تعتبر جراحة الصدر من أسرع الجراحات تطوراً في السنوات الأخيرة. أحد هذه التطورات الملفتة هو استئصال الرئة بدون تنبيب للمريض.
حيث تمثل هذه التقنية قفزة نوعية في مجال الجراحة الصدرية والتخدير الموضعي والعناية مابعد العملية.
متى بدأت التقنية؟
يعتبر مفهوم الاستئصال بدون تنبيب من التطورات الحديثة نسبياً في مجال الطب، ولكنها لم تكن ممكنة إلا بسبب تقدم التقنيات الجراحية.
أول تجارب موثقة للجراحة الصدرية بدون تنبيب بدأت في العقود الأخيرة، خاصة في الدول التي تشهد تقدماً في التقنيات مثل الصين واليابان وألمانيا واسبانيا. حيث يوعز الفضل في الكشف عن هذه التقنية إلى أوائل الـ 2000.
ولكن شهدت هذه العملية تطوراً ملحوظاً وأهمية بالغة خاصة في العمليات الكبرى كاستئصال سرطان الرئة.
حيث تم اجراء عملية استئصال فص من الرئة عبر شق جراحي وحيد وصغير بواسطة التنظير من قبل الجراح دييغو كونزالس في عام 2012 حيث شكلت هذه العملية طفرة علمية في مجال جراحة الصدر.
بعد هذه العملية أصبح استئصال فص من الرئة بدون تخدير عام (بواسطة التخدير الموضعي) وبدون تنبيب أكثر سهولة بسبب صغر المدخل الجراحي. وتعتبر هذه الطريقة في الجراحة هي الطريقة التي سيتم استخدامها في المستقبل.
آلية عمل هذه العملية
في حين أن التنبيب الرغامي هو المعتاد في الجراحات الرئوية لإتاحة مساحة واضحة للجراح، فإن الاستئصال بدون تنبيب يعتمد على فهم عميق للوظائف الرئوية والموازنة المنظمة للتنفس. حيث توفر المراقبة الحثيثة والتخدير الحيوي الدقيق البيئة المناسبة لتنفس المريض العفوي.
في جراحة البطن يلزم عادة ضغط ايجابي لزيادة مساحة الرؤية في البطن في التنظير.
أما في جراحة الرئة فبسبب وجود الضغط السلبي الطبيعي في جنب الرئة فعند اجراء شق جراحي يتم الغاء هذا الضغط السلبي وبذلك لايكون هنالك حاجة لوجود ضغط ايجابي خارجي بواسطة مضغة غاز الكربون.
الفوائد والمزايا
من أهم مزايا هذه التقنية تقليل المضاعفات مابعد العملية الجراحية مثل الالتهاب الرئوي ومدة الاقامة داخل العناية المركزة والمشفى . كما يتم كذلك تقليل التكلفة العامة من خلال الحد من الاحتياج للعناية المركزة.