كان الكوكايين من الأمور المهمة التي اكتشفت في طب التخدير في أواخر القرن التاسع عشر، ولكن نتيجة الاستخدام السيء من البشر تحول إلى مادة إدمانية أودَت بحياة الملايين من البشر إما نتيجة الأعراض المميتة التي يسببها أو نتيجة الانتحار بسبب الاكتئاب الذي يسببه إدمان الكوكايين.
يتعاطى الكوكايين أكثر من 18 مليون شخص سنوياً وفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية، وتشير التقارير إلى أن 20% من المتعاطين يطورون إدماناً مزمناً، وتعد حوالي 25% من حالات الطوارئ القلبية العالمية عند الأشخاص الأصغر من 45 سنة نتيجة للتعاطي المزمن للكوكايين عند الشباب.
ما هو الكوكايين؟
الكوكايين هو عقار منشط يُصنع من أوراق الكوكا الذي موطنه الأصلي أمريكا الجنوبية، تم استخدامه لأول مرة كمخدر لأول مرة في عام 1880، ويملك نوعان من الأشكال الكيميائية حيث الشكل الأول يكون ملح الهيدروكلوريد (هو مسحوق قابل للحقن أو الاستنشاق) القابل للذوبان في الماء، والشكل الثاني هو قاعدة الكوكايين غير القابل للذوبان، ويمكن وصفه كم قبل بعض الأطباء للاستخدامات الطبية كالتخدير الموضعي لبعض جراحات العين والأذن والحنجرة، ولكن استعماله السيء من قبل الناس يسبب حالة إدمان شديدة مترافقة مع أعراض جسدية ونفسية خطيرة.
يتم تعاطي الكوكايين من قبل المدمنين عن طريق الفم أو الأنف أو عن طريق الحقن الوريدي (الأسرع تأثيراً)، يمكن للتعاطي بأي طريقة من الطرق أن يؤدي إلى امتصاص كميات سامة من الكوكايين مما يسبب نوبات قلبية أو سكتات دماغية مما قد يؤدي إلى الوفاة المفاجئة.

أعراض إدمان الكوكايين: كيف يمكن التعرف على المدمن؟
يمكن التعرف على مدمن الكوكايين من خلال العديد من العلامات التي تظهر على الشخص وتكون واضحة لعائلته والناس ومن حوله، وبشكل عام يحاول الفرد إخفاء بعض الأعراض النفسية أحيانا، كإخفاء الشعور بالقلق والتوتر، ولكن تكون الأعراض الجسدية واضحة بشكل كبير.
علامات التحذير من إدمان الكوكايين
تختلف علامات إدمان الكوكايين من شخص لآخر بناءً على عدة عوامل أهمها العوامل الجينية، إضافة إلى تأثيرها عند خلطها مع عوامل أخرى، وتتنوع بين العديد من العلامات، ولكن يمكن تقسيم أهم العلامات إلى:
علامات جسدية
- اتساع حدقة العين بشكل كبير وغير طبيعي
- فقدان الوزن بسبب ضعف الشهية التي يسببها الكوكايين
- نزيف أو سيلان الأنف نتيجة الاستنشاق المتكرر للكوكايين
- ارتفاع ضغط الدم وسرعة ضربات القلب
- التعرق المفرط حتى عند عدم القيام بمجهود
العلامات النفسية والسلوكية
- التقلبات المزاجية الحادة والمفاجئة، كنوبات القلق والاكتئاب
- القلق والتوتر المستمر دون سبب
- الهلاوس والارتياب الشديد، حيث يشعر الشخص كأنه مراقب أو مهدد
- الاندفاع واتخاذ القرارات المتهورة دون التفكير في العواقب
- إهمال المسؤوليات الشخصية والمهنية بسبب انشغال المدمن بتعاطي الكوكايين
الأعراض الإدراكية
- ضعف التركيز، وعدم القدرة على التفكير بوضوح
- مشاكل في الذاكرة
- التشتت الذهني وصعوبة تنفيذ المهام اليومية
الأعراض الاجتماعية
- العزلة الاجتماعية والابتعاد عن الأصدقاء والعائلة
- مشاكل في العمل أو الدراسة نتيجة التشتت الذهني
- التصرف بعدوانية
- اهمال العلاقات الشخصية
- الميل إلى السلوكيات الخطرة، مثل إنفاق المال بشكل مفرط ومتهور، أو الدخول في نزاعات بشكل مكرر
الأعراض النفسية لتعاطي الكوكايين (القلق، الاكتئاب، الهلوسات)
إن الكوكايين منبه قوي للجهاز العصبي المركزي، فيؤدي تعاطي الكوكايين إلى زيادة النشاط العصبي وارتفاع مستوى الأدرينالين في الجسم مما يسبب نوبات من القلق، بالإضافة إلى أن تعاطيه لفترة طويلة وبكميات كبيرة يسبب اضطرابات إدراكية وهلوسات سمعية وبصرية، وعلى الرغم من أن الكوكايين يمنح المدمن حالة من النشوة والسعادة عند تعاطيه، ولكنه وبسبب إنخفاض الدوبامين الشديد والمفاجئ بعد انتهاء مفعول الكوكايين فإن الشخص يدخل في حالة من الاكتئاب وعدم الشعور بالسعادة أبدًا حتى تعاطيه مرة أخرى.
أضرار الكوكايين على الصحة الجسدية والنفسية
يملك الكوكايين طيف واسع من الأضرار والمخاطير على صحة الإنسان الجسدية والنفسية، فهو يؤثر على عمل القلب والضغط داخل الأوعية، كما يؤثر بشكل شديد على الجهازين التنفسي والهضمي، فيسبب التهابات رئوية وتلف الأغشية المخاطية في النسيج الرئوي، ويسبب القرحات وفقدان الشهية، إضافةً إلى الغثيان والإقياء في على مستوى الجهاز الهضمي، ويكون أخطر تأثير له هو تأثيره على الجهاز العصبي المركزي فهو يسبب تلف الخلايا العصبية مما يسبب اضطرابات في التمثيل الغذائي، كما يؤدي لحدوث نوبات عصبية.
تشمل أضرار الكوكايين النفسية القلق والتهيج اللذان يظهران منذ الجرعة الأولى مما يسبب للمريض التوتر والخوف والارتباك، كما ويصاب المدمن بما يسمى الذهان وهو حالة من التشتت الذهني وعدم التركيز في الحياة اليومية، ويسبب الكوكايين الإدمان الشديد، بالإضافة إلى أنه يسبب أعراض إنسحاب شديدة جداً عند محاولة التوقف عن التعاطي.
كيفية تأثير الكوكايين على الدماغ
يملك الكوكايين تأثيرًا على العقد القاعدية الموجودة في الدماغ، وهي جزء أساسي من دائرة المكافأة في الدماغ، ومن خلال ذلك فإن تأثير الكوكايين على الطويل في هذه العقد يسبب ضعف القدرة على الاستمتاع بأي نشاط كالأكل والتواصل الاجتماعي أو حتى الجنس، كما أن له تأثيرًا على اللوزة الدماغية، والتي تلعب دورًا في الشعور بمشاعر القلق وعدم الارتياح، فتأثير الكوكايين بشكل مفرط فيها يجعلها حساسة للتنبيه، مما يشكل دافع جديد للمدمن على التعاطي وهو الهروب من عدم الراحة والقلق الناتج عن زيادة حساسية اللوزة.
إضافةً إلى التأثيرات السابقة، فأن للكوكايين تأثيرًا على المراكز الجبهية الأمامية في قشرة المخ، وهذه المراكز مسؤولة عن التخطيط وحل المشكلات واتخاذ القرارات، ولذلك فإن تأثير الكوكايين عليها يؤدي إلى ضعف التحكم في الدوافع وجعل الشخص يُفضل تعاطي المخدرات على فعل أي شيء آخر.
إن الإنسان يفقد وبشكل طبيعي جزء من الدة الرمادية سنويًا ولا تظهر آثارها حتى يصل الفرد إلى مرحلة الشخيوخة، فتسبب اضطرابات ذاكرة وتغييرات في القدرات الإدراكية، ولكن أظهرت الدراسات أن تعاطي الكوكايين يسبب فقدانها بشكل أسرع، فإنه طبيعياً يتم فقدان 1.69 ميللتر من المادة الرماديو سنويًا، ولكن عند مدمني الكوكايين فيكون الفقدان بمعدل 3.08 ميللتر سنويًا وهذا يشكل تهديداً كبيراً على صحة الإنسان.
أضرار الكوكايين على الجهاز التنفسي والقلب
بالرغم من أن تأثير الكوكايين المنبه يستهدف بشكل أساسي الخلايا العصبية، إلا أن له تأثيرًا مدمرًا على القلب والجهاز التنفسي أيضا، حيث عند تكون معظم حالات الوفاة عند متعاطي الكوكايين نتيجة أمراض الجهاز القلبي والتنفسي.
يؤثر الكوكايين بشكل مباشر على الجهاز العصبي والقلب والأوعية الدموية من خلال منع إعادة امتصاص النورأدرينالين والدوبامين، مما يؤدي إلى زيادة نشاط المستقبلات الأدرينالية (بيتا 1) وارتفاع معدل ضربات القلب وقوة تقلصه، وبالتالي زيادة الطلب على الأكسجين في عضلة القلب، مما يزيد الضغط على الجهاز التنفسي والدورة الدموية، وقد يؤدي إلى نقص التروية القلبية واحتشاء عضلة القلب، كما يمكن أن يتسبب تعاطيه في اضطرابات نظم القلب، مثل الرجفان البطيني، والذي يُعد من الأسباب الشائعة للموت المفاجئ بين المدمنين. وعلى المدى الطويل، يسبب تضخم عضلة القلب وتصلب الشرايين، مما يزيد من خطر السكتات القلبية والدماغية، وقد ينتهي الأمر بالوفاة إذا لم يتم التدخل الطبي والعلاج المناسب.
رغم كل الأخطار على الجهاز القلبي الوعائي والجهاز العصبي المركزي، فإن للكوكايين أَضرارًا خطيرة على الجهاز التنفسي، فهو يسبب تلف الأغشية المخاطية في الأنف ومشاكل رئوية تتمثل بالنزيف الرئوي والتهاب الشعب الهوائية المزمن وتلف الحويصلات الهوائية وقد يسبب في حالات الجرعات الزائدة متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS).

مخاطر تعاطي الكوكايين على المدى الطويل
يؤدي إدمان الكوكايين إلى آثار نفسية طويلة الأمد قد تكون شديدة وخطيرة، وقد تبين أن إساءة استخدام الكوكايين تؤثر بشكل كبير على وظائف الدماغ، حيث يمكن أن تسبب اضطرابات مثل الذهان والهلاوس السمعية والبصرية، إضافة إلى القلق المزمن والاكتئاب الحاد، ومع استمرار التعاطي، يحدث خلل في آلية التواصل العصبي داخل الدماغ، مما يؤدي إلى ضعف القدرة على التفكير المنطقي واتخاذ القرارات السليمة، كما أن الاعتماد على الكوكايين يسبب تغييرات في كيمياء الدماغ تجعل الشخص أكثر عرضة للاضطرابات العاطفية والانفعالات غير المتزنة.
يعاني مستخدمو الكوكايين على المدى الطويل من آثار جسدية خطيرة، تشمل ضعف الشهية مما يؤدي إلى فقدان الوزن بشكل كبير، بالإضافة إلى اضطرابات القلب والأوعية، مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. كما يؤثر الكوكايين على الجهاز التنفسي، علاوة على ذلك، قد يؤدي التعاطي المستمر إلى مشاكل جلدية مثل الجفاف والتقرحات الناتجة عن الحك المفرط، بسبب الشعور بوجود أشياء تحت الجلد، وهو أحد الأعراض الناتجة عن الهلاوس الحسية المصاحبة للإدمان. يمكن أن تطور هذه الآثار مما يجعل التعافي منها تحدياً يتطلب تدخلاً طبياً متكاملاً وعناية مستمرة.
كيفية علاج إدمان الكوكايين بفعالية
بالرغم من أن إدمان الكوكايين يُعد مرضًا مزمنًا، إلا أنه يمكن التغلب على الإدمان ولكن بواسطة خطة مدروسة موضوعة من الطبيب المختص، حيث تشمل مراحل علاج إدمان الكوكايين عدة مستويات تشمل:
- مرحلة التقييم والتشخيص: التي يتم فيها تقييم حالة المدمن من قبل فريق من المختصين، ويشمل تقييم شدّة الإدمان، ووجود أمراض نفسية مرافقة للإدمان (كالاكتئاب والقلق)، وتقييم الحالة الصحيّة العامة للتحري عن الأمراض الجسدية التي قد يكون سببها إدمان الكوكايين.
- مرحلة إزالة السموم: والتي هدفها التخلص من الكوكايين في الجسم وتخفيف أعراض الانسحاب قدر الممكن، ولسوء الحظ لا يوجد دواء معتمد لعلاج انسحاب الكوكايين، ولكن هناك بعض الأدوية التي قد تُستخدم لتخفيف الأعراض، ومن هذه الأدوية:
مودافينيل
يوصف هذا الدواء عادةً لعلاج الخدار واضطرابات النوم المرتبطة به بالكوكايين وقد ثبت أيضاً أنه يقلل بشكل كبير من الرغبة الشديدة في تعاطي الكوكايين مع تحسين الوظيفة الإدراكية لدى أولئك الذين يعانون من الإدمان.
نالترسكون
غالباً ما يوصف هذا الدواء لعلاج إدمان الكحول والأفيون وقد أظهر أيضاً فعاليته في الحد من الرغبة الشديدة في تعاطي الكوكايين وكذلك تحسين الحالة المزاجية لدى أولئك الذين يعانون من الإدمان. يعد عقار نالتريكسون دواءً شائع الاستخدام عند التعافي.
توبيراميت
عادةً يوصف هذا الدواء كمضاد للصرع لكنه يقلل إفراز الدوبامين المفرط الناتج عن الكوكايين، وأظهر نتئج واعدة في تقليل الانتكاسات خاصةً عند مرضى الإدمان الشديد.
دور العلاج النفسي في علاج إدمان الكوكايين
يكون العلاج النفسي هو الركن الأساسي لعلاج إدمان الكوكايين، ويشمل عدة طرق ومراحل أساسية يقررها الطبيب المختص وفريق التقييم، وتشمل العلاج السلوكي المعرفي وبرامج إعادة التأهيل بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي والمجتمعي.
العلاج السلوكي المعرفي لإدمان الكوكايين (CBT)
العلاج السلوكي المعرفي هو شكل من أشكال العلاج النفسي الذي يهدف إلى تغيير طريقة التفكير والشعور، وذلك باستخدام استراتيجيات المساعدة الذاتية. هذا النهج فعال بشكل خاص في علاج حالات اضطراب تعاطي المواد والمخدرات.
علاوة على ذلك، يعتمد العلاج السلوكي المعرفي على مبدأ مفاده أن أفكارنا ومشاعرنا وسلوكياتنا مترابطة. يمكن للأفراد تغيير استجاباتهم وسلوكياتهم العاطفية من خلال تحديد ومن ثم إلغاء الأفكار غير العقلانية أو الضارة. تشمل التقنيات الرئيسية ما يلي:
فهم وتعديل السلوك
يساعد العلاج السلوكي المعرفي الأفراد الذين يعانون من إدمان الكوكايين على تقييم سلوكياتهم بشكل نقدي وفهم الدوافع الكامنة وراء إدمانهم. تظهر الأبحاث أن العلاج السلوكي المعرفي يغير بشكل فعال استجابة الدماغ لإشارات المادة الإدمانية مما يقلل من الرغبة الشديدة بالتعاطي.
معالجة السلوكيات الضارة
يهدف العلاج السلوكي المعرفي بشكل مباشر لعلاج السلوكيات التي تؤذي الذات أو تضر بها، والتي غالباً ما يتم تعزيزها بأنماط التفكير الإدمانية. يهدف العلاج إلى كسر هذه الأنماط من خلال تطوير استجابات أكثر صحة للجسم والنفس.
التنظيم العاطفي
لأن الاندفاع الشديد للدوبامين الناتج عن تعاطي الكوكايين يضعف بشكل كبير التفكير العقلاني وينشط التفكير العاطفي.
علاج التشوهات المعرفية
يعمل العلاج السلوكي المعرفي على تصحيح هذه التشوهات الأنماط من خلال إعادة هيكلة أنماط التفكير السلبية. وقد أظهرت الدراسات أن تغيير أنماط التفكير هذه يمكن أن يحسن الوظيفة الإدراكية للدماغ بمرور الوقت، مما يساعد على التعافي.
التركيز على المحفزات الحالية
على عكس بعض أشكال العلاج التي تتعمق في ماضي الفرد، يركز العلاج السلوكي المعرفي على تحديد وإدارة المواقف الحالية التي تؤدي إلى الإدمان. هذا النهج مفيد لتطوير استراتيجيات مواجهة فورية فعالة في منع الانتكاس.
الإدارة المتزامنة للاضطرابات
غالبًا ما يتطلب التعافي الناجح من الإدمان الإدارة المتزامنة لكل من الأمراض النفسية والجسدية. يعالج العلاج السلوكي المعرفي هذه الأمراض في وقت واحد، مما يضمن عدم تقويض مشكلات الصحة العقلية غير المعالجة لعملية التعافي.
إن هذا النهج الشامل في العلاج أمر بالغ الأهمية للتعافي الشامل.
أهمية برامج إعادة التأهيل والدعم المجتمعي في التعافي
إن إدمان الكوكايين ليس مجرد اضطراب جسدي، بل يشمل تغييرات عميقة في الدماغ والسلوك ونمط الحياة، ولذلك فإن برامج إعادة التأهيل والدعم المجتمعي تُعد أساسية للتعافي على المستوى طويل الأمد، وتمثل النقطة الفارقة بين الشفاء الدائم والانتكاس، وتتركز أهمية برامج إعادة التأهيل والدعم المجتمعي:
استعادة الوظائف الدماغية والسلوكية
بما أن الكوكايين يُغير من كيميائية الدماغ، فتهدف إعادة التأهيل إلى إعادة ضبط حساسية المستقبلات العصبية وتعلم مهارات جديدة تهدف إلى احتلال محل السلوك الإدماني.
منع الانتكاس
حيث أن معظم المدمنين يواجهون رغبة شديدة في العودة حتى بعد التوقف، ولذلك تشمل هذه البرامج استراتيجيات مواجهة للانتكاس مثل التأمل وتعلم الرياضات والهوايات.
علاج الاضطرابات النفسية المصاحبة
حيث يعاني معظم مدمني الكوكايين من الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) والاضطرابات الشخصية.
تحسين الصحة العامة
فتشمل الفحوصات الدورية والتغذية السليمة والتمارين الصحية بهدف معالجة الأعراض الجسدية التي سببها إدمان الكوكايين.
إعادة الاندماج الاجتماعي والمهني
فتهدف إلى معالجة أضرار إدمان الكوكايين الاجتماعية، حيث إن معظم مدمني الكوكايين يميلون إلى الانعزال وفقدان العلاقات الاجتماعية وغالبًا يفقدون وظائفهم، فتهدف إلى التدريب المهني وإيجاد فرص عمل جديدة للأشخاص، وإصلاح علاقاتهم الاجتماعية.
الدعم الروحي والنفسي
بناء معنى جديد للحياة يمنح الشخص سببًا آخر للعيش والطموح بعيدًا عن إدمان الكوكايين.
التحديات في علاج إدمان الكوكايين وكيفية التغلب عليها
تتعدد التحديات التي تشكل عقبة في طريق علاج إدمان الكوكايين، فتشمل:
- تحديات جسدية: أعراض انسحابية شديدة، وتلف غير عكوس في القلب والنسيج العصبي.
- تحديات نفسية: الرغبة الشديدة وضعف الإرادة والأمراض النفسية المرافقة.
- تحديات اجتماعية: شعور المدمن بالعار من طلب المساعدة.
ويمكن التغلب على هذه العقبات من خلال عدد من الاستراتيجيات والحلول، كاستخدام الأدوية المخففة للأعراض الانسحابية والمتابعة الدورية للقلب والنسيج العصبي لحل بعض العقبات على المستوى الجسدي، وعلى مستوى التحديات النفسية فيمكن استخدام العلاج السلوكي المعرفي (CBT) لتغيير أنماط التفكير أو استخدام العلاج الجدلي السلوكي (DBT) لعلاج اضطرابات الشخصية، وتدريب الشخص على مهارات لمواجهة الرغبة الشديدة، وفي الجانب الاجتماعي يكون العلاج الأسري مهم جدًا للعلاج، فيهدف إلى إصلاح العلاقات الأسرية وبناء شبكة دعم، بالإضافة إلى إعادة التأهيل المهني لإعادة الاستقلال المادي لدى الفرد.
كيف يمكن التعامل مع أعراض الانسحاب من الكوكايين؟
تُعد أعراض انسحاب الكوكايين من أشد أعراض الانسحاب شدةً من بين باقي المواد الإدمانية، وتتعدد بين القلق والتوتر الذي يصيب الشخص بعد التوقف عن التعاطي بالإضافة إلى الإرهاق المفاجئ والكوابيس والتقلبات المزاجية كالاكتئاب وحدوث تباطؤ في النشاط الحركي (القصور الحركي النفسي) مما يجعل الشخص أقل نشاطًا جسديًا وفكريًا.
لسوء الحظ لا يوجد دواء مخصص لمعالجة أعراض الانسحاب، ولكن يتم استخدام عدد من الأدوية لتخفيف الأعراض قدر المستطاع بالإضافة إلى مجموعة من الممارسات التي تهدف كذلك إلى تخفيف الأعراض:
- يتم تخفيف حالة التوتر والقلق عن طريق الأدوية وبعض النشاطات كالتأمل وممارسة الرياضة يوميًا بالإضافة إلى تجنب المحفزات المسببة للتوتر
- يكون علاج الاكتئاب بواسطة بعض الأدوية أحيانًا مع العلاج النفسي السلوكي المعرفي (CBT) والدعم الاجتماعي
- تدبير حالة الكوابيس يكون بتجنب المنبهات مثل الكافيين قبل النوم، وممارسة بعض الأنشطة التي تساعد على الاسترخاء
- تباطؤ النشاط الحركي والإدراكي يتم علاجه عن طريق التدريبات الذهنية مثل حل الألغاز والقراءة وتجنب العزلة والانخراط في النشاطات الاجتماعية

استراتيجيات الوقاية من الانتكاسة بعد التعافي من الإدمان
إن أكثر ما يثير قلق الشخص بعد التعافي من إدمان الكوكايين هو الانتكاسة والعودة للتعاطي بعد الشفاء الكامل، ولكن ولحسن الحظ يوجد العديد من الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها والتي تحقق نتائج إيجابية في الوقاية من الانتكاسة وهي:
- التعرف على المحفزات للتعاطي وتجنبها
- الالتزام بالعلاج والدعم النفسي
- تبنّي نمط حياة صحّي
- مراقبة الذات والمتابعة الدورية
ختاماً، إن العلاج من إدمان الكوكايين ليس مستحيلاً ولكنّه يتطلب إرادة قوية ومتباعة من الطبيب المختص الذي يبني أساس وخطة العلاج للتخلص من إدمان الكوكايين، ويعد مركز بيمارستان الطبي من المراكز التي تتيح إشرافًا ومتابعة دورية وتضع خطط مدروسة للأشخاص الذين يعانون من الإدمان بحيث تساعدهم على علاج إدمانهم والوقاية من الانتكاسة مستقبلاً.
المصادر: