تعد إصابة الرباط الجانبي الأنسي (MCL) واحدة من الإصابات الشائعة في الركبة والتي تحدث بشكل خاص في الرياضات التي تتطلب حركة مفاجئة أو تغيير اتجاه سريع مثل كرة القدم وكرة السلة. تمثل هذه الإصابات حوالي 40% من إجمالي إصابات أربطة الركبة ويُعتبر علاج تمزق الرباط الجانبي الأنسي من أكثر العلاجات شيوعاً، حيث تختلف طرق العلاج بناءً على درجة الإصابة، تتراوح هذه الإصابات بين الإجهاد البسيط (الدرجة الأولى) والتمزق الجزئي (الدرجة الثانية) إلى التمزق الكامل (الدرجة الثالثة)، وهو ما يستدعي اختيار العلاج الأنسب لكل حالة.
ما هو الرباط الجانبي الأنسي MCL؟
الرباط الجانبي الأنسي (MCL) هو رباط قوي يقع على الجانب الداخلي للركبة، حيث يمتد من السطح الداخلي لعظم الفخذ إلى السطح الداخلي لعظم الساق. يُعتبر هذا الرباط أحد الأربطة الأربعة الرئيسية التي توفر استقرار الركبة، حيث يعمل على منع التواء الركبة إلى الداخل ويشترك في الحفاظ على ثبات مفصل الركبة.
ما هو تمزق الرباط الجانبي الأنسي في الركبة؟
تمزق الرباط الجانبي الأنسي MCL هو إصابة شائعة تحدث غالباً في الرياضات التي تتطلب تغيير الاتجاه بسرعة أو التعرض لصدمة مباشرة على الجانب الخارجي للركبة. قد تتراوح شدة الإصابة من تمدد أو تمزق جزئي إلى تمزق كامل للرباط. يمكن أن تحدث إصابة الرباط الجانبي الأنسي بالتزامن مع تمزق الرباط الصليبي الأمامي (ACL).

أسباب تمزق الرباط الجانبي الأنسي
تحدث إصابة الرباط الجانبي الأنسي عندما يتعرض الركبة لضغط مفاجئ على الجانب الخارجي لها. من الأسباب الشائعة لهذه الإصابة:
- الإصابات الرياضية: رياضات مثل كرة القدم وكرة السلة والهوكي التي تتطلب احتكاكاً جسدياً أو تغيرات مفاجئة في الاتجاهات.
- الحركات غير الطبيعية أو المفاجئة: التواء أو انحناء مفاجئ للركبة أثناء الجري أو تغيير الاتجاه بشكل سريع.
- الاصطدامات المباشرة على الركبة: الاصطدامات المباشرة مع أجسام أخرى.
- إصابات الحوادث: السقوط أو الحوادث المرورية أو أثناء الأنشطة المنزلية.
- الإصابات بسبب المجهود المفرط: التكرار المستمر للحركات المجهدة للركبة.
- الإصابات المرتبطة بالشيخوخة: ضعف الأربطة مع تقدم العمر مما يزيد من احتمالية التمزق.
- الإصابات المتعددة في الركبة: تمزق الرباط الجانبي الأنسي قد يحدث مع إصابات أخرى في الركبة مثل تمزق الرباط الصليبي الأمامي أو الغضروف المفصلي.
درجات تمزق الرباط الجانبي الأنسي
يتم تصنيف تمزقات الرباط الجانبي الأنسي إلى ثلاث درجات حسب شدة الإصابة:
- الدرجة الأولى: تمزق خفيف حيث لا يتجاوز التمزق 10% من الرباط. تكون الركبة مستقرة ولكن يشعر المصاب بألم وتورم طفيف وتستغرق فترة الشفاء من عدة أيام إلى أسبوعين.
- الدرجة الثانية: تمزق جزئي للرباط مما يسبب رخاوة في الركبة وألماً شديداً ويتطلب الأمر من 2 إلى 4 أسابيع للتعافي.
- الدرجة الثالثة: تمزق كامل للرباط مما يؤدي إلى فقدان استقرار الركبة ويستغرق الشفاء عادةً من 4 إلى 8 أسابيع. يمكن أن تحدث إصابات أخرى مثل تمزق الرباط الصليبي الأمامي، مما يستدعي فترة تعافي أطول.
أعراض تمزق الرباط الجانبي الأنسي MCL
من أبرز الأعراض التي قد يشعر بها الشخص المصاب بتمزق الرباط الجانبي الأنسي:
- ألم وحساسية في الجانب الداخلي للركبة
- تورم واضح على نفس الجانب
- صوت طقة أثناء الإصابة
- عدم استقرار الركبة، خاصةً عند تحريكها أو وضع وزن عليها
تشخيص تمزق الرباط الجانبي الأنسي MCL
لتشخيص تمزق الرباط الجانبي الأنسي، يبدأ الطبيب بأخذ تاريخ المرض وفحص الركبة سريرياً. في معظم الحالات يمكن تشخيص الإصابة من خلال الفحص الجسدي. قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات إضافية مثل:
- الأشعة السينية للتأكد من عدم وجود كسور
- الأمواج فوق الصوتية لتقييم مدى الضرر في الرباط
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتحديد مدى التمزق بدقة والكشف عن إصابات أخرى محتملة في الركبة
علاج تمزق الرباط الجانبي الإنسي
تختلف خيارات علاج تمزق الرباط الجانبي الأنسي بناءً على شدة التمزق، حيث يمكن لمعظم المصابين التعافي دون الحاجة إلى الجراحة بفضل الإمدادات الدموية الجيدة التي تساعد في التئام الرباط. ومع ذلك، قد تتطلب بعض الحالات الشديدة أو المصحوبة بإصابات أخرى في الركبة تدخلاً جراحياً لضمان استقرار المفصل واستعادة وظيفته الطبيعية.
علاج تمزق الرباط الجانبي الأنسي بدون جراحة
يُعتبر العلاج غير الجراحي الخيار الأول لعلاج تمزق الرباط الجانبي الإنسي، حيث يساعد في تقليل الألم والتورم وتحفيز عملية الشفاء الطبيعية. تشمل أساليب العلاج غير الجراحي ما يلي:
طريقة RICE (الراحة، الثلج، الضغط، الرفع) لعلاج تمزق الرباط الجانبي الأنسي
تتضمن هذه الطريقة 4 استراتيجيات هي:
- الراحة: يُنصح بتجنب الأنشطة التي تزيد من الضغط على الركبة لمنع تفاقم الإصابة.
- الثلج: يُوضع كيس من الثلج على الركبة لمدة 15-20 دقيقة كل ساعتين لتقليل التورم والالتهاب.
- الضغط: يُستخدم رباط طبي مرن حول الركبة للحد من التورم ودعم المفصل.
- الرفع: يُفضل رفع الركبة فوق مستوى القلب أثناء الاستلقاء لتقليل احتباس السوائل والتورم.
تناول مسكنات الألم
قد يوصي الطبيب بتناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الأيبوبروفين أو النابروكسين لتقليل الألم والتورم، مع الانتباه إلى أهمية الالتزام بالجرعات المحددة لتجنب الآثار الجانبية.
ارتداء دعامة الركبة
قد يطلب الطبيب من المصاب ارتداء دعامة خاصة لعلاج تمزق الرباط الجانبي الأنسي، وذلك لمنع الحركة الجانبية الزائدة أثناء التئام الرباط. تساعد هذه الدعامة في توفير الثبات للمفصل مما يسرّع عملية الشفاء ويقلل من خطر الإصابة المتكررة.

استخدام العكازات
يُنصح باستخدام العكازات لتخفيف الحمل عن الركبة المصابة عند المشي، خاصةً في الحالات التي يكون فيها الألم شديداً أو عند وجود عدم استقرار في الركبة.
العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل لعلاج تمزق الرباط الجانبي الأنسي
يلعب العلاج الطبيعي دوراً أساسياً في علاج تمزق الرباط الجانبي الأنسي واستعادة قوة الركبة ونطاق حركتها. يعتمد البرنامج العلاجي على شدة الإصابة ويشمل ما يلي:
- تمارين تقوية عضلات الفخذ (مثل تمارين المقاومة) لدعم استقرار الركبة
- تمارين تحسين التوازن لمنع الإصابات المستقبلية
- ركوب الدراجة الثابتة لتحفيز تدفق الدم إلى الركبة وتعزيز التعافي
- تمارين الإطالة للحفاظ على مرونة المفصل والحد من التيبّس
يتم تصميم برنامج إعادة تأهيل خاص بالنسبة للرياضيين ليتناسب مع طبيعة حركتهم في الرياضة التي يمارسونها.
علاج تمزق الرباط الجانبي الأنسي بالجراحة
في الحالات الشديدة التي تتضمن تمزقاً كاملاً في الرباط الجانبي الإنسي أو عند وجود إصابات أخرى في الركبة، قد يكون التدخل الجراحي ضرورياً لعلاج تمزق الرباط الجانبي الأنسي واستعادة وظيفة المفصل بشكل كامل.
متى نحتاج إلى الجراحة لعلاج تمزق الرباط الجانبي الأنسي؟
قد يُوصى بالجراحة لعلاج تمزق الرباط الجانبي الأنسي في الحالات التالية:
- التمزق الكامل للرباط الجانبي الإنسي مع عدم استقرار واضح في الركبة
- فشل العلاج غير الجراحي في علاج تمزق الرباط الجانبي الأنسي بعد فترة من إعادة التأهيل
- إصابة الرباط الجانبي الإنسي مع تمزقات أخرى، مثل إصابة الرباط الصليبي الأمامي (ACL)
- الرياضيين المحترفين الذين يحتاجون إلى استعادة قوة الركبة بشكل سريع وكامل
أنواع الجراحات المتاحة لعلاج تمزق الرباط الجانبي الأنسي
تعتمد التقنية الجراحية المستخدمة على شدة التمزق وحالة الأنسجة المحيطة:
- إعادة ربط الرباط: يتم خياطة الرباط الممزق وإعادة تثبيته في موضعه الأصلي باستخدام مسامير أو غرز طبية.
- إعادة بناء الرباط: في بعض الحالات قد يكون من الضروري استخدام طُعم نسيجي لتعويض التلف في الرباط، ويمكن أخذ الطُعم من أوتار المريض نفسه أو متبرع خارجي.
مراحل الجراحة لعلاج تمزق الرباط الجانبي الأنسي
تُجرى جراحة الرباط الجانبي الإنسي (MCL) تحت تأثير التخدير العام أو التخدير النصفي (الإبيديورال) وفقاً لحالة المريض. يبدأ الإجراء بعمل شق جراحي صغير في الجانب الداخلي للركبة للوصول إلى الرباط المصاب، وفي بعض الحالات، خاصة عند وجود إصابات مصاحبة مثل تمزق الرباط الصليبي الأمامي (ACL) أو الخلفي (PCL)، قد يتم استخدام المنظار لفحص الركبة قبل التدخل الجراحي.
إذا كان الرباط قابلاً للإصلاح، تتم خياطته أو إعادة تثبيته بالعظم أما في الحالات التي يكون فيها التمزق شديداً وغير قابل للترميم، فيتم إعادة بنائه باستخدام طُعم من وتر ذاتي مأخوذ من المريض أو من متبرع. يتم إغلاق الجرح بعد تثبيت الرباط بواسطة المسامير وخياطة الأنسجة المحيطة بدقة مع وضع ضماد طبي ودعامة للركبة للمساعدة في التثبيت وتسريع التعافي. تُستخدم تقنيات جراحية متقدمة مثل المنظار للحد من التداخل الجراحي، مما يسهم في تقليل الألم وفترة التعافي.

يتطلب علاج تمزق الرباط الجانبي الأنسي تدخلاً جراحياً في بعض الحالات المتقدمة وعادةً ما يُوصى به بعد فشل العلاجات الأخرى. إذا كانت الإصابة تؤثر بشكل كبير على استقرار الركبة ووظائفها، قد يكون استبدال مفصل الركبة خياراً مناسباً. لمعرفة المزيد عن هذه الجراحة، يمكنكم قراءة مقالنا عن .
مدة التعافي بعد علاج تمزق الرباط الجانبي الأنسي
1. التعافي من العلاج غير الجراحي
- تمزقات الدرجة الأولى (الخفيفة): الشفاء خلال 1-3 أسابيع مع العلاج الطبيعي.
- تمزقات الدرجة الثانية (المتوسطة): تحتاج إلى 3-6 أسابيع من العلاج والرعاية المكثفة.
- تمزقات الدرجة الثالثة (الشديدة): قد يستغرق الشفاء 2-3 أشهر مع الحاجة إلى دعامة أو علاج طبيعي مكثف.
2. التعافي بعد الجراحة
- يحتاج المصاب إلى 4-6 أشهر لاستعادة القدرة الكاملة على الحركة.
- تتضمن فترة التعافي برنامج إعادة تأهيل تدريجي يشمل العلاج الطبيعي وتمارين التقوية.
- يُنصح المرضى بعدم العودة إلى الرياضات التي تتطلب حركات سريعة حتى يحصلوا على الموافقة من الطبيب.
فترة التعافي ونسبة نجاح العملية
تختلف فترة التعافي بشكل كبير بناءً على درجة الإصابة وطريقة العلاج المتبعة. بالنسبة للإصابات من الدرجة الأولى والثانية، يعتبر العلاج المحافظ (غير الجراحي) فعالاً في معظم الحالات، حيث أظهرت الدراسات أن 85-90% من المرضى يحققون تحسناً ملحوظاً بعد فترة تعافي تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع. في هذه الحالات يتم تضمين العلاج الطبيعي بشكل أساسي لاستعادة وظيفة الركبة الكاملة.
أما في حالة التمزق الكامل للرباط الجانبي الأنسي (الدرجة الثالثة)، فإن العلاج الجراحي يعتبر الخيار الأفضل. تُظهر الإحصائيات أن نسبة نجاح العمليات الجراحية لإصلاح تمزق الرباط الجانبي الأنسي تصل إلى 90% مما يتيح للمرضى العودة إلى أنشطتهم الطبيعية بشكل فعال بعد الجراحة. مع ذلك، فإن فترة التعافي بعد العملية تتراوح بين 8 إلى 12 أسبوعاً أو أكثر ويتطلب الأمر التزاماً بالعلاج الطبيعي المكثف لضمان استعادة قوة الركبة واستقرارها.
هل يمكن لتمزق الرباط الجانبي الإنسي أن يلتئم تلقائياً؟
في حالة التمزقات البسيطة (الدرجة الأولى)، يمكن أن يلتئم الرباط تلقائيًا مع الراحة والعلاج المحافظ، أما التمزقات الأكثر شدة فتحتاج إلى علاج مكثف لضمان التعافي الكامل.
هل تتطلب تمزقات الرباط الجانبي الإنسي جراحة دائماً؟
لا، معظم الحالات تُشفى دون جراحة، ولكن عند وجود إصابات أخرى في الركبة أو في حالات الرياضيين المحترفين، قد يكون التدخل الجراحي ضرورياً لضمان استقرار الركبة ومنع حدوث مشكلات في المستقبل.
في الختام، تُعد إصابة الرباط الجانبي الإنسي (MCL) من الإصابات الشائعة في الركبة، والتي يمكن علاجها بفعالية سواءً بالعلاج غير الجراحي أو التدخل الجراحي في الحالات الشديدة. يعتمد نجاح العلاج على التشخيص الدقيق وخطة التأهيل المناسبة لضمان استعادة الحركة الطبيعية للركبة ومنع المضاعفات المستقبلية.
إذا كنت تعاني من ألم في الركبة أو اشتباه في إصابة الرباط الجانبي الإنسي، فلا تتردد في استشارة مركز بيمارستان الطبي، حيث يوفر لك فريقنا الطبي المتخصص أحدث أساليب التشخيص والعلاج لضمان تعافٍ سريع وفعال. اتصل بنا اليوم لحجز استشارتك واستعادة نشاطك بأمان!
المصادر: