يعتبر سرطان الرئة السرطان الأول عالمياً من حيث الشيوع بالإضافة إلى أنه السبب الأول للموت بالسرطان لذلك لا بد من المعرفة أكثر عنه للوقاية منه وتجنب مخاطره.
معلومات عن سرطان الرئة الخبيث
يعد ثاني أشيع سرطان عند الرجال في البلدان المتقدمة بعد سرطان البروستات وثاني أشيع سرطان عند النساء في البلدان المتقدمة بعد سرطان الثدي، إضافةً إلى أن 75% من المصابين بسرطان الرئة هم من الأعمار بين 50-70 عاماً.
عندما يشخص سرطان الرئة مبدئياً فإن 15% من سرطانات الرئة تكون في المرحلة المبكرة بينما 85% منها تكون منتشرة موضعياً أو إلى مناطق بعيدة في الجسم.
تغيُّر نسبة حدوث السرطان الرئوي ارتفاعاً أو انخفاضاً مرتبط بشكل وثيق بنسبة التدخين لكونه السبب المؤكد لسرطان الرئة (علاقة التدخين بسرطان الرئة).
ما هو سرطان الرئة؟
سرطان الرئة Lung Cancer هو نوع من أنواع السرطان ينشأ عندما تتحول خلايا الرئة الطبيعية إلى خلايا شاذة تبدأ بالنمو بشكل غير مضبوط مما يؤدي إلى تشكيل ورم سرطاني، يمكن لهذا الورم أن ينمو ويتداخل بالأوعية الدموية المحيطة به مما يسمح له بالانتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم عبر مجرى الدم أو اللمف، تزيد هذه النقائل Metastasis من خطورة المرض وصعوبة علاجه.
ليس بالضرورة أن ينشأ السرطان في الرئة كي نسميه سرطان رئة لأنه قد تنتشر الخلايا السرطانية (النقائل) من أعضاء الجسم المختلفة إلى الرئتين ولاسيما من الثدي والكولون والمستقيم والرأس والعنق والكلية والخصية والرحم.
قد يكون السرطان الرئوي بلا أعراض على الإطلاق في المراحل المبكرة فمن الممكن أن يكشف صدفةً، تبدأ الأعراض بالتظاهر غالباً عند يبدأ بالإنتشار والضغط على الأنسجة المجاورة.
الفرق بين الورم الحميد والخبيث في الرئة
الورم الحميد والورم الخبيث في الرئة هما نوعان مختلفان من الأورام التي يمكن أن تصيب النسيج الرئوي، لا بد من التمييز بينهما لإختلافهما في الإنذار ومدى التأثير على الجسم، إليك أهم الفروقات بينهما:
ورم الرئة الحميد | ورم الرئة الخبيث (السرطان) |
غير سرطاني أي لا ينتشر إلى أعضاء الجسم الأخرى | سرطاني أي ينتشر إلى أعضاء الجسم الأخرى كالدماغ والعظام والكبد |
ينمو ببطئ ولا يشكل خطراً كبيراً على الحياة | ينمو بسرعة ويكون مهدد للحياة |
يحاط الورم بمحفظة أي لا يخترق الانسجة المحيطة به | لا يحاط بمحفظة أي يخترق الأنسجة المحيطة به |
لا يحتاج إلى علاج فوري | يحتاج إلى علاج فوري كالعلاج الجراحي أو الكيميائي أو الشعاعي |
الفرق بين سرطانات الرئة الأولية والثانوية
أولاً: سرطانات الرئة الأولية
هي الأورام التي تنشأ مباشرة من أنسجة الرئة نفسها، وتشكل النسبة الأكبر من حالات سرطان الرئة عالميًا.
1. سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة
- يشمل الأنماط: سرطان الخلايا الحرشفية والغدية وسرطان الخلايا الكبيرة
- يمثل حوالي 80–85% من حالات سرطان الرئة.
2. الأورام العصبية الصمية
- تشمل كل من سرطان الخلايا الصغيرة وسرطان الخلايا الكبيرة الصمية والسرطاوي النموذجي والغير نموذجي .
- تتميز بمدى واسع من السلوك الحيوي من بطيء في النمو إلى عدواني جدًا.
3. أنواع نادرة أخرى
- سرطان الغدد الحرشفية، سرطان الساركوما، الساركوما الرئوية الأولية، الأورام اللمفاوية في الرئة.
- إضافةً إلى سرطانات الرئة عند الأطفال مثل الورم الأرومي الجنبي الرئوي.
ثانيًا: سرطانات الرئة الثانوية أوسرطان الرئة النقيلي
تُعرف سرطانات الرئة الثانوية على أنها النقائل التي تصل إلى الرئة من أورام خارج الرئة عن طريق الدم أو عبر الجهاز اللمفي.
1. مدى شيوع النقائل الرئوية
- الرئة تُعتبر ثاني أكثر موقع لانتشار الأورام بعد الكبد.
- حوالي 20–50% من المرضى المصابين بالسرطان قد يُصابون بنقائل رئوية خلال سير المرض.
2. الأورام الأكثر شيوعًا التي تعطي نقائل للرئة
- عند الرجال: القولون، البروستات، الكلية، الساركومات العظمية والأنسجة الرخوة.
- عند النساء: الثدي، القولون، الرحم، الساركومات.
3. علاج النقائل الرئوية
في حال كانت منتشرة بكثرة جداً عندها قد يفضل العلاج الكيميائي ولكن في حال كان عددها محدود وبالإمكان استئصالها فقد يُفضل الاجراء الجراحي لاستئصال النواقل الرئوية.
- الهدف: هو استئصال كل النقائل المرئية والقابلة للاستئصال لتحقيق شفاء موضعي للمريض وزيادة عمر المريض المتوقع.
- شروط العمل الجراحي:
- الورم الأولي مُسيطر عليه.
- عدم وجود نقائل غير قابلة للاستئصال خارج الرئة.
- قابلية المريض للجراحة وظيفيًا.
- المراجع: سجلت بعض الدراسات نتائج مشجعة على المدى الطويل عند اجراء الاستئصال الجراحي.3

مراحل سرطان الرئة
يصنف مرض سرطان الرئة مثل أغلب أنواع الأورام وفق نظام TNM حيث يعتمد هذا النظام على حجم الورم الأساسي ومدى انتشاره إلى الأنسجة المحيطة (T) وعلى انتشاره إلى العقد اللمفاوية (N) وإعطائه نقائل بعيداً عن الرئتين (M)، تشمل المراحل الأساسية لسرطان الرئة ما يلي:
- سرطان الرئة المرحلة الأولى: يكون الورم محدوداً في الرئة ولم ينتشر إلى أي أنسجة مجاورة أو حتى العقد اللمفاوية.
- سرطان الرئة المرحلة الثانية: يكون الورم قد انتشر إلى بعض العقد اللمفاوية في نفس المنطقة.
- سرطان الرئة المرحلة الثالثة: الورم هنا منتشر خارج الرئة إلى جدار الصدر وعضلات الحجاب الحاجز تحت الرئتين بالإضافة لإنتشاره إلى عقد لمفاوية بالطرف المقابل للصدر أو إلى عقد لمفاوية بالرئتين.
- سرطان الرئة المرحلة الرابعة: قد انتشر الورم إلى أجزاء بعيدة من الجسم مثل الكبد أو العظام لذلك يسمى سرطان الرئة النقيلي أو سرطان الرئة المرحلة الأخيرة حيث تعتبر المرحلة الأكثر تقدماً وخطورة.

من الضروري فهم المرحلة التي وصل إليها السرطان لتحديد الخيارات المتاحة للعلاج والتخطيط للعناية الصحية المناسبة، قد تشمل خيارات العلاج الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج الشعاعي، بالإضافة إلى العلاجات المستهدفة والعلاجات الحديثة مثل العلاجات النوعية والمناعية.
كيفية تشخيص سرطان الرئة الخبيث
تشخيص السرطان الرئوي يتضمن عدة إجراءات واختبارات التي تساعد على تحديد وجود الورم وتحديد نوعه ومرحلته، من بين الطرق المستخدمة في التشخيص هي:
- الفحص الجسدي: يتضمن فحص الأعراض المرتبطة بالرئة والصدر بما في ذلك التنفس والسعال المستمر بالإضافة إلى أي علامات وأعراض أخرى قد تشير إلى وجود سرطان كنقص الوزن غير المفسّر إلّا بوجود السرطان.
- صورة الصدر البسيطة CXR: تعتبر أداة تشخيصية رئيسية لسرطان الرئة لكن الصورة الطبيعية لا تنفي الإصابة بالسرطان على الإطلاق بمعنى أنه إذا رأينا الصورة طبيعية وأعراض المريض موجهة للسرطان لا ننفي الإصابة، قد نرى فيها كتلة في الرئة توضعها محيطي وذات شكل دائري ولكن أكثر ما نشاهده هو ضخامة عند سرة الرئة.

- التصوير الطبقي المحوري مع حقن مادة ظليلة CT scan: إذا أخذت الكتلة المادة الظليلة فيكون فيها أوعية دموية مما يرجح أنها كتلة ورمية، في حال لم تأخذها فهي غالباً كتلة مائية أو دهنية، يعطينا هذا التصوير فكرة عن طبيعة المادة وحجمها وعلاقتها مع الأنسجة المجاورة.
- التنظير القصبي مع الخزعة: هي المعيار الذهبي في تأكيد التشخيص، يجرى تنظير القصبات عبر الأنف والحنجرة فإذا شاهدنا ارتشاحات أو نقاط شاذة في القصبة نأخذ خزعة منها، يتم فحص الخزع المأخوذة تحت المجهر للتأكد من وجود خلايا سرطانية في الرئة أم لا.
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني PET-Scan: وسيلة إلزامية لأي مريض مرشّح للجراحة، لا يستخدم للتشخيص بل لتحديد انتشار الورم إلى أجزاء أخرى من الجسم.
- أخذ عينة من ورم الرئة بمساعدة الأشعة (غالباً بمساعدة الطبقي المحوري).
- التصوير بالرنين المغناطيسي MRI: يستخدم غالباً في الحالات التي لا يمكن فيها إجراء التصوير الطبقي المحوري.
- اختبار وظائف الرئة: يستخدم خاصةً عندما يكون المريض مرشح للجراحة.
- فحص الرئة للمدخنين: هو فحص يجرى بشكل دوري للمدخنين بين سن 55-80 والذين يعانون من تاريخ تدخين طويل بهدف الاكتشاف المبكر لسرطان الرئة، يتم ذلك غالباً من خلال صورة الصدر البسيطة والتصوير الطبقي المحوري.
علاج سرطان الرئة في تركيا
بشكل عام، يفضل تحديد خطة علاج مخصصة لكل حالة من حالات السرطان الرئوي بناءً على نوع ومرحلة الورم وكذلك حالة المريض وتفضيلاته، تحديد خطة علاج فعالة يتطلب تقييم شامل من قبل فريق طبي متخصص وقد يشمل ذلك اختبارات تشخيصية مثل التصوير بالأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي والفحص النسيجي.
تتمتع تركيا بمرافق طبية متقدمة وفرق طبية متخصصة في علاج سرطان الرئة حيث تتوفر فيها أحدث التقنيات والإجراءات الجراحية بالإضافة إلى العلاج بالليزر والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي، كما توفر أيضاً خدمات التشخيص المبكر والفحوصات الطبية المتقدمة التي تساهم في اكتشاف السرطان الرئوي في مراحله المبكرة.
في النهاية، يجب أن نتذكر أن سرطان الرئة هو مرض خطير يمكن أن يؤثر على حياة الكثيرين ومن المهم التوعية والكشف المبكر عنه لتقليل مخاطر الإصابة بهذا المرض القاتل، يمكننا تقليل احتمالية الإصابة بسرطان الرئة وزيادة فرص الشفاء في حال الإصابة بالاهتمام بصحتنا وتبني أسلوب حياة صحي.
المصادر:
- American Cancer Society
- Johns Hopkins Medicine
- Pastorino, U., Buyse, M., Friedel, G., Ginsberg, R. J., Girard, P., Goldstraw, P., Johnston, M., McCormack, P., Pass, H., Putnam, J. B., Jr, & International Registry of Lung Metastases (1997). Long-term results of lung metastasectomy: prognostic analyses based on 5206 cases. The Journal of thoracic and cardiovascular surgery, 113(1), 37–49. https://doi.org/10.1016/s0022-5223(97)70397-0