انفصام الشخصية هو مرض نفسي خطير يتميز بانقسام الهوية والذات في الشخص المصاب به. يساعد العلاج النفسي المناسب في تركيا على تجنب مضاعفات المرض التي قد تهدد الحياة.
تتميز حالات الانفصام بالشخصية بوجود شخصيات متعددة داخل الشخص الواحد، حيث يتغير الشخص المصاب بشكل غير طبيعي بين هذه الشخصيات المختلفة. قد تكون هذه الشخصيات متناقضة في العمر والجنس والأسلوب والسلوك وغالباً ما تظهر في سياق الضغوط النفسية أو التوتر العاطفي، لذلك فإن للعلاج العائلي والدعم العاطفي دور كبير في العلاج.
على الرغم من أن انفصام الشخصية يُعتبر اضطراباً نفسياً خطيراً إلا أنه أصبح من الممكن علاجه بنجاح في وقتنا الحالي، تعرف معنا في هذا المقال على أهم أعراض انفصام الشخصية وكيفية علاج الشخصية المنفصمة في تركيا.
ما هو انفصام الشخصية؟
يُعتبر انفصام الشخصية أو ما يُعرف باسم شيزوفرينيا Schizophrenia اضطراباً نفسياً مزمناً يُؤثر على الوظائف العقلية والاجتماعية للأشخاص المصابين به. تتميز أعراض الفصام بفقدان الاتصال بالواقع والتفكير غير السليم بالإضافة إلى التخيلات المزيفة والاعتقادات الخاطئة.
يحتاج مرضى الفصام إلى تشخيص حالتهم وعلاجها بشكل فوري للحد من تأثيرها النفسية والاجتماعية التي قد تكون خطيرة أحياناً. يشمل علاج الفصام استخدام الأدوية المضادة للاضطرابات النفسية والجلسات العلاجية والدعم النفسي، وهو يهدف إلى تخفيف الأعراض وتحسين جودة حياة المرضى.
أنواع انفصام الشخصية
يوجد العديد من الأنماط التي يمكن أن يتظاهر بها مريض انفصام الشخصية، لكن هنالك ثلاثة أنواع رئيسية لانفصام الشخصية وهي:
- انفصام الشخصية المتعددة: يتميز بوجود هويات متعددة أو شخصيات مختلفة داخل الشخص الواحد، يمكن لهذه الشخصيات أن تظهر بشكل مستقل وتتحكم في سلوك الشخص المصاب.
- انفصام الشخصية المهلوسة: يتميز بالتصورات الهلوسية والاعتقادات الوهمية التي لا أساس لها في الواقع، يمكن أن يعاني الشخص المصاب بهذا النوع من مرض الفصام من سماع الأصوات وشم الروائح التي لا اساس لها بالواقع.
- انفصام الشخصية المشوهة: يتميز بالتفكير غير المنطقي والتصورات المشوهة للواقع، قد يعاني الشخص المصاب بهذا النوع من الفصام من الاعتقادات الخاطئة والشكوك المستمرة والانطوائية والانغماس في الخيال.
مراحل انفصام الشخصية
انفصام الشخصية ليس له مراحل محددة بالضبط ولكنه من الممكن أن يتطور عبر سلسلة من الأعراض والعلامات التي تزداد شدتها مع مرور الوقت، يمكن تصنيف الفصام إلى ثلاثة مستويات:
- المستوى الأول: يتميز بظهور أعراض خفيفة وغير واضحة تماماً حيث يشعر مريض الفصام بالقلق أو التوتر العام، قد يكون لديه أيضاً مشاكل في النوم أو التركيز.
- المستوى الثاني: يتميز بزيادة شدة الأعراض السابقة حيث يبدأ مريض الفصام في سماع أصوات غير حقيقية أو رؤية أشخاص غير موجودين. قد يشعر أيضاً بالانفصال بين الذات والواقع ويعاني من فقدان ذاكرة مؤقتة.
- المستوى الثالث: وفيه يكون مريض الفصام غير قادر على التعامل مع الواقع والحياة اليومية بشكل طبيعي، وقد يعاني من تغيرات في الشخصية والسلوك أو تدهور في الوظائف العقلية والعاطفية.
أسباب انفصام الشخصية
لا توجد أسباب واضحة ومحددة لظهور مرض الفصام ولكن يُعتقد أن هناك عوامل متعددة قد تساهم في ظهور المرض، من بين هذه العوامل نذكر:
- العوامل الوراثية: يُعتقد أن هناك عوامل وراثية تلعب دوراً في ظهور فصام الشخصية، حيث تزداد نسبة الإصابة بالفصام عند شخص في حال وجود أقارب له مصابين به.
- العوامل البيئية: تشير بعض الدراسات إلى أن العوامل البيئية مثل التعرض للإجهاد المزمن والتعرض للمواد الكيميائية السامة وأيضاً تجربة الصدمات النفسية قد تزيد من احتمالية ظهور فصام الشخصية.
- التغيرات الكيميائية في الدماغ: يُعتقد أن التغيرات في توازن المواد الكيميائية في الدماغ قد تلعب دوراً مهماً في ظهور مرض الفصام. أبرز هذه التغيرات هو نقص مادة الدوبامين.
- التغيرات البنيوية في الدماغ: هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى وجود تغيرات في البنية الهيكلية للدماغ لدى بعض المصابين بمرض فصام الشخصية، وقد يكون لهذه التغيرات تأثير على وظائف الدماغ وظهور أعراض انفصام الشخصية.
لابد من التنبيه إلى أن هذه العوامل ليست سبباً مباشراً لمرض الفصام، لكنها قد تزيد من احتمالية ظهور المرض. لذلك يُنصح بالتواصل مع محترفي الرعاية الصحية النفسية خاصةً في تركيا للحصول على مزيد من المعلومات والتشخيص الدقيق.
الأعراض الإيجابية والسلبية للفصام
يُعتبر مرض انفصام الشخصية من الأمراض النفسية واسعة طيف الأعراض حيث تختلف أعراض الفصام من مريض لآخر، يمكن تصنيف أعراض انفصام الشخصية إلى ما يلي:
الأعراض الإيجابية للفصام
تشمل أعراض الفصام الإيجابية كل الأعراض التي تتميز بأداء زائد على الحالة الطبيعية، أبرز هذه الأعراض هي:
- الهلوسات: تتمثل في سماع أصوات غير موجودة في الواقع ورؤية أشياء غير موجودة وشم روائح غير موجودة وشعور بلمسات غير موجودة أيضاً.
- التخيلات الزائفة: يُؤمن مريض انفصام الشخصية بأفكار لا أساس لها في الواقع، مثل الاعتقاد بأنه مُطارَد من قبل جهات خارقة أو الاعتقاد بأنه شخص ذو قدرات خارقة.
- الاضطرابات الحركية: قد يُبدي المريض المصاب بالفصام حركات غير طبيعية أو تشنجات في الجسم، وقد يتحرك بشكل غير منتظم أو يصدر أصواتاً غير مفهومة.
- الثرثرة الكلامية: تتميز برغبة المريض الزائدة في الاستمرار بالحديث وأحياناً يقوم باختراع كلمات جديدة غير مألوفة أثناء كلامه.
الأعراض السلبية للفصام
تشمل أعراض الفصام السلبية كل الأعراض التي تتميز بأداء ناقص عن الحالة الطبيعية، أبرز هذه الأعراض هي:
- تشتت الأفكار: يَصعُب على مريض انفصام الشخصية تنظيم أفكاره وترتيبها بشكل منطقي، وقد يجد صعوبة في التعبير عن أفكاره بطريقة منطقية ومفهومة.
- اضطرابات العاطفة: قد يُعاني مريض فصام الشخصية من صعوبة في التعبير عن مشاعره وعواطفه بشكل صحيح، وقد يبدو غير مهتم أو حتى عاطفياً بشكل غير طبيعي.
- الانعزال الاجتماعي: يُعاني المصاب بالفصام من صعوبة في التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين، وقد ينعزل عن المجتمع ويفضل الانعزال عن الناس.
- اضطرابات النوم: قد يُعاني المصاب بالفصام من الأرق أو الاستيقاظ المبكر بالإضافة إلى معاناته من الأحلام الغريبة والمزعجة.
- انخفاض القدرة على الاهتمام والتركيز: يشعر مريض انفصام الشخصية بصعوبة في التركيز والانتباه لفترات طويلة، وقد يجد صعوبة في إكمال المهام والأنشطة اليومية.
تشخيص الفصام
تشخيص مرض شيزوفرينيا يتطلب تقييماً شاملاً للأعراض والتاريخ الطبي للشخص. يتم تشخيص انفصام الشخصية بناءً على معايير تحددها الدلائل السريرية والأدلة العلمية المتاحة. فيما يلي بعض الخطوات التي يتم اتخاذها لتشخيص الفصام في تركيا:
- التقييم السريري: يجب أن يتم التحدث مع المريض والاستماع إلى وصفه للأعراض والتحديات التي يواجهها. يمكن أن يشمل ذلك الأفكار غير الطبيعية والهلوسات والانطواء الاجتماعي والانحراف عن الواقع.
- تقييم السلوك: تتم مراقبة سلوك الشخص وتقييم التغيرات في نمط الحياة والعلاقات الاجتماعية والأداء المهني.
- تقييم الأعراض النفسية: يتم فحص الأعراض النفسية المرتبطة بمرض فصام الشخصية مثل التشتت الذهني والانفصام والهلوسات والاعتقادات الوهمية.
- استبعاد الأسباب الأخرى: يجب استبعاد الأسباب الأخرى للأعراض مثل الاضطرابات النفسية الأخرى وتعاطي المخدرات والأدوية.
- التقييم الشامل: يمكن أن يشمل ذلك بعض الفحوصات المخبرية وتصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي بالإضافة إلى التقييم العقلي للتأكد من التشخيص.
علاج انفصام الشخصية في تركيا
عادة ما تتم مشاركة العلاج الدوائي والعلاج النفسي في علاج الشيزوفرينيا نهائياً. تستخدم الأدوية المضادة للاضطرابات النفسية مثل مضادات الذهان (التي تُعد دواء انفصام الشخصية الأول حالياً) للتحكم في الأعراض الإيجابية والسلبية للفصام مثل الهلوسات والوهم والانعزال الاجتماعي.
في حين أن العلاج النفسي يتضمن تقديم الدعم العاطفي والتعليم حول المرض وكيفية التعامل معه، بالإضافة إلى تقديم استراتيجيات للتعامل مع أعراض الفصام وتحسين القدرة على التكيف مع الحياة اليومية.
أدوية انفصام الشخصية
يعتمد العلاج الدوائي لمرض الفصام (شيزوفرينيا) على استخدام أدوية مضادة للاضطرابات النفسية. تشمل أدوية الفصام مايلي:
- مضادات الذهان التقليدية (النموذجية): مثل الهالوبيريدول، الكلوربرومازين، تساعد في تقليل الأعراض الإيجابية للفصام بشكل خاص مثل الهلوسة والوهم والتفكير غير المنطقي.
- مضادات الذهان الحديثة (اللانموذجية): مثل الكلوزابين وأولانزابين، تساعد في تقليل الأعراض السلبية للفصام بشكل خاص مثل الانعزال الاجتماعي وتشتت الأفكار.
- مثبطات التقاط السيروتونين: مثل السيتالوبرام والفلوكستين، تستخدم لتحسين المزاج والتحكم في التوتر والقلق.
- مثبطات التقاط النورأبنفرين: مثل الإيميبرامين والديزيبرامين، تستخدم لتحسين المزاج وتقليل التوتر.
- مضادات الاكتئاب: مثل السيرترالين والباروكسيتين، تستخدم لعلاج الأعراض المرافقة للفصام مثل الاكتئاب والقلق.
يجب أن يتم وصف العلاج الدوائي لمرض الفصام بواسطة طبيب نفسي مؤهل ومختص في علاج الاضطرابات النفسية. يتم اختيار أدوية انفصام الشخصية وتعديل الجرعات وفقاً لاحتياجات كل مريض واستجابته للعلاج.
علاج انفصام الشخصية بدون أدوية
يشمل علاج انفصام الشخصية بدون أدوية أو العلاج النفسي في مرض انفصام الشخصية عدة أساليب وتقنيات تفيد في تأمين دعم طويل الأمد والمحافظة على امتثال المريض في استعمال أدوية الفصام، من هذه العلاجات نذكر:
- العلاج السلوكي المعرفي: يساعد مريض فصام الشخصية على تغيير الأفكار السلبية والمعتقدات غير الصحية وتحسين التفكير المنطقي، كما يركز أيضاً على تعلم مهارات التحكم في أعراض انفصام الشخصية والتعامل معها.
- الدعم العاطفي: يتضمن تقديم التعاطف مع المريض وتشجيعه على التعبير عن مشاعره والتحدث عن تجاربه. يهدف هذا النوع من العلاج إلى تقديم الدعم النفسي والتخفيف من الضغوط النفسية.
- التدريب على المهارات الاجتماعية: يساعد مريض فصام الشخصية على تحسين مهاراته الاجتماعية والتواصل مع الآخرين. يتضمن ذلك تعلم كيفية التعامل مع المواقف الاجتماعية المختلفة وتحسين العلاقات الشخصية.
- العلاج العائلي: يشمل مشاركة أفراد العائلة في جلسات العلاج؛ حيث يهدف إلى تحسين التواصل والتفاهم بين أفراد العائلة وتقديم الدعم للمريض.
- التدريب على المهارات الحياتية: يساعد المريض على تعلم مهارات يومية تساعده في التكيف مع حياته اليومية، مثل إدارة الوقت والتنظيم والتعامل مع التوتر.
يجب أن يتم تقديم العلاج النفسي لمريض انفصام الشخصية بواسطة محترفي الرعاية الصحية النفسية المؤهلين والمختصين في علاج هذا المرض بشكل نهائي. يجب تخصيص العلاج وفقاً لاحتياجات كل فرد والتقدم فيه بشكل تدريجي، وهذا ما سنوفره لك في مستشفى الأمراض النفسية والعقلية في تركيا لذلك لا تتردد أبداً في التواصل معنا لنرشدك خلال خطتك العلاجية.
بشكل عام يمكن القول إن العلاج النفسي والدوائي لمرض انفصام الشخصية يمكن أن يساعد المرضى على التحكم في الأعراض وتحسين جودة حياتهم. تُعد تركيا وجهة مشهورة للعلاج النفسي على مستوى عالمي، إذ تتوفر مراكز طبية متقدمة وفرق طبية مؤهلة لتقديم الرعاية اللازمة للأشخاص المصابين بالفصام.
المصادر:
- Schizophrenia an information guide, CAMH (centre for addiction and mental health)
- Schizophrenia, NIH, national institute of mental health