يعد الإحليل السفلي من أهم التشوهات الخلقّية التي تصيب الذكور، حيث أنَّ تشوهات مجرى البول السفلي تعد الأكثر شيوعاً أي نقصد في المثانة والإحليل، فيتطلب تدخل الأطباء جراحياً أو دوائياً حسب الحالة ومنها عملية الإحليل السفلي، وتعد نسبة حدوثه في الدول الٱسيوية ما يقارب 1 من 500 إلى 1 من 1000 ذكر، بينما تعد نسبة حدوثه في الدول الأوروبية أكثر قليلاً وتقدر تقريباً 1 من 200 إلى 1 من 500 ذكر حيث يظهر تفاوتاً بنسبة الإصابة.
كما أنًّ الحالات الشديدة التي تتطلب تدخل جراحي أي إجراء عملية الإحليل السفلي كحالة اضطرارية تعد أقل شيوعاً، وتزداد نسبة حدوثه عند إصابة الأب أو شقيق الطفل، وتلعب العديد من العوامل دوراً في زيادة نسبة الإصابة مثل التعرض للمبيدات الحشرية أو التدخين أثناء الحمل وشرب الكحول.
ما هو الإحليل السفلي للأطفال؟
الإحليل هو الأنبوب الذي ينقل البول من المثانة إلى خارج الجسم، وبالنسبة إلى الرِّجَال يمرُّ الإحليل عبر منتصف القضيب وتكون فتحته داخل رأس القضيب بالحالة الطبيعية، الإحليل السفلي هو حالة شائعة تحدث عند المولود الذكر حيث تكون فتحة الإحليل في الجانب السفلي من القضيب بدلاً من طرفه، وهو من أكثر العيوب الخلقية شيوعاً في القضيب وقد يؤدي هذا التشوه الخلقي سواءً كان متوسطاً أو شديداً إلى مشاكل في التبول، ويؤدي عند البلوغ إلى صعوبات في الجماع والخصوبة ومع ذلك في معظم الحالات تُعيد الجراحة خلال مرحلة الطفولة وظيفة القضيب ومظهره الطبيعي.
ما هي أنواع الإحليل السفلي؟
تُقسم أنواع ودرجات الإحليل السفلي إلى عدة وذلك تبعاً لمدى بُعد فتحة الإحليل عن مكانها الطبيعي، وهي:
- الإحليل السفلي الحشفي: تكون فتحة مجرى البول في رأس القضيب، ولكن ليس على القمة أو الحافة بشكل كامل.
- الإحليل السفلي التاجي أو الإكليلي: يحدث عندما تكون فتحة مجرى البول مباشرة تحت رأس القضيب أو يكون حيث يلتقي رأس القضيب مع عمود القضيب، ويُعتبر هذا النوع هو أكثر الأنواع شيوعاً.
- الإحليل السفلي المتوسط: تكون الفتحة في منتصف عمود القضيب إلى الأسفل.
- الإحليل السفلي الصفني القضيبي: يحدث عندما تكون فتحة الإحليل في مكان التقاء القضيب وكيس الصفن.
- الإحليل السفلي الصفني العجاني: يُعتبر من أكثر الأنواع حدةً وتكون فتحة الإحليل على كيس الصفن أو أسفله.
كما يوجد نوع آخر مبسط يشرح لنا الأنواع من ناحية بعد فتحة الإحليل عن موقعها الطبيعي، ويوضح لنا مستوى الخطورة في كل حالة:
- الدرجة الأولى: تعد أبسط درجات الإحليل السفلي، حيث تكون فتحة البول أسفل رأس العضو الذكري، وتبعد مسافة صغيرة عن مكانها الطبيعي ويمثل 70 بالمئة من الحالات.
- الدرجة الثانية: توجد فتحة البول في منتصف العضو الذكري من الأسفل.
- الدرجة الثالثة: تعد أخطر درجات الإحليل السفلي، إذ تكون فتحة البول في منطقة التقاء العضو الذكري مع كيس الصفن، وأحياناً ما تكون في كيس الصفن نفسه.

ما هي أسباب الإحليل السفلي؟
لا زالت أسباب الإصابة بحالة الإحليل السفلي في معظم المواليد مجهولة الأسباب، ولكن الفرضيات الموجودة حالياً تعزو ذلك لمجموعة من العوامل، من ضمنها:
- الجينات والعوامل الوراثية: عند وجود حالة سابقة للأب أو الشقيق حيث تزداد نسبة حدوث الإحليل السفلي عند المولود.
- مواد معينة: تتعرض لها الحامل في بيئتها المحيطة وتغذية الحامل وبعض الأدوية التي قد تتناولها المرأة أثناء فترة الحمل.
- العمر والوزن: إذ وجد أنَّ الأمهات في سن 35 عاماً أو أكبر واللواتي كانوا يعانوا من السمنة الزائدة زادت لديهم فرص إنجاب أطفال ذكور مصابين.
- أدوية وعلاجات الإخصاب: وجد أن النساء اللواتي خضعن لطرق طبية حديثة للمساعدة في زيادة الخصوبة والإنجاب ارتفعت لديهن فرص ولادة أطفال مصابين.
- هرمونات معينة: وجد أنًّ النساء اللواتي خضعن لبعض أنواع العلاجات الهرمونية في الفترة القصيرة التي سبقت الحمل أو أثناءه، ارتفعت لديهن فرص إنجاب أطفال مصابين.
إن الحالات غير الطبيعية المرافقة للاحليل السفلي الأكثر شيوعاً هي الخصية المعلقة والفتق الإربي والتشوهات الكلوية ونسبة رؤية هذه التشوهات هي 10-15%، لهذا السبب يطلب من مرضى الإحليل السفلي صورة أشعة للكلى. إذا كانت إحدى أو كلا الخصيتين غير مجسوسة عند طفل مصاب بالإحليل السفلي قد يشتبه الأطباء بحدوث اضطراب في النمو الجنسي عند الطفل.
ما هي أعراض الإحليل السفلي؟
يواجه الطفل العديد من الأعراض والمشاكل التي يسببها الإحليل التحتاني الذي يتميز بالعديد من العلامات والأعراض التي تظهر عادة عند الولادة أو بعد فترة من الولادة، وتعتمد شدة هذه الأعراض على مكان فتحة مجرى البول حيث يعد هذا من الأعراض الأساسية للإحليل السفلي، يوجد أعراض أخرى مهمة منها:
- المظهرغير المكتمل لجلد الفلقة الذي يبدو كأنه مفتوح أو مثقوب من الأسفل
- انحناء في القضيب خاصةً عند الانتصاب
- صعوبة في توجيه مجرى البول حيث لا يخرج بشكل مستقيم من طرف البول بل يتجه نحو الأسفل أو الخلف بحسب الحالة أي أنًّه يسبب صعوبة بالتبول بشكل طبيعي وقد يحتاج للجلوس في بعض الحالات
- بعد البلوغ إذا لم يتم إجراء عملية الإحليل السفلي يسبب ذلك صعوبات في الجماع والخصوبة أي في وظيفة القضيب عموماً فقد يسبب العقم
- الآثار الاجتماعية والنفسية حيث يسبب الإحراج الشديد وتجنب المواقف التي تتطلب كشف الجسم وفقدان الثقة، يؤثرعموماً على جودة الحياة والعلاقات الشخصية

كيف يتم إجراء عملية الإحليل السفلي؟
تعد عملية الإحليل السفلي عند الأطفال إجراء جراحي بسيط وناجح يهدف إلى تصحيح عيب خُلقي في الجهاز البولي، حيث تكون فتحة مجرى البول في غير موضعها الطبيعي ويحدد الطبيب الإجراء الجراحي المناسب لكل طفل وذلك بحسب درجة الإحليل السفلي لديه وخصائص الحالة. عموماً، تتضمن عملية تصحيح الإحليل السفلي خطوات أساسية ثابتة وهي:
- التخدير: يتم تخدير الطفل تخديراً كلياً لضمان راحته وسلامته أثناء عملية الإحليل السفلي.
- تقويم القضيب: إذا كان هناك انحناء في القضيب (يُعرف بالوتر) يتم تصحيحه ليصبح القضيب أكثر استقامة.
- إعادة بناء المجرى البولي: يتم بناء قناة مجرى بول جديدة أو تمديد القناة الموجودة باستخدام أنسجة سليمة من جسم الطفل نفسه مثل جلد القلفة الذي يُغطي رأس القضيب.
- تصحيح موضع فتحة الإحليل السفلي: يتم وضع فتحة مجرى البول الجديدة في موضعها الطبيعي عند طرف رأس القضيب.
- إغلاق الجرح: تغلق الشقوق الجراحية بدقة باستخدام غرز جراحية دقيقة (غالباً ما تكون تجميلية) لتقليل الندبات والحفاظ على المظهر الخارجي للقضيب.
في بعض الحالات حيث يكون طول الحشفة أقل من 14 ملم فنحتاج إلى علاج هرموني قبل العملية، في بعض الحالات قد نحتاج تحليل الكروموسومات للطفل أو ما يسمى بالنمط النووي، لا ننسى أن هذه العملية تتم على مرحلة أو مرحلتين وذلك تبعاً لدرجة اعوجاج القضيب فإذا كانت تقريباً أقل من 30 درجة تتم عملية الإحليل السفلي على مرحلة واحدة وإذا كانت أكثر من 30 درجة تتم على مرحلتين.
عند الانتهاء من الجراحة في عملية الإحليل السفلي، يتم وضع ضمادة حول القضيب لحماية الجرح، كما يتم غالباً ادخال قسطرة بولية (أنبوب رفيع لتصريف البول) تبقى لعدة أيام (عادةً من 3 إلى 7 أيام حسب الحالة) لتسهيل تصريف البول وتجنب الضغط على المجرى البولي الذي تم إصلاحه حديثاً أثناء فترة الشفاء الأولية.
تبين أن الأطفال الأصغر سناً يشعرون بانزعاج أقل بعد عملية الإحليل السفلي وذلك عندما تجرى في عمر 6 إلى 12 شهر كما ينصح معظم أطباء المسالك البولية للأطفال، حيث لا يتذكر الطفل حتى إجراءها، بينما الأطفال الأكبر سناً يتلاءمون بشكل أصعب قليلاً ولكن مع وجود الأدوية المتوفرة حالياً لعلاج الألم أصبحوا يتلاءمون بشكل جيد جيداً، في بعض الأحيان هناك حاجة لاستخدام أدوية لعلاج تشنجات المثانة، للوقاية من مضاعفات عملية الإحليل التحتاني التي تتضمن النزيف والعدوى، ينصح الأطباء برعاية الطفل والالتزام بالتعليمات في الأسابيع الأولى من العملية وزيارة الطبيب المتابع للحالة على الفور عند حدوث أي مشكلة.
تتراوح فترة التعافي من عملية الإحليل السفلي ما بين أسبوعين لعدة أسابيع على حسب شدة الحالة ومدى تعقيد الجراحة وعمر الطفل وحالته الصحية، ولكن بالالتزام بالتعليمات الخاصة بالعناية بنظافة وجفاف الجرح وإعطاء الطفل الأدوية الموصوفة بانتظام يمكن تسريع فترة الشفاء، كما أن بالرغم أنَّ نجاح عملية الإحليل السفلي متوقف على شدة الإحليل السفلي والحالة الصحية للطفل وخبرة ومهارة الجراح وهي أمور متغيرة، تبقى نسبة نجاح العملية مرتفعة وتتجاوز 95%. وتتمثل علامات نجاح عملية الإحليل السفلي في اختفاء الأعراض التي كان يعاني منها الطفل بسبب هذه المشكلة والشفاء بسلام دون حدوث مضاعفات، فهما الأدلة القاطعة على نجاح هذه العملية.

ما هي تكلفة عملية الإحليل السفلي في تركيا ولماذا تعد وجهة ممتازة؟
يتراوح السعر المعتاد بين 4050 و 5500 دولار أمريكي ومن الواضح أنَّ هذه التكلفة تتأثر بشكل كبير بمجموعة من العوامل المهمة:
- نوع وشدة الحالة
- التقنيات العلاجية المستخدمة
- مستوى المنشأة الطبية وسمعتها
- خبرة الأطباء وتخصصهم
- الحالة الصحية العامة للمريض
- مدة العلاج والحاجة للرعاية اللاحقة
تبرز تركيا كوجهة مثالية لإجراء عمليات جراحة المسالك البولية، وذلك بفضل ما تحتويه من مؤسسات طبية متطورة مزودة بأحدث الأجهزة والمعدات. يشتهر الجراحون الأتراك بامتلاكهم خبرة عميقة وتخصصاً دقيقاً في هذا المجال، مما يضمن تحقيق أفضل النتائج العلاجية، بما في ذلك الحالات التي تتطلب تدخلاً معقداً. تقدم المستشفيات في تركيا رعاية شاملة للمرضى مع متابعة حثيثة لحالتهم. ما يميز تركيا أيضاً هو قدرتها على الجمع بين مستوى خدمة طبية رفيع وتكاليف معقولة مقارنة بالعديد من البلدان الأخرى، مما يجعلها خياراً موثوقاً وفعالاً لمن يسعى للحصول على علاج متميز في أمراض الجهاز البولي وجراحتها.
لا يمكن النقاش أو الجدال في أهمية عملية الإحليل السفلي لأنّها خطوة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، إنّها ليست مجرد عملية تصحيحية شكلية، بل هي خطوة محورية لتحسين جودة حياة الطفل بشكل جذري. تقوم بتصحيح الخلل الوظيفي والجسدي وتُمكّن عملية الإحليل السفلي الطفل من ممارسة حياته الطبيعية دون عوائق، سواءً في التبول أو في جوانب أخرى. الأهم، أنّها تقي من الآثار النفسية السلبية كالشعور بالخجل أو النقص وتُعزز ثقته بنفسه وضمان التواصل الاجتماعي السليم كما أنَّ عملية الإحليل السفلي تُمكّن الطفل من النمو والتطور بثقة وتضمن له حياة طبيعية.
المصادر: