التهاب عنق الرحم يعتبر من الالتهابات الشائعة عند النساء وتكمن خطورته في إمكانية تحوله إلى سرطان عنق الرحم ولكن من الجيد أنه يمكن الكشف عنه وعلاجه بشكل مبكر.
ينجم التهاب عنق الرحم بالدرجة الأولى عن العوامل الممرضة المنتقلة بالجنس، ومن هنا تأتي الضرورة في معرفة المزيد عن أعراض التهاب عنق الرحم وكيفية علاجه، لذلك ندعوكم لقراءة هذا المقال العلمي للتعرف على المزيد حول التهاب عنق الرحم.
ما هو التهاب عنق الرحم؟
التهاب عنق الرحم هو حالة التهابية تصيب عنق الرحم وتحدث نتيجة العدوى بالفيروسات أو البكتيريا التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، يمكن أن تكون أعراض التهاب عنق الرحم خفيفة لدرجة أن المريضة قد لا تشعر بأيٍ منها، ولكن في بعض الحالات يمكن أن يسبب الالتهاب تغيرات مجهرية في خلايا عنق الرحم قد تؤدي إلى سرطان عنق الرحم في المستقبل.
يصيب الالتهاب في عنق الرحم باطن عنق الرحم بما في ذلك الغدد والنسيج الخلوي تحتها، أما التهاب ظاهر عنق الرحم فيعتبر امتداداً لإنتانات المهبل، ويتّسم هذا الالتهاب نسيجياً بارتشاح كثيف بالكريات البيضاء مع احتقان عنق الرحم والعلامات الالتهابية الأخرى.
أسباب التهاب عنق الرحم
تم تحديد بعض العوامل الممرضة التي تسبب التهابات عنق الرحم، وهي تصنف إلى فيروسات وبكتيريا كما يلي:
- التهاب عنق الرحم الفيروسي: يعتبر فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) هو المسبب الرئيسي لالتهابات عنق الرحم عموماً. ينتقل هذا الفيروس عن طريق الاتصال الجنسي بشكل رئيسي، وقد يسبب بعض التغيرات في خلايا عنق الرحم تؤدي إلى نشوء سرطان عنق الرحم.
- التهاب عنق الرحم البكتيري: يمكن أن تسبب بعض الجراثيم التهاباً في عنق الرحم كالمتدثرات (الكلاميديا) والسيلان البني. تنتقل هذه الجراثيم أيضاً عن طريق العلاقات الجنسية غير الشرعية.
مهما كانت الأسباب، فإن التطعيمات المضادة لفيروس HPV والفحوصات الدورية لعنق الرحم تعتبر وسائل فعالة للوقاية من الالتهاب في عنق الرحم واكتشافه في وقت مبكر.
عوامل الخطورة في التهاب عنق الرحم
في بعض الحالات قد يكون سبب التهاب عنق الرحم غير معروف بدقة ولكن من الممكن أن يكون لبعض العوامل دور هام في حدوث هذا الالتهاب، ومن أهم هذه العوامل هي:
- التدخين: يؤثر التدخين على جهاز المناعة ويجعل الجسم أكثر عرضةً للعدوى.
- ضعف الجهاز المناعي: نقص المقاومة في جهاز المناعة يجعل الجسم أقل قدرة على مكافحة العدوى.
- التاريخ الجنسي: قد يزيد التاريخ الجنسي النشط مع أكثر من شريك غير قانوني من خطر الإصابة بفيروس HPV وغيرها من البكتيريا المسببة لالتهابات عنق الرحم، بينما يقي الزواج القانوني من الإصابة بالأمراض المنتقلة بالجنس.
- العوامل الوراثية: أثبتت بعض الدراسات زيادة إصابة المرأة بالتهاب في عنق الرحم إذا كانت والدتها أو أحد أقربائها مصاباً به.
- الحساسية: قد تؤدي الحساسية تجاه بعض المواد إلى حدوث التهاب شديد في عنق الرحم، ومنها الواقيات الذكرية أو المواد القاتلة للنطاف المستخدمة في منع الحمل، فإن الحساسية تجاه هذه المواد قد تكون من أهم أسباب التهاب عنق الرحم المتكرر.
- اللولب: قد يحدث التهاب عنق الرحم بسبب اللولب نظراً للآلية الالتهابية التي تحدثها اللوالب في الرحم من أجل منع الحمل، فمن الممكن أن ينتقل هذا الالتهاب إلى عنق الرحم في بعض الحالات.
- التهاب المهبل: قد ينتقل الالتهاب الحاصل في المهبل إلى عنق الرحم ويسبب أعراض التهاب عنق الرحم.
أعراض التهاب عنق الرحم
إن أعراض التهاب عنق الرحم كثيرة ومتنوعة وتختلف من مريضة لأخرى، ولعل من أهمها:
- النزيف الشاذ: يعتبر النزيف من أهم أعراض التهاب عنق الرحم، والنزيف الشاذ هو النزيف غير الطبيعي الذي يحدث خارج أوقات الدورة الطمثية، ربما بعد الجماع أو حتى أثناء الجماع (ويُسمى عندها نزيف بالتماس).
- الضائعات المهبلية: وهي إفرازات غير طبيعية يمكن مشاهدتها عند خروجها من الفوهة التناسلية. قد تكون إفرازات عنق الرحم ذات قوام مخاطي أو قيحي ذات لون غامق ورائحة كريهة.
- ألم أو ضغط في الحوض: يحدث هذا الألم عند انتشار الالتهاب من عنق الرحم إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل الحوض أو أسفل الظهر، وقد تشعر المُصابة أيضاً بألم أثناء ممارسة الجنس.
- تعدد البيلات أو عسرة التبول: قد يحدث لدى المريضة تبول متكرر ومؤلم بسبب تهيج وزيادة حساسية الأنسجة المحيطة بالمثانة والمجاورة لعنق الرحم.
- فقدان الوزن: قد يحدث فقدان للوزن عند الإصابة بالتهاب عنق الرحم دون سبب واضح.
على الرغم من أن الالتهاب في عنق الرحم قد يكون مخيفاً إلّا أنه يمكن الكشف عنه في وقت مبكر إذا كانت المرأة تجري الفحوصات النسائية بانتظام، ولذلك فإنه من المهم أن تجري النساء فحصاً دورياً لعنق الرحم وفقاً لإرشادات وزارة الصحة من أجل الكشف عن التهابات عنق الرحم باكراً وعلاجها بشكل فوري قبل تحولها إلى السرطان.
علامات التهاب عنق الرحم
يوجد العديد من العلامات التي تميز وجود التهاب بعنق الرحم، ولكن تختلف العلامات المشاهدة في الالتهاب المزمن عن الحاد. يمكن تصنيف العلامات وفق الآتي:
التهاب حاد في عنق الرحم | التهاب مزمن في عنق الرحم |
احمرار وتورم عنق الرحم | ضخامة عنق الرحم |
نتحات قيحية نتيجة الإنتان | عدم انتظام قوام العنق بسبب التندبات |
تقرحات | كيسات احتباسية (تسمى كيسات نابوت) |
نزف وألم أثناء الجماع |
تشخيص التهاب عنق الرحم
لحسن الحظ مع التطور الطبي الحالي في تركيا أصبح من الممكن الكشف المبكر عن أي التهاب في عنق الرحم وتشخيصه من خلال اتباع العديد من الخطوات، بما في ذلك:
- القصة المرضية: يقوم الطبيب بسؤالكِ عن الأعراض التي تعاني منها وفترة ظهورها، ويطلب منك تقديم تفاصيل حول تاريخك الصحي وتاريخ الدورات الشهرية والجماع.
- الفحص الجسدي: يقوم الطبيب بفحص منطقة الحوض والرحم والمهبل باستخدام أدوات طبية مثل المرآة النسائية ومنظار عنق الرحم المكبر.
- التحاليل المخبرية: يتم أخذ عينات من المهبل أو الرحم لإجراء عدة اختبارات، مثل أخد مسحة من عنق الرحم للكشف عن الشذوذات في الخلايا أو الفحص الدموي للكشف عن فيروس الورم الحليمي البشري.
- فحوصات إضافية: في حالة الاشتباه بوجود أورام أو تغيرات غير طبيعية في الرحم، قد يتم إجراء فحوصات إضافية مثل التصوير الطبقي المحوري CT أو الرنين المغناطيسي MRI.
كيفية علاج التهاب عنق الرحم في تركيا
يختلف علاج الالتهاب في عنق الرحم بين المرضى بشكل كبير حيث يعتمد العلاج على شدة الأعراض والسبب الذي أدى إلى حدوث الالتهاب في عنق الرحم. قد تشمل طرق العلاج ما يلي:
علاج التهاب عنق الرحم بالأدوية
يتم في أغلب الحالات وصف أدوية من أجل علاج التهاب عنق الرحم في المنزل، تختلف هذه الأدوية حسب حالة المريضة. من أهم الأدوية لعلاج التهاب عنق الرحم نذكر ما يلي:
- مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs): تستخدم هذه الأدوية للتخفيف من أعراض التهاب عنق الرحم بما فيها الألم والتورم.
- العلاج الموضعي: قد يتم وصف مراهم أو تحاميل مهبلية لعلاج قرحة عنق الرحم، وتحتوي هذه المستحضرات على مواد مهدئة لتخفيف الألم والتهيج الناتج عن الالتهاب وعلاج احتقان عنق الرحم.
- الصادات الحيوية: يمكن إعطاء مضاد حيوي للالتهاب البكتيري في حال الإصابة بالكلاميديا والسيلان البني.
- المضادات الفيروسية: يُستخدم الأسيكلوفير Acyclovir بشكل أساسي إذا كان الالتهاب ناجماً عن فيروس الورم الحليمي البشري.
علاج التهاب عنق الرحم الشديد
يمكن في العديد من الحالات أن نلجأ إلى الإجراء الجراحي أو غيره من الإجراءات الموضعية في علاج التهابات عنق الرحم الشديدة، ونذكر من أهم هذه الطرق ما يلي:
- استئصال عنق الرحم: في حالة وجود تغيرات خطيرة في الخلايا المرضية أو وجود أورام على الفحص المجهري. قد يتطلب الأمر إجراء عملية جراحية لإزالة الأنسجة المتضررة أو الورم من أجل التخلص من التهابات عنق الرحم.
- إجراءات أخرى: قد يتم استخدام عدد من التقنيات غير الجراحية في حال وجود تغيرات مرضية بسيطة في خلايا عنق الرحم لا تصل إلى درجة السرطان، من هذه التقنيات نذكر:
- الجراحة القرية Cryosurgery لتجميد الأنسجة المصابة.
- التخثير الكهربائي Electric coagulation للتخلص من الأنسجة المتضررة.
بشكل عام، يتم تحديد خطة العلاج المناسبة بناءً على نتائج التشخيص وحالة المريضة، ويتم توجيه المرأة إلى استشارة طبية متخصصة لدى طبيب أمراض النساء للحصول على التشخيص والعلاج الدقيق.
يبقى مركز بيمارستان الطبي وجهتك الأولى للعلاج في تركيا نظراً لتوفر الأجهزة الطبية المتطورة بالإضافة إلى التعامل مع أطباء ذوي خبرة عالية في الاختصاصات كافة. لا تتردد في التواصل معنا لنرشدك إلى الخطة العلاجية التي توافق حالتك الصحية.
أضرار التهاب عنق الرحم
على الرغم من إمكانية التشخيص المبكر والعلاج الناجح للالتهاب في عنق الرحم إلا أنه في حال الإهمال وعدم المعالجة السريعة سيترتب على ذلك مشاكل صحية عديدة. من أهم مضاعفات التهاب عنق الرحم ما يلي:
- التهابات المثانة المتكررة: قد يسبب الالتهاب في عنق الرحم تهيجاً في الأنسجة المحيطة بالمثانة ويزيد من خطر الإصابة بالتهابات المثانة المتكررة.
- الألم والتورم: قد ينتج عن الالتهاب في عنق الرحم ألم واحتقان في المنطقة المحيطة بالعنق، يؤثر ذلك على راحة المريضة ويسبب شعوراً بالتوتر والانزعاج.
- التأثير على الحياة الجنسية: قد يؤثر التهاب عنق الرحم الشديد على الحياة الجنسية للمريضة ويسبب ألماً أثناء الجماع، وقد يؤثر على قدرتها على الاستمتاع والرغبة الجنسية.
- مشاكل التبول: قد تؤدي التهابات عنق الرحم إلى زيادة حساسية المثانة وتهيجها مما يسبب الرغبة المتكررة في التبول والشعور بالألم أثناء التبول.
- عدم حصول الحمل: في بعض الحالات قد يؤثر الالتهاب في عنق الرحم على خصوبة المرأة وقدرتها على الحمل، ويمكن أن يؤثر على حركة الحيوانات المنوية وعلى قدرتها على الوصول إلى البويضة.
- التهاب بطانة الرحم: قد ينتشر الالتهاب من عنق الرحم إلى الرجم ليسبب حالة التهابية في البطانة، وإذا كانت المرأة حامل قد يحدث إسقاط للجنين.
- سرطان عنق الرحم: إن عدم علاج الالتهاب في عنق الرحم قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، وهو سبب رئيسي للوفيات بين النساء في بعض البلدان وخاصةً النامية منها، ويجب التنبيه أنه في بعض الحالات أيضاً قد ينتشر هذا السرطان من عنق الرحم إلى بطانة الرحم ليسبب سرطان البطانة الرحمية.
الوقاية من التهاب عنق الرحم
تعتبر التطعيمات أو اللقاحات المضادة لفيروس الورم الحليمي البشري طريقة فعالة للوقاية من التهابات عنق الرحم، وتوصى هذه التطعيمات للأفراد الذين لديهم علاقات جنسية مشبوهة غير قانونية خوفاً من التقاط العدوى من إحدى الشركاء الجنسيين، ولا حاجة للقاح لمن يمارسون الجنس بعد الزواج القانوني فقط بسبب إجراء الفحوصات ما قبل الزواج، والتي تتضمن التحري عن هذا الفيروس.
في الختام، لا بد من التنبيه إلى ضرورة الابتعاد عن العلاقات الجنسية غير الشرعية وإجراء الفحص النسائي بشكل متكرر، كما لابد لكِ من استشارة الطبيب مباشرة إذا أحسستِ بأي من أعراض التهاب عنق الرحم نظراً لخطورته وإمكانية تحوله إلى سرطان عنق الرحم وما يتبعه من أضرار قد تهدد حياتك.
المصادر:
- Johns Hopkins Medicine
- WebMD
- Healthline