مرض باركنسون هو اضطراب عصبي انتكاسي يؤثر على الحركة.
مع مرور الوقت، تتدهور الخلايا المنتجة للدوبامين في جزء من الدماغ والتي تعرف بالمادة السوداء، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات مادة الدوبامين بالدماغ وبالتالي ظهور الأعراض.
تتطور الأعراض تدريجيًا، وعادة ما تبدأ برعشة خفيفة في يد واحدة أو تصلب في الحركة إلى جانب الرعشة والتيبس، كما قد تشمل الأعراض الأخرى صعوبة في تنسيق حركات الجسم، أو تغيرات في وضعية الجسم، ومع تقدم المرض تصبح تعبيرات وجه ثابتة، كما يحدث ضعف في حاسة الشم، وقد يحصل هنالك تغيرات في المزاج، ومشاكل في النوم.
ومع تقدم المرض، قد يصاب بعض الأشخاص بالخرف.
في هذه المقالة، نكشف بعض الخرافات الشائعة حول مرض باركنسون.
1. مرض باركنسون يؤثر فقط على الحركة
يُعرف باركنسون شعبياً بأنه اضطراب حركي، لكن المرضى يعانون أيضًا من أعراض غير حركية، والتي قد تظهر أحياناً قبل الأعراض الحركية.
تشمل هذه الأعراض غير الحركية: الضعف الإدراكي ،الخرف، الاكتئاب القلق، اضطرابات النوم، الألم، فقدان الدافع أو (اللامبالاة)، ضعف الوظيفة الجنسية، وسلس الأمعاء.
غالبًا ما يتم التغاضي عن هذه الأعراض، بالرغم من أهميتها الشديدة، حيث تؤثر على جودة الحياة كما تلعب دور كبير في تدهور الحالة الصحية للمريض.
2. العلاج يفقد فعاليته بعد بضع سنوات
على الرغم من عدم وجود علاج شافٍ لمرض باركنسون، إلا أن الأدوية تساعد بشكل كبير في السيطرة على الأعراض. ويُعتبر دواء “ليفودوبا” من أكثر الأدوية فعالية، حيث يتحول هذا الدواء إلى دوبامين داخل الدماغ بعد عبوره الحاجز الدماغي الشوكي.
هناك اعتقاد خاطئ بأن “ليفودوبا” يفقد تأثيره بعد 5 سنوات، لكنه في الواقع يظل فعالًا لعقود من الزمن. ومع ذلك، قد تنقص فعاليته مع تقدم المرض، لأن الخلايا العصبية التي تقوم بتحويل “ليفودوبا” إلى دوبامين تتدهور مع مرور الزمن.
كما أن المرضى قد يحتاجون إلى تعديلات في جرعات الأدوية أو البحث عن طرق علاجية مختلفة مع مرور الوقت.
3. دواء “ليفودوبا” يجعل الأعراض أسوأ
يعتقد البعض أن “ليفودوبا” قد يزيد من أعراض مرض باركنسون سوءًا، لكن هذا الأمر ليس صحيحًا.
يمكن أن يسبب الدواء بعض الحركات اللاإرادية (خلل الحركة)، لكن ذلك يرتبط بتقدم المرض وليس بسبب الدواء نفسه وحده. لذا لا ينصح الأطباء مطلقاً بتأجيل بدء العلاج خوفًا من خلل الحركة.
4. الرعاش في الجسم يعني دائمًا مرض باركنسون
الرعاش هو أكثر أعراض باركنسون شهرة، وبه يميز مرضى باركنسون لكنه قد يكون ناتجًا عن حالات أخرى مثل:
- الشلل الرعاشي الناتج عن الأدوية
- الشلل الرعاشي الوعائي
- الرعاش الأساسي أو الأولي
- بعض الاضطرابات العصبية الأخرى
لذلك، ليس كل شخص يعاني من الرعاش مصاب حتماً بمرض باركنسون.
5. الأطباء يمكنهم التنبؤ بدقة بمسار المرض
مرض باركنسون يختلف من شخص لآخر، لذا لا يمكن للأطباء التنبؤ بدقة بكيفية تطور الأعراض لدى كل مريض.
تشير الدراسات إلى وجود اختلافات في الأعراض بشكل كبير بين المرضى، ولا تزال الأبحاث جارية لفهم أسباب هذه الفروقات.
Predicting severity and prognosis in Parkinson’s disease from brain microstructure and connectivity
6. جميع المرضى المصابين بمرض باركنسون يعانون من الرعاش
ليس بالضرورة. بعض المرضى يطور لديهم أعراض غير حركية أولاً قبل ظهور الرعاش، بينما قد لا يعاني حوالي 20% من المرضى من الرعاش أبدًا.
7. مرض باركنسون يسبب نوبات مفاجئة من التدهور
على عكس بعض الأمراض مثل التصلب اللويحي المتعدد، لا يحدث التدهور في باركنسون على شكل نوبات مفاجئة، بل يتطور بشكل تدريجي.
إذا ساءت الأعراض بشكل مفاجئ، فقد يكون ذلك بسبب:
- عدوى
- القلق
- أخطاء أو نسيان في تناول الأدوية
- آثار جانبية للأدوية
- بسبب مضاعفات مابعد العمليات الجراحية
لحسن الحظ، يمكن علاج معظم هذه الأسباب.
8. الأدوية هي الحل الوحيد
هناك اعتقاد بأن الأدوية هي الطريقة الوحيدة للتحكم وابطاء مرض باركنسون، ولكن هذا الأمر غير صحيح.
حيث تشير الدراسات إلى أن ممارسة الرياضة بانتظام تساعد في تحسين الأعراض كما قد تبطئ من تقدم المرض.
الأشخاص الذين يمارسون الرياضة لمدة لا تقل عن 2.5 ساعة أسبوعيًا يعانون من تدهور أبطأ في جودة حياتهم مقارنةً بالمرضى الآخرين.
كما أن التمارين الرياضية تساعد في تحسين جودة النوم والوظائف الإدراكية لدى المرضى.
9. مرض باركنسون هو مرض مميت
باركنسون ليس مرضًا مميتًا بحد ذاته، لكنه قد يقلل من متوسط العمر المتوقع.
الأخطار الرئيسية المرتبطة به تشمل:
- زيادة خطر السقوط والصدمات
- صعوبة في البلع، مما يزيد من خطر الإصابة بالالتهابات الرئوية
أبحاث واعدة لعلاج مرض باركنسون
لا يزال الباحثون يعملون على فهم المرض بشكل أعمق، وهناك تقدم في الدراسات الجينية المتعلقة بعلاج مرض باركنسون.
حيث تم التوصل إلى العديد من الطرق العلاجية التي تخفف من أعراض هذا المرض منها التحفيز العميق للدماغ أو العلاج بالموجات فوق الصوتية.
في المستقبل، يأمل العلماء في إيجاد طرق أكثر فعالية للعلاج وربما حتى التوصل إلى علاج شافٍ لهذا المرض.