في السنوات الأخيرة، ازدادت شعبية تجميل اللثة بالليزر كبديل أقل تدخلاً وأكثر دقة مقارنة بالطرق التقليدية، وتشير بعض الدراسات إلى أن المرضى عادة ما يشعرون بألم أقل ويتعافون بسرعة أكبر باستخدام الليزر مقارنة بالجراحة التقليدية. على سبيل المثال، كشفت إحدى الأبحاث أن المعالجة بالليزر أظهرت تحسناً أسرع في مؤشرات جيوب اللثة مقارنة بالعلاج الميكانيكي وحده
ما هو تجميل اللثة بالليزر؟
إن تجميل اللثة بالليزر هو إجراء تجميلي وعلاجي يهدف إلى تحسين مظهر اللثة وتناغمها مع الأسنان باستخدام تقنية الليزر بدلاً من الأدوات الجراحية التقليدية، ويتم خلاله استخدام أشعة ليزر دقيقة لإزالة أو إعادة تشكيل الأنسجة اللثوية الزائدة التي تغطي جزءاً من الأسنان، ما يساعد على إبرازها بشكل متناسق وجعل الابتسامة أكثر جاذبية، كما يمكن أن يُستخدم الليزر لعلاج اللثة المنتفخة أو الداكنة اللون أو لتصحيح ما يُعرف بـ”الابتسامة اللثوية” حيث يظهر جزء كبير من اللثة عند الابتسام.
يمتاز الإجراء بأنه طفيف التوغل، أي لا يتطلب شقوقاً أو غرزاً، ويسبب نزيفاً وألماً أقل مقارنة بالجراحة التقليدية، مع فترة شفاء أقصر ونتائج تجميلية دقيقة، بالإضافة إلى الناحية الجمالية، فإن الليزر يُعزز التعقيم ويقلل خطر العدوى بفضل طاقته الضوئية التي تقتل البكتيريا في منطقة العلاج.
تجميل اللثة بالليزر قبل وبعد
قبل إجراء تجميل اللثة بالليزر، قد يعاني المريض من ابتسامة لثوية أو من تغطية اللثة لجزء كبير من الأسنان، مما يجعلها تبدو أقصر أو غير متناسقة، كما قد يلاحظ وجود لون غامق أو انتفاخ في اللثة نتيجة الالتهاب أو تراكم اللويحات، وإن هذه المشكلات تؤثر على شكل الابتسامة وثقة الشخص بنفسه، أما بعد الإجراء، فتظهر نتائج قص اللثة بالليزر عادة مباشرة بعد الجلسة، إذ تبدو الأسنان أطول وأكثر تناسقاً، ويختفي المظهر “الملثّم” للابتسامة، وتساعد دقة الليزر على نحت اللثة بدقة دون نزيف أو تورم ملحوظ، كما أن التئام الأنسجة يكون أسرع بفضل قدرة الليزر على تحفيز تجدد الخلايا وتقليل البكتيريا في المنطقة المعالجة.
في معظم الحالات، يكتمل الشفاء بعد عملية تجميل اللثة بالليزر خلال أيام قليلة، ويمكن للمريض العودة إلى أنشطته اليومية في نفس اليوم مع الالتزام بتعليمات الطبيب، وتستمر النتائج النهائية لسنوات طويلة عند الحفاظ على نظافة الفم والمتابعة الدورية لدى طبيب الأسنان.
ما الذي يميّز تجميل اللثة بالليزر؟
في الحديث عن التقنيات الحديثة لا بد أن نلفت النظر لبعض الميزات التي تجعلها متصدرة بل ومفضلة في يومنا هذا ومن هذه الميزات:
- النزيف والتورم بحدهم الأصغر
- ظهور النتائج فوري لا يستغرق وقتًا كبيرًا
- فترة الشفاء قصيرة بسبب عدم وجود جراحة
- تزيد من ثقة المريض بنفسه وتعيد له الابتسامه
- يعتبر الليزر علاج بسيط أو غير عدواني أي يتم العِلاج بدون اللجوء إلى الجِراحة
- يمكن للمريض أن يمارس نشاطه الطبيعي بنفس يوم العمَلية مع الإلتزام بإرشادات الطبيب
- بسبب التكنلوجيا المتقدمة يستطيع الليزر الوصول إلى عمق الجيب اللثوي ويتم استئصال الأنسِجة المصابة
لمن تُجرى عملية تجميل اللثة بالليزر؟
- الأشخاص اللذين يعانون من اللون الداكن للثة، وذلِك إما بسبب التدخين المفرط، أو عوامل جينية مثل أصحاب البشرة السمراء، أو قلة العناية بالصحة الفموية بالإضَافة لأمراض أخرى قد تسبب تلون اللثه، وبالتالي يلجأ الطبيب حينها إلى توريد اللثة باستِخدام الليزر
- الأشخاص الذين يعانون من الابتسامة اللثوية (gummy smile)، إذ تبدو اللثه بارزة بشكل مبالغ فيه نسبة إلى الاسنان فيلجأ المرضى إلى تجميل اللثة بالليزر
- في بعض الأحيان قد تكون تيجان الأسنان قصيرة، حينها يتم تجميل اللثة بالليزر بهدف زيادة طول تيجان الأسنان ومنحها مظهر جمالي أفضَل
- وبالحديث عن الأسنان القصيرة، قد يحتاج بعض المرضى عند وضع التعويضات الثابتة مثل التيجان المفردة أو الجسور، إلى زيَادة طول الاسنان وَذلك لزيادة ثبات تلك التعويضات على الأسنان
- المرضى الذين يعانون من اللثة غير المستوية مما يسبب لهم الشعور بالإحراج من مظهر ابتسامتهم
إرشادات بعد تجميل اللثة بالليزر
لا بد من الإلتزام ببعض الإرشادات بعد عملية تجميل اللثة بالليزر والرجوع للطبيب عند حدوث أي مشكلة وذَلك لضمان تحقيق نتائج العملِية المنتظرة وتجنب المشاكل التي قد تحدث، من هذه الإرشادات:
- يُنصح بالمضمضة بمحلول ملحي فاتر (كوب ماء دافئ بحجم 150–200 مل مضاف إليه نصف ملعقة صغيرة من الملح) بعد مرور 24 ساعة من العملية، ويُستخدم بلطف لمدة 15–30 ثانية دون عنف، إذ يساعد ذلك على تنظيف الفم وتعزيز التئام اللثة.
- رغم أن العملية لا تتضمن شقاً جراحياً أو غرزاً، إلا أنه يُفضَّل الراحة خلال اليوم الأول وتجنب الأنشطة البدنية المجهدة لتفادي تهيج منطقة العمل.
- قد تتشكل طبقة بيضاء أو خثرات سطحية صغيرة على موضع العملية، وهي جزء طبيعي من عملية الالتئام، لذا يجب تجنب لمسها أو إزالتها أو تناول الأطعمة القاسية التي قد تُسبب أذى للنسيج المتجدد.
- الالتزام بالمضادات الحيوية أو المسكنات التي يصفها الطبيب بدقة لضمان منع العدوى وتخفيف أي انزعاج محتمل.
- في اليوم الأول بعد الإجراء، يُنصح بتجنب المشروبات الساخنة والأطعمة الصلبة أو الحارة لأنها قد تُؤخر شفاء اللثة أو تُزيل الطبقة الواقية المتشكلة فوق الجرح.
- يُفضَّل النوم والرأس مرفوع قليلاً لتقليل احتمال حدوث تورم أو نزف طفيف.
- استبدال الخيوط السنية بفرشاة أسنان ناعمة، مع تنظيف الأسنان برفق وتجنب منطقة العملية خلال الأيام الأولى.
- الامتناع عن التدخين أو الشرب باستخدام الماصة أو النفخ بقوة لأن هذه الأفعال تُحدث ضغطاً سلبياً في الفم قد يؤثر على التئام الجرح.
- مراجعة الطبيب فوراً في حال ملاحظة نزيف مستمر، ألم شديد، أو تورم غير طبيعي للاطمئنان على سير التعافي.
تجربتي مع تجميل اللثة بالليزر
تحكي فتاة تجربتها عن عملية تجميل اللثة بالليزر فتقول:
لقد عانيت لفترة طويلة من قلة الثقة بنفسي وذَلك بسبب مظهر اللثه السيئ، فأسناني قصيرة واللثه عندي منتفخة وداكنة اللون، ولهذا السبب كنت أخشى الإبتسام ولو للحظات، لكن عندما كنت أتصفح عن طرق العلاج في تركيا، قرأت عن عملية تجميل اللثة بالليزر، والتي تعتمد على شعاع ليزر لقص اللثه بدلاً من أدوات الجراحة وهي من أفضل طرق التجميل لحل مشكلتي دون الخوض بالجراحة وتَبِعاتها بل ويمكن إصلاح لون اللثة باستخدام الليزر أيضاً لذا شعرت بفرحة شديدة و سارعت بالتواصل مع الطبيب كي أحجز موعداً وبعد عدة أيام ذهبت للعلاج، وقد كان الأمر أسهل مما توقعت، حيث بدأنا بالتخدير الموضِعي لمنطقة العمل كما شرح لي الطَبيب لأني أخاف كثيراً من حقن التَخدير، لكن ولحسن الحظ لم أشعر بأية ألم سواء أثناء التخدِير أو حتى أثناء العمل.
بعد التَخدير قام الطبِيب بتحديد الأماكن التي سيقوم بإزالتها وقصها من اللثه إذ كان يستخدم قلم خاص للتحديد، مما أعطاني فرصة كي اعرف كيف سيكون شكل الاسنان، يتم بعدها توجيه رأس الجهاز على اللثة بالمناطق المحددة والجميل بالأمر أن العملِية لم تأخذ الكثير من الوقت ولم تنزف اللثة مكان العمل، عدت لممارسة يومي الطبيعي بعد العمل واتبعت بعض الإرشادات التي أخبرني عنها الطبيب.
بعد الراحة لعدة أيام قمنا بعملية توريد اللثة وتابعت مع الطبِيب جلسات العلاج حتى حصلت على النتيجة التي كنت أنتظرها فقد أصبحت ابتسامتي جميلة جداً كما أردت دوماً وتحسن مظهر اللثه والأسنان لدي مما منحني الثقة بنفسي خاصة وأنه يتم نحت الأسنان لتتناسق مع مظهر اللثة الجديد.
من تجربتي أنصح كل من يعاني من نفس مشكلتي القيام بهذه العَملية ولكن لا بد من اختيار الطبيب المختص والمراكز الأفضل للقيام بها حتى تحصل على النتيجة المرجوة.
في الختام، يقدم تجميل اللثة بالليزر خياراً فعالاً وآمناً لتحسين مظهر الابتسامة مع تقليل الانزعاج وفترة الشفاء، ومع التقدم في تقنيات الليزر وتوفّر الخبرة الملائمة، يمكن تحقيق نتائج دقيقة وطبيعية، ويُنصح دائماً بالتشاور مع طبيب مختص للتقييم الشخصي واختيار التقنية الأنسب، وإذا رغب المريض بخطة متكاملة تشمل التجميل والعلاج، فإن مركز بيمارستان الطبي يمتلك الخبرة والتجهيز اللازم ليكون وجهتك الأولى نحو ابتسامة أكثر إشراقاً وصحة.
المصادر:
- Narayanan, M. (2015). Gummy Smile Correction with Diode Laser: Two Case Reports.
- Al Asmari, D. (2025). Laser Technology in Periodontal Treatment: Benefits, Risks and Future Directions.