تُعتبر أسباب تضخم البروستاتا من المواضيع التي تثير القلق لدى الكثير من الشباب والرجال في منتصف العمر خاصةً مع ازدياد نسبة الإصابة بها في العقود الأخيرة. لا يقتصر ظهور تضخم البروستاتا على كبار السن فقط، بل قد يظهر في سن مبكر نتيجة عوامل متعددة. في هذا المقال نُسلّط الضوء على أبرز أسباب تضخم البروستاتا عند الشباب والكبار وطرق الوقاية منها بشكل مبكر.
أسباب تضخم البروستاتا في سن مبكر
يعتقد البعض أن أسباب تضخم غدة البروستاتا عند الشباب هي لعوامل وراثية بحتة ولا يمكن الوقاية منها، هذا الاعتقاد ليس صحيح تماماً إذ يوجد العديد من أسباب تضخم البروستات التي لا تتدخل الوراثة فيها والتي يستطيع الشاب تجنبها ليقي نفسه من الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد (BPH) عند تقدمه بالسن. من الممكن تصنيف أسباب تضخم البروستاتا في سن مبكر إلى:
أسباب يمكن التحكم بها
هناك العديد من أسباب تضخم البروستاتا في سن مبكر التي يمكن للمريض أن يتحكم بها، مثل:
- زيادة الوزن والسمنة: نمط الحياة قليل الحركة هو أحد الأسباب المهمة في حدوث تضخم البروستاتا الحميد حيث أن السمنة تزيد خطر من الإصابة بتضخم البروستاتا، كما أن ممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على وزن صحي قد يساعدك في الوقاية من هذه المشكلة الطبية.
- داء السكري وأمراض القلب: على الرغم من أن مرض السكري وأمراض القلب تكون نادرة الحدوث في سن مبكر عند الشباب إلا أنهما يعدان من الأسباب المهمة لتضخم البروستاتا فقد أشارت الدراسات أن الأدوية التي يستعملها مرضى القلب ومرضى السكري، سواءً من النمط الأول (الشبابي) أو من النمط الثاني، قد تساهم بشكل كبير بزيادة خطر الإصابة بضخامة البروستات.
- الحمية الغذائية والكافئين: وجد الأطباء بأن الحمية الغنية باللحوم الحمراء والقليلة بالفواكه والخضروات هي من المسببات الرئيسية التي ترفع احتمالية الإصابة بتضخم البروستاتا وذلك بسبب أن الأطعمة الغنية بالبروتين تزيد من هرمون الذكورة (التستوسترون) الذي يحفز نمو نسيج البروستاتا. كما أن الكافئين الموجود في القهوة هو أيضاً من المسببات لزيادة خطر تضخم البروستاتا نتيجة آلية التحفيز لهرمون التستوسترون النشط (DHT) وزيادة كميته في الدم.
- التدخين: إن العلاقة ما بين التدخين والإصابة بتضخم البروستاتا تعد مثيرة للجدل، فقد ربطت بعض الأبحاث بين مادة التبغ السامة الموجودة بالسجائر وتأثيرها على رفع هرمون DHT عند الذكور والذي بدوره يحفز تضخم البروستات، ولكن على الجانب المقابل اعتبرت أبحاث أخرى التدخين غير مسؤول أبداً عن هذه الحالة ولا يمكن اعتباره سبب من أسباب تضخم البروستاتا الحميد.
أسباب لا يمكن التحكم بها
- التاريخ العائلي: وجود إصابة بتضخم البروستاتاعند أحد أقرباء الدرجة الأولى كالأب أو الأخ قد يجعلك أكثر عرضة لأن تصاب بهذه الحالة الطبية وأنت بسن مبكر، فقد أفادت الأبحاث والدراسات بأن العامل الوراثي قد يكون سبب مهم من أسباب تضخم البروستاتا إلا أن كيفية تأثير الوراثة ما يزال غير مفهوم بشكل واضح.
- التغيرات الهرمونية: إن العلاقة بين ارتفاع هرمون الذكورة (التستوسترون) وحالة تضخم البروستاتا الحميد ما تزال موضع جدل، فقد أشارت بعض الدراسات إلى أن الرجال الذين لديهم نسب مرتفعة من الهرمون هم أكثر عرضة للإصابة بضخامة البروستاتا الحميد من أقرانهم الذي يملكون نسب منخفضة، حيث تعد المعالجة الهرمونية المعاوضة TRT عامل خطورة مهم لتضخم البروستاتا الحميد.

أسباب تضخم البروستاتا عند الكبار بالعمر
تنمو غدة البروستاتا طبيعياً مع تقدم الشخص بالعمر حيث نميز مرحلتين رئيسيتين من تسارع النمو للبروستاتا وهما مرحلة البلوغ الجنسي التي يحصل فيها نضج الأعضاء التناسلية عند الذكر حيث تكبر فيها البروستاتا لتصبح بضعف حجمها السابق، والمرحلة الثانية لتسارع نمو الغدة تمتد من سن 20 إلى 30 سنة.
تتواصل عملية التضخم بشكل بطيء نسبياً في الفترة التي تتراوح ما بين الـ 30 إلى 50 سنة، لكن مع بلوغ الذكر سن الخمسين يعود منحنى نمو البروستات ليتسارع مجدداً، ولذلك فإن ما يزيد عن نصف الرجال تظهر عليهم أعراض تضخم البروستاتا الحميد بعد العقد الخامس من العمر.
يعتقد العلماء أن أسباب تضخم البروستاتا لكبار السن عائدة لتغيرات طبيعية تطرأ على مستوى الهرمونات التي تفرزها الخصية، فمع الكبر بالعمر تتأثر كمية التستوسترون النشط (DHT) في الدم بينما يبقى الإستروجين بمستوياته السابقة الطبيعية، يساهم هذا التغير الهرموني بتحفيز نمو نسيج البروستاتا وتضخمه.
أعراض تضخم البروستاتا
قد تظهر العديد من الأعراض لدى المصابين بتضخم البروستاتا، مثل:
- الحاجة الملحة للتبول على الرغم من عدم امتلاء المثانة في البول
- كثرة التبول الليلي والتي توقظ المريض من نومه وتسبب له الإزعاج
- صعوبة بدء التبول وعدم المقدرة على إفراغ مثانتك بشكل تام
- ضعف تدفق تيار البول
- نزول قطرات من البول مع نهاية تبول المريض
وقد تظهر أعراض أخرى أقل شيوعاً عند مرضى تضخم البروستات الحميد كالإصابة المتكررة بالتهاب المسالك البولية والتي تعد من أسباب نزول قطرات دم في البول، وعلى الرغم من إمكانية حدوث جميع هذه الأعراض إلا أن تضخم البروستات لا يسبب عادةً خطورة حقيقية على حياة المصاب بل مجرد أعراض مزعجة يمكن التعايش معها ريثما يتم علاج تضخم البروستاتا الحميد.
مضاعفات تضخم البروستاتا الحميد
قد يحدث في بعض حالات تضخم البروستاتا الغير معالج اختلاطات تجعل سير المرض أسوء وقد تشكل تهديداً حقيقياً على وظيفة الجهاز البولي، ومن بين هذه المضاعفات ما يلي:
- عدم القدرة على التبول الطبيعي (قد يحتاج البعض لتركيب قسطرة بولية)
- تكرار التهابات مجرى البول
- تشكل حصيات بولية بسبب عدم المقدرة على إفراغ المثانة كلياً من البول
- قد تتأذى المثانه لدى المريض وتفقد مقدرتها على الانقباض والانبساط
- من الممكن أن يؤدي احتباس البول المزمن إلى تضرر في وظيفة الكلى
يخشى بعض الرجال من احتمال تطور تضخم البروستاتا الحميد إلى سرطان البروستاتا إلا أن هذه الحالة خاطئة وغير مثبتة فعلياً، فوفقاً للدراسات فإنه لا توجد علاقة بين تضخم البروستات الحميد والسرطان حيث يبقى خطر حدوث السرطان متساوي بين الرجال المصابين بالتضخم والرجال الأصحاء.
الوقاية من تضخم البروستاتا منذ سن مبكر
لعلك قد تتسائل هل أستطيع الوقاية من تضخم البروستاتا الحميد أم أنه شيء حتمي لا مفر منه، في الواقع قد تؤدي بعض التعديلات الطفيفة التي تجريها على روتين حياتك منذ سن مبكرة إلى التقليل من احتمال إصابتك بالمرض عند كبر سنك، إليك بعض النصائح للوقاية من ضخامة البروستات:
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مع المحافظة على وزن مناسب
- تناول غذاء صحي مع عدم الإكثار من الدهون واللحوم الحمراء
- تجنب الإفراط في شرب القهوة لما للكافئين من آثار سلبية على صحة البروستاتا
- الإقلاع عن التدخين وتجنب الكحول
لا يُمكن تجاهل دور نمط الحياة والعوامل الوراثية في زيادة خطر الإصابة بتضخم البروستاتا. إن فهم أسباب تضخم البروستاتا واتخاذ خطوات وقائية منذ سن مبكر قد يقلل من احتمالية تطور الأعراض لاحقاً. استشر طبيبك في حال شعرت بأي أعراض بولية غير طبيعية لتلقي التشخيص والعلاج المناسبين.
المصادر:
- Penn Medicine. (n.d.). Enlarged Prostate (Benign Prostatic Hyperplasia). Retrieved July 22, 2025
- National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases. (n.d.). Enlarged Prostate (Benign Prostatic Hyperplasia). U.S. Department of Health and Human Services. Retrieved July 22, 2025
- NHS. (2023). Prostate enlargement. National Health Service (UK). Retrieved July 22, 2025