شهدت تركيا أول عملية زراعة عصب الأحبال الصوتية، حيث تمكّن فريق طبي بقيادة الدكتور نِجاتي أنفر من تحقيق إنجاز طبي كبير بإعادة الحياة للمريضة جِغدم كيتيش، التي كانت تعاني من شلل في الأحبال الصوتية بعد عملية استئصال للغدة الدرقية قبل عامين.
قصة المريضة: من اليأس إلى الأمل
عانت جغدم كيتيش، البالغة من العمر 53 عامًا، من شلل مزدوج في الأحبال الصوتية تسبب في انسداد مجرى الهواء وصعوبة التنفس بشكل كبير، ما اضطرها إلى دخول المستشفى أسبوعيًا.
كما أنها قد فقدت صوتها بالكامل، الأمر الذي أجبرها على ترك عملها الأكاديمي والتخلي عن ممارسة الرياضة.
بالرغم من زيارتها للعديد من الأطباء، كان الحل الوحيد المتاح حينها هو إجراء عملية جراحية لإزالة جزء من الأحبال الصوتية لتحسين مجرى التنفس، لكنها كانت ستفقد صوتها بشكل دائم.
بعد رحلة طويلة من المعاناة، تم تحويلها إلى قسم الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى مرمرة التعليمي في اسطنبول، حيث وجد الدكتور نِجاتي أنفر العلاج المناسب لحالتها.
خضعت لعملية جراحية معقدة استغرقت 10 ساعات، لتصبح أول مريضة في تركيا تخضع لهذا الإجراء الطبي.
العملية الجراحية: إنجاز طبي رائد
وفقًا للدكتور نِجاتي أنفر، فإن زراعة العصب المزدوج للأحبال الصوتية تُعتبر تقنية متقدمة تهدف إلى استعادة حركة الأحبال الصوتية باستخدام أعصاب وعضلات من الرقبة والحجاب الحاجز.
أوضح الطبيب أن العملية استغرقت من 8 إلى 10 ساعات وشارك فيها فريق متعدد التخصصات.
وأشار الدكتور الجراح إلى أن هذه التقنية تُجرى في 6 دول على مستوى العالم، وتُعتبر تركيا هي الدولة السادسة، والرابعة في أوروبا التي تجري هذه العملية.
وأضاف أن النتائج الأولية تظهر تحسنًا فوريًا في التنفس، بينما يحتاج الصوت إلى نحو 6 أشهر ليعود إلى طبيعته بشكل كامل.
أهمية هذه التقنية: إنقاذ حياة المرضى
تحدث الدكتور أنفر عن الأسباب التي قد تؤدي إلى شلل الأحبال الصوتية، مشيرًا إلى أن العمليات الجراحية في الغدة الدرقية تُعد السبب الرئيسي للشلل المزدوج لأعصاب الحبال الصوتية.
كما شدد على أهمية مراقبة المرضى الذين تظهر لديهم صعوبة في التنفس بعد عمليات استئصال الغدة الدرقية، حيث يمكن أن يتفاقم الأمر مع مرور الوقت، ما قد يؤدي إلى الحاجة إلى فتح ثقب دائم في الحنجرة (ثقب القصبة الهوائية أو الرغامى).