تساقط الشعر مشكلة تؤثر على مظهر وثقة الشخص بنفسه، ويبحث الكثيرون عن حلول فعّالة وآمنة دون الحاجة لجراحة. تعتبر تقنية ريجينيرا أحد الحلول المتقدمة لعلاج تساقط الشعر، حيث تعتمد على تحفيز البصيلات النائمة والخلايا الجذعية الذاتية لإعادة نمو الشعر بشكل طبيعي وزيادة كثافته وجودته، دون تدخل جراحي كبير أو فترة نقاهة طويلة.
ما هي تقنية الريجينيرا؟
تقنية ريجينيرا هي علاج طبي تجديدي متطور يُستخدم لعلاج تساقط الشعر وضعف البصيلات، ويعتمد على استخلاص خلايا جذعية ذاتية من فروة رأس المريض نفسه، ثم إعادة حقنها في المناطق المتأثرة لتحفيز نمو الشعر من جديد بشكل طبيعي. تُعد هذه التقنية غير جراحية، وتُجرى عادة في جلسة واحدة تستغرق حوالي ساعة، حيث يتم أخذ عينات دقيقة من الجلد من المنطقة الغنية بالبصيلات (غالبًا مؤخرة الرأس)، ومعالجتها بجهاز خاص لاستخلاص الخلايا الجذعية والعوامل المحفزة للنمو، ثم حقنها في المناطق التي تعاني من تساقط الشعر.
تهدف ريجينيرا إلى تحفيز البصيلات الضعيفة والنائمة دون الحاجة إلى زراعة شعر تقليدية، وتتميّز بأنها آمنة، خالية من المواد الكيميائية، وبآثار جانبية محدودة، نظرًا لاعتمادها على خلايا المريض نفسه.
كيف تعمل تقنية ريجينيرا؟
تتم تقنية ريجينيرا وفق الخطوات التالية:
- التقييم الأولي للمريض: يُقيّم الطبيب حالة فروة الرأس، ومدى تساقط الشعر، ومرحلة الصلع (حسب مقياس هاملتون للرجال أو مقياس لودفيغ للنساء)، للتأكّد من أن البصيلات ما تزال نشطة أو قابلة للتحفيز، والتأكد من عدم وجود أمراض في فروة الرأس أو حالات تمنع الإجراء.
- أخذ عينة صغيرة من الجلد: يُحقن التخدير الموضعي في منطقة فروة الرأس التي سيؤخذ منها البصيلات، والتي تكون من فروة الرأس خلف الأذن الأذن لتميزها بندرة الاصابة بأمراض ومشاكل الشعر وخاصة الثعلبة عند الذكور، ثم يتمّ سحب ثلاث إلى أربعة عيّنات صغيرة (بقطر 2.5 ملم) دون الشعور بأي ألم.
- معالجة العيّنة:
- توضع العيّنة المأخوذة من فروة الرأس (والتي تحتوي على بصيلات الشعر مع الجلد والدهون المحيطة بها) داخل جهاز ريجينيرا لبضع دقائق مع محلول ملحي. خلال هذه المرحلة، يتم استخلاص الخلايا الجذعية المجهرية وعوامل النمو المسؤولة عن تحفيز نمو الشعر والحد من تساقطه بفضل قدرتها على الانقسام والتجدد.
- يُسحق النسيج ثم يُصفّى عبر مرشحات دقيقة للحصول على محلول مركز يُعرف باسم التركيز الخلوي، وهو مزيج غني بالخلايا الجذعية الذاتية، وعوامل النمو، والخلايا المجهرية، ليكون جاهزًا لإعادة الحقن في المناطق المتأثرة.
- حقن المعلّق الخلوي في المناطق المتأثرة: يُحقن المعلّق الخلوي الناتج، الذي يحتوي على الخلايا والعوامل المحفزة ، في فروة الرأس في المناطق التي تعاني من التساقط أو ضعف الشعر باستخدام إبر دقيقة. الهدف هو أن تعمل هذه الخلايا على تحفيز البصيلات الموجودة لتحفيز نمو الشعر.
وتستغرق عادة خطوات إجراء جلسة ريجينيرا من 30 إلى 60 دقيقة كحدّ أقصى. ويمكن العودة الى الحياة الطبيعية مباشرة بعد جلسة الريجينيرا، فليس هناك حاجة لأي فترة راحة أو نقاهة.
ماذا يُستخلص من العينة؟
يستخلص من العينة المواد التالية:
- خلايا جذعية ذاتية: خلايا قادرة على التجدّد وإفراز عوامل تُحفّز الخلايا الأخرى.
- عوامل نمو: بروتينات تُساعد في تحفيز البصيلات وتحسين البيئة المحيطة بها (مورّد الدم، التغذية، الأكسجين).
- خلايا مجهرية: أجزاء خلوية صغيرة، غير الخلايا التامة، قد تشمل خلايا داعمة، خلايا استقلابية، خلايا تساعد في تنظيم البيئة الخلوية.
كيف تحفّز هذه الخلايا البصيلات النائمة أو الضعيفة للنمو؟
تحفّز هذه الخلايا البصيلات النائمة أو الضعيفة للنمو عن طريق:
- تحفيز الخلايا الجذعية يؤدي إلى إفراز عوامل نمو تساعد على تنشيط البصيلات الضعيفة أو النائمة، مما يعيد دورة نمو الشعر
- تعزيز الشبكة الدموية في فروة الرأس، مما يحسّن التغذية والإمداد بالأكسجين للبصيلات
- تحسين البيئة الخلوية في فروة الرأس من حيث الدعم والتغذية؛ الخلايا المزروعة تُساعد في تقوية البصيلات الموجودة، تقليل التساقط، وزيادة الكثافة
الربط بين الآلية والنتائج المتوقعة لتقنية الريجينيرا
- تكثيف الشعر: بعد الحقن، ومع تحفيز البصيلات وتحسين الدورة الدموية، يُنتظر أن يصبح الشعر أكثر كثافة في المناطق المعالجة.
- منع التساقط: التقنية تساعد على تثبيط أو إبطاء عملية التساقط، خاصة في المراحل المبكرة إلى المتوسطة من الصلع.
- تجديد البصيلات: إعادة تنشيط البصيلات التي كانت خاملة أو ضعيفة، مما يؤدي إلى نمو شعر جديد في بعض الحالات أو تحسين نمو الشعر الموجود.
الحالات المرشحة للعلاج بتقنية الريجينيرا
ومن الحالات المرشحة للعلاج بتقنية الريجينيرا:
- أولئك الذين يعانون من تساقط الشعر بسبب عوامل خارجية أو هرمونية بشرط أن بصيلات الشعر ما تزال قابلة للتحفيز
- الرجال والنساء الذين يعانون من تساقط الشعر الوراثي في المراحل المبكرة إلى المتوسطة
- الأشخاص الذين لا يرغبون في الخضوع لعملية جراحية مثل زراعة الشعر
- من يبحثون عن حل طبيعي وآمن باستخدام خلاياهم الذاتية دون تدخل صناعي
- الحالات التي ما زالت فيها بصيلات الشعر موجودة لكنها ضعيفة أو خاملة
- المرضى الراغبون في زيادة كثافة الشعر وتحسين سماكته أو إبطاء تساقطه
- أشخاص خضعوا لزراعة شعر ويرغبون في تعزيز النتائج
- الأشخاص الذين لديهم ترقّق في الشعر وليس صلعًا كاملاً
الحالات غير المرشحة للعلاج بتقنية الريجينيرا
هناك العديد من الحالات غير المرشحة للعلاج بتقنية الريجينيرا، مثل:
- الصلع الكامل (عدم وجود بصيلات قابلة للتحفيز)
- الثعلبة المناعية والصدفية الجلدية
- التهابات فروة الرأس أو الفطريات أو التهاب البصيلات
- تساقط الشعر الكربي الناتج عن التوتر أو الصدمات الجسدية
- النساء الحوامل (لكنها آمنة أثناء الرضاعة)
- الحالات التي لم يتم فيها تقييم السبب الحقيقي لتساقط الشعر بعد
المزايا والفوائد لتقنية الريجينيرا
العلاج بتقنية الريجينيرا يمتاز بالكثير من الفوائد، مما يجعل هذا العلاج أكثر فعالية وأمان وهذه المزايا تشمل:
- يقلل ويحد من التهاب فروة الرأس
- يتم الإجراء خلال 60 دقيقة تقريباً
- امنة ومعتمدة من هيئة الغذاء والدواء
- تتم بجلسة واحده بدون ألم أو جراحة
- نتائج سريعة في غضون أسابيع قليلة
- مناسبة للرجال والنساء على حد سواء
- نتائج طبيعية المظهر وطويلة الأمد
- حقن ذاتية معدومة أخطار ردود الفعل التحسسية للجسم
- لا تحتاج إلى فترة نقاهة ويمكن العودة للحياة الطبيعية بنفس اليوم
- التقنية الأكثر أماناً حيث يتم استخدام الخلايا الجذعية من جسم المريض نفسه
- تعتبر تقنية سريعة وفعالة حيث تتضمن تحضير سريع وتفكك طبيعي للأنسجة

الأضرار والمخاطر المحتملة لتقنية الريجينيرا
ومن الأضرار والمخاطر المحتملة عند العلاج بتقنية الريجينيرا:
- التهاب مؤقت في فروة الرأس
- تساقط مؤقت أولي لبعض الشعيرات (قد يحدث كجزء من عملية التجديد)
- احتمال عدم تحقيق النتائج المرضية في بعض الحالات (نتائج غير مضمونة)
- استجابة متأخرة أو محدودة كل حالة لحالتها (يعتمد على عدد البصيلات المتبقية، صحة المريض، التغذية، العوامل الوراثية)
وللتقليل من هذه المخاطر، يُعد اختيار طبيب متمرس ومتخصص أمرًا حيويًا، إذ يضمن إجراء الإجراء بشكل صحيح، متابعة دقيقة بعد الجلسة، وتطبيق ملاحظات وقائية مثل التعقيم والنصائح الخاصة بعد الإجراء، مما يزيد من فرص نجاح العلاج ويحمي فروة الرأس من المضاعفات.
مقارنة بين الريجينيرا وعلاجات تساقط الشعر الأخرى
هناك العديد من الاختلافات بين تقنية الريجينيرا وعلاجات تساقط الشعر الأخرى حيث:
الفرق بين الريجينيرا وحقن البلازما (PRP)
يوضح الجدول التالي مقارنة بين تقنية ريجينيرا وحقن البلازما (PRP):
| المعيار | تقنية ريجينيرا (Regenera Activa) | البلازما (PRP) |
|---|---|---|
| المكونات | محلول يحتوي على خلايا جذعية ذاتية وعوامل نمو | تركيز عالي من الصفائح الدموية وعوامل نمو مأخوذة من دم المريض |
| الهدف | تحفيز البصيلات النائمة وإنتاج بصيلات جديدة | تنشيط الشعر الموجود وتحسين الدورة الدموية |
| عدد الجلسات | غالبًا جلسة واحدة تكفي لمعظم الحالات | عادة عدة جلسات مطلوبة للحفاظ على النتائج |
| النتائج | تكثيف الشعر، زيادة السماكة، تجديد البصيلات | تعزيز نمو الشعر الموجود وزيادة الكثافة |
| مصدر المواد | بصيلات الشعر أو مناطق خلايا جذعية مأخوذة من بصيلات الشعر نفسها أو مناطق أخرى | صفائح دموية مأخوذة من دم المريض |
| التكامل | يمكن الجمع مع PRP لنتائج أفضل | يمكن الجمع مع ريجينيرا لنتائج أفضل |
الفرق بين الريجينيرا وزراعة الشعر
يوضح الجدول التالي مقارنة بين تقنية ريجينيرا وزراعة الشعر:
| المعيار | تقنية ريجينيرا | زراعة الشعر |
|---|---|---|
| الآلية | تحفيز البصيلات الموجودة وتنشيطها | نقل بصيلات من منطقة كثيفة إلى مناطق الصلع |
| الهدف | إعادة تنشيط البصيلات النائمة والضعيفة | ملء المناطق الفارغة بالشعر من مناطق أخرى |
| الحالات المناسبة | تساقط شعر وراثي جزئي، ضعف البصيلات، رغبة بتجنب الجراحة | الصلع الكامل أو فقدان الشعر بشكل واسع |
| عدد الجلسات | عادة جلسة واحدة | تتطلب جلسة أو أكثر حسب مساحة الصلع |
| الدمج بين التقنيتين | ممكن لتحسين كثافة الشعر وتسريع النتائج | ممكن عند الحاجة لتعويض مناطق الصلع الكبيرة |
النتائج ومدة ظهورها عند إجراء تقنية ريجينيرا
تظهر نتائج تقنية الريجينيرا تدريجيًا خلال أسابيع، وتبلغ ذروتها بعد عدة أشهر حسب استجابة الشعر والعوامل الفردية حيث:

متى تبدأ النتائج بالظهور؟
- الأسبوع 4 إلى 6: قد يبدأ بعض المرضى في ملاحظة تحسن طفيف في كثافة الشعر.
- 3 إلى 6 أشهر: تبدأ النتائج النهائية بالظهور، مع تحسن ملحوظ في كثافة الشعر وجودته.
- 6 أشهر: تحسن ملحوظ في كثافة الشعر وجودته.
- 12 إلى 18 شهرًا: النتائج النهائية تكون واضحة، مع شعر أكثر كثافة وصحة.
استمرار النتائج واحتياج الجلسات التكميلية
- جلسة واحدة عادةً ما تكون كافية لتحقيق النتائج
- جلسات صيانة قد تكون ضرورية كل 12 إلى 18 شهرًا للحفاظ على النتائج
عوامل تؤثر على سرعة النتائج
نوجد العديد من العوامل التي تؤثر على سرعة النتائج، منها:
- العمر: قد تؤثر التغيرات الهرمونية المرتبطة بالعمر على فعالية العلاج.
- التغذية: نظام غذائي متوازن يدعم صحة الشعر.
- نمط الحياة: الإجهاد وقلة النوم يمكن أن يؤثران سلبًا.
- العوامل الوراثية: قد تؤثر في استجابة العلاج.
- صحة الفروة: فروة رأس صحية تساهم في نتائج أفضل.
نصائح قبل وبعد إجراء تقنية ريجينيرا
يجب على المريض التحضير قبل إجراء العلاج بتقنية ريجينيرا والالتزام بنصائح العناية بالشعر بعد العلاج.
التحضيرات قبل إجراء العلاج بتقنية ريجينيرا
- التوقف عن بعض الأدوية أو المكملات:
- يوصي الطبيب أحيانًا بإيقاف بعض الأدوية أو المكملات التي قد تؤثر على تخثر الدم أو صحة فروة الرأس، مثل مضادات الالتهاب أو بعض الفيتامينات، لضمان أمان الإجراء ونجاحه.
- إجراء الفحوصات اللازمة:
- قبل الحقن، قد يُطلب من المريض إجراء فحوصات لتقييم فروة الرأس والتأكد من عدم وجود التهابات أو أمراض تمنع الإجراء
- هذا يشمل تقييم عدد البصيلات المتبقية وصحة فروة الرأس، للتأكد من أن العلاج سيكون فعالًا
- مراعاة صحة الفروة والشعر:
- يجب أن تكون فروة الرأس نظيفة وخالية من المواد الكيميائية الضارة أو الصبغات القوية قبل الجلسة
- يُنصح بتقليل القلق والتوتر، لأن صحة فروة الرأس تؤثر على النتائج
- تجنب المواد أو العادات التي قد تهيّج الفروة مثل الصبغات الحديثة أو التصفيف العنيف
نصائح العناية بالشعر بعد العلاج بتقنية ريجينيرا
- العناية بفروة الرأس:
- غسل الشعر بلطف باستخدام شامبو طبيعي ومناسب بعد الفترة التي يحددها الطبيب
- تجنّب التعرض المباشر والشديد لأشعة الشمس خلال الأسابيع الأولى بعد العلاج
- تجنّب الصبغات الكيميائية القوية أو المواد المهيّجة لفترة يحددها الطبيب
- استخدام أدوات الشعر:
- تقليل استخدام أدوات التصفيف الحرارية مثل المكواة أو المجفف الكهربائي
- تجنّب التمشيط العنيف أو شد الشعر في الأسابيع الأولى
- المتابعة الطبية:
- الالتزام ب زيارات المتابعة مع الطبيب لتقييم نتائج العلاج
- إجراء جلسات صيانة أو تكميلية إذا أوصى الطبيب بذلك
- الصبر ومراقبة النتائج:
- نمو الشعر يحتاج إلى وقت، لذا يجب التحلي بالصبر ومراقبة التطور التدريجي لكثافة الشعر وجودته
- المراقبة الدورية والتنظيف اللطيف لفروة الرأس يساعد على تعزيز النتائج ومنع التهيج
في الختام، تمثل تقنية ريجينيرا خيارًا متقدّمًا لعلاج تساقط الشعر بطريقة غير جراحية وطبيعية. لضمان أفضل النتائج، من المهم اختيار طبيب متمرس وإجراء فحص دقيق للحالة قبل الإجراء. إذا كنت تعاني من تساقط الشعر، يُنصح بالاستشارة الطبية لتقييم إمكانية استخدام هذه التقنية وتحقيق النتائج المرجوة بشكل آمن وفعال.
المصادر:
- Zari, S. (2021). Short-Term Efficacy of Autologous Cellular Micrografts in Male and Female Androgenetic Alopecia: A Retrospective Cohort Study. Clinical, Cosmetic and Investigational Dermatology, (eCollection 2021), 1725-1736.
- Justicz, N., Derakhshan, A., Chen, J. X., & Lee, L. N. (2020). Platelet-Rich Plasma for Hair Restoration. Facial Plastic Surgery Clinics of North America, 28(2), 181-187.
