السرطانات النسائية تشمل مجموعة من الأورام التي تصيب الجهاز التناسلي للمرأة، مثل سرطان عنق الرحم، المبيض، الرحم، المهبل والفَرْج. تختلف طرق علاج السرطانات النسائية حسب نوع السرطان ومرحلته، ومع تطور الطب ظهرت خيارات متعددة تشمل العلاج الجراحي، الكيميائي، الإشعاعي والعلاج المناعي والموجه. في هذا المقال نناقش أبرز طرق علاج السرطانات النسائية بحسب كل نوع، ونوضح نسب الشفاء والتقنيات الحديثة المستخدمة.
ما هي أنواع السرطانات النسائية التي تحتاج علاجاً متخصصاً؟
سرطان عنق الرحم
ينشأ سرطان عنق الرحم في الخلايا المبطنة لعنق الرحم وغالباً ما يرتبط بعدوى فيروس HPV. يتطور ببطء ويمر بمراحل ما قبل سرطانية يمكن اكتشافها مبكراً عبر الفحوصات، كما أن الأعراض لا تظهر بالبداية لكن لاحقاً قد تشمل النزيف غير الطبيعي أو الألم. يعد من السرطانات القابلة للوقاية عبر اللقاح والفحص الدوري.
سرطان المبيض
يبدأ سرطان المبيض عادةً في المبيضين أو قد يبدأ بقناتي فالوب ويُعرف بأنه القاتل الصامت بسبب أعراضه المبهمة. ينقسم هذا السرطان إلى عدة أنواع مثل السرطان الظهاري واللحمي. تظهر الأعراض غالباً في مراحل متأخرة مثل الانتفاخ وآلام الحوض ويرتبط بعوامل وراثية مثل طفرات BRCA1 و BRCA2، تُظهر بعض أعراضه تشابهاً مع أمراض غير سرطانية مثل متلازمة تكيّس المبيض مما يُصعّب التشخيص المبكر، لذلك من المهم التفرقة الدقيقة بين الحالتين.
سرطان بطانة الرحم
ينشأ هذا السرطان في الغشاء الداخلي للرحم ويعتبر من أكثر السرطانات شيوعاً في الجهاز التناسلي الأنثوي. يرتبط غالباً بزيادة التعرض لهرمون الإستروجين دون توازن بالبروجستيرون ويعد النزيف المهبلي بعد انقطاع الطمث هو أكثر الأعراض شيوعاً. يتم تشخيصه عادةً في مراحل مبكرة لأن الأعراض تكون واضحة.
سرطان الفرج
يصيب سرطان الفرج الجلد الخارجي للأعضاء التناسلية الأنثوية وغالباً ما تكون بدايته في الشفرتين ومعظمه من نوع الخلايا الحرشفية وأحياناً يرتبط بعدوى HPV. قد يظهر على شكل تقرح، كتلة، حكة مزمنة أو نزيف غير مفسر. يعتبر هذا السرطان نادراً نسبياً ويداد حدوثه بين النساء بعد انقطاع الطمث.
سرطان المهبل
يعتبر نوع نادر يصيب بطانة المهبل الداخلية ويظهر لدى النساء فوق سن 60 عاماً غالباً، يرتبط بالكثير من الحالات بعدوى فيروس HPV، لا يسبب أعراضاً واضحة في البداية ولكن يظهر لاحقاً نزيف، ألم أو كتلة داخل المهبل. تشمل أنواعه الشائعة السرطان الحرشفي والسرطان الغدي الأقل شيوعاً.

علاج سرطان عنق الرحم
الجراحة في المراحل المبكرة
الجراحة تعتبر الخيار الأساسي للحالات المبكرة من سرطان عنق الرحم، حيث يتم إزالة الورم مع الحفاظ على القدرة الإنجابية في بعض الحالات مثل استئصال مقطعي أو كامل للعنق وتعتبر فعّالة للغاية قبل انتشار المرض.
العلاج الإشعاعي والكيميائي المتزامن
العلاج الإشعاعي والكيميائي المتزامن (chemoradiotherapy) هو الأساس في المراحل المتقدمة ويعتبر ذو نسبة شفاء عالية في الكثير من الحالات وخصوصاً عند دمجه مع العلاج الموجه أو المناعي.
العلاج المناعي المتقدم لحالات الانتكاس
تمت الموافقة على مثبطات نقاط التفتيش المناعية مثل pembrolizumab وnivolumab من أجل حالات الانتكاس وقد أظهرت هذه النثبطات استجابات دائمة محسّنة في المرضى الذين لم يستجيبوا للعلاج التقليدي.
اللقاح ضد HPV ودوره في الوقاية وعلاج السرطانات النسائية
يقي من العديد من السرطانات المرتبطة به بما في ذلك عنق الرحم ويقلّل بشكل كبير من الإصابات، لا يتم استخدامه لعلاج السرطانات النسائية ولكنه وسيلة أساسية للوقاية المبكرة من الإصابة.
علاج سرطان المبيض
الجراحة واستئصال الأورام
تعد الجراحة الخطوة الأساسية في علاج سرطان المبيض حيث تضمن إزالة الرحم والمبيضين وقناتي فالوب مع استئصال أكبر كمية ممكنة من الورم لتحسين فرص الشفاء.
العلاج الكيميائي المتبع بعد الجراحة
العلاج الكيميائي غالباً ما يتكوّن من كاربوبلاتين وباكليتاكسيل، ويُعطى بعد الجراحة على شكل عدة دورات بهدف السيطرة على الخلايا المتبقية وتقليل خطر االانتكاس.
العلاج الموجه باستخدام PARP inhibitors
مثبطات PARP مثل أولاباريب ونيراباريب يتم استخدامها خصوصاً في الحالات التي الناتجة من طفرات BRCA أو خلل في إصلاح الحمض النووي وقد أظهرت فعالية في تأخير تقدم المرض.
نسب الشفاء حسب المرحلة
معدل الشفاء يكون مرتفعً في المراحل المبكرة وقد يصل إلى 90% تقريباً، بينما يكون أخفض في المراحل المتقدمة ليكون بين 17% و40% حسب مدى انتشار المرض.
علاج سرطان بطانة الرحم
استئصال الرحم الكامل أو الجزئي
العلاج الأساسي يشمل إزالة الرحم، وأحياناً عنق الرحم والمبيضين وقناتي فالوب سواء كان الاستئصال كلياً أو جزئياً وذلك لتحديد مرحلة السرطان والتخلّص من الورم.
العلاج الهرموني للحالات المبكرة
يُستخدم هرمون البروجستين كخيار بديل أو مؤقت في الحالات المبكرة وخاصةً لدى النساء الراغبات في الحفاظ على الخصوبة، ويُعطى تحت مراقبة طبية دقيقة.
العلاج الإشعاعي الموضعي بعد الجراحة
يُستخدم العلاج الإشعاعي الداخلي (brachytherapy) أو الخارجي كعلاج مساعد بعد الجراحة وذلك بهدف تقليل خطر الانتكاس في الحالات التي يتم تصنيفها كعالية الخطورة.
خيارات علاج السرطانات النسائية أثناء الحمل
هل يمكن متابعة الحمل مع العلاج؟
في معظم الحالات يمكن مواصلة الحمل مع تلقي العلاج بشرط أن يكون المرض في مرحلة يمكن السيطرة عليها. يتم اتخاذ القرار بحسب نوع السرطان ومرحلة الحمل مع الحرص على حماية الجنين.
متى يُؤجل العلاج بعد الولادة؟
يُؤجل علاج السرطانات النسائية إذا كان السرطان بطيء النمو أو في مرحلة مبكرة ويمكن حينها الانتظار حتى ولادة الطفل وخاصةً في الثلث الأول لتجنب تأثير الأدوية على تكوّن الأعضاء.
البروتوكولات الآمنة للحامل
الجراحة آمنة بعد الأسبوع 14 والعلاج الكيميائي ممكن في الثلث الثاني والثالث بينما يتم منع الإشعاع بشكل تام خلال الحمل بسبب تأثيره الضار على الجنين.
أحدث علاجات السرطانات النسائية في 2025
العلاج المناعي: الفعالية والتأثيرات الجانبية
لقد أظهرت مثبطات نقاط التفتيش المناعية مثل Pembrolizumab المعتمد رسمياً من الـFDA لعلاج سرطان عنق الرحم المتكرر أو النقيلي مع تعبير PD-L1، وnivolumab فعالية في حالات اعلاج السرطانات النسائية المنتكسة أو المتقدمة، محققة نسب استجابة مرضية تشابه الردود لدى المرضى داخل منطقة الإصابة المشعة أو خارجها دون تراجع في معدل البقاء الحر، كما يحقق dostarlimab استجابة عالية لدى المرضى المصابين بسرطان بطانة الرحم بحالات dMMR/MSI‑H مع ظهور تأثيرات جانبية معتدلة تشمل طفحاً جلدياً وإعياء.
العلاجات الجينية والموجهة حسب الطفرات
تشمل الأساليب الجينية العلاج بمثبطات PARP مثل olaparib وniraparib بالإضافة إلى مثبطات EZH2 مثل tulmimetostat في التجارب السريرية لمرضى سرطان المبيض المتقدم أو الطافر في BRCA أو خلل إصلاح الحمض النووي. كما تم البدء باستخدام مضادات الأجسام المرتبطة بالأدوية (ADC) مثل tisotumab vedotin لعلاج سرطان عنق الرحم المقاوم للعلاج.
كيف أختار المركز المناسب لعلاج السرطانات النسائية
المعايير الطبية لاختيار المستشفى
اختيار المركز المناسب يتطلب توفر وحدة أورام نسائية متخصصة لعلاج السرطانات النسائية وكذلك توفر فريق طبي متعدد التخصصات واعتماد دولي، كما أنّ من المهم أن يضم المركز تقنيات تشخيصية وعلاجية متقدمة وخبرة في الحالات المعقدة مع خدمات دعم نفسي وإنجابي.
هل تُعالج السرطانات النسائية في تركيا؟
تركيا أصبحت وجهة طبية بارزة لعلاج السرطانات النسائية ذولك بفضل خبرتها الواسعة والكوادر المتخصصة والاعتماد الدولي، بالإضافة إلى توفر بيئة علاجية آمنة وراقية وسياحية بأسعار تنافسية.
مع التقدم الطبي أصبح علاج السرطانات النسائية أكثر فعالية وأملاً، خاصة عند الكشف المبكر واتباع البروتوكولات المناسبة. تعد الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي الدعائم الأساسية لعلاج السرطانات النسائية، لكن اليوم هناك خيارات موجهة أكثر دقة وأقل ضرراً. استشيري طبيباً مختصاً لتقييم حالتك واختيار العلاج الأنسب لحياتك وجودتك المستقبلية.
المصادر:
- Centers for Disease Control and Prevention. (2024, September 5). Treatment of gynecologic cancers. U.S. Department of Health and Human Services.
- Andersen, B. L., & Hacker, N. F. (1983). Treatment for gynecologic cancer: A review of the effects on female sexuality. Health Psychology, 2(2), 203–211.