ما هي أسباب سرطان الرئة

ما هي أسباب سرطان الرئة

سبب سرطان الرئة هو تحولات جينية في خلايا الرئة، تؤدي إلى نمو غير طبيعي وغير مُنظم للخلايا وتشكيل أورام خبيثة، هناك عدة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة

تختلف هذه العوامل بين أنواع السرطان المختلفة. بعض الأسباب قابلة للتغيير (مثل التدخين)، بينما هنالك عوامل آخرى غير قابلة للتغيير (مثل العمر أو التاريخ العائلي).

وجود عامل خطر أو حتى عدة عوامل لا يعني بالضرورة أن الشخص سيُصاب بالمرض. وفي المقابل، قد يُصاب بعض الأشخاص بسرطان الرئة دون وجود عوامل خطر معروفة.

، ومن بين هذه العوامل:

أسباب سرطان الرئة القابلة للتغيير

1. التدخين

يُعتبر التدخين السبب الرئيسي والأول لسرطان الرئة، يحتوي الدخان على مئات المواد الكيميائية السامة والمسرطنة التي يمكن أن تتسبب في تلف الخلايا الرئوية وتحولها إلى خلايا سرطانية.

• يُعتقد أن حوالي 80% من وفيات سرطان الرئة مرتبطة بالتدخين، وهذه النسبة أعلى في سرطان الرئة صغير الخلايا (SCLC)¹.
• من النادر جداً أن يُصاب شخص غير مدخن بسرطان الرئة صغير الخلايا. حيث أن سرطان الرئة كان من السرطانات النادرة جداً قبل وجود السجائر مع ذلك فإن الإصابة تزداد مؤخراً.
• خطر الإصابة بسرطان الرئة يزداد مع ازدياد عدد سنوات التدخين وعدد السجائر يومياً¹.
• تدخين السيجار أو الغليون أو السجائر المنكّهة (مثل المنتول) له خطورة مماثلة تقريباً لتدخين السجائر العادية.
• حتى السجائر المنخفضة القطران أو “الخفيفة” تزيد من خطر الإصابة سرطان الرئة.

2. التدخين السلبي

التدخين السلبي أو التعرض للدخان بشكل غير مباشرعبر استنشاق الدخان الموجود في البيئة المحيطة بالفرد من خطر الإصابة بسرطان الرئة

• يُعد السبب الثالث الأكثر شيوعاً لسرطان الرئة في الولايات المتحدة.
• تزيد احتمال الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 20 بالمئة².

أما أسباب مرض سرطان الرئة غير المدخنين فهي:

3. التعرض لغاز الرادون

• الرادون غاز مُشع طبيعي ينتج عن تحلل اليورانيوم في التربة والصخور.
• ليس له رائحة أو أي طعم.
• وفق وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA)، يُعد الرادون السبب الثاني لسرطان الرئة بعد التدخين، وهو السبب الأول بين غير المدخنين³.
• تركيزه في الأماكن المغلقة (خاصة في الأقبية) قد يزيد خطر الإصابة بسرطان الرئة.

4. التعرض لمادة الاسبست

• العمال في المناجم والمصانع ومصانع النسيج وأحواض بناء السفن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة بسبب تعرضهم لمادة الأسبست.
• الخطر يزيد بشكل تآزري عند الأشخاص الذين يتعرضون للاسبست والتدخين معاً⁴.
• التعرض الكبير قد يسبب أيضاً ورم المتوسطة الخبيث في غشاء الجنب.

5. التعرض لمواد مسرطنة في بيئة العمل

تشمل:

• الخامات المشعة مثل مادة اليورانيوم
• المواد الكيميائية المستنشقة مثل: الزرنيخ، البيريليوم، الكادميوم، السيليكا، كلوريد الفينيل، مركبات النيكل والكروم، منتجات الفحم، وغاز الخردل.
• عادم الديزل: هو الغاز العادم الناتج عن محرك الديزل.

6. المكملات الغذائية

• الدراسات أظهرت أن تناول مكملات بيتا-كاروتين عند المدخنين يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة⁵.
• لذلك يُنصح بتجنب هذه المكملات عند المدخنين.
• البيتا-كاروتين تتحول إلى فيتامين أ عند تناولها وتستخدم كتعويض لفيتامين أ.

7. الزرنيخ في مياه الشرب

• في مناطق مثل جنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية، تم استنتاج أن ارتفاع مستويات الزرنيخ في المياه ارتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة.

أسباب سرطان الرئة الغير قابلة للتغيير

1. تعرض الرئتين للعلاج الإشعاعي

• الأشخاص الذين تلقوا إشعاعاً موجهاً نحو الصدر لعلاج سرطانات أخرى (مثل سرطان هودجكن أو سرطان الثدي) لديهم خطر أعلى للإصابة بسرطان الرئة، خاصة عند المدخنين.

2. تلوث الهواء

• تلوث الهواء (خصوصاً عوادم الديزل) يزيد قليلاً من خطر الإصابة بسرطان الرئة.
• يُقدّر أن نحو 1-2% من وفيات سرطان الرئة مرتبطة بتلوث الهواء الخارجي.

3. التاريخ الشخصي أو العائلي لسرطان الرئة

• الإصابة السابقة بسرطان الرئة تزيد احتمال الإصابة مرة أخرى.
• وجود تاريخ عائلي (أب، أم، إخوة، أو أبناء) يزيد من الخطر بشكل طفيف، خصوصاً إذا كان التشخيص بعمر صغير.
• الدور بين العوامل الوراثية والتعرض البيئي المشترك (مثل التدخين أو الرادون) غير واضح تماماً.

4. الأمراض الرئوية السابقة مثل الانسداد الرئوي المزمن والتهاب الرئة المزمن

تم ربط بعض الأمراض المزمنة للرئة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة عند فحصها بشكل فردي، وتشمل كل من:

• التهاب الشعب الهوائية المزمنة
• النفاخ الرئوي
• التهاب السل الرئوي
• الالتهاب الرئوي
• مرض الربو

هذه الحالات، عند تقييمها كل منها على حدة، ارتبطت بزيادة احتمالية تشخيص سرطان الرئة⁶.

عوامل غير مؤكدة أو لم يُثبت دورها

1. تدخين الماريجوانا

• دخان الماريجوانا يحتوي على القطران والمواد المسرطنة نفسها الموجودة في التبغ.
• يتم استنشاقها بعمق شديد والاحتفاظ بالدخان لأطول فترة داخل الرئة.
• عادة تُدخن حتى النهاية وهذا يزيد من تركيز القطران داخل الرئة.
• من الصعب عزل تأثير الماريجوانا عن التبغ في الدراسات لأن معظم المرضى يستخدمونها سويةً، لكن من المؤكد جداً أنها تُهيّج الرئة وقد تزيد خطر الالتهابات أيضاً.

2. السجائر الإلكترونية

• ما زالت تُصنّفها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) كمنتجات تبغ لاحتوائها على النيكوتين.
• قد تسبب أضراراً رئوية وإلى الآن لم تُثبت فعاليتها في الإقلاع عن التدخين.
• لم يُعرف بعد إن كانت تزيد خطر الإصابة بسرطان الرئة بشكل مباشر.
• لا يوجد دراسات كافية عنها بسبب أنها اختراع جديد نسبياً وقد يُكتشف لها أضرار أكثر مستقبلاً.

تعتبر هذه العوامل من بين العوامل المهمة التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند النظر في خطر الإصابة بسرطان الرئة. ومع ذلك، يجب ملاحظة أن العديد من الحالات لا يمكن تفسيرها بالعوامل المعروفة، وهناك الكثير من الأبحاث ما زالت تبحث في العوامل الأخرى التي قد تلعب دورًا في تطور سرطان الرئة.

كيفية الوقاية من سرطان الرئة

التوعية بسرطان الرئة وكيفية تجنب الإصابة به ضرورية جداً نظراً لخطورته على الحياة البشرية، هناك عدة خطوات يمكن اتخاذها لتجنب خطورة سرطان الرئة:

• الامتناع عن التدخين هو أهم خطوة يمكن اتخاذها للوقاية من أضرار سرطان الرئة، كما يجب تجنب التعرض للدخان بشكل سلبي
• تجنب التعرض للملوثات البيئية التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة.
• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتناول نظام غذائي صحي يحتوي على الفواكه والخضروات والحفاظ على وزن صحي
• الفحص الطبي المنتظم للكشف المبكر عن سرطان الرئة، يشمل الفحص السنوي بواسطة الأشعة السينية للصدر للأشخاص الذين يتعرضون لعوامل خطر عالية
• تجنب التعرض للإشعاع بأنواعه المختلفة في الحد الأقصى الممكن خاصةً في الأماكن التي تتعرض فيها للأشعة السينية بشكل متكرر

تذكر أن الوقاية خير من العلاج وباتباع الخطوات السابقة يمكن تقليل خطر الإصابة بسرطان الرئة بشكل كبير.

المصادر

1- Fares AF, Li Y, Jiang M, et al. Association between duration of smoking abstinence before non-small-cell lung cancer diagnosis and survival: a retrospective, pooled analysis of cohort studies. Lancet Public Health. 2023;8(9):e691-e700. doi:10.1016/S2468-2667(23)00131-7

2- Possenti I, Romelli M, Carreras G, et al. Association between second-hand smoke exposure and lung cancer risk in never-smokers: a systematic review and meta-analysis. Eur Respir Rev. 2024;33(174):240077. Published 2024 Nov 13. doi:10.1183/16000617.0077-2024

3- U.S. Environmental Protection Agency. Health Risk of Radon. EPA. Updated 2025. Accessed September 9, 2025. https://www.epa.gov/radon/health-risk-radon

4- Asbestos Surveys. How Does Smoking Impact the Link Between Asbestos and Lung Cancer? Asbestos-Surveys.org.uk. Published August 25, 2024. Accessed September 10, 2025. https://asbestos-surveys.org.uk/asbestos/the-link-between-asbestos-and-lung-cancer/how-does-smoking-impact-the-link-between-asbestos-and-lung-cancer/

5- Middha P, Weinstein SJ, Männistö S, Albanes D, Mondul AM. β-Carotene Supplementation and Lung Cancer Incidence in the Alpha-Tocopherol, Beta-Carotene Cancer Prevention Study: The Role of Tar and Nicotine. Nicotine Tob Res. 2019;21(8):1045-1050. doi:10.1093/ntr/nty115
https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC6636175/

6- Denholm R, Schüz J, Straif K, et al. Is previous respiratory disease a risk factor for lung cancer?. Am J Respir Crit Care Med. 2014;190(5):549-559. doi:10.1164/rccm.201402-0338OC