إن الجلد هو أكبر عضو في الجسم ويتكون من مكونات عديدة بما في ذلك الماء والبروتين والدهون والمعادن والمواد الكيميائية المختلفة. يزن الجلد عند الأشخاص متوسطي الوزن حوالي 2720 غرام. للجلد أهمية بالغة في الحماية من العدوى وتتكاثر بشرة الجلد باستمرار كل 27 يوماً تقريباً.
يتميز الجلد بقدرته على التكيف مع التغيرات التي يتعرض لها بشكل متكرر، مما يسمح بحدوث تغيرات نسيجية وشكلية عليه، من أهم هذه التغيرات هو تشكل مسمار القدم. لنتعرف على كل ما يخص أسباب مسمار وطرق علاجه في تركيا.
ما هو مسمار القدم؟
تُعد مسامير القدم مناطق صلبة وسميكة من الجلد تتشكل نتيجة للاحتكاك أو الضغط على الجلد، حيث تتطور مسامير القدم بشكل طبيعي للمساعدة في حماية الجلد تحتها. يمكن أن تكون مسامير القدم مزعجة، ولكن الجسم في الواقع يشكلها لحماية البشرة الحساسة. رغم أن هذه المناطق المتصلبة من الجلد يمكن أن تتكون في أي مكان من الجسم حيث يوجد احتكاك متكرر مثل أطراف أصابع عازف الجيتار أو راحة يد الميكانيكي، إلا أنها تظهر عادةً في القدمين.
أنواع مسامير القدم
- مسامير القدم الصلبة: وهي عبارة عن مناطق صغيرة صلبة كثيفة من الجلد عادةً ما تكون ضمن منطقة أكبر من الجلد السميك. تتكون مسامير القدم الصلبة في الجزء العلوي من أصابع القدم حيث يوجد ضغط عظمي على الجلد.
- مسامير القدم اللينة: تكون هذه المسامير بيضاء/رمادية ولها ملمس مطاطي وناعم. تظهر مسامير القدم اللينة بين أصابع القدم عادةً.
- مسامير القدم المنثورة: تسمى بذلك لأنها عادةً ما تكون صغيرة جداً ومنتثرة، وقد تكون طرية جداً خاصة إذا كانت على جزء يتحمل الوزن من القدم، وتتكون في الغالب أسفل القدمين.
أسباب ظهور مسمار القدم
إن الطبقات المتصلبة من الجلد في مسامير القدم هي في الواقع طريقة للجسم لحماية الجلد من التهيج والضغط. تنتج مسامير القدم عن الاحتكاك والضغط المتكرر، ومن بعض مصادر هذا الاحتكاك والضغط ما يلي:
- ارتداء أحذية وجوارب غير مريحة: يمكن أن تضغط الأحذية الضيقة والكعب العالي على مناطق من القدمين، وفي نفس الوقت فإن الأحذية الواسعة قد تسبب انزلاق القدم بشكل متكرر واحتكاكها بالحذاء.
- عدم ارتداء الجوارب: يمكن أن يؤدي ارتداء الأحذية والصنادل بدون جوارب إلى احتكاك القدمين بشكل مستمر.
- الوقوف أو المشي أو الجري لفترات طويلة من الزمن والمشي حافي القدمين.
- الأنشطة الرياضية: خاصةً تلك التي تضغط على القدمين وتسبب احتكاكاً متكرراً بمنطقة من الجلد.
- الوراثة: يميل بعض الأشخاص إلى الإصابة بمسامير القدم خاصةً في المناطق غير الحاملة للوزن.
- تشوهات القدم البنيوية: مثل تغيرات شكل القدم (إصبع القدم المطرقية).
أعراض مسمار القدم
تتميز مسامير القدم بالعديد من الخصائص المميزة تشكل أعراض على المريض، وهي تشمل ما يلي:
- بقع سميكة ومتصلبة وأكبر حجماً وأكثر تسطحاً من الجلد
- نتوءات صغيرة مستديرة مرتفعة من الجلد المتصلب محاطة بجلد ملتهب
- حساسية أو ألم تحت الجلد
- جلد متقشر أو جاف
- قد تكون مؤلمة أو تسبب عدم الراحة
قد تكون مسامير القدم المتصلبة مؤلمة ولكنها ليست مشكلة خطيرة بالنسبة لمعظم الناس.
طرق علاج مسمار القدم نهائياً
يعتمد العلاج على الأعراض التي يعاني منها المريض والسبب الذي أدى إلى ظهور مسامير القدم. بالنسبة لمسامير القدم النموذجية فإن إزالة الجلد المتراكم يعد علاجاً فعالاً.
عندما لا يتم علاج مسامير القدم بشكل صحيح، فإنها تنكس مرات عديدة وقد لا تختفي من تلقاء نفسها إذا تركت دون علاج. يجب الالتزام ببعض النصائح للمساعدة في علاج المسمار اللحمي في القدم:
- نقع المنطقة بماء دافئ حتى يلين الجلد من خمس إلى عشر دقائق
- استخدام حجر الخفّان (حجر الخفّاف) لحك منطقة المسمار والحصول على نعومة للمنطقة
إزالة مسمار القدم بالليزر
يعد الليزر هو الطريقة الأكثر حداثة وفعالية لعلاج مسمار القدم، وهو علاج غير مؤلم نتيجة تطبيق التخدير الموضعي وبدون نزيف، يجرى في عيادة الطبيب ويمكن العودة مباشرةً إلى الأنشطة اليومية. من المثير للإعجاب أن مسامير القدم تتلاشى بعد العلاج بشكل دائم مرة واحدة وإلى الأبد.
يتم استخدام ليزر ثاني أكسيد الكربون لتسخين وتدمير وتبخير الطبقات الزائدة من الجلد سواءً كانت ناتجة عن مسمار القدم أو الثالول، تاركاً جلد ناعم تحت هذه الطبقات وتظل الأنسجة المحيطة سليمة ولا تتضرر.
المشكلة الوحيدة لهذه الطريقة أنه بعد العلاج بالليزر يجب الحفاظ على الجلد المحيط بالمسمار جافاً لمدة أسبوعين أو 3 أسابيع، مع أقل قدر ممكن من الرطوبة لمدة 2-3 أسابيع.
يجب استخدام مرهم مضاد حيوي موضعي وتغطيته بضمادة لاصقة لتسريع شفاء المنطقة المعالَجة بالليزر.
أدوية مسمار القدم
- ضمادة من حمض الساليسيليك بنسبة 40%: يتم استخدامه بحجم أكبر قليلاً من منطقة مسمار القدم، بحيث يتم تثبيتها في مكانها بشريط لاصق طوال الليل أو لمدة 3-4 أيام في حالة الآفات السميكة للغاية. يجب بعد إزالة الضمادة نقع القدم في الماء وحك التشققات باستخدام حجر الخفاف. يجب ألا يستخدم مرضى السكري أو أمراض الضغط الدموي ضمادة حمض الساليسيليك.
- غسول لاكتات الأمونيوم 12% أو غسول كارمال (OTC): يستخدم لتليين النسيج المتصلب.
- مرطبات الجلد الطبيعية: هناك العديد من أنواع مرطبات الجلد الطبيعية المتوفرة في المنزل مثل عصير الليمون والخل الأبيض والأناناس. تساعد جميعها في تليين الطبقة العلوية الصلبة من مسامير القدم وإزالتها تدريجياً.
إزالة مسمار القدم بالجراحة
يلجأ الطبيب إلى الجراحة في حال وجود تشوه هيكلي في قدم المريض أو أصابعه وذلك لأن العلاج العادي سوف يسبب نكس الحالة بشكل متكرر، يقوم الطبيب في هذه الحالة بإزالة أو إعادة تنظيم العظام والأنسجة المحيطة بها في القدم. قد يلجأ الطبيب إلى الجراحة في حال كان مسمار القدم مؤلم للغاية أو يمنع المريض من المشي بشكل طبيعي أو إذا كان سبب بحدوث حالات متكررة من الالتهابات أو الجروح.
في النهاية فإن مسامير القدم هي استجابة طبيعية للجسم بعد الضغط والاحتكاك. يحدث الاحتكاك في المقام الأول بسبب التوزيع غير السليم للوزن عبر القدمين أثناء المشي. حيث يتعين على عظام معينة في مقدمة القدم أن تحمل وزناً أكبر، ونتيجة لذلك يعمل الجلد على تكوين مسامير القدم لحمايته.
المصادر: