.floating_btn{ display:none !important; } .println-contact-form-button-element{ display:none !important; }
علاج انسداد الأنف يُعد من الموضوعات الصحية المهمة نظراً لشيوع هذه المشكلة بين مختلف الفئات العمرية، حيث يُعاني الكثيرون من صعوبة في التنفس نتيجة احتقان الأغشية المخاطية داخل الأنف. ويُعتبر الاحتقان من أكثر الأسباب المسببة للانسداد، إذ ينشأ عن تورم الأوعية الدموية والأنسجة الداخلية بفعل التهابات أو تحسس أو عدوى فيروسية. وعلى الرغم من أن انسداد الأنف غالباً ما يكون عرضاً مؤقتاً، إلا أنه قد يؤثر بشكل واضح على النوم والحياة اليومية إذا استمر لفترات طويلة.
ما هو الانسداد الأنفي؟
يعرف الانسداد الأنفي بأنه إعاقة جريان الهواء عبر فتحتي الأنف بسبب انتفاخ الأوعية الدموية واحتقانها ضمن الأنف مما يؤدي لزيادة إفراز المخاط الذي يتجمع ويسبب انسداد وصعوبة بجريان الهواء. حيث يعد الاحتقان الأنفي عرض شائع للكثير من الأمراض والحالات الطبية، كما أنهُ يشاهد بكثرة عند الاطفال والكبار على حدٍ سواء.
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الاحتقان الانفي ومن أهم تلك الاسباب هي الإصابة بالعدوى التنفسية كالزكام أو فيروس الانفلونزا بالإضافة إلى التهاب الجيوب الانفية أو الحساسية لبعض المنبهات كغبار الطلع. معرفة السبب الذي أدى لحدوث الاحتقان ضمن الأنف ضروري لوضع الخطة العلاجية المناسبة، حيثُ أن علاج السبب يؤدي إلى زوال الاحتفان. تتوفر وسائل عديدة لتدبير وعلاج الانسداد الأنفي منها ما هو مُقتصر على تطبيق بخاخات أنفية تعمل على ترطيب الأنف وتجنب جفافهِ أو عبر بخاخات ستيروئيدية تخفف من الاحتقان.
يسبب انسداد الأنف شعور بعدم الارتياح عند الذين يعانون منهُ، وقد يترافق مع أعراض أخرى كالسيلان الأنفي، العطاس، الشخير أثناء النوم، ضيق التنفس.
أسباب انسداد الأنف
توجد أسباب عديدة تؤدي لتهيج واحتقان الأوعية الدموية الانفية أهمها وأكثرها شيوعاً هي العدوى الفيروسية التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي (كالزكام أو الانفلونزا). كما يوجد أسباب أُخرى تؤدي للانسداد الأنفي. ما يلي أهم أسباب حدوث انسداد الأنف:
- العدوى البكتيرية أو الفيروسية (نزلات البرد)
- الحساسية لبعض المنبهات (كالحساسية لغبار الطلع أو بعض الحيوانات)
- التهاب الجيوب المزمن
- انحراف الحاجز الأنفي عند وجود التهابات أو تحسس
- التهاب الأنف الدوائي (الناتج عن الاستعمال المديد لمضادات الاحتقان)
- التهاب الأوعية الدموية الأنفية
- الحمل أو الربو
علامات انسداد الأنف
إن انسداد الأنف هو غالباً ما يكون عرض لمرض آخر، لكنهُ يترافق في معظم الحالات مع الأعراض التالية:
- السيلان الأنفي
- تجمع المخاط
- العطاس
- تورم الأنسجة الأنفية
تشخيص انسداد الأنف
يقوم الطبيب بتشخيص انسداد الأنف عن طريق الأعراض والفحص السريري للمريض، يفحص الطبيب الأنف والأذن والحنجرة لتحديد سبب حدوث الاحتقان الأنفي. يستخدم الطبيب في الفحص منظار الأنف وهو عبارة عن أنبوب مرن يحوي مصباح وكاميرا بحيثُ يسمح للطبيب برؤية وتقييم الأنف من الداخل.
في بعض الحالات قد يطلب الطبيب صورة طبقي محوري للرأس للمساعدة في تقييم وجود جسم أجنبي بالأنف، قد يتم أيضاً أخذ مسحة من الحلق لنفي وجود أمراض تسبب الانسداد الأنفي كفيروس كوفيد المستجد.
طرق علاج انسداد الأنف
يُمكن علاج انسداد الأنف عبر الاكتفاء باستعمال محلول ملحي على شكل قطرات أو المرطبات للتقليل من جفاف الأنف الناتج عن الانسداد، يُمكن في بعض الأحيان وخاصةً عند الأطفال استعمال جهاز يشفط المخاط لمنع حدوث تجمع وانسداد أنفي.
العلاجات المنزلية
تتوفر العديد من الطرق المنزلية التي تساعد في علاج انسداد الأنف، حيث تُعد المحافظة على رطوبة الممرات والجيوب الأنفية من أهم الخطوات، وذلك إما باستخدام المرطبات أو عبر الإرذاذ المتكرر. كما أن الاستحمام لفترة مطولة واستنشاق البخار الصاعد من الماء الساخن يساهم في منع جفاف الأنف، بينما يساعد شرب كميات وفيرة من السوائل في تليين المخاط الأنفي وبالتالي منع انسداد الجيوب. ويمكن أيضاً الاستفادة من وضع منشفة رطبة على الوجه لفتح المجاري الأنفية.
أما أثناء النوم، فإن إسناد الرأس على وسادتين لإبقائه مرفوعاً يُعد وسيلة فعالة لتسهيل التنفس، كما يمكن استخدام أجهزة تصدر موجات اهتزازية على الوجه لتوفير شعور بالراحة. وإلى جانب ذلك، يلجأ البعض إلى العلاجات الطبيعية مثل استخدام خل التفاح، إذ يمكن تحضير خلطة منزلية بمزج خل التفاح مع العسل في ماء دافئ وشربها لتخفيف الاحتقان.
من ناحية أخرى، يجدر التنويه إلى أن بعض الممارسات الشائعة ليست فعّالة، مثل استنشاق نبات الثوم الذي أثبتت الدراسات أنه لا يساعد على علاج انسداد الأنف، بل قد يزيد من شدة الاحتقان.
علاج انسداد الأنف الدوائي
تتوفر العديد من الأدوية التي تعمل كمخففات للاحتقان الأنفي ومنها:
- مضادات الاحتقان: تعمل مضادات الاحتقان على التخفيف من تورم الممرات الأنفية وتقليل الاحتقان، تعطى هذه الأدوية على شكل بخاخات أنفية كالنفازولين، أوكسي ميتازولين، وقد تعطى على شكل أقراص فموية كالفينيليفرين.
- مضادات الهيستامين: إن الاستطباب الأساسي لمضادات الهيستامين هو في حال كان السبب وراء الانسداد الأنفي عائد لمشكلة تحسسية، تعمل مضادات الهستامين على تخفيف الأعراض التحسسية مثل سيلان الأنف والعطاس.
- يمكن مشاركة مضادات الهيستامين مع مضادات الاحتقان وذلك للتقليل من الاحتقان الحاصل بالإضافة إلى تدبير أعراض التحسس.
- مضادات الالتهاب الستيروئيدية: تأتي على شكل بخاخات وتعمل على تخفيف الاحتقان الناتج عن التحسس، من الأمثلة عنها بخاخ الفلوتوكازون.
- مسكنات الألم: تخفف من الألم وعدم الارتياح الناتج عن إحتقان الأنف لكنها لا تحل مشكلة الاحتقان.

علاج انسداد الأنف الجراحي
عادةً لا يُلجأ إلى الجراحة في علاج انسداد الأنف إلا في الحالات التي يكون فيها السبب تشوهاً تشريحياً أو مشكلة بنيوية داخل الأنف، مثل وجود أورام أو لحميات (بوليبات أنفية) أو انحراف الحاجز الأنفي. ففي هذه الحالات، تكون العلاجات الدوائية أو المنزلية غير كافية، ويصبح التدخل الجراحي ضرورياً لتصحيح السبب الأساسي.
أما في الحالات البسيطة من انسداد أو احتقان الأنف، فيمكن الاكتفاء بالعلاجات التحفظية مثل استعمال المحاليل الملحية، الأدوية المزيلة للاحتقان أو مضادات التحسس. لكن عند استمرار الأعراض أو شدتها بحيث تؤثر على التنفس وجودة الحياة، يتم اللجوء إلى خيارات أكثر تقدماً، ومنها التدخلات الجراحية التي تهدف إلى فتح مجرى الهواء الأنفي وإعادة التنفس الطبيعي.
طرق الوقاية من انسداد الأنف
تُعتبر الوقاية من انسداد الأنف خطوة مهمة لتقليل تكرار الأعراض وتحسين نوعية الحياة، وذلك عبر اتباع بعض الإجراءات البسيطة في الحياة اليومية، ومنها:
- المحافظة على نظافة الأنف باستخدام المحاليل الملحية لتقليل تراكم المفرزات
- تجنّب التعرض للغبار والدخان والروائح المهيجة التي تزيد من الاحتقان
- غسل اليدين باستمرار للوقاية من العدوى الفيروسية، خصوصاً عند الأطفال
- استخدام مرطبات الهواء في الغرف لمنع جفاف الأغشية الأنفية
- شرب كميات كافية من الماء يومياً للحفاظ على ترطيب الجسم والممرات الهوائية
- علاج التحسس الأنفي أو الأمراض التنفسية المزمنة بشكل مبكر لتجنب الانسداد المتكرر
في الختام، يُعتبر علاج انسداد الأنف من المشكلات الشائعة التي قد تؤثر على الراحة وجودة الحياة اليومية، إلا أن طرق العلاج تتراوح بين خطوات بسيطة في المنزل وعلاجات دوائية فعّالة، وصولاً إلى التدخل الجراحي في بعض الحالات الخاصة. ويعتمد اختيار الطريقة المناسبة على شدة الأعراض والسبب الكامن وراءها، لذلك يُنصح دائماً باستشارة الطبيب لتحديد الخطة العلاجية الأمثل وضمان عودة التنفس الطبيعي بسلاسة.
المصادر:
- MedlinePlus. (2023, July 8). Stuffy or runny nose – adult. U.S. National Library of Medicine
- Moore, K. (2025, July 11). Nasal congestion: Causes, treatment, and home remedies. Healthline
- WebMD. (2024, December 18). How to treat nasal congestion and sinus pressure. WebMD