؤثر بشكل كبير على صحة الطفل ونموه. سنستعرض مجموعة من العيوب القلبية الشائعة وطرق علاجها.
إغلاق القناة الشريانية السالكة (PDA) لعلاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة
تُعد القناة الشريانية من الأوعية الدموية المهمة التي تربط بين الشريان الأبهري والشريان الرئوي قبل الولادة. إذا لم تُغلق هذه القناة بعد الولادة، فإنها تُعرف باسم القناة الشريانية السالكة، مما يتطلب علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة.
في معظم الحالات، يُستخدم العلاج بالأدوية لإغلاق الفتحة ولكن إذا لم تنجح هذه الطريقة هناك خيارات أخرى. يمكن إجراء إغلاق القناة الشريانية بدون جراحة من خلال إدخال قسطرة عبر شريان الفخذ، حيث يُستخدم جهاز خاص لإغلاق الفتحة. في حالات أخرى قد يتطلب الأمر إجراء جراحة بسيطة على الجانب الأيسر من الصدر لربط القناة، وتقدر نسبة النجاح حوالي 80-90% باستخدام العلاج الدوائي أو القسطرة.
إصلاح العيوب القلبية المتعلقة بالهيكل لعلاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة
تشمل هذه الفئة عدة عيوب تؤثر على تدفق الدم بشكل طبيعي عند علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة
- إصلاح تضيق الشريان الأبهري: يحدث عندما يكون هناك جزء ضيق من الشريان يُعيق تدفق الدم. يتطلب علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة إجراء عملية جراحية، حيث يتم قطع الجزء الضيق وتوسيعه باستخدام رقعة صناعية. يمكن إزالة الجزء الضيق وخياطة الأطراف المتبقية معاً أو استخدام تقنيات حديثة مثل تركيب دعامة. نسبة النجاح تصل إلى 90% في الحالات غير المعقدة.
- إصلاح عيب الحاجز الأذيني: يُعتبر من العيوب القلبية التي يمكن أن تؤدي إلى اختلاط الدم المؤكسد وغير المؤكسد. يتطلب إغلاق هذا الثقب إما بواسطة قسطرة أو من خلال جراحة قلب مفتوح حيث يتم استخدام خيوط أو رقعة لإغلاق الفتحة. نسبة النجاح حوالي 95% مع استخدام القسطرة و85-90% في جراحة القلب المفتوح.
- إصلاح عيب الحاجز البطيني: يُعد من العيوب الشائعة التي تسمح بخلط الدم المؤكسد مع الدم العائد من الرئتين. يتطلب علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة إجراء جراحة لإغلاق الثقب، خاصة إذا كان العيب كبيراً أو يسبب مشاكل صحية. نسبة النجاح تصل إلى 90-95% في الحالات غير المعقدة.
إصلاح العيوب القلبية المعقدة لعلاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة
تشمل هذه الفئة العيوب الأكثر تعقيداً التي تحتاج إلى تدخل جراحي فوري عند علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة
- إصلاح رباعية فالو: تُعد رباعية فالو من التشوهات القلبية المعقدة التي تتضمن أربعة عيوب رئيسية تؤثر على تدفق الدم الطبيعي، يتطلب علاج هذه الحالة إجراء جراحة قلب مفتوح حيث يتم إصلاح الثقب في الحاجز البطيني وتوسيع العضلة السميكة مما يسهم في تحسين تدفق الدم إلى الرئتين والجسم. تُظهر الدراسات أن نسبة نجاح هذه العملية تصل إلى حوالي 90% مما يعكس فعالية هذا الإجراء في معالجة هذه التشوهات القلبية المعقدة.
- إصلاح تبديل الأوعية الكبيرة: تحدث هذه الحالة عندما تكون الشرايين الرئيسية مرتبطة بالعكس. يتطلب علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة جراحة فورية لتصحيح هذا الخلل. نسبة النجاح: حوالي 70-80% مع جراحة مبكرة.
- إصلاح الشريان الجذعي: تُعتبر حالة الشريان الجذعي من العيوب النادرة التي تحتاج إلى علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة. يتطلب العلاج جراحة لإعادة توجيه الشرايين الرئيسية وإغلاق أي عيوب موجودة. نسبة النجاح تتراوح بين 60-80% حسب تعقيد الحالة.
إجراءات تصحيح تدفق الدم لعلاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة
تتعلق هذه الإجراءات بتحسين تدفق الدم إلى الرئتين أو الجسم عند علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة
- إصلاح انسداد الصمام ثلاثي الشرف: تحدث هذه الحالة عندما يكون الصمام مشوهاً أو مفقوداً مما يؤثر على تدفق الدم. يتطلب علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة سلسلة من الإجراءات الجراحية لتحسين تدفق الدم إلى الرئتين. نسبة النجاح حوالي 70-80% في الحالات التي تتطلب جراحة.
- تصحيح عودة الأوردة الرئوية غير الطبيعية: تحدث هذه الحالة عندما تعود الأوردة الرئوية إلى الجانب الخطأ من القلب. يتطلب علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة جراحة لإعادة توجيه الأوردة إلى الجانب الصحيح وإغلاق أي اتصالات غير طبيعية. نسبة النجاح تصل إلى 80-90% في الحالات المناسبة.
- إصلاح القلب الأيسر الناقص: تُعتبر هذه الحالة من العيوب الشديدة التي تتطلب علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة. تحتاج إلى سلسلة من العمليات الجراحية حيث يتم إنشاء وعاء دموي جديد لنقل الدم إلى الجسم والرئتين. نسبة النجاح حوالي 70-80% مع سلسلة من العمليات الجراحية.
طرق جراحية أخرى لعلاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة
- زراعة القلب: يمكن أن يتم اللجوء إلى زراعة قلب في حالات معينة مثل وجود عيب قلبي خلقي معقد لا يمكن إصلاحه جراحياً أو في حالة فشل القلب بعد إجراء عملية جراحية. تُعتبر زراعة القلب خياراً ضرورياً للأطفال الذين يعتمدون على أجهزة التنفس الاصطناعي أو الذين يعانون من أعراض حادة لفشل القلب. قد يحتاج بعض البالغين الذين يعانون من عيوب قلبية خلقية إلى زراعة قلب في مراحل لاحقة من حياتهم. علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة يعد من الأمور الحيوية التي تتطلب اتخاذ قرارات سريعة.
- الجراحة التلطيفية: تكون الجراحة التلطيفية خياراً مناسباً عندما يكون الأطفال حديثو الولادة صغيرين جداً أو غير قادرين على تحمل جراحة القلب، تهدف هذه الإجراءات المؤقتة إلى تحسين مستويات الأكسجين في الدم قبل إجراء الجراحة الكاملة. يقوم الجراح بتركيب أنبوب يُعرف بالشنت، والذي يخلق مساراً إضافياً لمرور الدم إلى الرئتين للحصول على الأكسجين. يتم إزالة الشنت لاحقاً عندما يتم إصلاح العيوب القلبية خلال العملية النهائية. إن علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة يتطلب تخطيطاً دقيقاً لتحديد الوقت المناسب لإجراء الجراحة.
- جهاز المساعدة البطينية: يُعتبر جهاز المساعدة البطينية مضخة ميكانيكية تعزز وظيفة القلب وتساعد في تدفق الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في القلب. قد تكون التركيبة غير الطبيعية للقلب في حالات العيوب القلبية الخلقية تحدياً كبيراً عند استخدام هذه الأجهزة، مما يجعل علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة أكثر تعقيداً.
- القلب الصناعي الكامل: القلب الصناعي الكامل هو حل متقدم يُزرع جراحياً ليحل محل البطينات المريضة أو التالفة. يقوم هذا الجهاز بضخ الدم إلى الرئتين وأجزاء الجسم الأخرى، حيث تتحكم الآلات الخارجية في المضخات المزروعة لضمان تدفق الدم بشكل فعال. في بعض الحالات، قد يكون القلب الصناعي الكامل الخيار الأنسب مقارنةً بجهاز المساعدة البطينية. إن علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة يفتح آفاقاً جديدة في مجال الطب، مما يساهم في تحسين جودة الحياة لهؤلاء المرضى.
التدخلات غير الجراحية لعلاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة
- الأدوية: تُعتبر الأدوية طريقة فعالة في لعلاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة مثل القناة الشريانية السالكة. يمكن أن تُغلق القناة من تلقاء نفسها، لكن في بعض الأحيان يتطلب الأمر استخدام الأدوية لإغلاقها، خاصةً لدى الأطفال المبتسرين. يبرز الإندوميثاسين والإيبوبروفين من بين الأدوية المستخدمة، حيث تعمل هذه الأدوية على تحفيز تضيق القناة الشريانية السالكة مما يؤدي إلى إغلاق الفتحة. كما يُستخدم الأسيتامينوفين في بعض الحالات كخيار إضافي لتحقيق نفس الهدف.
- القثطرة القلبية: تُعتبر قثطرة القلب إجراءً طبياً شائعاً يُستخدم لعلاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة، مثل عيب الحاجز الأذيني والقناة الشريانية السالكة عندما لا تتحسن هذه الحالات بشكل تلقائي. يمكن استخدام القثطرة لفتح صمامات القلب أو الأوعية الدموية التي تعاني من ضيق شديد. في عملية القثطرة القلبية يتم إدخال أنبوب رفيع ومرن يُعرف بالقثطرة في وعاء دموي في الفخذ أو الرقبة ويتم توصيله إلى القلب. يجب أن نكون على دراية بالمخاطر المحتملة المرتبطة بهذا الإجراء والتي تشمل النزيف والعدوى والألم في منطقة إدخال القسطرة وإمكانية حدوث ضرر للأوعية الدموية.
إن علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة هو عملية معقدة تتطلب خبرة طبية متخصصة. الهدف من هذه الإجراءات هو تحسين صحة الأطفال وضمان نموهم بشكل سليم. من الضروري أن تتم هذه العمليات في مراكز طبية متخصصة لضمان أفضل النتائج.
العناية بعد الجراحة أو القسطرة لعلاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة
- يعتبر علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة أمراً بالغ الأهمية لضمان التعافي السليم. إليكم ما يجب أن يعرفه الأهل حول علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة:
- المراقبة المستمرة: يجب مراقبة العلامات الحيوية للطفل مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم ومستوى الأكسجين في الدم بشكل دوري، هذه المراقبة تساعد في اكتشاف أي تغييرات قد تشير إلى مضاعفات مبكرة مما يسمح بالتدخل السريع إذا لزم الأمر بعد علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة.
- الرعاية الجراحية: يجب متابعة أي جروح أو شقوق جراحية للتأكد من عدم وجود علامات للعدوى، مثل الاحمرار أو التورم أو خروج سوائل غير طبيعية. الحفاظ على نظافة الجرح واتباع التعليمات الطبية بشأن العناية به يمكن أن يقلل من خطر العدوى بعد علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة.
- التغذية: يجب استشارة الطبيب حول النظام الغذائي المناسب بعد علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة. قد يحتاج الطفل إلى تناول غذاء خاص أو مكملات غذائية لتعزيز الشفاء. التغذية السليمة تلعب دوراً مهماً في دعم عملية التعافي وتعزيز صحة القلب بعد علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة.
- النشاط البدني: ينبغي تجنب الأنشطة البدنية الشاقة لفترة معينة بعد علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة. يجب استشارة الطبيب حول موعد استئناف الأنشطة الطبيعية. النشاط البدني الخفيف يمكن أن يكون مفيداً، ولكن يجب أن يتم تحت إشراف الطبيب لضمان سلامة الطفل بعد علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة.
- الزيارات الطبية المنتظمة: يجب الالتزام بالزيارات الدورية للطبيب لمتابعة حالة القلب والتأكد من عدم حدوث مضاعفات بعد علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة، هذه الزيارات تساعد في تقييم تقدم الشفاء وتعديل أي خطط علاجية إذا لزم الأمر.
يُعد علاج تشوهات القلب عند الأطفال حديثي الولادة مساراً يتطلب الكثير من العناية والاهتمام. يمكن تحسين فرص الأطفال في عيش حياة صحية وسعيدة من خلال التشخيص المبكر والرعاية المستمرة. إن الدعم من الأهل والفريق الطبي يلعب دوراً أساسياً في تحقيق نتائج إيجابية، مما يمنح الأمل للأطفال وعائلاتهم في مستقبل أفضل.
المصادر:
- National Heart, Lung, and Blood Institute. (n.d.). Living with congenital heart defects. U.S. Department of Health and Human Services.
- MedlinePlus. (n.d.). Congenital heart defect – corrective surgery. U.S. National Library of Medicine. Retrieved May 28, 2025, from