سرطان المرارة هو ورم خبيث وغالباً ما يصيب النساء في العقد السابع من العمر، من هنا تكمن أهميته بأنه خطير ونادراً ما يتم كشفه في مراحله المبكرة.
إن غالبية أورام المرارة هي سرطانات غدية Adenocarcinoma (تنشأ على حساب الخلايا الغدية الداخلية للمرارة)، تحدث أيضاً السرطانات الحرشفية Squamous cell carcinoma ولكن بنسبة قليلة.
عملياً، يصعب تفريق سرطان المرارة الحميد عن التهاب المرارة المزمن؛ إن الورم الأكثر شيوعاً والذي يختلط بالالتهاب هو سرطان غازي القنوات والسرطان العقيدي حيث يترافق مع تثخن لكامل جدار المرارة.
أسباب سرطان المرارة
السرطان المراري يمكن أن يكون ناتجاً عن عدة عوامل، لكن السبب الرئيسي لتطور هذا النوع من السرطان ليس واضحاً. إليك بعض العوامل والأسباب المحتملة لورم المرارة:
- الحصيات المرارية والالتهابات المزمنة في المرارة
- اضطرابات في التصريف الصفراوي من المرارة إلى الأمعاء
- العوامل الوراثية قد تلعب دور هام عند بعض الأشخاص في تشكيل سرطان مرارة
- تصلب الطرق الصفراوية الأولي
- استخدام الأدوية المانعة للحمل (الحاوية على الهرمونات الأنثوية) عند النساء وخاصةً بعد سن اليأس من أجل تعويض هذه الهرمونات
- ارتفاع نسبة الدهون في النظام الغذائي ونقص فيتامين C والألياف قد يكون لها علاقة بزيادة خطر أورام المرارة
- التدخين والتعرض للمواد الكيميائية الضارة
- يعتبر ورم المرارة شائعاً عند الإناث اللواتي تتجاوز أعمارهن الخمسين عاماً
أعراض سرطان المرارة
سرطان المرارة هو نوع نادر من السرطان وأعراضه قد لا تظهر في المراحل الأولى ولكن مع تقدم المرض قد تشمل أعراض أورام المرارة ما يلي:
- ألم في الجزء العلوي من البطن
- فقدان الوزن غير المفسر
- اصفرار الجلد والعينين (اليرقان)
- حكة في الجلد بسبب تراكم مادة الصفراء
- اللون الكاشف للبراز
- اللون الغامق للبول
- غثيان وإقياء
- ارتفاع درجة الحرارة في بعض الحالات
مراحل سرطان المرارة
يصنف ورم المرارة إلى عدة مراحل ويعتمد ذلك على مدى انتشار الورم في الجسم. النظام المشترك لتصنيف مراحل السرطان يعتمد على نظام TNM، الذي يأخذ في اعتباره حجم الورم (T)، انتشار الورم إلى العقد الليمفاوية (N)، انتشار الورم إلى أماكن بعيدة في الجسم (M).
المراحل الرئيسية له هي:
- المرحلة صفر (Tis): لا يزال الورم في الطبقة السطحية للمرارة ولم ينمو في الأنسجة الأخرى.
- المرحلة الأولى (T1): الورم قد نما واخترق الطبقة العضلية للمرارة، ولكن لا يزال محصوراً في جدار المرارة.
- المرحلة الثانية (T2): الورم قد انتشر إلى النسيج الضام حول الطبقة العضلية.
- المرحلة الثالثة (T3): الورم قد تجاوز الطبقة المصلية وانتشر إلى الكبد أو أحد الأعضاء المجاورة.
- المرحلة الرابعة (T4): الورم قد اخترق الوريد البابي الرئيسي أو الشريان الكبدي أو قد انتشر إلى عضوين على الأقل من الأعضاء المجاورة مثل الكبد، المعدة، الأثني عشر، البنكرياس، الكولون وجدار البطن.
- المرحلة الخامسة (T5): في حال أعطى الورم نقائل إلى الأعضاء البعيدة.
مراحل ورم المرارة تلعب دورًا هامًا في تحديد خيارات العلاج والتوقعات. يتعاون الأطباء وفرق الرعاية الصحية المختصة لتقديم تقييم شامل وخطة علاج ملائمة لحالة كل فرد.
تشخيص سرطان المرارة
إن التحاليل المخبرية غير مشخصة لورم المرارة ولكنها قد تكون متوافقة مع الانسداد الصفراوي كارتفاع البيليروبين في الدم، لكننا قد نجد ما يلي:
- فقر دم
- ارتفاع في خلايا الدم البيضاء
- ارتفاع خفيف في أنزيمات الترانس أميناز (ALT, AST)
- زيادة الواسمات الالتهابية مثل معدل ترسيب الكريات الحمراء (ESR)، البروتين C الارتكاسي (CRP)
- ارتفاع الواسم الورمي CA19-9 في حوالي 80% من المرضى
تشخيص ورم المرارة يشمل عدة إجراءات واختبارات لتحديد نوع الورم ومرحلته، إليك بعض الخطوات التي يمكن أن يتخذها الأطباء للتشخيص:
- التصوير بالأمواج فوق الصوتية يستخدم لفحص بنية المرارة وكشف وجود أي تغيرات فيها.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan) يساعد في تحديد حجم وموقع الورم وتقييم انتشاره.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) يمكن أن يكون مفيداً في تقييم هيكل الكبد والمرارة والأنسجة المحيطة.
- تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالرنين المغناطيسي (MRCP).
- تصوير الأقنية الصفراوية بالطريق الراجع (ERCP) ويتم فيها إدخال أنبوب مرن مزود بكاميرا صغيرة عبر الفم إلى الجزء الأول من العفج (الإثني عشر).
- غالباً ما تجرى خزعة عن طريق الجلد تحت التوجيه الشعاعي للحصول على نسيج وفحصه بالتشريح المرضي تحت المجهر، تؤكد الخزعة وجود الورم وتميز بين ورم المرارة الحميد والخبيث وتوفر معلومات حول درجته.
- في حالات محددة، يمكن لتنظير البطن الداخلي أن يكشف عن النقائل الكبدية أو البريتوانية (المحيط بالأحشاء البطنية)، أيضاً للتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET Scan) دور في الكشف عن هذه النقائل.
علاج سرطان المرارة
تعتمد خطة علاج سرطان المرارة على عدة عوامل، بما في ذلك نوع الورم ومرحلة انتشاره والحالة العامة للمريض، إليك بعض الخيارات العلاجية التي قد يقترحها الأطباء:
علاج ورم المرارة موضعياً
يهدف لإزالة وتدمير الخلايا السرطانية في منطقة معينة من الجسم دون غيرها، يشمل:
- استئصال المرارة: يكون العلاج الرئيسي هو الجراحة في حال كان الورم بمرحلة مبكرة وقابل للإزالة. قد نلجأ إلى إزالة المرارة فقط (استئصال المرارة البسيط) أو إزالة المرارة والكبد بشكل جزئي أو موسع والقناة الصفراوية مع تجريف العقد اللمفاوية الموضعية (استئصال المرارة الجذري).
- العلاج الإشعاعي: يستخدم لتدمير الخلايا السرطانية أو تقليل حجم الورم قبل أو بعد الجراحة بالإضافة إلى استخدامه في تخفيف أعراض السرطان المتقدم.
علاج سرطان المرارة جهازياً (كيميائياً)
يهدف إلى تقليل فرصة انتشار الخلايا السرطانية إلى أجزاء أخرى من الجسم أو حتى لقتل هذه الخلايا في حال انتشارها خارج المرارة، يتم عادة مشاركة العلاج الكيميائي مع الجراحة أو العلاج الإشعاعي لإعطاء نتيجة أفضل.
تابع معنا القراءة للتعرف أكثر حول العلاج الكيميائي في تركيا.
علاج سرطان المرارة بشكل تلطيفي (عرضي)
يساعد على تخفيف المشاكل التي يسببها السرطان لكنها لا تعالج السرطان نفسه، يتضمن ذلك أشياء مثل الجراحة أو الدعامات (بالتنظير الداخلي أو عبر الجلد) لفتح القنوات المسدودة وتصريف الصفراء.
نسبة الشفاء من سرطان المرارة
سرطان المرارة نادر جداً حيث يشكل أقل من 1% من السرطانات المكتشفة في العقدين السابع والثامن لكن نسبة الشفاء من سرطان المرارة تعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك مرحلة الورم ونطاق انتشاره وكيفية استجابة الورم للعلاج، من المهم أن نفهم أن الشفاء الكامل يعني عادةً عدم وجود علامات للمرض لمدة زمنية طويلة جداً وهذا يمكن أن يختلف من شخص لآخر.
عندما يتم اكتشاف ورم المرارة في مراحله المبكرة ويكون قابلاً للإزالة بالكامل جراحياً فإن نسبة شفاء سرطان المرارة تكون أعلى، في الحالات التي انتشر فيها السرطان إلى أماكن أخرى في الجسم قد تكون التوقعات أقل حيث غالباً لا يتجاوز متوسط الحياة 6 أشهر، لكن لا يزال يمكن تحقيق استجابات إيجابية من خلال خطط العلاج المناسبة.
ختاماً، يظل سرطان المرارة تحدياً طبياً كبيراً يتطلب الفحص المبكر والتشخيص الدقيق لتحديد خطة علاج فعّالة، في تركيا تبرز الخدمات الطبية المتقدمة والفريق الطبي المتخصص كعناصر رئيسية في معالجة ورم المرارة.
المصادر: