علاج الأرق وقلة النوم في تركيا يعتمد بشكل أساسي على مدى التزام المريض بتجنب مسببات الأرق واتباع نصائح تحسين جودة النوم، ولا يُلجأ إلى الأدوية إلا عند الضرورة.
يعرّف الأرق على أنه صعوبة الدخول في النوم أو صعوبة البقاء نائماً فترة كافية بشكل متواصل، يؤثر الأرق على الصحة العامة والمناعة والأداء اليومي في الصباح، ولذلك يعتبر لعلاج الأرق وقلة النوم دور في الحفاظ على صحة وسعادة الفرد. ولا يقتصر العلاج على أخذ المنومات كما يظن البعض، فقد تكون الأدوية آخر حل لعلاج الأرق وقلة النوم يلجأ إليه الطبيب.
قبل أن نتعرف على طرق علاج الأرق وقلة النوم في تركيا علينا أن نعلم أنواع الأرق والأسباب التي أدت إلى حدوثه، لأن تجنب مسببات الأرق وقلة النوم أفضل من استعمال الأدوية التي قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة عند إساءة استخدامها، ولا ننسى المثل الشهير القائل: “الوقاية خير من العلاج”.
من أين يبدأ علاج الأرق وقلة النوم ليلاً؟
في البداية لنتعرف كيف تحصل على نوم عميق؛ هنالك العديد من الآليات المحتملة لكي يغط الجسم في النوم، ولكننا سنذكر أهم آليتين مشتبهتين بإحداث النوم وكيف أن لكل منها دواء يساعد في علاج الأرق وعدم النوم.
- الطريقة الأولى المحتملة للنوم هي عن طريق هرمون الميلاتونين المفرز من الغدة الصنوبرية وذلك عندما ترى أعيننا الظلام فيبدأ الجسم بإفراز هذا الهرمون مما يؤدي إلى الشعور بالنعاس.
- الطريقة الثانية المحتملة للدخول في حالة النوم هي عبر قيام مناطق في المخ تدعى بنوى الرفاه بإفراز هرمون السيروتونين الذي يساعد على تثبيط المخ والشعور بحالة النعاس، ولكن قلة هرمون السيروتونين بالدم أثناء النوم يقلل من القبول بهذه النظرية.
لذلك فإن هرموني الميلاتونين والسيروتونين من أهم الهرمونات التي تستهدفها أدوية علاج الأرق وقلة النوم.
لعلاج الأرق وقلة النوم لابد لنا من معرفة سبب الأرق، فقد يكون الأرق أولياً بدون أي سبب واضح وقد يكون ثانوياً لمرض معين، وإن معرفة الطبيب أسباب الأرق وقلة النوم يساعده على اختيار العلاج الأمثل للمريض الذي لا يستطيع النوم. فالأرق الثانوي يمكن علاجه ببساطة بعلاج السبب أو الاقلاع عن المسب كالاقلاع عن الكافئين والكحول، أما علاج الأرق الأولي فيكون أكثر تعقيداً.
الأرق الأولي
قد يكون ناتجاً عن أسباب وراثية أو بسبب صدمة أدت إلى رض نفسي، الأمر الذي يدفع بالشخص إلى التفكير المفرط بتفاصيل الحادث المفجع، مما يسبب رؤية كوابيس تتعلق بهذه الصدمة.
الأرق الثانوي
هو الأرق الذي ينجم عن:
- اضطراب نفسي مثل الاكتئاب أو ثنائي القطب
- تناول الكافئين أو الكحول أو التدخين قبل النوم
- فرط نشاط غدة الدرق وبعض اضطرابات الغدد الصماء الأخرى
- اضطرابات النوم مثل انقطاع النفس أثناء النوم ومتلازمة تململ الساقين
- متلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه
- الحمل
- بعض الأدوية مثل:
- الأدوية الحاصرة لمستقبلات بيتا والتي تعتبر من الأدوية الخافضة للضغط شائعة الاستخدام
- موانع الحمل والكورتيزون
- مضادات الصرع
وهناك أيضاً نوع آخر يدعى الأرق المكتسب والذي يكون بسبب التفكير المفرط والقلق من عدم النوم أثناء الاستلقاء على السرير.
علاج الأرق وقلة النوم في تركيا
يعاني مريض الأرق من التعب والإرهاق بسبب صعوبة الخلود إلى النوم والاستيقاظ المتكرر أثناء النوم. على كل حال، معظم المرضى لا يزورون عيادة الطبيب إلا في حالات الأرق الشديد المستمر لفترة طويلة، وذلك عندما تبدأ أعراض الأرق الشديد بالظهور فيعاني المريض من الصداع والتوتر وضعف التركيز والانتباه في النهار، إلى أن يصاب بالطفح الجلدي والاكتئاب في نهاية المطاف.
لذلك ننصح المرضى دوماً بالتوجه نحو العيادة الطبية مباشرة عندما يمنعهم الأرق وقلة النوم من أداء عملهم كما يجب.
يوجد العديد من الطرق لعلاج الأرق وقلة النوم ولكن جميعها تبدأ بالعلاج السلوكي المعرفي الذي يعد أفضل طريقة لعلاج الأرق بدون أدوية والذي يكون عن طريق تثقيف المريض ومساعدته على الاسترخاء، وبعدها قد يتم إدخال الأدوية بشكل تدريجي إذا لم تنجح هذه الطريقة.
العلاج السلوكي المعرفي للأرق
يشمل العلاج السلوكي المعرفي العديد من التقنيات التي تهدف إلى تخفيف حالة القلق لدى المريض ومساعدته على النوم وهذه التقنيات هي:
العلاج بالاسترخاء
يهدف إلى مساعدة مريض الأرق على التعرف على كل ما يثير قلقه وتوتره والسيطرة عليه، وتعليمه كيفية ضبط نفسه وتفكيره وذلك للتقليل من المعتقدات الخاطئة حول مخاطر عدم النوم والحرمان منه.
العلاج بالتحكم في التحفيز
يتم علاج الأرق وقلة النوم عن طريق ربط السرير بالنوم فقط، وذلك بالذهاب للسرير عند الشعور بالنعاس وعدم القيام بأي شيء آخر على السرير، وعند عدم المقدرة على النوم يجب عليك النهوض من السرير إلى أن تشعر بالنعاس مرة أخرى.
العلاج بتقييد النوم
يتم عن طريق الذهاب إلى السرير في موعد محدد والنهوض منه بموعد محدد وذلك حتى وإن لم تستطع النوم، وعندما تعتاد على النوم في هذا الوقت تقوم بزيادة مدة النوم للحصول على أفضل مدة للنوم.
أدوية علاج الأرق وقلة النوم
في أوائل القرن التاسع عشر كان الإنسان يستعمل الكحول والمواد الأفيونية الموجود في الأعشاب لمساعدته على النوم، وفي التسعينيات بدأ العالم يستعمل مضادات الاكتئاب ولكن بدون تجارب سريرية واضحة. حالياً يتم اختيار دواء علاج الأرق وقلة النوم في تركيا من بين هذه الأدوية حسب كل مريض:
الأدوية المهدئة والمنومة
تساعد على تحسين النوم وتخفيف القلق. تعمل هذه الأدوية على تهدئة الجهاز العصبي المركزي وتساعد على الاسترخاء وتخفيف التوتر، هذه الأدوية ليست من الأدوية التي تعالج الأرق ولكنها تخفف من الأعراض، لذلك فهي تُستخدم لمعالجة الأرق الحاد الشديد كونها تساعد على النوم فقط ولا تعالج الأرق المزمن، ومن هذه الأدوية:
- منبهات المستقبلات غير البنزوديازيبينية: يجب البدء بجرعة منخفضة ومن ثم رفعها حتى يتمكن مريض الأرق من النوم بأقل جرعة ممكنة، ويجب أن تُستخدم عند الضرورة فقط وألا تُستخدم لأكثر من 2-4 أسابيع لأنها تسبب الإدمان، يُنصح عند استخدامها بالنوم لمدة 8 ساعات على الأقل. يُعتبر ضعف التركيز على الرغم من اليقظة الكاملة من التأثيرات الجانبية المهمة لهذه الأدوية ويُمنع إعطاء هذه الأدوية للحوامل وشاربي الخمر.
- البنزوديازيبينات: كانت شائعة الاستخدام في الثمانينات ولكن قلّ استخدامها حالياً لأن مفعولها ينخفض مع مرور الوقت وبسبب آثارها الجانبية التي تظهر خلال النهار. على كل حال، ما زال التيمازيبام يستخدم ولكن لفترة قصيرة (1-2 أسبوع) لكي لا يحدث الإدمان. لا تُستخدم البنزوديازبينات عند مرضى انقطاع التنفس أثناء النوم.
السورفيكسانت
وهو من الأدوية المثبطة للأوروكسين التي بدأ استخدامها حديثاً في علاج الأرق وقلة النوم؛ حيث تمت الموافقة على استعمالها في أمريكا عام 2014، وتعد من الأدوية التي تساعد على البدء بالنوم والحفاظ عليه.
الميلاتونين
الميلاتونين هرمون يُفرز من الغدة الصنوبرية يساعد على النوم. يمكن الحصول عليه بدون وصفة طبية ولكن توقيت تناوله أمر مهم، حيث ذُكر أن تناوله في المساء يزيد من وقت النوم، بينما وُجد أن تناوله قبل 30 دقيقة من موعد النوم لا يزيد مدة النوم بل يحسن النوم فقط.
الراميلتون
الراميلتون هو ناهض لمستقبل الميلاتونين أي أنه يُشابه بتأثيره تأثير الميلاتونين الذي يساعد على النوم. لحسن الحظ، لا يمكن إساءة استخدام هذا الدواء لأنه لا يملك تأثيرات إدمانية ولا يسبب أي مشاكل في الصباح، كما أنه لا يؤثر على وقت الاستيقاظ بل يقلل الوقت اللازم للدخول بالنوم فقط.
مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة
لا تزال الدراسات حول استخدام مضادات الاكتئاب لعلاج الأرق وقلة النوم قليلة، فقد وُجد أن لها تأثيرات ضارة أقل من البنزوديازيبينات ولكنها تملك تأثيرات تخديرية وقد تؤدي لزيادة الوزن وجفاف الفم. حالياً يتم استعمالها فقط عند مرضى الاكتئاب والذين يعانون من الأرق وقلة النوم ليلاً.
مضادات الهيستامين
تعتبر أدوية لعلاج التحسس، ولكن من تأثيراتها الجانبية النعاس لذلك يمكن استعمالها في علاج الأرق، ولا تحتاج لوصفة للحصول عليها.
أفضل طريقة لعلاج الأرق وقلة النوم
يعتبر العلاج السلوكي المعرفي علاجاً شاملاً يستهدف الأفكار والسلوكيات والعادات غير الصحية المرتبطة بالنوم، وبالتالي يساعد في تحسين جودة النوم بشكل دائم. بالمقابل، تعمل الأدوية على تخفيف الأعراض لفترة مؤقتة فقط وقد تحتاج إلى استخدامها بشكل مستمر وتحمل آثارها الجانبية.
عندما نتحدث عن أفضل علاج للأرق وقلة النوم في تركيا فإننا بالتأكيد نقصد العلاج السلوكي المعرفي كونه يهدف إلى تنظيم حياة المريض وتحقيق التوازن الصحي ما بين النوم واليقظة، لكنه قد يستغرق فترة طويلة ليُظهِر فعاليته في علاج الأرق، كما أن نتائجه تعتمد بشكل أساسي على استجابة المريض ومدى التزامه بنصائح الطبيب. بينما تعتبر أدوية الأرق أسرع علاج للأرق لأن تأثيرها يكون فورياً في إحداث النوم.
يجب أن يتم اختيار العلاج المناسب وفقاً لحالة كل مريض على حدى وبناءً على توصيات الطبيب. قد يكون من الأفضل استخدام العلاج السلوكي المعرفي كعلاج أولي للأرق قبل اللجوء إلى الأدوية، وذلك لتجنب الآثار الجانبية المحتملة للأدوية. وفي بعض الحالات يمكن أن يكون الجمع بين العلاج السلوكي المعرفي والأدوية أكثر فاعلية في علاج الأرق وقلة النوم.
الجمع بين الأدوية والعلاج السلوكي المعرفي
قد يكون الجمع بين هاتين الطريقتين أكثر استعمالاً من قبل الأطباء في علاج الأرق وقلة النوم في تركيا؛ لأن المريض غالباً لا يتوجه نحو الطبيب إلا عندما تظهر عليه أعراض الأرق الشديد وتقل إنتاجيته في العمل، لذلك سيكون المريض بحاجة إلى علاج فوري للأرق.
يمكن استخدام الأدوية لتخفيف الأعراض الحادة للأرق وتحسين النوم في البداية، في حين يتم استخدام العلاج السلوكي المعرفي لتغيير الأفكار والسلوكيات غير الصحية المرتبطة بالنوم بشكل دائم.
قد يستفيد الأشخاص الذين يعانون من أرق من النوع الحاد أو المزمن من استخدام الأدوية في البداية لتحسين جودة النوم والحصول على راحة. وفي نفس الوقت يمكن للمعالج أن يعمل مع المريض على تطوير استراتيجيات العلاج السلوكي المعرفي لتحسين النوم والتعامل مع القلق والتوتر المرتبط بالأرق.
في بعض الحالات يكون من الأفضل استخدام العلاج السلوكي المعرفي كعلاج أولي للأرق قبل اللجوء إلى الأدوية، خاصة إذا كان الأرق غير شديد. يمكن للعلاج السلوكي المعرفي وحده أن يكون فعالاً في التخلص من أعراض الأرق تحسين جودة النوم.
كيفية تحسين جودة النوم والوقاية من الأرق
بإمكانك أن تحسن من جودة نومك وتقي نفسك من السهر وقلة النوم في الليل باتباع النصائح التالية:
- اتباع نظام عذائي صحي يساعد على التخفيف من قلة النوم وذلك بتجنب الكافئين والكحول وتجنب تناول الوجبات الكبيرة قبل الموعد المحدد للنوم بسبب إمكانية حصول ارتجاع معدي مريئي والذي قد يكون مؤذياً أو يوقظ المريض من النوم.
- وضع مواعيد ثابتة للنوم حتى يعتاد الجسم عليها.
- القيام بنشاطات رياضية صباحية وتجنب الرياضات الشديدة في الليل.
- عدم النوم لفترة طويلة أثناء النهار.
- لا تجبر نفسك على تحمل الألم ليلاً؛ فإذا شعرت بأي ألم يمنعك من النوم فيُفضل الذهاب للطبيب.
إن علاج الأرق المستمر ضروري لما للأرق من آثار سلبية على حياة الشخص. يجب مراجعة الطبيب لتحديد أفضل علاج ممكن والكشف عما إذا كان هنالك مرض آخر يؤدي إلى الأرق. سنساعدك في تركيا على علاج الأرق وقلة النوم في الليل عن طريق العلاج السلوكي المعرفي أولاً وقد نشارك معه بعض الأدوية للحصول على أفضل نتيجة ممكنة، كما سنقدم لك بعض النصائح المهمة لتحسين جودة النوم والتخلص من الأرق نهائياً.
المصادر:
- Insomnia disorder in adolescence – PubMed
- Insomnia overview – PubMed