تساقط الشعر عند الأطفال والمراهقين يمثل مشكلة صحية ونفسية مهمة، إذ قد ينتج عن أسباب متعددة تشمل العوامل الوراثية، الأمراض الجلدية، نقص التغذية، أو العادات السلوكية، حيث يُعد تساقط الشعر في هذه الفئة العمرية أكثر من مجرد قضية جمالية، فهو قد يؤدي إلى تأثيرات نفسية واجتماعية كبيرة، مثل انخفاض الثقة بالنفس، الشعور بالحرج أمام الأقران، والميل للعزلة الاجتماعية.
في الحالات التي تفشل فيها العلاجات الدوائية أو الموضعية التقليدية، قد تُعتبر زراعة الشعر للأطفال والمراهقين خيارًا طبيًا فعالًا وآمنًا لإعادة المظهر الطبيعي وتعزيز الثقة بالنفس لدى الأطفال والمراهقين، مع ضرورة تقييم الحالة من قبل طبيب مختص قبل اتخاذ القرار الجراحي.
أسباب تساقط الشعر عند الأطفال والمراهقين
تعد أسباب تساقط الشعر عند الأطفال والمراهقين عديدة وتشمل:
- الأسباب الوراثية (الصلع الوراثي المبكر): الثعلبة الأندروجينية هي شكل وراثي من تساقط الشعر، وتُعرف أيضًا بالصلع النمطي عند الذكور أو الصلع النمطي عند الإناث عادةً ما يبدأ تساقط الشعر النمطي في مرحلة البلوغ، لكنه قد يبدأ أيضًا خلال سنوات المراهقة.
- الأمراض الجلدية: هناك العديد من الأمراض الجلدية التي تسبب تساقط الشعر ومن أبرزها
- الثعلبة البقعية: هي حالة مناعية ذاتية تسبب تساقط الشعر على شكل بقع حيث يهاجم الجهازالمناعي بصيلات الشعر.
- سعفة الرأس: عدوى فطرية شائعة عند الأطفال تؤدي إلى تساقط الشعر مع ظهور بقع صلعاء.
- الصدفية: مرض جلدي مناعي غير معد ينتج عن نمو خلايا الجلد بمعدل أسرع من الطبيعي وهذا ما يسبب تشكل قشور سميكة فضية أو حمراء، وغالباً يترافق معها حكة أو التهاب.
- نقص التغذية: اتباع العادات الغذائية السيئة تؤدي إلى فقدان العناصر الغذائية المهمة مثل الحديد والفيتامينات الأساسية قد يؤدي إلى ضعف الشعر وتساقطه بشكل ملحوظ الأطفال والمراهقين.
- العادات الخاطئة: ومن أهمها
- هوس نتف أو شد الشعر: هو حالة نفسية يشعر فيها الطفل برغبة ملحّة في اقتلاع شعره.
- تساقط الشعر الناتج عن الشد: هي حالة ناتجة عن الضغط المستمر على بصيلات الشعر نتيجة تسريحات الشعر المشدودة مثل الضفائر أو ذيل الحصان أو استخدام بكرات الشعر الضيقة مما يسبب تسلقط الشعر.
- تساقط الشعر الكربي: حالة نفسية ناتجة عن التوتر والضغط النفسي تؤدي إلى دخول بصيلات الشعر في مرحلة الراحة مما يؤدي إلى تساقط الشعر المتأثر فجأة عند تمشيطه أو غسله.
- العلاج الكيميائي: الذي يسبب تساقط الشعر من الجذر وهو في طور النمو وفي بعض العلاجات التي تقتل الخلايا السرطانية من الممكن أن تسبب الثعلبة البقعية.
هل يمكن إجراء زراعة الشعر للأطفال والمراهقين؟
يمكن إجراء زراعة الشعر للأطفال والمراهقين لكن يجب الانتباه إلى الحالات التي يمنع فيها زراعة الشعر للأطفال والمراهقين مع معرفة العمر المناسب للطفل حيث:
العمر المناسب لإجراء زراعة الشعر للأطفال والمراهقين
في معظم الحالات، لا يُنصح بزراعة الشعر للأطفال والمراهقين إلا بعد البلوغ والوصول إلى عمر الـ16 إلى 18 عامًا، وذلك لأن بصيلات الشعر عند الأطفال والمراهقين لا تكون مستقرة تمامًا حتى هذه الفترة، ويمكن أن يؤدي التغير المستمر في مستويات الهرمونات إلى نتائج غير مستقرة على المدى الطويل.
الحالات التي يُمنع فيها زراعة الشعر للأطفال والمراهقين
لا يجب زراعة الشعر للأطفال والمراهقين في الحالات التالية:
- الأمراض المزمنة غير المستقرة: هذه الأمراض تؤثر سلباً على عملية زراعة الشعر وتجعلها غير مستقرة مثل الأمراض المناعية الذاتية، وهناك أمراض مزمنة تؤثر على نمو الشعر مثل الذئبة الحمراء أو الثعلبة.
- مشاكل تخثر الدم: الأطفال الذي يعانون من اضطرابات تخثر الدم مثل الهيموفيليا يُنصح بتأجيل العملية أو تجنبها بشكل كامل، لأنهم قد يعانون من نزيف مفرط غير مسيطر عليه أثناء عملية زراعة الشعر وحدوث مضاعفات خطيرة.
- التهابات فروة الرأس النشطة: تؤدي هذه الالتهابات مثل الالتهابات الفطرية أو البكتيرية، إلى تفاقم الحالة وارتفاع خطر الإصابة بمضاعفات بعد العملية.
- الحالات النفسية غير المستقرة: تؤثر حالات مثل الاكتئاب الحاد أو الاضطرابات السلوكية الخطيرة على نتائج عملية زراعة الشعر.
الفحص الطبي قبل زراعة الشعر للأطفال والمراهقين
يجب إجراء العديد من الخطوات والفحوصات الطبية قبل زراعة الشعر للأطفال والمراهقين
- تقييم الطبيب المختص للأسباب: يهدف التقييم الطبي من قبل الطبيب المختص إلى معرفة الأسباب المحتملة لتساقط الشعر، مثل الصلع الوراثي، الثعلبة، أو الأمراض المناعية الذاتية ومعرفة الخيار العلاجي الأمثل حيث أنه يتم توضيح ما إذا كانت الزراعة هي الحل الأمثل أو إذا كانت العلاجات الأخرى مثل الأدوية أو العلاجات الموضعية هي الأفضل.
- الفحوصات المخبرية المطلوبة: يتم إجراء مجموعة من الفحوصات المخبرية لضمان صحة المريض وتحديد السبب الدقيق لتساقط الشعر. هذه الفحوصات تشمل:
- فحص الدم: للتحقق من وجود أي نقص في العناصر الغذائية أو اضطرابات في الدم.
- فحص الهرمونات: للتحقق من التغيرات الهرمونية التي قد تؤثر على نمو الشعر، خاصة عند المراهقين.
- فحص المناعة: لتحديد ما إذا كانت هناك أمراض مناعية ذاتية قد تؤثر على فروة الرأس والشعر.
- أهمية التشخيص المبكر: يمكن أن يساعد التشخيص المبكر في تجنب الإجراء الجراحي إذا كانت هناك خيارات علاجية أخرى أكثر ملاءمة بالإضافة إلى ذلك تحديد السبب الحقيقي لتساقط الشعر وتحديد ما إذا كان المريض بحاجة إلى زراعة الشعر أوعلاج بديل.
تقنيات زراعة الشعر للأطفال والمراهقين
يوجد العديد من تقنيات زراعة الشعر للأطفال والمراهقين مثل زراعة الشعر بالاقتطاف (FUE)، وزراعة الشعر مباشرةً (DHI).
زراعة الشعر بالاقتطاف (FUE):
تعد زراعة الشعر بتقنية FUE (استخراج الوحدات الجريبية)، إجرء طفيف التوغل لعلاج تساقط الشعر أو الصلع، من خلال استخراج بصيلات الشعر السليمة من منطقة التبرع التي تكون غالباً مؤخرة الرأس أو من منطقة أخرى، من أجل زراعتها في فروة الرأس لتغطي المنطقة الخالية من الشعر بالكامل.
تتميز هذه التقنية بصغر الجروح الناتجة وقلة الألم، حيث تستخدم أدوات دقيقة تسمى الميكروبنشرات لاستخراج بصيلات الشعر التي تحتوي على الخلايا الجذعية، ثم تنقع هذه البصيلات في محلول خاص قبل زراعتها في فروة الرأس حتى يصبح الشعر أكثر كثافة وامتلاء، وتتيح هذه التقنية نمو شعر جديد بواقع 3 إلى 4 شعيرات لكل وحدة جريبية مزروعة، مما يعطي كثافة جيدة ونتائج طبيعية، وبتكلفة أقل من غيرها من التقنيات.

زراعة الشعر المباشرة (DHI):
تعد تقنية DHI لزراعة الشعر تعديل لتقنية FUE، إذ يقوم الطبيب في تقنية ال FUE بعمل قنوات صغيرة في فروة الرأس يدوياً قبل زراعة البصيلات، أما في تقنية DHI يستخدم الطبيب أداة خاصة على شكل قلم مزود بإبرة مجوفة تدعى أقلام تشوي (choi pen)، التي تقوم بفتح القناة وزرع البصيلة في الوقت نفسه، تتيح هذه الأداة تحكماً دقيقاً مما يؤدي إلى تغطية شعرية أكثر دقة وكثافة وندوب أقل وتعاف أسرع مقارنةً بتقنيات زراعة الشعر الأخرى، كما أنّ الإجراء يستغرق وقت أقل من غيره من التقنيات.
مقارنة بين تقنية DHI وتقنية FUE في تركيا
لتحديد أفضل تقنية زراعة الشعر في تركيا يجب الانتباه لعدة عوامل مثل الكثافة النهائية، ومدة التعافي، والسعر بالإضافة لوقت العملية، ما يلي جدول يوضح مقارنة DHI و FUE:
| وجه المقارنة | تقنية FUE | تقنية DHI |
|---|---|---|
| الكثافة النهائية | كثافة جيدة ونتائج طبيعية | كثافة أعلى وزرع أدق وتوجيه أفضل لكل بصيلة |
| مدة التعافي | سريعة، لكنها تحتاج يوماً أو يومين | أسرع قليلاً من تقنية FUE |
| السعر | أقل تكلفة من تقنية DHI بنسبة 15% إلى 30% | أعلى بسبب الأدوات والتقنيات الدقيقة |
| وقت العملية | أقصر نسبياً، 6-8 ساعات تقسم على عدة جلسات | أطول، قد تستغرق 10 ساعات تقسم على عدة جلسات |
خطوات عملية زراعة الشعر للأطفال والمراهقين
تتم عملية زراعة الشعر للأطفال والمراهقين وفق الخطوات التالية:
- التخدير الموضعي أو العام حسب الحالة: بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا، يمكن إجراء الإجراءات تحت التخدير العام بواسطة طبيب تخدير لديه خبرة واسعة في تخدير الأطفال، مما يوفر دعمًا أفضل للجراحة.
- اقتطاف البصيلات من المنطقة المانحة: يُعطى التخدير الموضعي باستخدام الزيلوكائين بنسبة 1% المخفف بالمحلول الملحي، ويتم حقنه ببطء على كامل منطقة المتبرع. ثم يتم استخراج الطعوم من منطقة المتبرع بمساعدة ميكروبنشرات خاصة بقطر 0.8 و1 مم ثم تُحفظ الطعوم المستخرجة في محلول ملحي أو محلول لاكتات رينجر المبرد.
- زراعة الجرع: تتم إزالة الوحدة الجريبية باستخدام ملاقط دقيقة بطريقة غير رضحية ويتم وضعها إما مباشرة في موقع المستلم أو في وسط حفظ يحتوي على محلول ملحي معقم ومبرد، وبمجرد جمع الوحدات الجريبية باستخدام بنش آلي أو يدوي وملاقط، يتم إغلاق شريط المتبرع بإغلاق مزدوج الطبقات باستخدام الغرز والدبابيس ثم يتم نقل المريض إلى وضعية الجلوس من أجل تحضير موقع المستلم وزرع الطعوم.
- المتابعة الطبية بعد العملية: تكمن أهمية المتابعة الطبية لضمان سلامة النتائج والتعافي الطبيعي مثل منع المضاعفات، إزالة التندبات الطفيفة، وتقييم نمو الشعر.
فوائد زراعة الشعر للأطفال والمراهقين
تشمل فوائد زراعة الشعر للأطفال والمراهقين:
- نتائج طبيعية وطويلة الأمد
- تحسين المظهر الخارجي والثقة بالنفس
- تجنّب الوسائل المؤقتة مثل اللجوء لعلاجات دوائية قصيرة المدى، والتي قد لا تكون فعّالة أو مناسبة للأطفال على المدى الطويل

مخاطر ومضاعفات زراعة الشعر للأطفال والمراهقين
عادةً ما تكون الآثار الجانبية خفيفة ومؤقتة، وقد تشمل:
- نزيف طفيف أو عدوى
- الحاجة لعملية إضافية في المستقبل
- تأثير العمر المبكر على ثبات النتائج
- تورم في فروة الرأس أو كدمات حول العينين
- قشور على أماكن الزرع أو الاقتطاف
- خدر أو حكة في فروة الرأس
- التهاب بصيلات الشعر (التهاب الجريبات)
- تساقط مفاجئ للشعر المزروع (ظاهرة طبيعية مؤقتة)
- نمو غير منتظم لخصلات الشعر
بدائل زراعة الشعر للأطفال والمراهقين
يوجد بدائل عديدة لزراعة الشعر للأطفال والمراهقين وتتضمن:
- العلاجات الدوائية:
- مينوكسيديل: علاج موضعي يُستخدم لتحفيز نمو الشعر وتقليل تساقطه. يُطبق على فروة الرأس مرتين يوميًا.
- فيناسترايد: يُؤخذ عن طريق الفم ويُثبط هرمون DHT المسؤول عن تساقط الشعر. يُستخدم بشكل رئيسي للبالغين.
- جلسات البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP): تتضمن سحب كمية صغيرة من دم المريض، ثم معالجتها بإضافة بعض المواد لحقنها في فروة الرأس. تُساعد هذه الجلسات في تحفيز نمو الشعر وتقليل تساقطه.
- العلاج بالخلايا الجذعية: تقنية غير جراحية تُستخدم لتحفيز نمو الشعر، تُعتبر فعّالة في المراحل المبكرة والمتوسطة من تساقط الشعر، ويجب الانتباه إلى ضرورة القيام بهذا الإجراء تحت إشراف طبي مختص.
- الحلاقة أو الشعر المستعار كحلول مؤقتة: يتم اللجوء إلى هذه الطريقة في حال كانت العلاجات الأخرى غير فعالة أو مناسبة.
فترة التعافي والنتائج بعد زراعة الشعر للأطفال والمراهقين
بعد عملية زراعة الشعر قد يشعر المريض بألم خفيف في فروة الرأس، وغالبًا ما يصف الأطباء بعض الأدوية مثل:
- مسكنات الألم لتخفيف الانزعاج
- مضادات حيوية لتقليل خطر العدوى
- أدوية مضادة للالتهاب للحد من التورم
عادةً ما تستغرق فترة التعافي 7–10 أيام بعد العملية، حيث يُلاحظ التئام الجروح الصغيرة وتلاشي الاحمرار أو التورم الخفيف في فروة الرأس، ويمكن لمعظم المرضى العودة إلى عملهم بعد عدة أيام، ومن الشائع أن يتساقط الشعر المزروع خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بعد العملية، وهو أمر طبيعي يفسح المجال لنمو شعر جديد. يبدأ الشعر الجديد عادةً بالظهور خلال 8–12 شهرًا.
نصائح لتسريع وتحسين نتائج زراعة الشعر
يجب الالتزام بعدة تعليمات وإجراءات مفيدة لتسريع وتحسين الشفاء ومنها:
- شرب كميات كافية من الماء
- تناول نظام غذائي غني بالبروتين
- حماية فروة الرأس من أشعة الشمس
- تجنّب أدوات تصفيف الشعر الحرارية
- الاستلقاء على وسادة مرتفعة قليلاً لتقليل التورم
- اتباع جميع تعليمات الطبيب والقيام بالمتابعة الطبية الدورية
- أخذ المكملات الغذائية التي تدعم صحة الشعر مثل فيتامين د، الحديد، والزنك والبيوتين
- يتم غسل الشعر بلطف وفق تعليمات الطبيب، عادة بعد 48 ساعة من العملية وباستخدام شامبو مناسب بحسب نوع الشعر
ختاماً، تعتبر زراعة الشعر للأطفال والمراهقين حلًا فعّالًا لاستعادة الشعر وتحسين المظهر الخارجي والثقة بالنفس، إلا أن نجاح العملية يعتمد بشكل أساسي على استشارة طبيب مختص قبل اتخاذ القرار، بالإضافة إالى ذلك ينبغي التأكد من ملاءمة الحالة الصحية والعمر المناسب، وتقييم أسباب تساقط الشعر، وفحص فروة الرأس بدقة. عند الالتزام بهذه الشروط الطبية الدقيقة، يمكن تحقيق نتائج طبيعية ودائمة بأمان.
المصادر:
- Jin, F., Wang, Y., Wang, Y., Qi, H., & Wang, J. (2022). Treatment of scarring alopecia in children using follicular unit hair transplantation. Pediatric Dermatology, 39(2), 333-337
- MedlinePlus. (2016, August 5). Hair Loss. U.S. National Library of Medicine.
