حقق معهد زراعة الكبد بجامعة إينونو في ملاطيا إنجازًا غير مسبوق ، حيث تم تنفيذ عملية زراعة كبد تبادلية لسبع مرضى بنجاح.
أُجريت العملية بمشاركة 120 فردًا من الكوادر الطبية، من بينهم 50 جراحًا، باستخدام 14 غرفة عمليات تعمل في نفس الوقت.
تصريح مدير المركز
صرّح مدير مركز زراعة الكبد، البروفيسور الدكتور سيزاي يلماز، بأن العملية شملت 7 متبرعين و7 مرضى، وعلّق قائلاً: “لا أعتقد أن هناك إمكانية لتنفيذ عملية بهذا الحجم في أي مكان آخر في العالم خلال الخمسين عامًا القادمة.
إننا نمتلك واحدة من أفضل فرق زراعة الكبد عالميًا، وجامعة إينونو تُعد رائدة عالميًا في زراعة الكبد التبادلية.”
وأشار يلماز إلى أن معهد إينونو سبق أن نفّذ 14 من أصل 17 عملية زراعة كبد تبادلية ثلاثية أُجريت في العالم. بالإضافة إلى ذلك، أُجريت جميع عمليات زراعة الكبد التبادلية الرباعية (7 عمليات) والخماسية (3 عمليات) والسداسية (3 عمليات) في هذا المركز.
ما هي زراعة الكبد التبادلية؟
تُعد زراعة الكبد التبادلية خيارًا مبتكرًا للأشخاص الذين لا تتوافق فصائل دمهم أو أنسجتهم مع المتبرعين المباشرين من أقربائهم. في هذه الطريقة، يتم إجراء مطابقة بين عدة متبرعين ومستقبلين، بحيث يحصل كل مريض على كبد يناسب حالته.
وتُجرى هذه العمليات في نفس الوقت لضمان كفاءة العملية وسلامة الأعضاء المنقولة.
دور التكنولوجيا والابتكار
أوضح البروفيسور يلماز أن هذه العمليات تعتمد على التعاون بين عدة تخصصات علمية. وأضاف: “نعمل مع عالمين من كلية بوسطن، البروفيسور الدكتور طيفون سنميز والبروفيسور الدكتور أوتكو أونفر، وهما جزء من الفريق الذي حاز على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2012 لتطويرهما خوارزميات تُستخدم في زراعة الأعضاء التبادلية.
بفضل هذه الخوارزميات، أصبحنا قادرين على تنفيذ عمليات معقدة مثل زراعة الكبد التبادلية.”
حالة مميزة من القرم
كشف الدكتور يلماز عن قصة مميزة ضمن هذه العملية الأخيرة، حيث جاءت طفلة تركية تعيش في القرم برفقة والدتها التي تبرعت بجزء من كبدها لمريض آخر ضمن هذه العملية.
وبهذه الطريقة، تمكنت الطفلة من الحصول على كبد مناسب بفضل هذه الطريقة التبادلية.
كيف تتم زراعة الكبد التبادلية؟
في شرح سابق على موقع المركز، تم توضيح مثال لعملية زراعة كبد تبادلية رباعية:
- المريض “محمد” يحتاج إلى زراعة كبد، لكن والده “أحمد” غير قادر على التبرع بسبب كبر حجم فص الكبد.
- المريض “علي” لديه متبرعة “مريم”، لكن فص كبدها صغير.
- المريضة “بشرى” تعاني من عدم تطابق فصيلة الدم مع زوجها “جمال”.
- المريض “خالد”، لا يتناسب فص كبد ابنته “نور” مع حالته.
تم حل هذه المشاكل عبر مطابقة المتبرعين مع المرضى الآخرين، مما أتاح لكل مريض الحصول على كبد مناسب. وقد استُخدم هذا النهج ذاته في العملية السباعية الأخيرة.
في الختام
يؤكد هذا الإنجاز على ريادة تركيا ومعهد جامعة إينونو في مجال زراعة الكبد، ويعكس التقدم الكبير الذي يمكن تحقيقه من خلال الابتكار والتعاون العلمي.
هذه العمليات لا تُعد فقط إنجازًا طبيًا، بل تشكل أيضاً أملًا جديدًا للمرضى حول العالم.
المصدر