تقعر القفص الصدري هو تطور غير طبيعي للقفص الصدري بحيث ينمو عظم القص إلى الداخل مما يؤدي إلى ظهور فجوة في جدار الصدر. تعرف معنا على طرق علاج تقعر الصدر في تركيا.
الصدر المقعر أو ما يُعرف باسم الصدر الغائر أو الصدر القمعي Pectus Excavatum هو أكثر العيوب الخلقية شيوعاً في مقدمة الصدر. يحدث تقعر القفص الصدري لدى كل من الأطفال والبالغين، إلا أنه قد لا يظهر بشكل واضح عند الأطفال بسبب عدم اكتمال نمو عظام القفص الصدري لديهم، وإنما يُلاحظ بشكل شائع في سنوات المراهقة المبكرة. غالباً ما يكون البالغون على دراية بصدورهم لسنوات عديدة قبل طلب العلاج في تركيا.
أعراض تقعر القفص الصدري
ينتج عن القفص الصدري المقعر مساحة أقل في الصدر، مما يحد من وظائف القلب والرئة، فتظهر أعراض التقعر الصدري الجسدية الشائعة مثل:
- ضيق في التنفس عند ممارسة الرياضة
- انخفاض القدرة على التحمل مقارنة بالأقران
- التعب
- ألم في الصدر
- عدم انتظام ضربات القلب
قد يسبب شكل القفص الصدري المقعر أيضاً بعض الأعراض النفسية مثل:
- إحراج كبير من مظهر الصدر
- قلة احترام الذات
- الاكتئاب
يمكن أن يتسبب القفص الصدري غير المستوي في حدوث مشاكل في تنفسك ووقفتك وربما ثقتك في جسمك.
أسباب تقعر القفص الصدري
تتضمن أسباب وجود قفص صدري مقعر ما يلي:
- الحوادث والرضوض: في حال مرور وقت طويل على وقوع الحادث فقد تتطلب ضلوعك جراحة لاستعادة التناظر، أما إذا لم يمض على وقوعه سوى وقت قصير فيمكنك التحدث إلى أخصائي الجراحة الصدرية لتقييم إصابتك ومساعدتك على التعافي.
- عيوب خلقية: قد يكون لديك نقص في أحد الأضلاع أو قد يكون القفص الصدري بطبيعته متوسعاً منذ الولادة.
- تشوهات غضاريف الأضلاع: تصيب حوالي طفل واحد من بين 1500 طفل، وتسبب تحدب القفص الصدري أو تقعره. تُصحح معظم هذه التشوهات باستخدام دعامة ولكن قد يتطلب بعضها الجراحة.
- ضعف العضلات: تلعب عضلات البطن دوراً كبيراً في تثبيت القفص الصدري في مكانه. إن كانت العضلات في جانب أضعف من الجانب الآخر فقد يتسبب ذلك ببروز أحد جانبي القفص الصدري لديك.
- الجنف: وهو انحناء العمود الفقري نحو اليمين أو اليسار. قد يتكيف القفص الصدري مع هذه الوضعية ويصبح غير مستوي.
تشخيص الصدر المقعر في تركيا
يمكن تشخيص تقعر القفص الصدري في تركيا من خلال الفحص البدني البسيط. في كثير من الأحيان لا يكون الخلل ملحوظاً حتى سنوات المراهقة الباكرة.
القيام بفحوصات مفصلة أكثر مثل تصوير الصدر بالرنين المغناطيسي MRI أو التصوير بالطبقي المحوري CT-scan واختبار أداء القلب والرئتين يعطينا قياسات دقيقة حول مدى خطورة التقعر الصدري وتأثيره على وظائف القلب والرئة.
يمكن أيضاً إجراء صورة إيكو للقلب واختبار وظائف الرئة PFT لتقييم أعراض تقعر القفص الصدري الجسدية.
علاج تقعر القفص الصدري بدون جراحة
على الرغم من أن القفص الصدري لا يكتمل نموه ويأخذ شكله النهائي حتى سن المراهقة، إلا أن الأهل قد يلاحظون غؤوراً بسيطاً في مقدمة الصدر أثناء نمو طفلهم فتتشكل لديهم مخاوف حول حدوث تقعر القفص الصدري عند الطفل في المستقبل.
على كل حال، لا يمكن تأكيد حصول تقعر الصدر عند طفل إلا بعد استشارة الطبيب الأخصائي ومراقبة صدر الطفل فترة من الزمن.
عند الشك بحدوث تقعر صدري لدى طفل دون 8 سنوات يمكن التفكير بطريقة حديثة لعلاج تقعر القفص الصدري بدون جراحة عبر أداة شفط مطاطية تدعى Vacuum Bell متوفرة بعدة أحجام حسب عمر الطفل وشدة التقعر الصدري لديه.
خطوات استعمال أداة Vacuum Bell:
- يتم وضع الأداة في مقدمة الصدر بحيث يكون مركزها مقابلاً لأعمق نقطة من التقعر.
- بعد تثبيت الأداة يقوم المريض بشفط الهواء داخلها عبر مضخة يدوية فتقوم الأداة بسحب مقدمة الصدر نحو الخارج.
- تبقى الأداة على صدر المريض بضعة ساعات ثم تتم إزالتها.
- تكرر هذه العملية كل يوم لمدة سنة واحدة على الأقل.
لا توجد دراسات بعيدة المدى حول فعالية Vacuum Bell في علاج تقعر القفص الصدري عند الأطفال، لكن نُشِرت تجارب فردية في بعض المجلات الطبية لمرضى كان لديهم صدر مقعر وشعروا بالرضى بعد استخدام هذه الأداة.
علاج تقعر القفص الصدري في تركيا
يعالج تقعر الصدر في تركيا بشكل جراحي، الهدف الأساسي من عملية تقعر القفص الصدري هو تصحيح تشوه الصدر لتحسين وظيفة التنفس والقلب لدى المريض؛ فبعد إعادة القص إلى مكانه يقل الضغط على القلب والرئتين مما يسمح لهما بالعمل بشكل طبيعي.
كما يتم تحسين المظهر الخارجي للصدر بشكل كبير بعد العملية، حيث يتم التخلص من جميع أضرار تشوه القفص الصدري النفسية التي قد تكون السبب وراء تعاسة المريض.
يمكن علاج التقعر الصدري باستخدام تقنية جراحية طفيفة التوغل تسمى ’’إجراء نوس‘‘ أو عبر الجراحة التقليدية المعروفة باسم ’’إجراء رافيتش‘‘. سيناقش جراحك الإجراء الأكثر ملاءمة لحالتك بناءً على عدة عوامل.
إجراء نوس Nuss Procedure
في هذا الإجراء يقوم الجراح بعمل شقين صغيرين على جانبي الصدر طول كل منهما حوالي 4 سم، ثم يُدخل قضيب فولاذي منحني (مصمم ليكون مناسباً لكل حالة على حدة) أسفل القص لتصحيح التقعر ويتم تثبيته بجدار الصدر بمثبت خاص من الجانبين.
بعد ذلك يقوم الطبيب بإغلاق كلا الجرحين بخيط قابل للإمتصاص. يُطلق على هذه التقنية اسم ’’عملية تقعر القفص الصدري طفيفة التوغل‘‘ لأنها تتم عبر شقين جراحيين صغيرين على جانبي الصدر، بخلاف الجراحة التقليدية التي تتطلب شقاً جراحياً كبيراً في مركز الصدر.
تستغرق العملية بشكل عام بين ساعة وساعتين حسب كل حالة، وهي عملية بسيطة جداً نادراً ما تترافق مع اختلاطات. يُترك القضيب في مكانه لمدة 3 سنوات ويتم إزالته لاحقاً في العيادات الخارجية.
بالرغم من أن العملية تم إجراؤها بدايةً للأطفال إلا أنه أصبح بالإمكان إجراؤها للباليغين أيضاً.
إجراء رافيتش Ravitch Procedure
يُطلق عليه أيضاً اسم ’’الإصلاح الجراحي التقليدي أو المفتوح لتقعر القفص الصدري‘‘، يتضمن إجراء رافيتش شقاً في الجزء الأمامي من الصدر مع إزالة الجزء الغضروفي المتضخم من الأضلاع والذي تسبب في دفع عظمة القص إلى الخلف.
يسمح هذا الإجراء بسحب القص للأمام بعيداً عن القلب والرئتين بحيث يصل إلى المستوى الطبيعي لجدار الصدر.
غالباً ما يتم استخدام صفيحة صغيرة مع براغي لتثبيت القص في موضعه الجديد، أو يمكن بدلاً من ذلك وضع قضيب معدني صغير خلف القص لتثبيته في مكانه لمدة 6-12 شهر. يتم إزالة القضيب لاحقاً بعملية بسيطة في العيادات الخارجية.
القضيب المعدني المستخدم في إجراء رافيتش أصغر من القضيب المعدني المستخدم في إجراء نوس.
التعافي بعد عملية تقعر القفص الصدري
هناك طريقة جديدة لتقليل الألم الشديد بعد عملية نوس تسمى الاستئصال بالتبريد Cryoablation عبر تجميد الأعصاب الوربية التي تنقل الإحساس بالألم في جدار الصدر قبل البدء بالعملية بدلاً من إجراء التخدير الصدري فوق الجافي.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن إجراء تقنية الاستئصال بالتبريد أثناء عملية تقعر القفص الصدري يختصر فترة الإقامة في المستشفى بشكل كبير ويقلل من كمية المسكنات الأفيونية المستخدمة بالمقارنة مع الطريقة التقليدية في التخدير.
في العادة، يتطلب المرضى الذين يخضعون لإجراء نوس إقامة في المستشفى بعد الجراحة لمدة أسبوع عند استخدام التخدير فوق الجافية، تليها عدة أسابيع من استخدام الأدوية الأفيونية بعد الخروج من المستشفى والذي يعد مصدراً للقلق – مع الأخذ في الاعتبار أن العلاج الأفيوني قد يزيد من خطر الإدمان.
مع الاستئصال بالتبريد، يستطيع معظم المرضى الآن العودة إلى منازلهم في اليوم التالي للجراحة. بعض المرضى لا يحتاجون إلى استخدام أي مواد أفيونية عبر الوريد أو عن طريق الفم في المستشفى، أولئك الذين يشعرون بالألم بعد العملية عادة ما يتوقفون عن استخدام المواد الأفيونية عن طريق الفم في غضون يوم إلى يومين.
قبل إجراء نوس المدعوم بالاستئصال بالتبريد كانت فترة التعافي المطلوبة -والتي تبلغ شهراً أو أكثر- تدفع المرضى في سن المدرسة إلى إجراء العملية الجراحية حصراً خلال الصيف لتجنب الغياب عن الفصول الدراسية. أما الآن فإن قصر مدة الإقامة في المستشفى وقصر وقت التعافي يمنح المرضى مرونة أكبر في جدولة الجراحة الخاصة بهم خلال إجازات الشتاء أو الربيع.
فوائد الإصلاح الجراحي للتقعر الصدري في تركيا
الهدف من إصلاح تقعر القفص الصدري وعلاجه هو تخفيف الضغط عن القلب والرئتين؛ حيث يؤدي الإصلاح الجراحي عادةً إلى زوال ألم الصدر وتحسين التنفس وزيادة القدرة على تحمل التمارين.
من الطبيعي أن يظن المرضى الذين يعانون من تقعر الصدر أن تنفسهم وقدرتهم على التحمل كانت طبيعية قبل الجراحة، لكنهم يدركون أنهم أفضل بشكل كبير بعدها.
في المرضى الذين تكمن مشكلتهم الرئيسية في مظهر الصدر المشوه، كانت هناك تغييرات إيجابية جذرية في تقديرهم لذاتهم وثقتهم بأنفسهم، وقد لوحظ شفاء كامل لدى المرضى المصابين بالاكتئاب مع إمكانية التوقف عن الأدوية المضادة للاكتئاب التي كانوا يتناولونها.
يعطي كل من إجراء نوس وإجراء رافيتش نتائج ممتازة، ويشعر المرضى دائماً بالرضا عن مظهر الصدر النهائي بعد التعافي. معدل عودة المشكلة لكلا الإجراءين يبلغ أقل من 1٪.
مخاطر عملية تقعر القفص الصدري
ينطوي الإصلاح الجراحي لتقعر القفص الصدري على مخاطر كما في أي عملية جراحية أخرى. على الرغم من أن كلاً من إجراء نوس وتقنية رافيتش المعدلة هما إجراءان آمنان وفعالان إلا أنه قد تحدث مضاعفات بشكل نادر عندما يكون الجراح قليل الخبرة.
تشمل المضاعفات المحتملة للإصلاح الجراحي لتقعر الصدر ما يلي:
- النزيف
- أذية البنى المحيطة
- استرواح الصدر
- الانصباب الجنبي
- العدوى وتشكل خراج رئوي
- انزياح القضيب الفولاذي من مكانه
- عودة تقعر القفص الصدري بعد إزالة القضيب
وختاماً، لا يوجد دليل على أن تقعر القفص الصدري يحد من متوسط العمر المتوقع أو يسبب ضرراً متزايداً للقلب والرئتين مع مرور الوقت، إلا أنه من المتوقع أن يصاب المريض بمزيد من الأعراض بمرور الوقت. من المحتمل أن يكون هذا بسبب التقدم في العمر والصعوبات المتزايدة في تعويض الإعاقات الوظيفية المرتبطة بتقعر القفص الصدري، مع ذلك هذا لا يعني أن الضرر سيحدث حتماً.
تكلفة عملية التقعر الصدري في تركيا
تتراوح تكلفة عملية التقعر الصدري في تركيا بين 4-12 آلاف دولار أمريكي، وهذه التكلفة أقل بكثير مما هي عليه في أوربا وأمريكا. بالتأكيد يختلف سعر العملية من مريض لآخر بناء على حالته الصحية ونوع الإجراء المناسب له والأدوات المستخدمة. تواصل معنا للحصول على استشارة مجانية وتحديد السعر النهائي لحالتك ومعرفة جميع التفاصيل المتعلقة بإجراء عملية تقعر القفص الصدري في تركيا.