مع ازدياد معدلات الإصابة بمرض السرطان تزايدت الدراسات حول العلاج الحراري للسرطان حيث اكُتشف أن الخلايا السرطانية حساسة تجاه الحرارة وطُبّق العلاج في تركيا.
في الآونة الأخيرة يعد السرطان مشكلة كبيرة نتيجة الغذاء والأدوية ومختلف العوامل البيئية التي يتعرض لها الإنسان يومياً، وغالبا لا يشعر الشخص منا بوجود مشكلة سرطانية لديه إلا بعد ظهور الأعراض النهائية أو عن طريق الصدفة.
ولهذا ظهر التحدي الكبير لتطوير علاجات جديدة فعالة وبأقل أضرار ممكنة على المريض، حيث تطورت طرق تشخيص السرطان في تركيا بشكل كبير، وبقي السؤال هل يمكن معالجة جميع السرطانات ولو كانت معندة للعلاجات الاعتيادية؟
لهذا سنذكر في هذا المقال طريقة حديثة العهد في مجال العلاج السرطاني وخاصة في مجال الأشعة التداخلية للعلاج السرطاني.
العلاج الحراري للسرطان وما يفيد المريض معرفته عنه
يعد استخدام العلاج الكيميائي والإشعاعي وأحياناً الهرموني الخيار الأكثر تفضيلاً في علاج السرطان، حيث يمكن العلاج باستخدام إحدى الطريقتين كما في سرطان البروستات أو بالطريقتين معا كما هو شائع.
لكن بدأ حديثاً تطبيق العلاج بالتسخين أو ما يدعى “العلاج الحراري للسرطان” والتي تعرف بأنها نوع من أنواع العلاج بالأشعة التداخلية.
حيث أصبح أيضاً بالإمكان القيام برفع درجة حرارة المنطقة المستهدفة كطريقة أخرى إضافية يمكنها زيادة فعالية كل من العلاج الكيميائي والإشعاعي، حيث يتم عبر هذه الطريقة استهداف المنطقة المصابة بتركيز الحرارة عليها مما يجعلها أكثر تأثراً بالعلاج المتبع، سواء إشعاعياً أو كيميائياً، حيث تبين أنها ترفع من فعالية العلاج بين 2-5 مرات.
وقبل الغوص في ميزات ومساوئ وتكاليف العلاج الحراري للسرطان، يجب علينا فهم آلية وماهية السرطان ليكون لدينا ثقافة أعلى حول هذا الموضوع.
ما هو السرطان؟
يحدث السرطان عندما يحدث تضاعف غير منتظم للخلايا في عضو أو نسيج ما، على الرغم من وجود أنواع عديدة وواسعة من السرطان إلا أن جميعها تبدأ بتضاعف غير منضبط للخلايا والتي تبدأ بالانتشار محدثة ضرراً للخلايا الطبيعية.
يمكن تقسيم الأورام إلى أورام حميدة وأخرى خبيثة، حيث يكمن الفرق في عدم حدوث أي تكاثر غير منضبط للخلايا مجدداً بعد استئصال الورم الحميد، أما في الورم الخبيث فإن الخلايا غير الطبيعية تعود مجدداً للانقسام والتضاعف غير المنضبط مع ميل للانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم.
قد يختلف السرطان أيضاً بحسب الجنس أو العمر أو العرق ولون البشرة بالإضافة للعوامل البيئية والوراثية.
يمكن التعرف إلى بعض أنواع السرطان عند طريق بعض الأعراض التي تميزها بالإضافة إلى الشكل والكثافة والخصائص البنيوية, ومع ذلك يمكن لمعظم أنواع السرطان ألا يتم اكتشافها إلى بعد سنوات عديدة على الرغم من وصولها لمراحل متقدمة، ويعد هذا السبب الرئيسي في وفاة 19.7 من المرضى الذين يتم تشخيص السرطان لديهم.
طرق العلاج التقليدية وطريقة العلاج الحراري لعلاج السرطان في تركيا
الميزة الرئيسية لهذه الطريقة أنه يمكن إجراءها عبر التخدير الموضعي دون الحاجة لتخدير قطني أو عام، ودون أن تحصل أي آثار جانبية.
لذلك لن تكون هناك مشاكل ممكنة الحدوث بالنسبة للمرضى المسنين الذين يعانون من أمراض عالية الخطورة كالقلب والزهايمر والشلل أو المرضى الذين يستخدمون مضادات التخثر والذين يخشون من تعرضهم للنزف.
في الآونة الأخيرة، أصبح العلاج الحراري بالميكروويف مستخدماً على نطاق واسع في علاج السرطان، وغدا طريقة مفضلة للغاية خاصة مع الآثار الجانبية الكثيرة التي يتركها العلاج الإشعاعي، حيث إنه من الممكن أن يصبح العلاج الأكثر تفضيلاً بين العلاجات المستخدمة للقضاء على جزيئات السرطان مع زيادة فعاليته وانخفاض آثاره الجانبية.
يستلقي المريض بشكل مريح على سرير العلاج خلال فترة العلاج والتي تستغرق 60 دقيقة في المتوسط.
يتم توجيه موجات التردد اللاسلكي ذات القوة القابلة للتعديل إلى منطقة الورم برأسين قطبين متعارضين ويتم الوصول إلى درجة حرارة عالية بين 42-44 درجة مئوية.
تدمر درجة الحرارة المرتفعة هذه الخلايا السرطانية والأوعية التي تغذي السرطان.
- تعريض الخلايا السرطانية للحرارة موضعياً أثناء العلاج الحراري للسرطان
أنواع العلاج الحراري للسرطان في تركيا
- العلاج الحراري الموضعي Local Hyperthermia therapy: يستخدم للأورام القريبة من سطح الجسم، ويتضمن هذا العلاج وضع قضيب مملوء بالماء فوق منطقة العلاج. ثم يتم تركيز طاقة الميكروويف أو الترددات الصوتية (أو الإيكو) في موقع الورم، حيث يتم تسخين منطقة صغيرة من الجسم.
- العلاج الحراري الناحي Regional Hyperthermia therapy: بالنسبة للأورام العميقة في البطن أو الحوض (أي أورام الأعضاء العميقة)، وهي تشمل مناطق أوسع من الجسم، وعادةً ما تكون بهدق إضعاف الخلايا الورمية قبل العلاجات الشعاعية أو الكيميائية.
- العلاج الحراري الشامل للجسم Whole-body Hyperthermia therapy: وفيه يشمل العلاج الحراري الجسم كله، حيث يتم رفع درجة حرارة الجسم إلى نحو 39-40 درجة مئوية، وهذ النوع من العلاج الحراري للسرطان يستخدم في علاج الأورام النقائلية (المنتشرة).
مجالات تطبيق ارتفاع الحرارة الإقليمية لعلاج الأورام
- الأورام الأولية أو الأورام التي انتشرت (منتشرة).
- أورام الأعضاء (سرطان المثانة, سرطان الكلى، الرئة، إلخ).
- سرطانات الجهاز الهضمي كـ(سرطان الكبد، سرطان البنكرياس، سرطان القولون والأمعاء والمعدة والغشاء البرتواني).
- أورام منطقة الورك (الحوض).
- سرطانات الرأس والرقبة الخبيثة (سرطان الأذن).
- أورام الدماغ أو الاورام المنتشرة في الدماغ (ورم خبيث).
- سرطان الثدي والرحم والمبيض لدى النساء.
- ورم البروستاتا.
- سرطان الجلد.
- لأورام الجلد السطحية.
وجميع الأورام التي يصعب علاجها جراحياً.
آلية عمل تطبيق تقنية العلاج الحراري للسرطان
أولاً: بداية في العلاج الحراري للسرطان تخضع الخلايا السرطانية للاستماتة (موت الخلايا المبرمج) بسبب الإجهاد الخلوي والضرر الناجم عن الحرارة.
ثانياً: في الحالات العادية يحدث للأنسجة السرطانية نقص الأكسجة (نقص الأكسجين) وبيئة حمضية.
هذه الحالة تقلل من تأثير أدوية العلاج الكيماوي والعلاج الإشعاعي على الأنسجة السرطانية.
مع زيادة درجات الحرارة، يزداد تدفق الدم إلى الورم، وبالتالي تقل البيئة الحمضية.
مما يؤدي إلى زيادة الاستجابات للعلاجات المطبقة.
ثالثاً: مع الحرارة، يزداد إنتاج “بروتينات الصدمة الحرارية” على المستوى الخلوي.
وهذا يزيد من نشاط الخلايا المناعية المعروفة بالقاتل الطبيعي (الخلايا اللمفاوية تي).
كما يزداد إنتاج المستضد الخاص بالورم وخروج المستضدات من الخلية.
بطريقة ما، تسقط الأقنعة التي تسمح للخلايا السرطانية بالاختباء من جهاز المناعة.
وبالتالي، يصبح من السهل على الجهاز المناعي التعرف على السرطان.
رابعاً: تختلف بنية الشعيرات الدموية التي تغذي الورم في الأنسجة السرطانية عن الأوعية الطبيعية.
ومع ارتفاع الحرارة الموضعي، تتشكل الجلطات الدقيقة (الخثرات) في هذه الأوعية والتي تؤثر على تغذية الورم.
يسهل كل من ارتفاع حرارة الجسم كله وارتفاع الحرارة الموضعي مرور الخلايا العارضة للمستضد، وهي خلايا متخصصة في الجهاز المناعي، إلى الغدد الليمفاوية والاستجابة المناعية للخلايا التائية في “منطقة الورم”.
- صورة توضيحية لجهاز العلاج الحراري للسرطان الموضعي
نتائج بعض الدراسات حول العلاج بالتردد الحراري للسرطان
جميع الدراسات تثبت زيادة فعالية العلاج الكيميائي عند إضافة التردد الحراري Radiofrequency hyperthermia. حيث يعتبر سلاح رابع يضاف إلى علاج السرطانات وخاصة عند إضافتها مع العلاجات الأخرى.
- صورة لآلية عمل العلاج الحراري للسرطان وتركيز الحرارة على منطقة الورم
وبالنهاية نجد أن علاج السرطان هو مجال واسع جداً، وقابل للتطوير بشكل كبير، حيث أن السرطان هو أحد أمراض هذا العصر، ويسعى مركز بيمارستان لتأمين كل مايلزم مرضى السرطان للعلاج والتعافي بشكل كامل.
المصادر: