يشكو العديد من المرضى من ألم الركبة، وقد يتبادر إلى الذهن تشخيصان شائعان: خشونة الركبة وتمزق الغضروف، في هذا المقال نوضح الفرق بين خشونة الركبة وتمزق الغضروف من حيث الأعراض، والأسباب، وطرق العلاج، لمساعدتك على فهم التشخيص الصحيح.
ما هي خشونة الركبة؟
تعد خشونة الركبة (الفصال العظمي في الركبة) حالة تحدث عندما يتأكل الغضروف الموجود في مفصل الركبة، مما يؤدي إلى احتكاك العظام ببعضها، حيث يسبب هذا الاحتكاك ألم وتورم في الركبة، ويؤدي إلى تيبس المفصل، وتعتبر خشونة الركبة مرضا تنكسياً في المفاصل ناتجاً عن التآكل والاستهلاك مع مرور الوقت وهي حالة شائعة جداً، وتعد الركبة من أكثر المفاصل عرضة للإصابة بسبب ما تتحمله من ضغط وإجهاد طوال العمر.
وتعد خشونة الركبة حالة مزمنة تتفاقم تدريجياً مع الوقت، ولا يوجد علاج نهائي لها، ومع ذلك توجد العديد من الخيارات العلاجية التي تساعد في إبطاء تقدم المرض وتخفيف الأعراض، ولكن غالباً ما تزداد خشونة الركبة سوءاً مع الوقت وقد تؤدي في النهاية إلى إعاقة.
أسباب خشونة الركبة
تتنوع أسباب خشونة الركبة للعديد من العوامل منها ما يتعلق بصحة المريض وعمره ومنها ما يكون له علاقة بالوراثة، ومن هذه الأسباب:
- العمر: نظراً لأنّ خشونة المفاصل عادةً تكون ناتجة عن التآكل والاستهلاك، فإنّ العمر هو السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بخشونة الركبة، ومع التقدم في السن، تصبح قدرة الخلايا على تجديد نفسها أبطأ، مما يؤدي إلى تأكل الغضروف.
- الوزن: يؤدي الوزن الزائد إلى زيادة الضغط على المفصل التي تتحمل وزن الجسم.
- العوامل الوراثية: إذ يمكن أن تسري خشونة المفاصل في العائلات نتيجة بعض الأمراض الوراثية في النسج الضامة مثل متلازمة إهلر – دانلوس وهؤلاء يصابون بخشونة المفصل أسرع من غيرهم، كما أنّ التشوهات في شكل العظام المحيطة بمفصل الركبة قد تكون سبباً
- الجنس: إذ أنّ النساء في عمر 50 عاماً وما فوق أكثر عرضة للإصابة بخشونة مفصل الركبة مقارنة بالرجال.
- الرياضة: يكون الرياضيون الذين يمارسون أنشطة تجهد الركبة، مثل الجري لمسافات طويلة، أكثر عرضة للإصابة بخشونة الركبة، ويعتمد ذلك على شدة وتكرار التمرين، ووجود إصابات سابقة في الركبة.
أعراض خشونة الركبة
تتطور أعراض خشونة الركبة تدريجياً وتزداد سوء مروراً مع الوقت، وتشمل الأعراض ما يلي:
- قد يشعر المريض بألم أثناء الحركة أو بعدها
- قد يتيبس المفصل وخاصةً عند الاستيقاظ من النوم أو بعد فترات من عدم الحركة
- صوت احتكاك عند استخدام المفصل
- يفقد مفصل الركبة مرونته وقد لا يستطيع المريض من تحريك المفصل ضمن نطاق حركته الكامل
- قد تتكون زوائد عظمية حول المفصل المصاب ويشعر المريض بأنّها كتل صلبة تحت الجلد
- تورم الركبة نتيجة التهاب الأنسجة الرخوة المحيطة بالمفصل

ثانيًا: ما هو تمزق الغضروف الهلالي؟
يحتوي كل مفصل ركبة على غضروفان على شكل حرف C يعملان كوسادة بين عظم الساق (الظنبوب) وعظم الفخذ، ويسمى هذا الغضروف بالغضروف الهلالي، وقد يحدث تمزق الغضروف الهلالي نتيجة لصدمة قوية أو التواء أو دوران مفاجئ للركبة، كما أنّ مع التقدم في العمر يتآكل الغضروف ويصبح أضعف مما يجعله عرضة للتمزق أكثر، بالإضافة لذلك قد يسبب التهاب المفاصل تمزق في الغضروف الهلالي.
أعراض تمزق الغضروف الهلالي
تنوع أعراض تمزق الغضروف الهلالي وتشمل:
- ألم حاد وتورم
- صعوبة في ثني الركبة
- تورم أو تيبس في المفصل
- إحساس بأنّ الركبة عالقة أو لا تتحرك بحرية
- الشعور بعدم استقرار الركبة أو بأنها قد تنهار عند الوقوف أو المشي

الفرق بين خشونة الركبة وتمزق الغضروف الهلالي
يكون الفرق بين خشونة الركبة وتمزق الغضروف الهلالي متنوع من حيث الأسباب والفئة العمرية المستهدفة بالإضافة للأعراض والطرق التشخيص.
الفرق بين خشونة الركبة وتمزق الغضروف الهلالي من حيث الأسباب
غالباً ما تحدث خشونة الركبة نتيجة التآكل التدريجي للغضروف مع مرور الوقت وتعد حالة مزمنة، حيث تسهم عوامل ثانوية مثل الإصابات أو الضغط الزائد على الركبة في تسريع خشونة الركبة، أما بالنسبة لتمزق الغضروف الهلالي يحدث نتيجة حركة مفاجئة تنطوي على التفاف الركبة بينما يبقى القدم مثبتاً على الأرض، وغالباً ما يحدث هذا التمزق أثناء ممارسة الرياضة، وفي بعض الحالات يؤدي تدهور الغضروف نتيجة التهاب المفصل إلى تمزق الغضروف الهلالي بدون وجود إصابة مباشرة على الركبة.
الفرق بين خشونة الركبة وتمزق الغضروف الهلالي من حيث الفئة العمرية المتأثرة
غالباً ما تصيب خشونة الركبة الأشخاص فوق سن 50، وتزداد شيوعاً مع التقدم في العمر بسبب التآكل التدريجي للغضروف، بينما يصيب تمزق الغضروف الهلالي جميع الفئات العمرية ولكن يعتبر شائع عند الشباب والرياضيين بسبب الإصابات الحادة.
الفرق بين خشونة الركبة وتمزق الغضروف الهلالي من حيث الأعراض
يعتبر التيبس الصباحي في مفصل الركبة وصوت احتكاك أو طحن عند استخدام المفصل من الأعراض المميزة لخشونة الركبة، بينما يكون الألم الحاد عند الحركة والشعور بعدم استقرار الركبة أو الإحساس بأنها عالقة من الأعراض المميزة لتمزق الغضروف الهلالي.
الفرق بين خشونة الركبة وتمزق الغضروف الهلالي من حيث طرق التشخيص
يتم تشخيص خشونة الركبة في البداية عن طريق الفحص الجسدي للركبة، وبعد ذلك يطلب الطبيب بعض الفحوصات التصويرية مثل الرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT)، بينما يشخص تمزق الغضروف الهلالي من خلال اختبارات لتقييم مدى الحركة مثل اختبار مكمرّي أو اختبار ثيسالي، كما قد يطلب الطبيب بعض الفحوص التصويرية مثل الأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي.
طرق علاج خشونة الركبة
تشمل علاجات خشونة الركبة تغيير في نمط الحياة بالإضافة لبعض العلاجات غير الجراحية مثل:
- الأدوية والمسكنات
- حقن الكورتيزون والستيروئيدات
- حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP)
- حقن الجل في الركبة
- العلاج الفيزيائي
وفي الحالات المتقدمة وعند فشل العلاجات المحافظة يلجأ المريض إلى العلاج الجراحي، وتشمل ما يلي:
- استبدال كامل لمفصل الركبة: يتم فيها إزالة كامل مفصل الركبة التالف، ويستبدال بأجزاء صناعية تساعد على الحركة بدون ألم.
- استبدال جزئي لمفصل الركبة: في هذه العملية يتم إزالة جزء واحد من مفصل الركبة، ويستبدال بأجزاء صناعية، ويجرى هذه الجراحة عندما يكون التآكل محدوداً.
- قطع العظم الظنبوبي: يتم إعادة تشكيل عظم الظنبوب من خلال إزالة قطعة منه لتخفيف الضغط عن الركبة.
طرق علاج تمزق الغضروف
اعتماداً على حجم ومكان تمزق الغضروف الهلالي، قد يلتئم دون الحاجة للجراحة، وقد يوصي الطبيب باستخدام دواء مضاد للالتهاب غير ستيروئيدي (NSAID) مثل الإيبوبروفين أو الأسبرين لتخفيف الألم وتقليل التورم، كما يجب اتباع ما يلي في الأيام التالية للإصابة:
- الراحة: من أجل تجنب تحميل الوزن على الركبة المصابة قدر الإمكان.
- التبريد بالثلج: إذ يجب أن يضع المريض كيساً من الثلج على الركبة لمدة 20 دقيقة عدة مرات يومياً.
- الضغط: من خلال لف الركبة برباط ضاغظ لتقليل التورم.
- الرفع: يجب رفع الساق المصابة فوق مستوى القلب لتقليل التورم.
كما قد يوصي الطبيب أيضاً بالعمل مع أخصائي علاج طبيعي لتقوية الركبة وزيادة مدى الحركة، وفي حال عدم تحسن الألم والوظيفة بالعلاج التحفظي أو في حال التمزقات الكبيرة يجب اللجوء للجراحة بالمنظار لإصلاح تمزق غضروف الهلالي، إذ يدخل الجراح كاميرا صغيرة وأدوات دقيقة من خلال شقوق صغيرة في الجلد، ويتم استئصال جزئي للغضروف المتمزق وفي بعض الحالات يتم خياطة الغضروف دون الحاجة لاستئصاله.
كيف تقي نفسك من مشاكل الركبة؟
من أجل الوقاية من مشاكل الركبة وخاصة خشونة الركبة وتمزق الغضروف الهلالي يجب اتباع مجموعة من القوانين لضمان ركبة سليمة، مثل:
- الحفاظ على وزن صحي: من أجل تقليل الضغط على مفصل الركبة، فكل كيلو زائد يحمل المفصل ضغطاً مضاعفاً، كما يساعد في الوقاية من التهاب المفصل التنكسي المرتبط بالسمنة.
- تمارين تقوية العضلات حول الركبة: يجب تقوية عضلات الفخذ (رباعية الرؤوس الفخذية والمأبضية) مما يوفر دعماً أفضل للمفصل وتحسين الثبات وتقليل من خطر الإصابات، وتشمل التمارين رفع الساق المستقيمة وتمارين الإطالة بالإضافة لتمارين الجلوس والقيام.
- تجنب الحركات المفاجئة والالتفافات أثناء الرياضة من أجل الوقاية من الإصابات الحادة
في الختام، تمييز الفرق بين خشونة الركبة وتمزق الغضروف الهلالي ضروري لتحديد الخطة العلاجية الأنسب، بينما استشارة طبيب العظام والتشخيص الدقيق باستخدام الصور الشعاعية أو الرنين المغناطيسي يساعدان على تجنب التأخير في العلاج وتحقيق أفضل النتائج.
المصادر:
- American Academy of Orthopaedic Surgeons. (n.d.). Meniscus tears. Retrieved July 9, 2025
- ًMlesen, N., Diamantopoulos, S., & Ebell, M. H. (2020). Meniscal injuries. In StatPearls. StatPearls Publishing. Retrieved July 9, 2025