.floating_btn{ display:none !important; } .println-contact-form-button-element{ display:none !important; }
يُعد التهاب أوتار الركبة، المعروف أيضاً باسم ركبة القافز، من الإصابات الشائعة التي تؤثر على الرياضيين، خاصة في الألعاب التي تتطلب القفز المتكرر مثل كرة السلة والكرة الطائرة، حيث تشير الدراسات إلى أنّ نسبة الإصابة بين لاعبي الكرة الطائرة تصل إلى 14.4%، بينما تتجاوز 40% بين الرياضيين المحترفين في هذا المجال.
ينتج هذا الالتهاب عن الإجهاد المتكرر للأوتار المرتبطة بالركبة، مما يؤدي إلى الألم والتيبس ويعيق الأداء الحركي الطبيعي، توتراوح شدة الأعراض بين الشعور بعدم الراحة البسيط أثناء النشاط اليومي إلى الألم الحاد الذي يحد من القدرة على ممارسة الرياضة
لمحة عن أوتار الركبة
تحوي ركبة الإنسان 4 أوتار رئيسية وهم: وتر العضلة رباعية الرؤوس الفخذية، الوتر المأبضي (وتر أخيل)، الوتر الرضفي، الشريط الحرقفي، وإنّ الوتر الرضفي patellar tendon يربط بين عظمي رضفة الركبة والظنبوب في الساق لتأمين الاستقرار والثباتية اللازمة للحركة، بالإضافة إلى دوره في دعم عضلة الفخذ مربعة الرؤوس.
بسبب الوظائف الكثيرة لهذا الوتر فهو معرض للالتهاب بِشكل أكبر من الاوتار الاخرى في مفصل الركبة، مما يجعل مصطلح “التهاب أوتار الركبة” يشير لالتهاب الوتر الرضفي في أغلب الحالات، وإنّ النشاطات الرياضية كالقفز تضع حمل على الأوتار، لذلك فإن هذه المشكلة غالباً ما تصيب لاعبي كرة السلة والطائرة.
أسباب التهاب أوتار الركبة
التهاب وتر الركبة هو حالة من فرط التحميل على اﻟﻮﺗﺮ تؤدي مع مرور الوقت لالتهابه، تسبب الزيادة بالحمل تمزقات صغيرة بالوتر، يقوم الجسم بمحاولة إصلاح هذه التمزقات عبر عملية التهابية مما يسبب حدوث إلتهابل مزمن بالأوتار، ومن عوامل الخطر التي تجهد الأوتار ما يلي:
- التزايد المفاجئ في النشاط الرياضي (جري لمسافات طويلة عند شخص غير معتاد على ذلك)
- الأمراض الوعائية المزمنة التي تضعف تدفق الدم للركبة (السكري، وقصور الكلية)
- الجري والقفز المستمر عند الرياضيين
- عضلات الساق غير متكافئة بالقوة
- انحراف خلقي بالقدمين
- الوزن الزائد
اعراض التهاب أوتار الركبة
الألم المتوضع أسفل مفصل الركبة هو العرض الأول لالتهاب الأوتار ويشتد هذا الالم عند حركة المصاب، وقد يكون ألم التهاب الوتر غير ظاهر إلا عند الحركة وخاصةً في المراحل الأولى للإصابة، مع مرور الوقت وتزايد شدة الإلتهاب تصبح أعراض الإصابة أكثر وضوحاً، حيث يشتد الألم لدرجة منع الشخص من ممارسة الرياضة أو صعود الدرج وبمراحل أكثر تطوراً يصبح الم الالتهاب ظاهراً حتى في أوقات راحة المريض.
قد يلاحظ أيضًا تورم بالمفصل مع تيبس وصعوبة في تحريك الركبة، قم باستشارة الطبيب عند الشعور بإحدى هذه العلامات واستمرارها لأكثر من يومين.

تشخيص التهاب الأوتار في الركبة
سيسأل طبيب العظام والمفاصل عن تاريخ المريض الطبي ومدى ضلوعه بالأنشطة الرياضية، لينتقل بعدها للسؤال عن الاعراض بِشكل مفصل، حيث سيقوم بعدها بعمل فحص جسدي لتقييم إصابة المريض وشدتها، عادةً ما يكون الم التهاب الأوتار متوضع في مقدمة وأسفل الركبة، لتأكيد التشخيص ونفي الأسباب الأخرى، كما قد يطلب فحوصات أخرى.
التصوير بالأشعة السينية X-rays
تفيد هذه التقنية في استبعاد المسببات الأخرى لألم الركب كمشاكل العظام، حيث أن أوتار الركبة لا تظهر على صور الأشعة السينية.
التصوير بالأمواج فوق الصوتية Ultrasound
يستخدم هذا الاختبار أمواج فوق صوتية لتشكيل صورة عن الركبة والبنى التي تحيط بها، يمكن باستعمال الإيكو رؤية الأوتار وتحديد ظهور تمزُّق أو التهاب على امتداد الوتر، لكنه يحتاج إلى خبرة من الفاحص.
الرنين المغناطيسي MRI
من الوسائل المتقدمة في تشخيص أمراض مفصل الركبة عبر استعمال حقل مغناطيسي يسمح برؤية واضحة تظهر أية تغيرات طفيفة بالأوتار أو الغضاريف بالركبة بحيث يمكن استبعاد وجود تمزق في غضروف الركبة.
كيفية علاج التهاب أوتار الركبة
يهدف العلاج بشكل أساسي لتخفيف آلام الركبه وتقوية الأنسجة الرخوة حول المفصل لجعله أكثر صلابة وقدرة على تحمل الضغط المطبق على الأوتار، وغالباً ما يبدأ أخصائي العظام بعلاجات بسيطة قليلة التوغل ويحتفظ بالتداخلات الأكثر تعقيداً كالجراحة للمراحل المتأخرة من التهاب اﻷوﺗﺎر.
علاج التهاب أوتار الركبة بالأدوية
مسكنات الألم ومضادات الإلتهاب كالإيبوبروفين تريح المريض من آلامه لفترة مؤقتة، بالإضافة إلى فائدة الراحة في تخفيف أعراض الإلتهاب، كذلك فإن تطبيق الثلج على مكان الإصابة يقلل من الالتهاب والتورم بتلك المنطقة.
تمارين لعلاج التهاب أوتار الركبة
يفيد العلاج الفيزيائي في تخفيف الأعراض وتقوية الأوتار في الركبة، تعمل تمارين التمدد Stretching exercises على التقليل من التشنج العضلي وتساهم في إطالة الوتر الرضفي لجعله أكثر مقدرة على تحمل الشد والضغط، كما تمارين القوة العضلية تفيد أيضاً في الوقاية من التهابات أوتار الركبة، فعضلات الفخذ الضعيفة تلعب دور مهم في زيادة القابلية لحدوث التهاب بالأوتار، كما أنّ وضع حزام حول وتر الركبه الرضفيّ يعمل على توزيع الضغط بعيداً عنه مما يقلل من آلام إصابة وتر الرضفة.
علاج التهاب الأوتار في الركبة عبر حقن البلازما
أثبتت الدراسات فعالية حقن البلازما للركبة الغنية بالصفائح الدموية PRP في تسريع شفاء إلتهاب الركبة والتقليل من التورم، يمكن ايضاً استخدام البلازما لعلاج مجموعة من أمراض الركبتين كالخشونة والتهاب المفاصل.
العلاج الجراحي لالتهاب أوتار الركبة
قد تستدعي التهابات الوتر الشديدة الغير مستجيبة للعلاجات الأخرى الحاجة لإجراء عمل جراحي لإصلاح الإصابة لكن هذا الأمر نادر للغاية، حيث يتم إجراء عملية جراحية لإصلاح تمزقات الوتر ويمكن التداخل باستخدام منظار الركبة والذي يتميز بأنه طفيف التوغل وفترة التعافي بعد الإجراء أقل مما هي عليه في الجراحة التقليدية، وغالباً ما يتمكن المريض من العودة لنشاطه الفيزيائي عالي المستوى بعد مضي حوالي 3 أشهر بعد العملية، وقد تطول هذه المدة لسنة كاملة تبعاً لكيفية سير الجراحة وشدة إصابة الوتر.

الوقاية من التهاب أوتار الركبة
للتقليل من خطر الإصابة بالتهاب أوتار الركبة يجب اتباع الخطوات والنصائح التالية:
- تقوية عضلات الفخذ يجعل المريض أكثر مقدرة على تحمل الضغط المسبب لالتهاب الاوتار
- عدم تجاهل ألم الركبة وتوقف عن إكمال الأنشطة الرياضية عند الشعور بالألم
- التأكد من ارتداء الملابس والأحذية الملائمة للرياضة التي يمارسها المريض
- العلاج الفيزيائي يساعد في إراحة العضلات وتجنب وقوع إصابات رياضية
- الإحماء المناسب قبل البدء بالنشاط الرياضي
وبالنهاية فإن السبب الأساسي لحدوث التهاب أوتار الركبة يعود للإجهاد الذي يتعرض له الرياضيين كثيري الوثب ولذلك أطلق عليها ركبة الواثب، وعلاج التهاب الأوتار يعتمد على تخفيف الإجهاد والراحة وقد يتم إجراء عمل جراحي في الحالات الشديدة، وتذكر دائماً بأن أفضل طريقة للعلاج هي الوقاية والتي تتم عبر تقوية العضلات وتجنب إجهاد الوتر.
المصادر:
- rimary Care Sports Medicine. (2016). Knee patellar tendonitis (jumper’s knee)
- Oxford University Hospitals NHS Foundation Trust. (n.d.). Patellar tendinopathy advice and management.