يعد مرض السكري مرض مزمن تتعدد أشكاله بتعدد أسبابه، ولكنه بشكل عام يحدث عند ارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم مما يؤدي إلى العديد من الأعراض والأمراض المرافقة٬ وبعضها قد تكون خطيرة. كما أنه مرض شائع جداً تتزايد نسبة حدوثه بمرور الوقت، حيث يُعاني حوالي 537 مليون بالغ حول العالم من داء السكري ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 643 مليوناً بحلول عام 2030 .
ماهو مرض السكري؟
مرض السكري هو حالة صحية تتميز بارتفاع مستويات سكر الدم (الجلوكوز) بشكل كبير. يُعتبر الجلوكوز المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم ويأتي بشكل أساسي من الكربوهيدرات الموجودة في الأطعمة والمشروبات. يحمل الدم الجلوكوز إلى جميع خلايا الجسم ليتم استخدامه كمصدر للطاقة.
يعاني الأشخاص المصابون بالسكري من صعوبة في تحويل الجلوكوز إلى طاقة. عندما يتواجد الجلوكوز في مجرى الدم يحتاج إلى “مفتاح” للوصول إلى الخلايا، وهذا المفتاح هو هرمون الأنسولين. يتم إنتاج الأنسولين بواسطة البنكرياس ويساعد في نقل الجلوكوز إلى خلايا الجسم، إذا لم ينتج البنكرياس كمية كافية من الأنسولين أو إذا لم يستخدمه الجسم بشكل فعال يتراكم الجلوكوز في مجرى الدم مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات سكر الدم (فرط سكر الدم). من المهم الإشارة إلى وجود حالة أخرى تُعرف بمرض السكري الكاذب والتي تشترك في بعض الأعراض مثل زيادة العطش والتبول المتكرر، لكنها تختلف تماماً عن مرض السكري.
مع مرور الوقت قد يؤدي ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم إلى مشاكل صحية خطيرة مثل أمراض القلب وتلف الأعصاب ومشكلات في العين. بشكل عام يتطلب مرض السكري اهتماماً دائماً وإدارة فعالة لتقليل المخاطر الصحية المرتبطة به مما يسهم في تحسين جودة الحياة للأفراد المصابين.
أنواع مرض السكري
تتعدد انواع مرض السكري بتعدد مسبباته ومنها:
سكري النوع الأول
يعرف أيضاً بداء السكري المعتمد على الانسولين. يظهر بأي عمر ولكنه عادةً ما يشخّص لدى الأطفال والشباب، وهو مرض مناعي ذاتي يحدث بآلية غير معروفة تماماً٬ إذ يؤدي الى تخرب خلايا البنكرياس المنتجة للانسولين (حيث ان الانسولين هرمون يساعد الغلوكوز للوصول الى خلايا الجسم وامدادها بالطاقة) وبالتالي عدم انتاجه بكمية كافية وارتفاع مستوى سكر الدم في الجسم وافتقار خلايا الجسم الى الطاقة.
سكري النوع الثاني
هو النوع الأكثر شيوعاً إذ يشكل حوالي 90% إلى 95% من حالات مرض السكري. يعرف سابقاً بداء السكري غير المعتمد على الأنسولين. يحدث في جميع الاعمار ولكنه أكثر حدوثاً لدى البالغين . يختلف عن سكري النوع الأول بأنه لا يتم انتاج ما يكفي من الأنسولين و/أو لا تستجيب خلايا الجسم للأنسولين بشكل طبيعي (مقاومة الأنسولين)٬ وبالتالي ارتقاع مستوى سكر الدم وعدم وصول كمية كافيه منه لخلايا الجسم وبمرور الوقت يمكن أن يتسبب بضرر خطير للجسم. على الرغم شيوعه، إلا أنه يمكن إتخاذ إجراءات تساعد في الوقاية منه أو تأخير حدوثه على الأقل.
ما قبل السكري
هذه المرحلة غالباً ما تسبق الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني٬ حيث تكون مستويات السكر في الدم أعلى من المعدل الطبيعي، ولكنها ليست مرتفعة بما يكفي لتشخيص الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. يُصاب مرضى السكري من النوع الثاني غالباً بمقدمات السكري أولًا، لكنها عادةً لا تُسبب أعراضاً. يُعاني حوالي 98 مليون شخص في الولايات المتحدة من مقدمات السكري، لكن أكثر من 80% منهم لا يعلمون بإصابتهم به.
سكري الحمل
هو فرط الغلوكوز في الدم بحيث تزيد قيم غلوكوز الدم عن المستوى الطبيعي ولكنها لا تصل إلى المستوى اللازم لتشخيص داء السكري. يحدث هذا النمط أثناء الحمل٬ وعادةً ما يزول بعده، مع ذلك، يزداد احتمال حدوث المضاعفات أثناء الحمل وعند الولادة لدى المصابين به. كما يزداد احتمال الإصابة بداء السكري من النمط 2 في المستقبل لدى هؤلاء النساء وربما لدى أطفالهم.
هناك أنواع أخرى أقل شيوعاً و أهميةً لابد من ذكرها وهي:
داء السكري من النوع 3ج (3c)
عندما يتعرض البنكرياس لأذية أو تلف (بخلاف التلف المناعي الذاتي) مثل التهاب البنكرياس وسرطان البنكرياس والتليف الكيسي وداء ترسب الأصبغة الدموية، تتأثر قدرته على إنتاج الأنسولين وبالتالي يرتفع مستوى الغلوكوز في الدم ويحدث هذا النمط من مرض السكري. كما أن استئصال البنكرياس قد يؤدي أيضاً إلى الإصابة بالنوع 3ج .
داء السكري عند النضج المبكر لدى الشباب (MODY)
هو نوع مناعي ذاتي كامن. يعرف أيضاً باسم داء السكري أحادي الجين. إذ يحدث بسبب طفرة جينية موروثة تؤثر على كيفية إنتاج الجسم للأنسولين واستخدامه له. يصيب ما يصل إلى 5% من مرضى السكري، ويوجد أكثر من 10 أشكال مختلفة منه وعادةً ما يكون وراثياً.
داء السكري عند حديثي الولادة
من أنواع داء السكري أحادي الجين. يحدث خلال الأشهر الستة الأولى من العمر. حوالي 50% من الأطفال المصابين به سيعانون من الشكل الدائم الذي يستمر مدى الحياة ويُسمى داء السكري عند حديثي الولادة. بينما ال50% الآخرين، تزول الإصابة لديهم بعد بضعة أشهر من ظهورها، ويُسمى داء السكري عند حديثي الولادة العابر. ولكنها قد تعود للظهورلاحقاً.
داء السكري المناعي الذاتي الكامن لدى البالغين (LADA)
يشبه داء السكري من النوع الأول بأنه ينتج أيضاً عن رد فعل مناعي ذاتي، ولكنه يتطور ببطء أكبر بكثير من النوع الأول. عادةً ما يكون الأشخاص المصابين به فوق سن الثلاثين.
داء السكري الهش
هو أحد أشكال سكري النوع الأول. تحدث فيه نوبات متكررة وشديدة من ارتفاع وانخفاض مستوى السكر في الدم. هذه النوبات غالبا ما تؤدي إلى دخول المستشفى٬ وفي حالات نادرة قد يلزم إجراء عملية زرع بنكرياس لعلاجه بشكل دائم.
أسباب مرض السكري
تختلف أسباب مرض السكري باختلاف أنواعه لكنه بشكل عام يحدث بسبب ارتفاع مستوى الغلوكوزفي الدم، وتشمل ما يلي:
مقاومة الأنسولين
تسبب سكري النوع الثاني الذي يعد أكثر أنواع داء السكري شيوعاً٬ ويحدث عندما لا ينتج البنكرياس ما يكفي من الأنسولين٬ و/أو عندما يواجه الجسم صعوبة في استخدامه، وتعرف هذه الحالة بمقاومة الأنسولين. تحدث عندما لا تستجيب خلايا العضلات والدهون والكبد للأنسولين بشكل جيد (عندما لا يحتوي الجسم على كمية كافية من الأنسولين، لا يستطيع الجلوكوز في الدم الوصول إلى الخلايا ونتيجةً لذلك تفتقر الخلايا إلى الطاقة ويرتفع مستوى غلوكوز الدم ويصاب الشخص بداء السكري).
لم يتم حتى الاَن معرفة سبب هذه المقاومة ولكن هناك عدة عوامل تساهم في درجات متفاوتة من مقاومة الأنسولين منها: زيادة الوزن وقلة النشاط البدني والنظام الغذائي والاختلالات الهرمونية والعمر 35 عامًا أو أكثر( يمكن أن يُصاب الأطفال والمراهقون ولكن يزداد الخطر مع تقدم الشخص في السن) وتاريخ عائلي للإصابة بداء السكري من النوع الثاني وكذلك التدخين بما في ذلك منتجات التبغ والسجائرالإلكترونية أو التعرض للتدخين السلبي بالإضافة لبعض الأدوية.
أمراض المناعة الذاتية
يحدث سكري النوع الأول ومتلازمة LADA عندما يهاجم الجهاز المناعي خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس٬ مما يسبب غيابه بشكل كامل وبالتالي ارتفاع غلوكوز الدم. قد تُحفز الجينات وبعض العوامل البيئية الجهاز المناعي على تدمير خلايا بيتا في داء السكري من النوع الأول.
اختلالات الهرمونات
تسبب السكري الحملي، حيث تُفرز المشيمة أثناء الحمل هرمونات تسبب مقاومة الأنسولين٬ فإذا لم يتمكن البنكرياس من إنتاج كمية كافية من الأنسولين للتغلب على هذه المقاومة ستصاب الامرأة الحامل بسكري الحمل. كما أنه هناك حالات أخرى مرتبطة بالهرمونات مثل ضخامة الأطراف ومتلازمة كوشينغ قد تسبب داء السكري من النوع الثاني.
تلف البنكرياس أو استئصاله: يحدث نتيجة لحالة مرضية أو جراحة أوأذية مما يؤثرعلى قدرته على إنتاج الأنسولين، وبالتالي يؤدي إلى الإصابة بداء السكري من النوع 3ج.
الطفرات الجينية
بعضها يمكن أن تسبب داء السكري عند النضج المبكر لدى الشباب (MODY) وداء السكري لدى حديثي الولادة.
بعض الأدوية
قد يؤدي الاستخدام طويل الأمد لبعض الأدوية أيضاً إلى الإصابة بداء السكري من النوع 2، بما في ذلك أدوية فيروس الإيدز والكورتيكوستيرويدات.

أعراض السكري
تشمل الأعراض الشائعة لمرض السكري ما يلي:
- الإرهاق
- تشوش الرؤية
- زيادة التبول
- بطء التئام الجروح والقروح
- فقدان الوزن غير المفسر
- زيادة العطش (العطش المفرط) وجفاف الفم
- الشعور بالجوع الشديد حتى بعد تناول الطعام
- التهابات الخميرة الجلدية و/أو المهبلية المتكررة
هناك بعض التفاصيل الإضافية التي تتعلق بالأعراض حسب كل نوع من أنواع داء السكري منها:
أعراض سكري النوع الأول
عادةً ما تتطور أعراض سكري النوع الأول بسرعة، على مدار بضعة أيام أو أسابيع. إضافةً إلى بعض أعراض السكري الشائعة المذكورة أعلاه٬ قد تظهرأعراض إضافية تُشير إلى وجود حالة خطيرة تسمى الحماض الكيتوني المُرتبط بالسكري (DKA). تحدث بسبب المستويات العالية من الكيتونات الناتجة عن استخدام الدهون كمصدر للطاقة بدلاً من الغلوكوزعند عدم إنتاج كمية كافية من الأنسولين. يُعد الحماض الكيتوني المرتبط بالسكري مهدداً للحياة ويتطلب تدخلاً طبياً فورياَ. تشمل أعراضه: صعوبة في التنفس وآلام المعدة والبطن وغثيان وإقياء ورائحة الفم الكريهة (تشبه رائحة الفواكه) والإغماء بسبب الجفاف.
أعراض سكري النوع الثاني
عادةً ما تتطور أعراض سكري النوع الثاني ببطء، على مدى عدة سنوات. غالبية المرضى لا تظهر عليهم أي أعراض، أوقد تكون الأعراض خفيفة جداً لدرجة أنهم قد لا يلاحظونها. بالإضافة إلى الأعراض الشائعة لمرض السكري المذكورة أعلاه، قد يكتشف مرضى سكري النوع الثاني إصابتهم عند ظهور أعراض مشاكل صحية أخرى مرتبطة به منها:
- فقدان البصر
- ألم، تنميل، أو وخز في القدمين أو اليدين
- مشاكل جنسية
- ألم في الصدر
أعراض سكر الحمل
معظم المصابين بهذا النوع من السكري لا تظهر عليهم أي أعراض٬ أوقد تكون خفيفة مثل الشعور بالعطش أكثر من المعتاد أو كثرة التبول. عادةً ما يجرى فحص سكر الحمل بين الأسبوعين 24 و28 من الحمل.
تشخيص مرض السكري وفحوصاته
يُشخِّص مُقدمو الرعاية الصحية داء السكري عن طريق قياس مستوى الغلوكوز في الدم٬ حيث يُمكن قياسه عن طريق اختبارات أساسية وهي:
- اختبار سكر الدم الصائم: يجرى لمعرفة مستوى السكر الأساسي في الدم ٬ ويجب الامتناع عن الطعام والشراب باستثناء الماء لمدة ثماني ساعات على الأقل قبل الاختبار.
- اختبار سكر الدم العشوائي: يُمكن إجراءه في أي وقت، بغض النظر عما إذا كان الشخص صائمًا أم لا.
- اختبار الهيموغلوبين السكري (HbA1C): هو فحص الدم الذي يظهر متوسط مستويات غلوكوز الدم خلال الأشهر الثلاثة الماضية. يمكن تناول الطعام والشراب قبل إجراء هذا الاختبار٬ ولكن يجب أخذ بعض الحالات بعين الاعتبار مثل الثلث الثاني أو الثالث من الحمل وكذلك أنواع معينة من فقر الدم أو مشكلة أخرى في الدم فقد لا يكون اختبار A1C دقيقاً حينها. تعطى نتيجة اختبار A1C كنسبة مئوية، مثل A1C بنسبة 7%، حيث كلما زادت النسبة المئوية، ارتفع متوسط مستويات السكر في الدم.
- اختبار تحمل الغلوكوز الفموي (OGTT): يساعد على تشخيص سكري النوع الثاني ومقدمات السكري وتشخيص سكري الحمل. يتم قبل إجراءه الصيام لمدة 8 ساعات على الأقل. يُأخذ عينة دم لقياس مستوى الغلوكوز بعد الصيام. بعد ذلك يتناول الشخص سائلاً غنياً بالسكر ثم تُؤخذ عينة أخرى بعد ساعتين للتحقق من مستوى سكر الدم. إذا كان مستوى سكر الدم مرتفعاً٬ يتم تشخيص داء السكري.أما عند الحامل، فيتم سحب عينة دم كل ساعة لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات. إذا كانت مستويات سكر الدم مرتفعة مرتين أو أكثر خلال الاختبار فقد تكون الحامل مصابة بسكري الحمل.
التشخيص | A1C | غلوكوز البلازما الصيامي | اختبار تحمل الغلوكوز الفموي | اختبار غلوكوز البلازما العشوائي |
طبيعي | أقل من 5.7% | 99 مغ/ديسيلتر أو أقل | 139 مغ/ديسيلتر أو أقل | غير متاح |
ما قبل السكري | 5.7% إلى 6.4% | 100 إلى 125 مغ/ديسيلتر | 140 إلى 199 مغ/ديسيلتر | غير متاح |
سكري | 6.5% أو أكثر | 126 مغ/ديسيلتر أو أكثر | 200 مغ/ديسيلتر أو أكثر | 200 مغ/ديسيلتر أو أكثر |
هذه الاختبارات تشخص مرض السكري لكنها لا تحدد نوعه٬ وبما أن العلاج يعتمد على نوع السكري، لذلك يلجأ الأطباء لاختبارات أكثر حساسية لتحديده٬ منها الاختبارات الجينية واختبار الأجسام المضادة الذاتية.
علاج السكري
مرض السكري حالة مُعقدة، لذا يتطلب علاجه استراتيجيات متعددة تعتمد على نوع السكري. تعد مراقبة سكر الدم وتناول الإنسولين والأدوية الفموية أمراً أساسياً في العلاج. كما يُعد النظام الغذائي والتمارين الرياضية من الأمور المهمة في تدبير مرض السكري.
علاج سكري النوع الأول
يشمل علاج داء السكري من النوع الأول حقن الأنسولين أو استخدام مضخة الأنسولين وفحوصات دورية لسكر الدم ومراقبة السعرات بالنسبة لبعض المرضى. قد يكون زرع البنكرياس أو زراعة خلايا الجزر خياراً مناسباً عند عدم الاستفادة من أدوية السكري من النوع الاول.هناك طرق مختلفة لأخذ الأنسولين٬ يمكن استخدام إبرة وحقنة أو قلم أنسولين أو مضخة أنسولين. قد يكون البنكرياس الاصطناعي (نظام توصيل الأنسولين الآلي) خياراً آخر لبعض الأشخاص.
علاج سكري النوع الثاني
يعد التحكم بمستوى سكر الدم أساسيا في العلاج٬ من خلال إجراء تغييرات في نمط الحياة. تشمل هذه التغييرات تناول وجبات ومشروبات صحية والحد من السعرات الحرارية في حالات زيادة الوزن أو السمنة وكذلك ممارسة التمارين الرياضية. يحتاج العديد من مرضى السكري من النوع الثاني إلى تناول أدوية السكري أيضاً. قد تشمل هذه الأدوية حبوب السكري أوالأدوية التي تُحقن، مثل الأنسولين لذلك لابد من استشارة الطبيب لوصف أفضل أدوية السكري من النوع الثاني المناسبة لكل حالة.
مراقبة سكر الدم
يعد فحص سكر الدم الدقيق الطريقة الوحيدة لضمان بقاء مستوى السكر في الدم ضمن النطاق المستهدف. يمكن للأشخاص الذين يتلقون العلاج بالأنسولين أيضاً مراقبة مستويات سكر الدم لديهم باستخدام جهاز مراقبة الجلوكوز المستمر وهو جهاز يقيس سكر الدم كل بضع دقائق باستخدام مستشعر يُزرع تحت الجلد مما يفيد تقليل عدد مرات وخز الإصبع اللازمة لفحص سكر الدم، وتوفر معلومات مهمة حول اتجاهات مستويات سكر الدم.

الأنسولين
تتوفر أنواع عديدة من الأنسولين، بما في ذلك الأنسولين قصير المفعول (العادي) وسريع المفعول وطويل المفعول وخيارات متوسطة المفعول. كما يمكن استخدام مزيجاً من أنواع الأنسولين لاستخدامه خلال النهار والليل. لا يعطى الأنسولين عن طريق الفم لأن إنزيمات المعدة تتداخل مع مفعوله. غالباً ما يُحقن الأنسولين باستخدام إبرة خاصة ومحقنة أو قلم أنسولين كما قد تكون مضخة الأنسولين خياراً مناسباً أيضاً.
مضخة الأنسولين هي جهاز صغير يعطي جرعات ثابتة من الأنسولين على مدار اليوم. يُلبس أحد أنواعها خارج الجسم على حزام أو في جيب أو حقيبة. تتصل مضخة الأنسولين بأنبوب بلاستيكي صغير وإبرة صغيرة جدًا. تُدخل الأنبوب البلاستيكي بإبرة تحت الجلد، ثم تُخرج الإبرة. يبقى الأنبوب البلاستيكي مُثبتًا في مكانه لعدة أيام أثناء توصيله بمضخة الأنسولين. تضخ الآلة الأنسولين عبر الأنبوب إلى الجسم على مدار الساعة، ويمكن برمجتها لإعطاء جرعات أكثر أو أقل من الأنسولين حسب الحاجة. كما يمكن أيضاً إعطاء جرعات من الأنسولين من خلال المضخة أثناء الوجبات.
هناك نوع آخر من المضخات لا يحتوي على أنابيب. تثبت هذه المضخة مباشرةً على الجلد باستخدام وسادة ذاتية اللصق، ويتم التحكم فيها بواسطة جهاز محمول باليد. يتم تبديل الأنبوب البلاستيكي وجهاز المضخة كل عدة أيام.

أدوية السكري الفموية
هناك العديد من أدوية السكري التي تعمل باَليات مختلفة٬ بعضها يمكن أن تحفز البنكرياس على إفراز المزيد من الأنسولين، بينما تمنع أدوية أخرى إنتاج الغلوكوز وإطلاقه من الكبد، مما يفيد في تقليل كمية الأنسولين اللازمة لنقل السكر إلى الخلايا. كما يوجد أدوية تعيق عمل إنزيمات المعدة أو الأمعاء في تحليل الكربوهيدرات، مما يُبطئ امتصاصها أو يجعل خلايا الجسم أكثر حساسية للأنسولين. يعد الميتفورمين من أفضل أدوية السكري من النوع الثاني أولها وصفاً من قبل الأطباء.
هناك نوع اخر من الأدوية التي تعمل على مستوى الكلية٬ حيث تمنعها من إعادة السكر المصفى في الدم وتساعد على طرحه في البول. هذه الأدوية تُسمى مثبطات SGLT2. قد تكون الأدوية مثل الميتفورمين والستاتينات وأدوية ارتفاع ضغط الدم مناسبة لبعض الأشخاص المصابين بمرض السكري وأمراض أخرى مثل أمراض القلب.
إذا لم تكفي الأدوية وتغيير نمط الحياة لتدبير مرض السكري، فهناك علاجات أخرى قد تساعد على ذلك، تشمل هذه العلاجات:
- جراحة إنقاص الوزن (جراحة السمنة) لبعض الأشخاص المصابين بسكري النوع الأول أو الثاني.
- زراعة جزر البنكرياس لبعض الأشخاص المصابين بسكري النوع الأول.
علاج سكر الحمل
يعد التحكم في مستوى سكر الدم ضروريا للحفاظ على صحة الجنين وتجنّب حدوث مضاعفات أثناء الولادة. بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام، قد تشمل خطة علاج سكري الحمل مراقبة مستوى السكر في الدم. كما يمكن في بعض الحالات أيضاً استخدام الأنسولين أو الأدوية الفموية.
علاج ما قبل السكري
يفيد اتباع نظام صحي مناسب صحي في إعادة مستوى سكر الدم إلى طبيعته، قد يمنعه من الارتفاع إلى مستوى يكفي لتشخيصه سكري النوع الثاني. حيث تساعد ممارسة الرياضة وتناول طعام صحي وفقدان حوالي 7% من وزن الجسم على الوقاية من داء السكري أو تأخيره.
علاج السكري بالخلايا الجذعية
هناك نتائج أولية واعدة بعد عدة أبحاث دقيقة قد مهدت الطريق لنقلة نوعية بالعلاج حيث أعطت الأمل للمرضى بالشفاء الكامل من هذا المرض العضال. تم بالاعتماد عليها تطوير دواء VX-880، وهو علاج تجريبي لاستبدال خلايا جزر البنكرياس المشتقة من الخلايا الجذعية، والمتمايزة بالكامل، لمرضى داء السكري من النوع الأول، بالتزامن مع العلاج المثبط للمناعة، حقق VX-880 استعادةً فعالة لوظيفة خلايا جزر البنكرياس في اليوم التسعين لدى أول مريض في تجربته السريرية في المرحلة الأولى والثانية.
كيفية الوقاية من مرض السكري
لا يمكن الوقاية من السكري المناعي الذاتي والوراثي، ولكن هناك بعض النصائح لتقليل خطرالإصابة بما قبل السكري والسكري من النوع الثاني وسكري الحمل، منها:
- التحكم في التوتر والحصول على قسط كاف من الراحة والنوم (من 7 إلى 9 ساعات)
- استشارة الطبيب عند الشك بالاعراض وعدم الاستخفاف بها
- اتباع نظام غذائي صحي ومراقبة الوزن
- الامتناع عن تناول الكحول أو التقليل منه
- ممارسة الرياضة بانتظام
- الامتناع عن التدخين
مضاعفات السكري
يزداد خطر حدوث مضاعفات مرض السكري تدريجياً كلما طالت مدة الإصابة وقلّت السيطرة على مستوى السكر في الدم ومنها:
- اعتلال الأعصاب السكري (تلف الأعصاب الناتج عن داء السكري ولاسيما أعصاب القدم مما يؤدي لتلفها)
- أمراض العيون لمرضى السكري (مثل اعتلال الشبكية السكري الذي قد يؤدي إلى العمى)
- الإصابة بمشاكل الجلد بما في ذلك الالتهابات البكتيرية والفطرية
- مرض الزهايمر وخاصة في سكري النوع الثاني
- أمراض القلب والأوعية الدموية
- الاكتئاب المرتبط بداء السكري
- اعتلال الكلية السكري
- ضعف السمع
في الختام، يعد مرض السكري من الأمراض المزمنة التي تتطلب اهتماماً مستمراً وإدارة فعالة. من خلال فهم الأنواع المختلفة للسكري وأسبابه، يمكن للأفراد اتخاذ الخطوات اللازمة للوقاية منه أو التحكم فيه. التغييرات في نمط الحياة، مثل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام، تلعب دوراً كبيراً في تحسين نوعية الحياة وتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالسكري، كما أن التقدم في العلاجات مثل العلاج بالخلايا الجذعية يوفر أملاً جديداً للمرضى، من خلال الالتزام بالإدارة الصحيحة والوقاية، يمكن مواجهة السكري والعيش حياة صحية ومثمرة.
المصادر:
- World Health Organization. (2021, December 14). Diabetes. World Health Organization.
- .National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases. (n.d.). What is diabetes? National Institute of Health