مع ارتفاع نسبة السمنة العالمي وما نتج عنه من مضاعفات وأخطار على صحة الناس رتبطة بها، لم يعد الكتابعة مع أطباء التغذية و الإلتزام بالحميات والبرامج الصحية تفي بالغرض، مما جعل من جراحات السمنة واجهة علاجية فعّالة في تغيير حياة الاف الأشخاص، ومن بين أكثر هذه الإجراءات انتشاراً تكميم المعدة وتحويل مسار البنكرياس والاثني عشر (BPD-DS)، وهما عمليتان تختلفان عن بعضهما فالفرق بين تحويل مسار البنكرياس وتكميم المعدة في آليتهما وتأثيرهما على الهضم والتحكم بالوزن والأمراض المزمنة مثل السكري.
إن من الضروري فهم الفرق بين تحويل مسار البنكرياس وتكميم المعدة، خصوصاً عند تحديد الخيار الجراحي المناسب للحالة، حيث أن تكميم المعدة يركّز على تصغير حجم المعدة وتقليل الشهية، بينما يجمع تحويل المسار بين تصغير المعدة وتحويل مسار الطعام لتقليل الامتصاص، مما يجعل الفرق بين تحويل مسار البنكرياس وتكميم المعدة واضحاً في النتائج طويلة المدى والتأثيرات الغذائية المحتملة.
وفي السنوات الأخيرة، برزت تركيا كوجهة رائدة في هذا المجال، حيث جمعت بين الخبرة الطبية والبنية التحتية الحديثة والتكاليف المناسبة، مما ساهم في أعداد متزايدة من المرضى من مختلف أنحاء العالم، ومع ازدياد الخيارات الجراحية، يبقى الفرق بين تحويل مسار البنكرياس وتكميم المعدة سؤالًا محورياً في رحلة البحث عن أفضل الحلول لعلاج السمنة.
ماهي عملية تكميم المعدة Sleeve Gastrectomy؟
التكميم هو تصغير حجم المعدة الطبيعي مما يجعلها تمتلئ بسرعة بالطعام وشعور باكر بالشبع مما يساعد على خسارة الوزن بجهد أقل، وهذا يساعد على علاج السمنة. تعتمد جراحة التكميم على تقييد سعة المعدة فقط بدون التأثير على آلية امتصاص العناصر الغذائية كما هو الحال في عملية تحويل المسار وبعض جراحات السمنة المعتمدة على تغيير المجرى الطبيعي للأمعاء لإحداث سوء امتصاص للسعرات الحرارية، فمن خلال تكميم المعدة وتصغير حجمها، يقل إفراز هرمون الغريلين المسؤول عن الشهية والشعور بالجوع، وبالتالي تضعف شهيتك لطعام مما يساهم ايضاً في فقدانك للوزن.
أنواع عملية تكميم المعدة
- تكميم المعدة بالمنظار: هي الخيار الشائع بسبب بفضل قلة المضاعفات حيث يعد تكميم المعدة إجراء قليل التوغل.
- تكميم المعدة بالجراحة المفتوحة: في السنوات الأخيرة لم تعد تستخدم بكثرة حيث أن نسبة المضعفات والخطورة فيها عالية مقارنةً ب تكميم المعدة بالتنظير.
ما هي عملية تحويل مسار البنكرياس والقنوات الصفراوية BPD – DS؟
عملية تحويل مسار القناة الصفراوية البنكرياسية هو عملية معقدة لإنقاص الوزن، حيث تعمل على تقليل إمتصاص المواد الغذائية والفيتامينات والمعادن، بالتالي يمكن فقدان وزن أكبر مع تحويل مسار القناة الصفراوية البنكرياسية مقارنةً بمجازة المعدة أو تكميم المعدة، لكن ستكون أكثر عرضة للإصابة بنقص التغذية بعد ذلك، بما في ذلك بعض الحالات التي قد تُهدد الحياة إذا لم تُعالج، عند اتخاذ القرار بشأن إجراء الجراحة، ينبغي النظر بعناية في هذه المضاعفات والمخاطر الجراحية الأخرى إلى جانب الفوائد.
تتميز عملية تحويل مجرى البنكرياس والقنوات الصفراوية بأنها تؤدي لفقدان الوزن عبر طريقين، الطريق الأول هو تقييدي عبر تصغير حجم المعدة (التكميم) والطريق الثاني عبر سوء الامتصاص المحدث بتغيير مسار الأمعاء، ولذلك فإن هذه الجراحة تعتبر ذات نتائج أفضل في فقدان الوزن من عملية تكميم المعدة فهي تجمع طريقتين معاً بعملية واحدة.
نستنتج مما سبق بان عملية تبديل المسار لها قدرة مميزة على تخفيف الوزن، فوفقاً للدراسات فإن متوسط خسارة الوزن بعد عملية تحويل مسار البنكرياس والقنوات الصفراوية هو 70% من الوزن الزائد للمريض.
ما هو الفرق بين تحويل مسار البنكرياس وتكميم المعدة في فقدان الوزن؟
يجب فهم الفرق بين تحويل مسار البنكرياس وتكميم المعدة لاختيار في آلية نقص الوزن و نسبة الوزن المفقود وما تأثيراته على بعض الأمراض الأخرى مثل السكري وبناءً عليه نختار المناسب لحالة المريض ورغبته.
الفرق بين تحويل مسار البنكرياس وتكميم المعدة في آلية فقدان الوزن
تعتمد عملية تكميم المعدة فقط على تقليل حجم المعدة مما يجعل المريض يشعر بالشبع بسرعة ويأكل كميات أقل، لكن لا يتم تغيير أو تجاوز الأمعاء، لذلك لا يتأثر الامتصاص كثيراً. بينما تعتمد عملية تحويل مسار البنكرياس على عاملين مشتركين هما تقليل حجم المعدة (كما في التكميم)، بالإضافة إلى تحويل مسار الأمعاء لتقليل امتصاص السعرات والدهون، هذا الأمر يؤدي إلى فقدان وزن سريع وكبير خلال فترة قصيرة.
الفرق بين تحويل مسار البنكرياس وتكميم المعدة بنسبة الوزن المفقود
يفقد المريض بين 70% إلى 85% من الوزن الزائد خلال أول 12–18 شهراً في عملية تحويل مسار البنكرياس، النتائج تبدأ سريعاً جداً وقد يلاحظ المرضى نقص واضح في الوزن منذ الشهر الأول، يكون النزول حاداً في أول 3–6 أشهر وهو ما يساعد على تحسين سريع في الأمراض المرتبطة بالسمنة مثل السكري وارتفاع الضغط، بعد الشهر 6 يستمر النزول بوتيرة أبطأ حتى يستقر الوزن تدريجياً.
بينما يُتوقع فقدان 50% إلى 70% من الوزن الزائد خلال 12–18 شهراً في عملية تكميم المعدة تكون النتائج واضحة خلال أول شهرين لكنه أبطأ مقارنة بتحويل المسار، كما تزداد سرعة النزول إذا تم الالتزام بالغذاء والرياضة، وبعد الشهر 6، يصبح النزول أبطأ، وقد يستقر الوزن في السنة الثانية.
الفرق بين تحويل مسار البنكرياس وتكميم المعدة في تأثيره على مرض السكري؟
بعد عملية تكميم المعدة تنخفض مستويات السكر في الدم بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الأولى بعد العملية حتى قبل فقدان الوزن الكبير، حيث تقوم عملية تكميم المعدة بزيادة حساسية الجسم للإنسولين مما يقلل من مقاومة الجسم للإنسولين مما يساعد في تحكم أفضل بالسكري. تساعد العملية في تحسين حالة مرضى السكري من النمط الثاني خاصة في الحالات غير معقدة أو حديثة التشخيص، بسبب تقليل حجم المعدة وتأثيرات هرمونات الجهاز الهضمي التي تؤثر على تنظيم السكر (مثل GLP-1).
بينما بعد عملية تحويل مسار البنكرياس غالباً ما تتحسن حالة السكري بشكل كامل خلال أيام أو أسابيع وفي نسبة عالية من المرضى يحققون تحكمًا تامًا في السكر بدون أدوية، تؤثر العملية على مقاومة الأنسولين بشكل كبير بفضل التأثير المزدوج لتقليل الامتصاص وتغير هرمونات الجهاز الهضمي، وبشكل أكبر على الأمعاء الدقيقة حيث يعبر الطعام أجزاء من الأمعاء التي تؤثر على إفراز الهرمونات المرتبطة بالسكري.
مناسبة للمرضى الذين يعانون من سكري شديد أو مقاوم للعلاج.
كيف تختلف الآثار الجانبية لكل عملية؟
من الضروري معرفة الفرق بين تحويل مسار البنكرياس وتكميم المعدة ليس فقط من حيث آلية العمل والفعالية في إنقاص الوزن، بل أيضاً يجب معرفة الأثار الجانبية وكيقية التعامل معها من أجل الحصول على أفضل النتائج، إذ تختلف المضاعفات الجانبية بين الإجراءين بشكل ملحوظ، مما يجعل فهم الفرق بين تحويل مسار البنكرياس وتكميم المعدة أساساً لاختيار الجراحة الأنسب لكل مريض.
يساهم تكميم المعدة بعلاج المشاكل الصحية المرتبطة بالسمنة، فقد أثبتت الدراسات فوائد عملية التكميم في تحسين حساسية الأنسولين عند مرضى السكري والتقليل من الحوادث القلبية الوعائية عند مرضى القلب كما يساعد على الوقاية من تشحم الكبد وتحسين وظائف الغدة الدرقية وعلاج الشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم ورفع الثقة بالنفس وتحسين المزاج، ومع ذلك لا بد من التطرق إلى الآثار الجانبية المحتملة للعملية، إذ تشمل العيوب المرتبطة بتكميم المعدة ما يلي:
- اختلاطات متعلقة بالعمل الجراحي (النزف، العدوى، مشاكل التخدير)
- تشكل حصوات في المرارة بسبب التخلص السريع من الوزن
- ارتجاع المريء
- لا يؤثر تكميم المعدة على امتصاص السعرات الحرارية فقد يزداد الوزن مجدداً عند زيادة استهلاك الطعام
من جهة أخرى، إن من أبرز الأسباب التي جعلت عملية تحويل مسار الاثني عشر والقنوات الصفراوية BPD – DS قليلة الشيوع هو وجود مخاطر أكبر لحدوث مضاعفات جانبية بالمقارنة مع علاجات
السمنة الأخرى مما يجعل فهم الفرق بين تحويل مسار البنكرياس وتكميم المعدة والطرق الأخرى كحقن بوتوكس ألمعدة أو تركيب بالون المعدة الذكي ضروريًا عند تقييم المخاطر والفوائد، فيما يلي المضاعفات المحتملة للعملية:
- النزف الشديد
- الإصابة بالعدوى
- تسريب من المفاغرة
- مشاكل متعلقة بالتخدير
- تشكل خثرات دموية
- الفتوق
في النهاية، الفرق بين تحويل مسار البنكرياس وتكميم المعدة لا يقتصر فقط على آلية الإجراء، بل يشمل أيضاً معرفة المخاطر ومدى احتمالية المضاعفات بعد العملية.
ما هو الفرق بين تحويل مسار البنكرياس وتكميم المعدة في المتابعة والنظام الغذائي بعد الجراحة؟
الفرق بين تحويل مسار البنكرياس وتكميم المعدة يكمن في تأثير كل عملية على امتصاص الغذاء وطريقة التعامل مع الجهاز الهضمي بعد الجراحة. لذلك، تختلف متطلبات المتابعة والنظام الغذائي بين العمليتين، وهو ما يؤثر بشكل كبير على نجاح العلاج وراحة المريض بعد العملية.
تحويل مسار البنكرياس (BPD-DS)
تُعد من أكثر جراحات السمنة تأثيراً على امتصاص العناصر الغذائية، ولهذا فهي تتطلب متابعة دقيقة ومنتظمة. توصي الجمعية الأمريكية لجراحة الأيض والسمنة (ASMBS) بمراقبة مستويات الفيتامينات والمعادن بشكل دوري، ووصف مكملات غذائية ضرورية تبدأ غالباً من الأسبوع الثاني بعد الجراحة، ومنها:
- فيتامين A، D، K: يبدأ تناولها خلال 2–4 أسابيع بعد العملية.
- الكالسيوم: يُقسم إلى 3–4 جرعات يومية (500–600 ملغ).
- فيتامين B12: على شكل مكملات يومية أو حقن شهرية حسب الحاجة.
- كما يجب الالتزام بوجبات صغيرة وغنية بالبروتين تشمل الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة وأحماض أوميغا 3، كما يُنصح بتجنب الأطعمة عالية السكر
النمط الصحي بعد الجراحة لا يقتصر على النظام الغذائي فقط، بل يشمل أيضاً ممارسة الرياضة بانتظام، والمتابعة المستمرة مع الطبيب وإجراء تحاليل مخبرية دورية، إذ إن هذه الجراحة تؤدي إلى فقدان كبير في الوزن وتحسن ملحوظ في الأمراض المزمنة المرتبطة بالسمنة، لكنها في المقابل تتطلب التزامًا صارماً مدى الحياة.
تكميم المعدة
رغم السهولة النسبية وبساطة العملية، إلا أن تكميم المعدة تتطلب الإلتزام بنمط صحي، خاصة في الأشهر الأولى يبدأ النظام الغذائي بـ السوائل الشفافة الخالية من السكر والغازات لمدة أسبوع.ثم يتم الانتقال بعد ذلك إلى الأطعمة المهروسة لمدة 3 أسابيع.وبعد مرور حوالي 4 أسابيع، يمكن البدء في تناول الطعام العادي بشكل تدريجي. ومن حيث الكملات يتم وصف الفيتامينات والكالسيوم كما يتم وصف حقنة فيتامين B12 شهرية تؤخذ غالباً مدى الحياة.
من الطبيعي والشائع أن يمر الجسم بتغيرات في أول 3–6 أشهر، مثل:
- آلام عضلية
- الشعور بالإرهاق
- الإحساس بالبرد
- جفاف الجلد أو تساقط الشعر
- تقلبات مزاجية
رغم أن العمليتين تهدفان إلى تقليل الوزن وتحسين الصحة العامة، فإن الفرق بينهما بعد الجراحة واضح، حيث تتطلب عملية تحويل مسار البنكرياس نمط حياة صارم ومكملات غذائية مدى الحياة لتجنب نقص الفيتامينات والمعادن، بينما تكميم المعدة يُعتبر أسهل من حيث الرعاية بعد العملية، لكنه يتطلب التزاماً غذائياً للحفاظ على النتائج ومنع زيادة الوزن لاحقًا.
الفرق بين تحويل مسار البنكرياس وتكميم المعدة من حيث الخيار الأنسب؟
قد يوصي مقدمو الرعاية الصحية بإجراء جراحة تحويل مسار البنكرياس والقنوات الصفراوية (BPD/DS) للأشخاص الذين يعانون من سمنة مفرطة. عادةً ما يكون مؤشر كتلة الجسم (BMI) لدى هؤلاء الأشخاص 45 أو أكثر أو عند فشل الطرق الأخرى، مع وجود داء السكري من النوع الثاني الخطير ومشاكل صحية خطيرة أخرى. تشمل هذه المشاكل الصحية:
- داء السكري من النوع الثاني
- انقطاع النفس النومي
- أمراض القلب
- أمراض الرئة
- ارتفاع ضغط الدم
- ارتفاع الكوليسترول
- مرض الكبد الدهني غير الكحولي
يجب أن يكون مؤشر كتلة الجسم (BMI) يكون بين 35 – 40 حتى يترشح المريض لعملية تكميم المعدة، وقد يتم قبول إجراء عملية تكميم المعدة لمن يعاني من مضاعفات صحية للسمنة كارتفاع الضغط والداء السكري أو انقطاع التنفس أثناء النوم حتى لو كان مؤشر BMI أقل من 35. ومن الشروط التي يفضل توفرها ما يلي:
- المريض متحفز وقادر على الالتزام بنمط حياة صحي بعد عملية التكميم
- المقدرة على زيارة الطبيب بشكل دوري بعد جراحة تكميم المعدة
- عدم وجود امراض ومشاكل تعيق إجراء العملية
- في حال وجود مشكلة ما تمنعك من إجراء عملية تكميم المعدة أو عدم الرغبة بالخضوع لعمل جراحي يحمل بعض المخاطر يمكنك تجربة كبسولة بالون المعدة والتي تساعد على تخفيف الوزن بدون جراحة.
أخيراً، إن الفرق بين تحويل مسار البنكرياس وتكميم المعدة يكمن في آلية العمل ومدى تأثير كل إجراء على امتصاص الغذاء وفعاليته في السيطرة على الأمراض المرتبطة بالسمنة. فبينما يوفر تكميم المعدة حلاً فعالاً وبسيطاً لفقدان الوزن، يتيح تحويل المسار خياراً متقدماً ومناسباً للحالات المعقدة مثل السمنة المفرطة ومرض السكري من النوع الثاني.
إذا كنت تفكر في اتخاذ خطوة نحو نمط حياة أكثر صحة، فإن مركز بيمارستان الطبي يوفر لك أحدث تقنيات جراحات السمنة مع فريق متخصص، واهتمام شخصي بكل حالة لضمان تحقيق نتائج آمنة ومستدامة.
المصادر:
- Johns Hopkins Medicine. (n.d.). BPD/DS weight-loss surgery. Johns Hopkins Medicine
- NHS. (2024, February 5). What is weight‑loss surgery? NHS
- American Society for Metabolic and Bariatric Surgery. (n.d.). Biliopancreatic diversion with duodenal switch