علاج البواسير بالتخثير يُعد من أحدث التقنيات الطبية التي ظهرت كبديل آمن وفعّال للجراحة التقليدية، حيث يعتمد على إغلاق الأوعية الدموية المغذية للباسور مما يؤدي إلى انكماشه وتخفيف الأعراض. ورغم وجود طرق علاج أخرى مثل العلاج بالليزر، الربط المطاطي، أو الجراحة، فإن التخثير يتميز بقلة الألم، قصر فترة التعافي، وانخفاض خطر المضاعفات. في تركيا، شهدت هذه التقنية انتشارًا واسعًا بفضل التطور السريع في مجال الأشعة التداخلية والمراكز الطبية المتخصصة التي توفر رعاية عالية الجودة للمرضى.
ما هي البواسير الشرجية؟
البواسير هي أوردة متورمة ومتضخمة تتشكل داخل وخارج فتحة الشرج والمستقيم. قد تكون مؤلمة ومزعجة، وقد تسبب النزيف. تُسمى البواسير أيضاً الأكوام (Piles). جميعنا نولد بالبواسير، لكنها عادةً لا تُسبب لنا أي إزعاج. فقط عندما تتورم وتتضخم، تُسبب أعراضًا مزعجة.
أنواع البواسير الشرجية
- البواسير الداخلية: تتشكل داخل المستقيم ولا تكون مرئية عادة، في أغلب الحالات لا تسبب ألم إلا إذا تدلت أو حدث لها تخثر دموي. قد يظهر العرض الأساسي على شكل نزيف دموي أحمر فاتح مع البراز.
- البواسير الخارجية: تتشكل تحت الجلد حول فتحة الشرج. قد تسبب ألماً شديداً وتورم وحكة. إذا تجمّع الدم داخلها وتخثر تتحول إلى كتلة صلبة مؤلمة.
ما هي أسباب الباسور الشرجي؟
يُسبب الضغط الشديد على أوردة الشرج أو المستقيم البواسير، بالإضافة إلى حركة الأمعاء غير المنتظمة، يؤدي هذا الضغط والتهيج إلى تورم والتهاب الأوردة. ما يلي بعض الأنشطة أو الحالات التي تُسبب الضغط وتُؤدي إلى البواسير:
- الدفع بقوة عند التبرز
- الإجهاد لرفع الأشياء الثقيلة أو رفع الأثقال
- الجلوس على المرحاض لفترات طويلة
- الإمساك أو الإسهال المزمن
- اتباع نظام غذائي قليل الألياف
- الحمل
- السمنة
- الجنس الشرجي
ما هو علاج البواسير بالتخثير؟
علاج البواسير بالتخثير أو الانصمام الشرياني للبواسير (HAE) هو واحد من الحلول المتطورة والفعالة التي تهدف إلى تقليص حجم البواسير بشكل غير جراحي. يعتمد هذا العلاج على تقليل تدفق الدم إلى الأنسجة المصابة، مما يؤدي إلى انكماشها تدريجياً دون الحاجة إلى شقوق أو تدخل جراحي كبير. يُعتبر هذا الإجراء خياراً مثالياً للمرضى الذين يعانون من البواسير ولكنهم يرغبون في تجنب العمليات الجراحية التقليدية.
يعتبر تخثير البواسير أحد أنواع علاجات الأشعة التداخلية وهو ينطوي على مخاطر قليلة لأنه علاج غير جراحي، وهو وآمن وفعال للغاية بتقليص حجم البواسير عن طريق سد الشريان الذي يغذيها بالدم. يتم إجراء العملية بواسطة أخصائي الأشعة التداخلية، والذي يستخدم أدوات صغيرة والتصوير لإجراء العملية. يعود المرضى إلى منازلهم في نفس يوم إجراء العملية مع ضمادة لاصقة بدلاً من شق جراحي واسع.
كيف تتم عملية التخثير للبواسير؟
يتم علاج البواسير باستخدام التخثير من خلال إجراء بسيط يوجه فيه أخصائي الأشعة التداخلية غالباً القسطرة إما عبر الشريان الفخذي في أعلى الفخذ، أو أحياناً من الشريان الكعبري في اليد، ثم توجيهها إلى الشرايين المستقيمية العلوية (المغذية للبواسير) باستخدام الأشعة الرقمية. بعد ذلك، يتم حقن مواد خاصة (مثل لفائف معدنية أو كرات صغيرة) داخل الأوعية الدموية المسؤولة عن تزويد البواسير بالدم، مما يؤدي إلى انسداد هذه الأوعية وانخفاض تدفق الدم إليها ثم يزيل القسطرة الدقيقة ويضع ضمادة مكان الإدخال. يستغرق الإجراء من ساعة إلى ساعتين ويتبعه فترة نقاهة لمدة ساعة. يعود معظم المرضى إلى منازلهم في نفس اليوم ويستأنفون أنشطتهم الطبيعية في اليوم التالي، والنتيجة هي تقليص تدريجي لحجم البواسير واختفاء الأعراض المزعجة مثل النزيف والألم.
كيفية التحضير للعملية وما يجب أن يعرفه المريض
قبل الخضوع لعلاج البواسير بالتخثير يجب على المريض اتباع بعض التعليمات الأساسية لضمان نجاح الإجراء. يجب الامتناع عن تناول الطعام أو الشراب بعد منتصف الليل في اليوم الذي يسبق العلاج. كما يجب إبلاغ الطبيب بأي أدوية يتناولها، خصوصاً تلك التي تؤثر على تخثر الدم مثل الأسبرين أو مضادات التجلط، حيث قد يوصي الطبيب بإيقافها مؤقتاً لتقليل مخاطر النزيف. من المهم أيضاً إجراء فحوصات طبية إضافية مثل تحاليل الدم لتقييم حالة التجلط. بالإضافة إلى ذلك يجب على المريض تحضير وسيلة للنقل بعد الإجراء، حيث يمكنه العودة إلى المنزل في نفس اليوم ويجب تجنب الأنشطة الشاقة لبضعة أيام بعد العلاج. باتباع هذه التعليمات، يساهم المريض في ضمان نجاح العملية وتسريع فترة التعافي.
كما يطلب الطبيب إيقاف التدخين والكحول قبل الإجراء بعدة أيام لتحسين الدورة الدموية والتعافي، أيضاً قد يُجرى تقييم إضافي بالأشعة قبل العملية لتحديد الشرايين المستهدفة بدقة.
أنواع تقنيات التخثير المستخدمة في علاج البواسير
تتعدد التقنيات التي يتم استخدامها في علاج البواسير بالتخثير، ومنها:
- التخثير بالأشعة تحت الحمراء: تعتمد هذه التقنية على استخدام حرارة الأشعة تحت الحمراء لتخثير الأنسجة المريضة في منطقة البواسير.
- التخثير بالليزر: يستخدم الليزر للتخثير الدقيق للبواسير المتضخمة.
- التخثير بواسطة الأدوية: حيث يتم حقن أدوية خاصة في الأوعية الدموية المحيطية لتقليل تدفق الدم وإحداث الانكماش.

مميزات علاج البواسير باستخدام التخثير
تتميز هذه التقنية بعدة مميزات جعلتها تنافس تقنيات الجراحة التقليدية، حيث إنها إجراء:
- غير جراحي: أحد أكبر مميزات هذا العلاج هو أنه لا يتطلب أي جراحة مفتوحة، مما يعني أنه لا توجد شقوق أو ندوب قد تترك آثاراً طويلة الأمد.
- قليل الألم: الإجراء يتم تحت تأثير التخدير الموضعي ويشعر معظم المرضى براحة كبيرة بعد العلاج.
- ذو فترة تعافي سريعة: يتمكن المرضى من العودة إلى أنشطتهم اليومية بسرعة بعد العلاج، حيث يمكن لمعظم المرضى العودة إلى العمل في اليوم التالي.
- ذو فعالية عالية: أظهرت الدراسات أن أكثر من 90% من المرضى الذين خضعوا لهذا العلاج قد شعروا بتحسن ملحوظ في الأعراض بعد فترة قصيرة من العلاج.
فترة التعافي بعد علاج البواسير بالتخثير
تُعتبر فترة التعافي بعد علاج البواسير بالتخثير قصيرة نسبياً، حيث يمكن للمريض العودة إلى المنزل في نفس اليوم. عادةً ما ينصح المرضى بالراحة وتجنب الأنشطة الشاقة مثل رفع الأوزان الثقيلة لمدة 2 إلى 3 أيام بعد العلاج، وفي حال كانت الأنشطة اليومية خفيفة يمكن العودة للعمل في اليوم التالي. قد يشعر المريض ببعض الألم أو الانزعاج الطفيف، ولكن عادةً ما يكون ذلك مؤقتاً ويمكن السطيرة عليه باستخدام مسكنات الألم الموصوفة من الطبيب ويُنصح أيضاً بتجنب الجلوس لفترات طويلة والاهتمام بنظافة المنطقة المعالجة.
إن فترة التعافي قصيرة ولا تتطلب الكثير من التوقف عن الأنشطة اليومية، مما يجعل التخثير خياراً مثالياً لمن يبحثون عن علاج سريع وفعّال.
الحالات التي تناسب تقنية التخثير للبواسير
تُعد تقنية التخثير خيارًا مثاليًا لعلاج البواسير من الدرجة الأولى وحتى الدرجة الثالثة، خاصة في الحالات التي تعاني من نزيف مستمر أو ألم شديد دون الحاجة إلى تدخل جراحي مباشر. يتناسب هذا العلاج بشكل خاص مع المرضى الذين لم تحقق معهم العلاجات غير الجراحية التقليدية مثل الأدوية الموضعية أو الكريمات نتائج كافية.
تعتبر هذه التقنية بأنها أقل توغلاً من العمليات الجراحية التقليدية، حيث تهدف إلى تقليص حجم الأنسجة البواسيرية تدريجيًا عبر تقليل تدفق الدم إليها مما يؤدي إلى انكماشها، كما تناسب المرضى الراغبين في تجنب فترة تعافي طويلة أو المضاعفات المحتملة الناتجة عن الجراحة. يُلاحظ أن البواسير من الدرجة الرابعة، والتي تتميز بتدلي شديد خارج فتحة الشرج، غالباً ما تتطلب تدخلاً جراحياً مباشراً ولا تكون تقنية التخثير هي الخيار الأمثل لها.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر تقنية التخثير مناسبة للمرضى الذين يعانون من ظروف صحية معينة تجعلهم غير ملائمين للخضوع لجراحة تقليدية، مثل كبار السن أو من لديهم أمراض مزمنة تؤثر على التئام الجروح أو تحمل التخدير.
باختصار، يعد التخثير خياراً فعالاً وآمناً للمرضى الذين يعانون من بواسير من الدرجة المتوسطة ويرغبون في حل سريع وفعّال دون الحاجة إلى إجراءات جراحية معقدة.

مقارنة بين علاج البواسير بالتخثير والعلاجات الجراحية الأخرى
عند البحث عن علاج فعال للبواسير، تتنوع الخيارات المتاحة من العلاجات غير الجراحية مثل علاج البواسير بالتخثير إلى الإجراءات الجراحية مثل استئصال البواسير وربط البواسير بالشريط المطاطي. إن التخثير هو خيار غير جراحي يستخدم تقنيات مثل الأشعة تحت الحمراء أو الليزر لوقف تدفق الدم إلى الأنسجة البواسيرية مما يؤدي إلى انكماشها مع مرور الوقت ويتميز بكونه غير مؤلم نسبياً مع فترة تعافي قصيرة.
في المقابل فإن استئصال البواسير هو إجراء جراحي يُستخدم في حالات البواسير الشديدة، حيث يتم إزالة الأنسجة البواسيرية تحت التخدير العام، ورغم أن هذا العلاج يعد الأكثر فعالية للبواسير المتقدمة إلا أنه يتطلب فترة تعافي أطول قد تصل إلى 6 أسابيع ويصاحبه ألم شديد بعد العملية ومخاطر أكبر مثل النزيف أو العدوى. أما ربط البواسير بالشريط المطاطي فيعد خياراً آمناً للبواسير من الدرجة الثانية والثالثة، حيث يتم قطع تدفق الدم إلى البواسير باستخدام شريط مطاطي مما يؤدي إلى سقوطها بعد فترة قصيرة، يعد هذا العلاج فعالاً مع مضاعفات نادرة مثل النزيف الطفيف، ولكن قد يشعر المريض ببعض الألم الخفيف بعد العلاج.
يعتمد اختيار العلاج الأمثل على درجة البواسير وحالة المريض، حيث يمكن أن يكون التخثير خياراً ممتازاً للبواسير الخفيفة، بينما قد يكون استئصال البواسير هو الحل الأنسب للبواسير المتقدمة. ربط البواسير بالشريط المطاطي يمكن أن يكون الخيار الأمثل للبواسير المتوسطة. يفضل دائماً استشارة الطبيب المتخصص لتحديد الخيار الأنسب بناءً على الحالة الصحية المريض واحتياجاته الفردية.
تعرف أيضاً على: كل ما تود معرفته حول علاج البواسير في تركيا

المخاطر والمضاعفات المحتملة لعلاج البواسير بالتخثير
على الرغم من أن علاج البواسير بالتخثير يعد من الإجراءات الآمنة بشكل عام، إلا أن أي علاج طبي قد يترافق مع بعض المخاطر والمضاعفات في بعض الحالات. من المهم أن نؤكد أن هذه المخاطر نادرة جداً وغالباً ما تكون بسيطة ويمكن التعامل معها بسهولة. من بين المضاعفات المحتملة التي قد تحدث بعد العلاج بالتخثير:
- ألم طفيف في منطقة الفخذ: قد يشعر بعض المرضى بألم خفيف بعد الإجراء في منطقة الفخذ أو مكان إدخال القسطرة. يكون هذا الشعور عابراً ويختفي بعد فترة قصيرة. يمكن استخدام مسكنات خفيفة لتخفيف الألم في حال شعور المريض بعدم الراحة.
- نزيف بسيط: قد يحدث نزيف خفيف في مكان العلاج وهو أمر شائع بعد العديد من الإجراءات الطبية، لكن هذا النزيف غالباَ ما يكون خفيفاً ولا يستمر طويلاً ويتوقف من تلقاء نفسه بعد فترة قصيرة. في حالات نادرة قد يكون النزيف أكثر حدة وفي هذه الحالة يقوم الطبيب باتخاذ التدابير اللازمة لإيقافه بشكل سريع.
- مضاعفات نادرة: مثل أي إجراء طبي، قد تحدث بعض المضاعفات النادرة مثل العدوى أو التورم في مكان العلاج. ومع أن هذه الحالات نادرة للغاية إلا أنها قد تحدث في بعض الأحيان. في حال حدوث أي عدوى، يمكن معالجتها بسهولة باستخدام المضادات الحيوية. أما التورم فيختفي غالباً بعد فترة قصيرة دون الحاجة إلى تدخل طبي إضافي.
من المهم أن نتذكر أن هذه المضاعفات نادرة جداً وأن معظم المرضى لا يواجهون أي مشاكل تذكر بعد العلاج. يحرص فريقنا الطبي في مركز بيمارستان على متابعة كل حالة عن كثب لضمان التعافي الكامل والتقليل من أي مخاطر قد تحدث. نحن دائماً هنا لضمان راحة المرضى وأمانهم طوال فترة العلاج.
تكلفة علاج البواسير بالتخثير في تركيا
تختلف تكلفة علاج البواسير بالتخثير في تركيا بناءً على عدة عوامل مثل المدينة والمستشفى أو المركز الطبي وخبرة الفريق الطبي. تتراوح التكلفة بين 1000 – 3000 دولار أمريكي، وهذا يشمل الفحص الطبي الأولي الإجراء نفسه ورسوم المستشفى أو العيادة. العلاج في المستشفيات الخاصة قد يكون أعلى قليلاً ويشمل خدمات إضافية مثل الرعاية الفندقية أو استشارات الأطباء المتخصصين. تعتبر تركيا وجهة شائعة للعلاج الطبي بفضل جودة الرعاية الصحية وأسعارها التنافسية مقارنة ببعض البلدان الغربية.
أخيراً، يُعد علاج البواسير بالتخثير تقنية حديثة وآمنة تمثل خياراً فعّالاً للمرضى الذين يعانون من درجات البواسير الأولى إلى الثالثة، حيث توفر تخفيفًا للألم وسرعة في التعافي مقارنةً بالطرق الجراحية التقليدية. مع التطور المستمر في مجال الأشعة التداخلية، أصبح هذا العلاج متاحًا في مراكز طبية متخصصة مثل مركز بيمارستان الطبي في تركيا، الذي يُعتبر من الرواد في تقديم أحدث التقنيات الطبية لعلاج البواسير بفعالية وأمان. وبالطبع، يبقى التشخيص الدقيق والمتابعة الطبية أساسيين لضمان أفضل النتائج لكل مريض.
المصادر:
- Talaie, R., Torkian, P., Dooghaie Moghadam, A., Tradi, F., Vidal, V., Sapoval, M., & Golzarian, J. (2022). Hemorrhoid embolization: A review of current evidences. Diagnostic and Interventional Imaging, 103(1), 3–11
- Panneau, J., Mége, D., Di Biseglie, M., Duclos, J., & Habert, P. (2022). Rectal artery embolization for hemorrhoidal disease: Anatomy, evaluation, and treatment techniques. RadioGraphics, 42(1), 3–11
- Rebonato, A., Maiettini, D., Patriti, A., Giurazza, F., Tipaldi, M. A., Piacentino, F., Fontana, F., Basile, A., & Venturini, M. (2021). Hemorrhoids embolization: State of the art and future directions. Journal of Clinical Medicine, 10(16), 3537