أصبح إدمان الماريجوانا في هذه الأيام من القضايا الصحية والنفسية التي تشغل اهتمام العديد من الأفراد والمجتمعات، حيث تحتوي الماريجوانا (القنب) على العديد من المركبات النشطة بيولوجياً التي يمكن أن يؤدي استخدامها المفرط إلى تبعات سلبية على الصحة العقلية والجسدية، كما تعد الماريجوانا أكثر المخدرات غير المشروعة استهلاكاً على مستوى العالم رغم مساوئها، حيث بلغ عدد المستهلكين حوالي 166 مليون مستهلك سنوياً (أي ما يعادل 3.9% من سكان العالم الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عاماً)، لذلك لابد من الابتعاد عنها والاهتمام بمعالجة الاختلاطات الناجمة عنها في أسرع وقت ممكن.
ما هي الماريجوانا وكيف تؤدي إلى الإدمان؟
الماريجوانا هي أجزاء من نبات القنب ساتيفا٬ التي تحتوي على أكثر من 500 مادة كيميائية، أهمها الكانابيديول النقي ورباعي هيدروكانابينول التي تسبب الشعور بالنشوة. يؤدي استخدام الماريجوانا بشكل مفرط أو متكرر إلى حالة صحية نفسية تسمى اضطراب تعاطي القنب (CUD)، يشعر الشخص أثناءها برغبة عارمة في تعاطي القنب وزيادة تحمله مع أو بدون أعراض انسحاب عند التوقف عن تناوله، مما يسبب له ضائقة نفسية ويؤثر سلباً على جودة حياته.
يمكن أن يكون اضطراب تعاطي الماريجوانا (القنب) خفيفاً أو متوسطاً أو شديداً ويعد إدمان الماريجوانا أشد أشكال هذا الاضطراب، حيث يحدث إدمان الماريجوانا عندما يسيطر نظام المكافأة في الدماغ ويزيد من الرغبة القهرية في تعاطيها، فيصبح الشخص حينها غير قادر على التوقف عن استخدام القنب على الرغم من أنه يسبب العديد من المشاكل الصحية والاجتماعية في حياته.
يعاني حوالي 3 من كل 10 أشخاص يستخدمون القنب من اضطراب تعاطي القنب (إدمان الماريجوانا) وتشير التقديرات إلى أن احتمالية إدمان الأشخاص الذين يستخدمون القنب تبلغ حوالي 30%.

كيف تؤثر الماريجوانا على الدماغ والجهاز العصبي؟
تؤثر الماريجوانا على نمو الدماغ، حيث يؤثر بشكل مباشر على على أجزاء الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والتعلم والانتباه واتخاذ القرارات والتنسيق والعواطف وسرعة رد الفعل، وهناك نوعين لتأثيرات الماريجوانا (القنب) على الدماغ:
- الآثار قصيرة الأمد : يؤثر بشكل مباشر على التفكير والانتباه والذاكرة وتنسيق الحركات وإدراك الوقت ويحدث ذلك خلال 24 ساعة وخصوصاً لدى اليافعين والشباب.
- الآثار طويلة الأمد: يؤثرعلى نمو الدماغ٬ حيث أن الأدمغة النامية (الموجودة لدى الرضع والأطفال والمراهقين) معرضة بشكل خاص للآثار الضارة للماريجوانا (القنب) ومادة رباعي هيدروكانابينول٬ لأن الدماغ يستمر في النمو حتى سن 25 تقريباً، كما أن تعاطي الأمهات للقنب أثناء الحمل قد يكون مرتبطاً بمشاكل في الانتباه والذاكرة ومهارات حل المشكلات والسلوك لدى أطفالهن. قد تدوم آثار الماريجوانا على الانتباه والذاكرة والتعلم لفترة طويلة أو قد تكون دائمة، ولكن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث لفهم هذه الآثار بشكل كامل.
القنب (الماريجوانا) كدواء
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على دواء واحد من القنب النباتي يُسمى Epidiolex، والذي يحتوي على مادة CBD لعلاج نوبات نوعين نادرين من الصرع هما متلازمة لينوكس-غاستو ومتلازمة درافيت، ويستخدم أيضاً لعلاج النوبات المرتبطة باضطراب مُعقد التصلب الدرني وهو اضطراب وراثي نادر.
كما وافقت على دواءين آخرين مصنوعين من مادة كيميائية مشابهة لTHC الموجودة في القنب، وهما درونابينول ونابيلون، حيث يفيدان في علاج حالات الغثيان لدى مرضى السرطان وكذلك لزيادة الشهية لدى مرضى الإيدز، هذه الأدوية متاحة فقط بوصفة طبية ولا توجد استخدامات أخرى معتمدة للقنب أو مشتقاته من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
الأسباب والعوامل المؤدية إلى إدمان الماريجوانا
يتطور غالباً بدءاً من الاستخدام التجريبي ثم الاستخدام العرضي ثم الاستخدام المفرط وأخيراً اضطراب تعاطي الماريجوانا (المواد) ثم الادمان الماريجوانا. هذا التطور معقد جداً تساهم فيه عدة عوامل، منها:
- تأثير رباعي هيدروكانابينول (THC) على الدماغ: يؤثر خاصةً على مركز المكافأة في الدماغ فالإنسان بطبيعته يسعى إلى المكافآت التي غالباً ما تأتي من سلوكيات صحية، فمثلاً عند قضاء وقت مع شخص عزيز أو تناول وجبة لذيذة، يُفرز الجسم مادة الدوبامين التي تعطي شعور بالسعادة ويتحول الأمر إلى دورة، تماماً كما يحدث عند تكرار تعاطي الماريجوانا حيث يسعى المريض لتكرار تعاطيها لأنها تسبب له مشاعر إيجابية.
- مشاكل في الصحة النفسية: حوالي ٥٠٪ الأشخاص الذين يعانون من حالة نفسية كالاكتئاب يعانون أيضاً من مثل اضطراب تعاطي المخدرات والعكس صحيح، تدعى هذه الحالة بالتشخيص المزدوج وتحدث بسبب عدة عوامل متداخلة كالمشاكل في مناطق متشابهة من الدماغ والضعف الجيني والتأثيرات البيئية.
- الجينات: تعتبر العوامل الوراثية مسؤولة عن ما بين 40% و60% من احتمالية الإصابة باضطراب تعاطي المواد (ترتبط الطفرة في جين CHRNA2 على الكروموسوم 8 باضطراب تعاطي المواد).
- الوصول إلى القنب والتعرض له: يعد الوصول إلى الماريجوانا عامل خطر بيئي بالغ الأهمية.
- الجنس: الذكور أكثر عرضة للإصابة باضطراب تعاطي القنب.
العوامل البيئية والاجتماعية التي تساهم في إدمان الماريجوانا
- اضطرابات الصحة العقلية: يزداد احتمال حدوث إدمان الماريجوانا عند وجود أحد الاضطرابات العقلية مثل الاكتئاب أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أو اضطراب الكرب التالي للصدمة.
- تناول مواد مسببة للإدمان الشديد: قد يؤدي استخدام أو إساءة استخدام بعض العقاقير مثل المنبهات أو الكوكايين أو مسكنات الألم الأفيونية المفعول إلى إدمان سريع مقارنةً بغيرها من العقاقير.
- تأثير الأشخاص المحيطين: يعد أحد العوامل الرئيسية لبدء تعاطي الماريجوانا وإدمانها وخاصة عند اليافعين.
- البدء في سن مبكرة: يزداد احتمال تطور تعاطي الماريجوانا إلى إدمان عند البدء في سن مبكرة لأنه قد يتسبب بتغيرات في المخ
- قلة اهتمام الأهل وضعف روابط الألفة مع الوالدين ومتابعتهم لاولادهم تزيد احتمالات الإدمان
- يمكن أن يزيد التدخين وحقن المخدرات من القابلية للإدمان
- وجود تاريخ عائلي من الإدمان
الأعراض النفسية والجسدية لإدمان الماريجوانا
تشمل بعض علامات وأعراض اضطراب تعاطي الماريجوانا وإدمانها الرغبة الشديدة في تعاطي الماريجوانا (القنب) ومحاولة الإقلاع عن تعاطيه دون جدوى والتخلي عن الأنشطة المهمة مع الأصدقاء والعائلة من أجل تعاطي القنب، وكذلك الاستمرار في تعاطي القنب رغم وجود مشاكل جسدية أو نفسية، كل هذه العلامات تعد من علامات التحذير المبكرة لإدمان الماريجوانا. كما تتضمن الأعراض النفسية والجسدية لادمان الماريجوانا ما يلي:
- التهاب الشعب الهوائية المزمن (تحدث عند تدخين الماريجوانا أو تبخيرها)
- المعاناة من أعراض انسحاب القنب والتي يُمكن تخفيفها بتناول المزيد منه
- اضطراب النوم واضطراب في إدراك الوقت
- القلق والخوف وانعدام الثقة والذعر أو الهلوسة
- ضعفاً في التفكير ومشاكل في الذاكرة وصعوبة التعلم
- تقلبات مفاجئة في المزاج والسلوك
- متلازمة فرط القيء الناجم عن القنب
- مشاكل الخصوبة
- الذهان
الماريجوانا (القنب) والسرطان
هناك دراسات حول الماريجوانا (القنب) ومركباته القنبية (مثل رباعي هيدروكانابينول أو كانابيديول ) للتحكم في الآثار الجانبية للسرطان وعلاجاته (مثل العلاج الكيميائي)، حيث تشير النتائج إلى وجود بعض مركبات الماريجوانا التي يمكن أن تساعد في تخفيف بعض هذه الآثار الجانبية، ومع ذلك لم يُثبت حتى الآن أن القنب أو مركباته يمكن أن تشفي السرطان. يمكن أن يُسبب العلاج بالقنب العديد من الأثار الجانبية والمضاعفات، حيث يؤدي تجنب أو تأخير الرعاية الطبية التقليدية للسرطان أو الإعتماد على القنب (الماريجوانا) وحده في علاج أو إدارة آثار السرطان إلى عواقب صحية خطيرة.
هل القنب (الماريجوانا) يسبب السرطان؟
غير معروف تماماً حتى الآن، لكن القنب المُدخَّن يُدخل مادة THC و بعض المواد الضارة كالعديد من السموم والمواد الكيميائية المُسرطنة الموجودة في دخان التبغ، والتي تضر الرئتين والجهاز القلبي الوعائي، ولازال هناك حاجة إلى المزيد من البحث لفهم الآثار المُحتملة للقنب على سرطان الرئة وسرطانات الجهاز التنفسي الأخرى، ومع ذلك، لم تُوثَّق حتى الآن سوى أدلة محدودة على وجود علاقة بين تدخين القنب الحالي أو المُتكرر أو المُزمن وسرطان الخصية (سرطان الخلايا غير المنوية).
التشخيص والفحوصات
كيف يُشخص اضطراب تعاطي الماريجوانا وإدمانها؟
لتشخيص اضطراب تعاطي القنب (الماريجوانا) يجب الاعتماد على تقييم شامل للتاريخ الطبي للمريض وسلوكياته المتعلقة بتعاطي القنب، كما قد يلزم أيضاً إجراء فحوصات مخدرات، ومن الضروري السؤال عن تاريخ الصحة النفسية للمريض إذ أنه من الشائع الإصابة باضطراب تعاطي القنب مع وجود حالة نفسية.
وفقاً للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي، يتطلب تشخيص اضطراب تعاطي الماريجوانا (القنب) أن يظهر على الشخص علامتان على الأقل من الأعراض المذكورة أعلاه لأكثر من 12 شهراً ، كما يصنف اضطراب تعاطي القنب إلى درجات شدة مختلفة، وهي:
- اضطراب تعاطي القنب الخفيف: علامتان إلى ثلاث علامات.
- اضطراب تعاطي القنب المتوسط: أربع أو خمس علامات.
- اضطراب تعاطي القنب الشديد (إدمان الماريجوانا) : ست علامات أو أكثر.
طرق علاج إدمان الماريجوانا: البرامج والتقنيات الفعّالة
يعد الاهتمام بتطوير برامج علاجية فعّالة لإدمان القنب (الماريجوانا) أمراً ضرورياً نظراً لازدياد قوة سلالات القنب وسهولة الحصول عليها والزيادة المستمرة في تعاطي الماريجوانا وارتفاع نسبة الإدمان الناتج عنها، لذلك غالباً ما يتطلب علاج اضطراب تعاطي القنب رعاية مستمرة لضمان نجاح العلاج كونها حالة مزمنة مع إمكانية التعافي والانتكاس، وبما أن المصابين باضطراب تعاطي القنب (الماريجوانا) غالباً ما يعانون من حالات نفسية مصاحبة، فإن علاجهما معاً أفضل بشكل عام.
خطوات العلاج النفسي والسلوكي لإدمان الماريجوانا
يشمل العلاج الفعال خطوتين أساسياتين هما:
إزالة السموم
تعد الخطوة الرئيسية الأولى في علاج إدمان الماريجوانا، يتم فيها التوقف عن تعاطي الماريجوانا، وبناءً على شدة الحالة يتم تقليل الجرعة تدريجياً لتخفيف آثار الانسحاب، فعلى عكس التوقف المفاجئ، من المرجح أن يُخفف التخفيض التدريجي من آثار أعراض الانسحاب ويمنع الانتكاس، كما تلعب الرعاية الداعمة مثل توفير بيئة هادئة وغير مُحفِّزة دوراً مهماً في علاج إدمان الماريجوانا.
لا يتطلب تسمم القنب رعاية طبية في أغلب الحالات ويشفى تلقائياً، وحتى الآن لا تزال هناك أبحاث حول استخدم العلاج الدوائي لإزالة السموم، ولم تُوافق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على أي دواء لعلاج اضطراب تعاطي القنب. في بعض الحالات، قد يفيد رباعي هيدروكانابينول ولكن هناك حاجة إلى مزيد من المعلومات لإثبات صحته وتحديد الجرعة والمدة والتركيبة والعلاجات المُساعدة اللازم، كما يُمكن استخدام جابابنتين وN-أسيتيل سيستئين أيضاً ولكن فوائدهما غير واضحة حتى الآن، ويُعد الكانابيديول (أحد المكونات الأخرى للقنب) دواءً واعداً يتم العمل على تطويره من خلال تعديل الأنظمة السيروتونينية والغلوتاماتية والإندوكانابينويد.
العلاجات المعرفية والسلوكية
تُظهر الأبحاث أن التدخلات السلوكية يمكن أن تكون فعالة في علاج اضطراب تعاطي القنب وإدمان الماريجوانا.لا توجد حالياً أي أدوية معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج اضطراب تعاطي القنب أو للانسحاب بمساعدة طبية ولكن الأبحاث جارية. تشمل بعض الأمثلة عن العلاجات الفعالة للبالغين المصابين باضطراب اضطراب تعاطي الماريجوانا (القنب) ما يلي:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): هو علاج نفسي منظم وموجه نحو هدف معين، يتم فيه مساعدة المدمن على مراجعة أفكاره ومشاعره، كما يفيد في التخلص من الأفكار والسلوكيات السلبية وبناء أنماط وعادات تفكير صحية، كما يضمن العلاج أيضاً تشجيع الدافع للتغيير والتثقيف بشأن العلاج ومنع الانتكاس.
- العلاج السلوكي الجدلي (DBT): يكون هذا العلاج فعالاً بشكل خاص للأشخاص الذين يجدون صعوبة في إدارة مشاعرهم وتنظيمها، كما قد أثبت هذا العلاج فعاليته في علاج وإدارة مختلف حالات الصحة النفسية، بما في ذلك اضطراب الشخصية الحدية.
- العلاج المجتمعي الإيجابي (ACT): يوفر هذا العلاج خدمات الصحة النفسية في بيئة مجتمعية بدلاً من بيئة سكنية أو مستشفى، كما يتميز هذا العلاج بطابعه الفردي، حيث تركز فيه خطة العلاج على نقاط قوة المريض واحتياجاته وأهدافه المستقبلية.
- المجتمعات العلاجية (TCs): هي علاج سكني طويل الأمد يركز على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تعاطي المخدرات المزمن على تطوير قيم وسلوكيات جديدة وأكثر صحة تتعلق بتعاطي المخدرات وغيرها من الحالات الصحية النفسية المصاحبة.
- إدارة الطوارئ (CM): تشجع إدارة الطوارئ السلوكيات الصحية من خلال تقديم مكافآت للسلوكيات المرغوبة. على سبيل المثال، يوفر العلاج جائزة مالية للأشخاص الذين يعانون من اضطراب تعاطي القنب (الماريجوانا) المزمن لتحفيزهم على الاقلاع عن تعاطيه، وعند ظهور نتيجة سلبية لاختبار المخدرات (القنب مثلاً)، يحصل الشخص على فرصة لتلقي جائزة أو بطاقة هدايا.
- كما تفيد المشاركة في برامج المساعدة الذاتية، مثل برنامج “مدمنو الماريجوانا المجهولون” في علاج اضطراب تعاطي القنب (المخدرات) المزمن وإدمان الماريجوانا.

أهمية الدعم الأسري والاجتماعي في علاج إدمان الماريجوانا
يُعد الدعم والتواصل مع أفراد الأسرة عنصرين أساسيين في عملية التعافي من الإدمان، حيث تشير الأبحاث إلى أن حجم شبكات الدعم الاجتماعي ووظيفتها وجودتها يرتبط ارتباطاً مباشراً بالمؤشرات الإيجابية للصحة النفسية واستراتيجيات التكيف الفعالة وجودة الحياة بشكل عام. في المقابل، قد يُعيق فقدان أو انقطاع العلاقات الاجتماعية الشخصية بسبب المرض النفسي أو الإدمان رحلة التعافي من إدمان الماريجوانا.
يلعب دعم الأسرة دوراً حاسماً في مختلف مجالات التعافي من إدمان الماريجوانا، بما في ذلك الثقة الشخصية والأمل والتوجه نحو تحقيق الأهداف، مما يُعزز احترام وتقدير الذات. علاوةً على ذلك، يُعد إشراك أفراد الأسرة في نهج العلاج والعلاج الأسري عنصراً أساسياً في الرعاية الصحية النفسية الفعالة، فهو يُعزز التعافي ويُخفف الأعراض ويُخفض التكلفة الإجمالية لعلاج إدمان الماريجوانا.
أهمية مجموعات الدعم والمشاركة في البرامج العلاجية للإدمان
مجموعات الدعم هي عملية تقديم وتلقي مساعدة غير مهنية من أفراد يعانون من ظروف مشابهة، تساعد في التعافي من مشاكل نفسية وإدمان المخدرات (إدمان الماريجوانا مثلاً). تعد هذه المجموعات فعّالة جداً في علاج الإدمان، خاصة عند دمجها مع العلاج الطبي. تساعد مجموعات الدعم في علاج الإدمان من خلال:
- تعلم مهارات جديدة: استماع الأفراد لكيفية مواجهة الآخرين للصعوبات يعزز من تعلم مهارات جديدة.
- لحفاظ على الحافز: وجود مجموعة تشارك التحديات والنجاحات يحفز الأفراد على الاستمرار.
- الواقعية في التعافي: تذكير الأفراد بحقائق التعافي وتحفيزهم على تعلم كيفية مواجهة التحديات.
- مشاركة القصص والنصائح: تقديم استراتيجيات للتأقلم استناداً إلى تجارب شخصية
- التأكيد على أن الفرد ليس وحيداً وتوفير الدعم والتشجيع في بيئة سرية ومجانية
- منع الانتكاس: توفر الدعم للوقاية من الانتكاس وتشجيع الرعاية الذاتية.

التحديات التي تواجه المدمن في عملية التعافي
هناك العديد من التحديات منها:
- تطوير استراتيجيات جديدة للتكيف :لا يقتصر التعافي من الإدمان على التوقف عن تعاطي المخدرات (الماريجوانا) فحسب، بل يشمل أيضاً بناء نمط حياة جديد يدعم التعافي ويمنع الانتكاس. ويُعد تطوير استراتيجيات جديدة للتكيف لإدارة التوتر والتعامل مع القلق والرغبة الشديدة في تعاطي المخدرات جزءاً أساسياً من هذه العملية. يُعد هذا الأمر صعباً ويستغرق وقتاً طويلاً، ولكنه يستحق العناء.
- معالجة الصدمة والشعور بالخجل دون اللجوء إلى المخدرات والكحول: هو تحدٍ كبير للمدمنين المتعافين، حيث أن الكثير منهم كان يستخدم هذه المواد للتعامل مع المشاعر السلبية، مثل الصدمة والشعور بالخجل. خلال فترة إعادة التأهيل، يواجهون صعوبة في التعامل مع هذه المشاعر دون اللجوء إلى المواد التي تسبب الإدمان، ويتطلب هذا الأمر الكثير من الجهد والوقت والشجاعة لمواجهة هذه المشاعر ومعالجة الأسباب الجذرية للإدمان.
- بناء علاقات جديدة وإصلاح العلاقات القديمة: إن بناء علاقات وشبكات اجتماعية توفر الحب والدعم والصداقة والأمل جزء أساسي من حياة التعافي، حيث يواجه المدمنون تحدياً لبناء علاقات جديدة مع أقرانهم في مرحلة التعافي، وقد تستغرق هذه العملية أسابيعاً أو أشهراً أوحتى سنوات، وهي ليست سهلة أبداً، ومع ذلك، فهي تلعب دوراً مهماً في التحرير من حياة الإدمان القديمة وتبني نهج التعافي طويل الأمد من الإدمان.
- الملل: بعد إكمال برنامج إعادة التأهيل والعودة إلى المنزل، قد يعاني المدمن في فترة التعافي من الملل. يُعد الملل أحد أكثر تحديات التعافي من الإدمان شيوعاً، وقد يُشكل تهديداً كبيراً للتعافي، لأن المدمن في السابق معتاد أن يقضي معظم وقت فراغه في تعاطي المخدرات والكحول، أما الآن، بعد غياب هذه الأشياء عن حياته، سيحتاج إلى تعلم كيفية استغلال وقته بطرق أخرى كالرياضة مثلاً.
- الانتكاس: تُعد الوقاية من الانتكاس أحد أكبر التحديات التي يواجهها الكثيرون في التعافي من الإدمان أثناء وبعد إعادة التأهيل، حيث تُشكّل الرغبة الشديدة والتوتر والقلق والمعارف القديمة تهديدات محتملة عند محاولة الالتزام في الإقلاع عن تعاطي الماريجوانا.
الوقاية من الانتكاسة بعد علاج الإدمان للماريجوانا
تعد الوقاية من انتكاسة إدمان الماريجوانا جزءاً أساسياً في رحلة التعافي، حيث يظل خطر الانتكاسة قائماً حتى بعد الامتناع عن التعاطي، ويمكن الوقاية منها من خلال:
- التعامل مع الانتكاسات: فهم أن الانتكاسة قد تكون جزءاً من التعافي والتعامل معها بإيجابية
- الابتعاد عن الضغوطات والتوتر وتعلم كيفية إدارة التوتر بطرق صحية
- التركيز على الصحة الجسدية والالتزام بالخطة العلاجية
- وضع أهداف واقعية للحفاظ على الحافز
- التطوير الذاتي وتحسين الصحة العقلية
- التعرف على المحفزات وتجنبها
- الانضمام إلى مجموعات الدعم
- التواصل مع الطبيب النفسي
أعراض الإنسحاب من الماريجوانا (القنب)
بعد التوقف عن تعاطي القنب قد يُعاني الشخص من أعراض انسحاب، مثل الغضب والانفعال والعدوانية والشعور بالتوتر أو القلق وفقدان الشهية أو الوزن والاكتئاب والأرق ورؤية أحلام غريبة والصداع والتعرق وآلام البطن والرعشة. كما قد تستمر هذه الأعراض من أسبوع إلى أسبوعين.
كيفية التعامل مع أعراض الانسحاب من الماريجوانا
لا توجد مضاعفات خطيرة تتطلب العلاج في المستشفى، وقد تكون الأدوية مثل الزولبيديم أو البوسبيرون مفيدة في العلاج العرضي، ولكن حتى الآن لم تُثبت فعالية أي أدوية محددة في علاج أعراض الانسحاب من القنب. يجب أيضاً الالتزام بالعلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي، كما تفيد بعض النصائح في التعامل مع الأعراض، منها:
- تقليل السكريات والوجبات السريعة
- الحصول على الراحة والنوم الكافي
- الحصول على الدعم الاجتماعي
- ممارسة التمارين الرياضية
- تناول نظام غذائي متنوع
- شرب الكثير من الماء
الخاتمة
في الختام، يعد إدمان الماريجوانا من المشكلات الصحية والنفسية التي تؤثر على الكثير من الأشخاص حول العالم. من الضروري أن يتم التعرف على أعراضه وعوامل الخطر المرتبطة به، والعمل على توفير العلاج والدعم المناسبين. العلاجات النفسية والسلوكية، بالإضافة إلى مجموعات الدعم المستمرة، تساهم بشكل كبير في مساعدة الأفراد على التعافي. من خلال التوعية المستمرة وتوفير الموارد العلاجية، يمكننا مساعدة الأشخاص على التغلب على إدمان الماريجوانا والعيش حياة أكثر صحة وراحة.
المصادر:
- .National Institute on Drug Abuse. (n.d.). Cannabis (marijuana) research topic
- .Centers for Disease Control and Prevention. (2025, March 7). About prescription opioids. Centers for Disease Control and Prevention