بدأت التجارب السريرية لأول لقاح mRNA لعلاج سرطان الرئة، والذي قد يُحدث ثورة في علاج هذا المرض القاتل.
يُجرى هذا اللقاح التجريبي، المعروف باسم BNT116، في سبع دول حول العالم، بما في ذلك تركيا، ويهدف إلى تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان الرئة.
سرطان الرئة: القاتل الصامت
يُعد سرطان الرئة السبب الأول للوفيات المرتبطة بالسرطان على مستوى العالم، حيث يتسبب في وفاة نحو حوالي 1.8 مليون شخص سنويًا. وفي المراحل المتقدمة من المرض، تكون فرص البقاء على قيد الحياة منخفضة للغاية، ما يجعل الحاجة إلى علاجات مبتكرة أمرًا بالغ الأهمية.
تقنية لقاح BNT116: كيف يعمل لقاح علاج سرطان الرئة؟
تم تطوير لقاح BNT116 بواسطة شركة BioNTech، الرائدة في تقنيات لقاحات mRNA. يعتمد اللقاح على تقنية مشابهة لتلك التقنية المستخدمة في لقاحات Covid-19، حيث يعمل على:
- تقديم التعليمات للجهاز المناعي: يحتوي اللقاح على mRNA يقوم بتعريف الجهاز المناعي على مؤشرات وراثية مستخرجة من خلايا سرطان الرئة.
- تعزيز المناعة المستهدفة: يحفز الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا السرطانية التي تحمل هذه المستقبلات، دون الإضرار بالخلايا السليمة.
- تقديم بديل أكثر أمانًا: مقارنة بالعلاجات التقليدية مثل العلاج الكيميائي، يُعد اللقاح أكثر أمانًا بسبب تقليله للآثار الجانبية.
التجارب السريرية: انطلاقة عالمية
بدأت المرحلة الأولى من التجارب السريرية في 34 مركزًا بحثيًا موزعة على 7 دول حول العالم، بما فيها:
- تركيا
- الولايات المتحدة الأمريكية
- المملكة المتحدة
- ألمانيا
- إسبانيا
- بولندا
- المجر
ويُتوقع أن تشمل هذه التجارب 130 مريضًا يعانون من مراحل مختلفة من سرطان الرئة، بدءًا من الحالات المبكرة قبل الجراحة أو العلاج الإشعاعي، وصولاً إلى الحالات المتقدمة أو تلك التي تعاني من انتكاس في المرض.
الأمل في المستقبل
يهدف اللقاح إلى القضاء على الخلايا السرطانية ومنع عودتها، ما يُمثل قفزة نوعية في علاج سرطان الرئة، خاصةً النوع الأكثر شيوعًا، وهو سرطان الرئة غير صغيرة الخلايا (NSCLC).
مميزات لقاح BNT116
- تعزيز مناعة الجسم الذاتية للتعرف على الخلايا السرطانية والقضاء عليها.
- تقليل الآثار الجانبية مقارنةً بالعلاج الكيميائي.
- استخدام تقنية mRNA المبتكرة التي أثبتت فعاليتها في لقاحات Covid-19.
مستقبل واعد
يعتبر هذا اللقاح خطوة كبيرة نحو علاج سرطان الرئة، ويعطي الأمل لملايين المرضى حول العالم. وفي حال نجاح التجارب السريرية، قد يُصبح اللقاح متاحًا على نطاق واسع، مما يغير قواعد اللعبة في علاج هذا المرض القاتل.
المصدر
1- ميد ماغازين