علاج البروستاتا الحراري بالموجات الدقيقة عبر الإحليل (TUMT) هو إجراء طبي مبتكر يستخدم لعلاج الأعراض البولية المرتبطة بتضخم البروستاتا الحميد (BPH)، وهي حالة شائعة بين الرجال مع تقدم العمر. يُعد هذا العلاج خياراً غير جراحي يُنفذ في العيادات الخارجية ويُعتبر حلاً فعالاً وآمناً للعديد من المرضى الذين يعانون من أعراض غير مريحة ولا يرغبون في الخضوع لجراحة تقليدية.
ما هو علاج البروستاتا الحراري بالموجات الدقيقة عبر الإحليل؟
علاج البروستاتا الحراري بالموجات الدقيقة عبر الإحليل هو إجراء يُستخدم لتقليص حجم البروستاتا من خلال تسليط أشعة مكروية على الأنسجة المتضخمة التي تعيق تدفق البول. يتم إدخال قسطرة عبر مجرى البول حتى تصل إلى البروستاتا، حيث تنبعث منها طاقة الميكروويف التي تتسبب في تسخين الأنسجة وتدمير الأجزاء المتضخمة.
لماذا يتم علاج البروستاتا الحراري بالموجات الدقيقة عبر الإحليل؟
يتم اللجوء إلى علاج البروستاتا الحراري بالموجات الدقيقة عبر الإحليل لتخفيف الأعراض البولية التي يسببها تضخم البروستاتا الحميد، والتي تشمل:
- الحاجة المتكررة للتبول
- صعوبة بدء التبول
- التبول البطيء أو المطول
- توقف تدفق البول أثناء التبول
- زيادة التبول الليلي
يُعد هذا العلاج من الخيارات الأقل تدخلاً مقارنة بالجراحة التقليدية مثل استئصال البروستاتا عبر مجرى البول (TURP)، حيث أنه لا يتطلب دخولاً للمستشفى أو فترة نقاهة طويلة.

مزايا علاج البروستاتا الحراري بالموجات الدقيقة عبر الإحليل مقارنةً بالعلاج الجراحي
يفضل العديد من المرضى علاج البروستاتا الحراري بالموجات الدقيقة عبر الإحليل بفضل فوائده العديدة مقارنة بالجراحات المعقدة. تشمل الميزات التي يمكن توقعها من هذا العلاج ما يلي:
- عدم الحاجة للإقامة في المستشفى: في حال عدم حدوث مضاعفات غير متوقعة، يمكن للمريض العودة إلى منزله في غضون ساعات قليلة من إتمام علاج البروستاتا الحراري بالموجات الدقيقة عبر الإحليل.
- انخفاض احتمالية النزيف: بما أن العلاج لا يتطلب شقاً جراحياً، فإنه من النادر أن يحدث فقدان للدم. تعتبر هذه الميزة مهمة بشكل خاص للمرضى الذين يتناولون الأدوية المميعة للدم.
- انخفاض المضاعفات المتعلقة بالخصوبة: على عكس بعض العلاجات الأخرى لتضخم البروستاتا الحميد التي قد تؤدي إلى القذف الرجعي، فإن هذا العلاج يقلل من احتمالية حدوثه. إن القذف الرجعي لا يشكل تهديداً للصحة إلا أنه قد يؤثر على الحمل الطبيعي.
المخاطر المحتملة لعلاج البروستاتا الحراري بالموجات الدقيقة عبر الإحليل
على الرغم من أن علاج TUMT يُعتبر آمنًا بشكل عام مع وجود مضاعفات قليلة أو معدومة، إلا أن هناك بعض المخاطر المحتملة التي يجب أن يكون المريض على دراية بها، وهي:
- ظهور أعراض جديدة أو تفاقم الأعراض البولية: في بعض الحالات، قد يؤدي علاج TUMT إلى التهاب مزمن داخل البروستاتا، مما يسبب أعراضاً مثل الحاجة المتكررة أو الملحة للتبول، والتبول المؤلم.
- صعوبة مؤقتة في التبول: قد يعاني بعض المرضى من صعوبة في التبول لبضعة أيام بعد العلاج. في هذه الحالة، قد يتطلب الأمر إدخال قسطرة في مجرى البول لتسهيل التبول حتى يعود الوضع إلى طبيعته.
- عدوى المسالك البولية: تعد العدوى من المضاعفات المحتملة بعد إجراء علاج TUMT، وخاصةً في حال استمرار وجود القسطرة لفترة طويلة. قد يتطلب الأمر تناول مضادات حيوية لمعالجة العدوى.
- الحاجة إلى إعادة العلاج: قد لا يكون علاج TUMT فعالاً بالدرجة الكافية في بعض الحالات مقارنةً بالعلاجات الأخرى أو الجراحة، وقد يتطلب الأمر إجراء العلاج مرة أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، قد لا يكون علاج TUMT مناسباً في حال وجود بعض الحالات الصحية مثل:
- زراعة القضيب
- تضييق مجرى البول
- علاجات معينة لتضخم البروستاتا الحميد التي تؤثر على مناطق محددة من البروستاتا (مثل الفص المتوسط)
- وجود جهاز تنظيم ضربات القلب أو مزيل الرجفان
- زرعة معدنية في منطقة الحوض مثل استبدال مفصل الورك
في حال كان لديك حالات تزيد من خطر النزيف أو كنت تتناول أدوية مميعات الدم مثل الوارفارين أو كلوبيدوجريل، قد يوصي طبيبك باستخدام علاج بديل للتعامل مع الأعراض البولية.

مراحل إجراء علاج البروستاتا الحراري بالموجات الدقيقة عبر الإحليل
يتضمن إجراء علاج البروستاتا الحراري بالموجات الدقيقة عبر الإحليل المرور بثلاث مراحل أساسية هي:
الاستعداد للإجراء
قبل الخضوع للعلاج الحراري بالموجات الدقيقة عبر مجرى البول، سيقوم الطبيب بإجراء فحص شامل لتقييم الحالة الصحية للمريض. يمكن للطبيب أن يصف مضادات حيوية لتقليل خطر الإصابة بالعدوى، ومن المهم للمريض أن يوفر يؤمن وسيلة نقل إلى المنزل بعد العلاج، حيث قد تؤثر بعض الأدوية المستخدمة في التخدير على قدرته على القيادة.
أثناء علاج البروستاتا الحراري بالموجات الدقيقة عبر الإحليل
يقوم الطبيب بإدخال قسطرة مزودة بمُرسِل الأشعة المكروية عبر مجرى البول من خلال القضيب. يتم مراقبة درجة الحرارة عبر إدخال ميزان حرارة في المستقيم. يحتوي الهوائي ومقياس الحرارة على بالونات ثابتة لضمان بقائهما في مكانهما. قد يستخدم الطبيب جهاز الموجات فوق الصوتية للتحقق من توضع القسطرة ومقياس الحرارة.
أثناء الإجراء يقوم المُرسِل بتوليد حرارة كافية لتدمير الأنسجة المتضخمة في البروستاتا التي تعيق تدفق البول ودون التأثير على الأنسجة الأخرى، كما يحمي الماء المحيط بطرف الهوائي وجوانبه مجرى البول من الحرارة. قد يشعر المريض ببعض الحرارة وعدم الراحة في منطقة البروستاتا والمثانة.
يتابع الطبيب حالة الألم لدى المريض ويقوم بتعديل العلاج لضمان الوصول إلى درجة الحرارة المناسبة لتحسين الأعراض. يجب البقاء هادئاً قدر الإمكان أثناء العلاج ويختلف وقت العلاج وفقاً لتفضيلات الطبيب ونوع الجهاز المُستخدم. من الطبيعي جداً أن يشعر المريض برغبة ملحة في التبول أو بتشنجات في المثانة وهي أحاسيس تختفي عادةً بعد انتهاء العلاج.
فترة التعافي بعد العلاج
يمكن لمعظم الرجال العودة إلى منازلهم في نفس اليوم بعد العملية ويتم التعافي خلال بضعة أيام. من المحتمل أن يتم تركيب قسطرة بولية بسبب التورم الذي قد يعيق تدفق البول. قد يحتاج المريض أيضاً إلى تناول مضادات حيوية للوقاية من التهاب المسالك البولية. من الطبيعي ملاحظة ما يلي:
- وجود دم في البول: عادةً ما يختفي هذا بعد بضعة أيام.
- أعراض بولية مزعجة: قد يشعر المريض بحاجة ملحة أو متكررة للتبول، أو قد يضطر للاستيقاظ عدة مرات أثناء الليل للتبول. يعاني معظم الرجال من شعور بالحرقة خاصة في طرف القضيب قرب نهاية التبول، وتستمر هذه الأعراض عادةً لمدة أسبوع تقريباً.
- صعوبة في حبس البول: قد يحدث سلس البول لأن المثانة تكون معتادة على دفع البول عبر مجرى البول الضيق بسبب تضخم أنسجة البروستاتا وتتحسن هذه المشكلة تدريجياً مع مرور الوقت.
- التهاب المسالك البولية: من المضاعفات المحتملة بعد أي إجراء لعلاج تضخم البروستاتا. يزداد خطر الإصابة بالعدوى كلما طالت مدة بقاء القسطرة في مكانها.
علاج البروستاتا الحراري بالموجات الدقيقة عبر الإحليل (TUMT) يُعد خياراً فعالاً وآمناً للرجال الذين يعانون من أعراض تضخم البروستاتا الحميد. يوفر هذا العلاج العديد من المزايا مقارنة بالعلاجات الجراحية التقليدية، مثل تقليل المخاطر والوقت المطلوب للتعافي. رغم ذلك، من المهم مناقشة جميع الخيارات العلاجية مع الطبيب لتحديد العلاج الأنسب بناءً على حالتك الصحية وأعراضك.
المصادر: